وكالة الصحافة المستقلة:
2024-09-19@12:49:25 GMT

الفساد في العراق: آفة تلاحق الوطن

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

أغسطس 29, 2023آخر تحديث: أغسطس 29, 2023

ضياء سعد عبدالله

 

لا يمرّ يوم في العراق دون أن يثير سؤال “الفساد” تساؤلات الناس وتردد في وسائل الإعلام. ليس هذا السؤال مقتصرًا على الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، بل يمتد إلى الإدارات الحكومية وحتى المكاتب الرسمية. يعيش المواطن العراقي في عالم مليء بالوعود الفارغة واللجان الواحدة تلو الأخرى، في حين يبقى الفساد سيد الموقف.

على مدى العقدين الماضيين، شهدنا تغييرات في الحكومات، وسمعنا وعودًا بمحاسبة الفاسدين ومكافحة الفساد. لكن الواقع يقول إن الأمور لم تتحسن، والفاسدون، خاصة الحيتان الكبار، لا يزالون في حالة من الاستقرار والسلام.

السؤال هنا: هل هناك دولة فعلية في العراق؟ الفساد أصبح جزءًا من الحياة اليومية للمواطن. يقوم البعض بتقاضي “المقسوم” لتقديم الخدمات التي يفترض أن تكون مجانية. وإذا لم يدفع، فإنه ليس لديه خيار سوى الانتظار لفترات طويلة دون أي ضمان لتلبية حقوقه.

لقد توسعت آفة الفساد إلى درجة أنها أصبحت ظاهرة لا يمكن تجاهلها. حتى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أشارت إلى أن الفساد أصبح جزءًا أساسيًا من الاقتصاد والسياسة في العراق، ولا يمكن القول إن هناك أي قائد سياسي خالٍ منه.

تقديرات تشير إلى أن مبالغ هائلة من الأموال تم استنزافها بواسطة الفساد في العراق. ورغم هذا، لا يمكن تحديد وجهتها. هل هذا الوضع سيبقى دون تغيير؟ هل ستظل الهيئات المعنية عاجزة عن محاسبة المسؤولين؟ هذه الأسئلة تبقى دون إجابة.

في نهاية المطاف، يعيش المواطن العراقي في حالة من عدم الثقة في النظام والسلطات. يعلم أنه لا يمكن الوثوق بما يُقال له، وأن حقوقه لن تُلبى إلا إذا دفع “الثمن” المناسب. هذا واقع مرير للعديدين، وهم يبحثون عن حلاً لهذه المشكلة الخطيرة.

الفساد ليس مزحة، بل هو تهديد جدي للمستقبل العراقي. إن لم يتم التصدي له بجدية، فإنه سيستمر في تهديد الاستقرار والنمو في هذا البلد الجميل والمضطرب.

وبصورة مؤلمة، يظهر الوضع واضحًا في عدم قدرة الجهات المعنية على محاسبة الفاسدين بشكل جاد. يصدر القضاء أحكامًا لا تلامس الفاسدين، ولا تسترد المال المنهوب بالشكل الذي يجب. هناك قضايا معروفة بتورط مسؤولين كبار، إلا أنهم يبقون في مأمن، حيث تصدر قرارات عفو تقضي بعودتهم للمشهد السياسي دون عقاب حقيقي.

يُظهر تاريخ مكافحة الفساد في العراق مشاهد مخيبة للآمال. حيث تبدأ مشكلة الفساد من الأسفل، وتنتهي بالقمة، مما يُظهر ضرورة تغيير جذري في نهج الحكومات المستقبلية. من الضروري تحقيق توازن بين العقوبات الرادعة وتوفير بيئة تشجيعية للإبلاغ عن الفساد ومكافحته.

على الصعيدين الوطني والدولي، يجب أن تكون هناك جهود مشتركة لمكافحة الفساد في العراق. ينبغي للمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية دعم العراق في بناء نظام يضمن الشفافية والمساءلة. كما يجب أن تشجع الحكومات الشريفة على تقديم المساعدة التقنية والخبرات لتعزيز الجهود المحلية لمكافحة الفساد.

هذا ليس وقتًا للانكسار، بل وقت للتحرك والتغيير. يجب على المواطنين العراقيين أن يكونوا القوة التي تدفع نحو تحقيق التغيير. من خلال المشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية وضغط الحكومات لتحقيق الإصلاحات، يمكن تحقيق تقدم ملموس في مكافحة الفساد.

الفساد ليس مجرد مشكلة إدارية، بل هو تهديد للأمن والاستقرار والتنمية في العراق. إذا لم يتم التصدي له بجدية، فإن آفة الفساد ستستمر في النمو والانتشار، مما سيؤدي إلى استمرار تجاوز حقوق المواطنين وتدهور الخدمات العامة.

على الختام، يجب أن يكون مكافحة الفساد هدفًا مشتركًا لجميع القوى السياسية والمجتمع المدني في العراق. إنها معركة تحتاج إلى وحدة وعزم، وعلى الجميع أن يعملوا سويًا من أجل بناء وطنٍ نزيه يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. إن مستقبل العراق يعتمد على مكافحة الفساد والتغلب عليه، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الفساد فی العراق مکافحة الفساد لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الإصابات تلاحق لاعبي المنتخب المغربي قبل مباراتي إفريقيا الوسطى بتصفيات "الكان"

يعاني المنتخب المغربي من كثرة الإصابات في الآونة الأخيرة، بعد إصابة كلٍ من ابراهيم دياز، لاعب ريال مدريد الإسباني، في مباراة فريقه ضد ريال سوسيداد، لحساب الجولة الخامسة من الدوري الإسباني، حيث اضطر إلى مغادرة الملعب بعد مرور 24 دقيقة فقط عن بداية اللقاء.

وفي هذا الصدد، قال ريال مدريد في بيان له، إنه بعد الفحوصات التي أجراها الجهاز الطبي للفريق على اللاعب إبراهيم دياز، تم تشخيص إصابته في العضلة المقربة الطويلة في ساقه اليمنى.

وحسب الصحافة المحلية بإسبانيا، من المتوقع أن يغيب لاعب المنتخب الوطني المغربي عن المنافسات لمدة شهر على الأقل، في حين ذكرت صحيفة ماركا أن فترة ابتعاده عن الملاعب قد تبلغ 3 أشهر، ما يعني غيابه عن المعسكر المقبل لأسود الأطلس.

وقبل دياز، أصيب حكيم زياش، على مستوى عضلات الظهر، حيث خضع لعدة فحوصات طبية داخل ناديه غلطة سراي، فور عودته من التجمع الإعدادي للمنتخب المغربي، وخوضه مباراتين أمام كلٍّ من الغابون وليسوتو، برسم الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025، أظهرت حاجته إلى فترة راحة قد تمتد لشهر كامل.

وسيكون وليد الركراكي، مضطرا للبحث عن لاعبين يعوضان حكيم زياش، وابراهيم دياز، حيث أوضحت بعض المصادر المطلعة، أن الناخب الوطني، يستهدف ضم لاعبين جدد لتعويض هذا الثنائي، ويتعلق الأمر بكل من أسامة الصحراوي، لاعب ليل الفرنسي، وصهيب درويش، لاعب أيندهوفن الهولندي.

وأشار موقع « كووورة »، إلى أن المدرب قد يمنح أيضا وقتا أكبر لبعض العناصر الحالية التي لم تحظ بكثير من الفرص في المباريات الماضية، خاصة الثنائي الأولمبي إلياس أخوماش، لاعب فياريال الإسباني، وإلياس بن الصغير، لاعب موناكو الفرنسي.

ويتصدر حاليا المنتخب الوطني المغربي المجموعة الثانية بست نقاط «العلامة الكاملة»، متبوعا بالغابون في الوصافة بثلاث نقاط، فيما يتواجد إفريقيا الوسطى في الرتبة الثالثة بالرصيد ذاته، بينما يحتل ليسوتو المركز الأخير «الرابع» برصيد خال من النقاط.

وسيعلن الناخب الوطني وليد الركراكي، عن قائمة المنتخب المغربي، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل، لمباراتي إفريقيا الوسطى لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025، اللتان ستلعبان خلال الفترة الممتدة ما بين 7 و15 من الشهر المقبل.

كلمات دلالية ابراهيم دياز المنتخب الوطني المغربي تصفيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025 حكيم زياش وليد الركراكي

مقالات مشابهة

  • تعذيب الأطفال واسترقاق النساء: جرائم تلاحق قادة الدعم السريع
  • زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب تبديده مصوغاتها بقيمة 1.8 مليون جنيه
  • حملات موسعة بالبحيرة تلاحق تجار الحشيش وتضبط 3 متهمين
  • مصدر نيابي:المندلاوي والنواب الشيعة اعتبروا شهداء الوطن قبل 2003 ليسوا بشهداء والمدافعين عن إيران ” شهداء”!
  • محكمة جنايات مكافحة الفساد تحدد موعداً للمتهمين في “سرقة القرن” للمثول أمامها
  • دعوى قضائية بالسرقة تلاحق مايلي سايروس
  • العراق: لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية بعد هزيمة «داعش»
  • الإصابات تلاحق لاعبي المنتخب المغربي قبل مباراتي إفريقيا الوسطى بتصفيات "الكان"
  • رئيس وزراء العراق: لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأمريكية
  • السوداني:ليست هناك حاجة لوجود تحالف قوامه (86) دولة