الهيئة الاتهامية في بيروت توقف التحقيق مع حاكم مصرف لبنان السابق
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
قررت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو "رفع يدها" عن متابعة النظر في الدعوى بحق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، وذلك بعدما تقدم محامي سلامة اليوم بدعوى أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لمخاصمة الهيئات الاتهامية الثلاث، التي تعاقبت على تسلم ملف سلامة خلال العطلة القضائية.
جاء ذلك بعدما تغيب سلامة عن المثول أمام الهيئة الاتهامية في بيروت، خلال الجلسة التي كانت مقررة اليوم للنظر في استئناف رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر على قرار قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا لجهة ترك سلامة رهن التحقيق.
ومن المقرر أن يستمر رفع يد الهيئة الاتهامية في بيروت عن نظر الدعوى بحق سلامة لحين البت في الدعوى التي قدمها محاميه أمام محكمة التمييز.
وكان سلامة قد خضع - في 12 يوليو الماضي - إلى جلسة تحقيق في قضايا اختلاس وتبييض أموال وإثراء غير مشروع أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا وذلك بحضور وكيله القانوني ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، حيث انتهت الجلسة بقرار قاضي التحقيق القاضي شربل أبو سمرا إخلاء سبيل حاكم المصرف المركزي رهن التحقيقات.
وخضع سلامة - في شهر مايو الماضي - لجلستي تحقيق أمام القضاء اللبناني للاستماع إلى أقواله في تهم الفساد المالي وتبييض الأموال والصادر بشأنها مذكرتي توقيف دوليتين من إحداهما من القضاء الفرنسي والأخرى من القضاء الألماني بحق الحاكم وتبلغ بها لبنان عبر الانتربول الدولي.
ونفى حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة جميع الاتهامات الموجهة إليه بمضمون مذكرتي التوقيف الفرنسية والألمانية. فيما قرر قاضي التحقيق ترك سلامة رهن التحقيق ومنعه من السفر مع الإبقاء على حجز جوازي سفره اللبناني والفرنسي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قاضی التحقیق
إقرأ أيضاً:
كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (31)
تحقيق: ناصر أبوعون
يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [(ذِكْرُ ظَفَارِ الَقَدِيْمَةِ. هِيَ وَاقِعَةٌ عَلَى شاطئ الْبَحْرِ عَلَى مُرْتَفَعٍ مِنَ الْأَرْضِ، شَرْقِيّ الْحِصْنِ تَبْعُدُ مِنْهُ مِقَدَارَ مَيْلَينِ تَقْرِيْبًا، لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا الْأَطْلَالُ وَالرُّسُومُ، الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ دَلِيْلٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيهِ هَذِهِ الْمَدِيْنَةِ الْبَالِيَةِ مِنَ الْعُمْرَانِ، وَإِتْقَانِ الْبِنَاءِ وَثَرْوَةِ أَهْلِهَا. وَقَدْ قَصَدْتُهَا مِرَارًا؛ لِأَنْظُرَ مَآثِرَهَا، فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الِاسْطُوَانَاتِ الْمُنْتَصِبَةِ الَّتِي هِيَ حِجَارَةٌ وَاحِدَةٌ. وَكَفَى بِذَلِكَ اِعْتِبَارًا وَذِكْرًا. [أَيْنَ مَنْ سَادُوا وَشَادُوا وَبَنَوا؟/ هَلَكَ الْكُلُّ وَلَمْ تُغْنِ الْقِلَلْ]، وَبِهَا عِدَّة مَسَاجِدُ وَيُحِيْطُ بِهَا سُوْرٌ مُحْكَمُ الْبِنَاءِ، وَيُحِيْطُ بِالْكُلِ خَنْدَقٌ؛ وَالْآنَ هَذَا الْخَنْدَقُ خُوْرٌ مُنَبَّتٌ بِهِ شَجَرُ الْأَثْلِ والأراك. وَقَدْ عَدَدَتْ الْاسْطُوَانَاتِ بِجَامِعِهَا؛ فَإِذَا هِيَ مِائَةُ اِسْطُوَانَةٍ، وَكُلُّ اِسْطُوَانَةٍ حَجَارَةٌ وَاحِدَةٌ نُحِتَتْ أَحْسَنَ نَحْتٍ يَظُنُّهَا النَّاظِرُ مِنْ بَعِيْدٍ أّنَّهَا مُرَكَبَةٌ مِنْ عِدَّةِ أَحْجَارٍ. وَطُوْلُ كُلُّ اِسْطُوَانَةٍ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ، وَبَعْضُهَا يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. وَكُلُّ مَسَاجِدِ هِذِهِ الْبِلَادِ الْخَرِبَةِ اِسْطُوَانَاتُها كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ آثَارِ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ شَيءٌ إِلَّا الاسْطُوَانَاتُ، وَبَعْضُهَا مْنْتَصِبٌ، وَبَعْضُهَا سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. وَأَمَّا حِصْنُ الْحُكُومَةِ بِهَا؛ فَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ كَوْمٍ عَظِيْمٍ مِنَ الْحَجَرِ وَالتُّرَابِ، وَقُدَّامُ هَذَا الْحِصْنِ فِيْمَا يَظْهَرُ آثَارُ مَيْدَانٍ كَانَ يَبْرُزُ فِيْهِ أَمِيْرُ ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَشَرْقِيِّهِ أَنْقَاضُ بُيُوتٍ؛ كَانَتْ فِيمَا يُقَالُ مَسْكَنَ وُزَرَائِهِ وَقُضَاتِهِ.(أَيْنَ مَنْ سَادُوا وَشَادُوا وَبَنَوا؟/ هَلَكَ الْكُلُّ وَلَمْ تُغْنِ الْقِلَلْ). وَهَذِهِ الْبِلَادُ الدَّارِسَةُ تُعْرَفُ عِنَدَ أَهْلِ ظَفَارِ بـِ(الْبِلَيْد)، وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ اِسْمُهَا فِي ذَلِكَ الْوْقْتِ. وَاللهُ أَعْلَمُ)].
....
البليد بين الطائي وابن المجاور
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: في [(ذِكْرُ ظَفَارِ الَقَدِيْمَةِ. هِيَ وَاقِعَةٌ عَلَى شاطئ الْبَحْرِ عَلَى مُرْتَفَعٍ مِنَ الْأَرْضِ، شَرْقِيّ الْحِصْنِ تَبْعُدُ مِنْهُ مِقَدَارَ مَيْلَينِ تَقْرِيْبًا)].
يتفق هذا الوصف الجغرافيّ الذي ذكره شيخنا الطائي لموقع (البليد) الجغرافي عاصمة مدينة ظفار القديمة بدقة متطابقة، مع وصف الرَّحالة والجغرافيّ جمال الدين أبو الفتح يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي، (601–690 هـ) الشهير بـ(ابن المجاور) في كتابه المسمى(تأريخ المستبصر)، ونقل عنه الباحث العماني حسين المشهور باعمر: "البليد جنوب شرق مدينة ظَفار القديمة، والتي تُدعى (الرباط)، وتمّ الفراغ من بنائها في أواخر العقد الثاني من القرن السابع الهجري، وذلك في عهد السلطان أحمد بن محمد الحبوظيّ وأسماها (الأحمديّة). يقول ابن المجاور: "خرَّب أحمد بن مزروع الحبوظيّ (ظفار) سنة ثمان عشرة وستمائة، وبنى (المنصورة). [(تَبْعُدُ مِنَ الحصن مِقَدَارَ مَيْلَينِ)]. أي بمقدار: (٣.٢١٨٦٨٨) كيلومتر، و(الميل) وحدة قياس اِستُعْمِلَتْ في روما القديمة، ومازالت قيد التطبيق في البلدان ذات الأصول الأنجلوسكسونية وهي: (ألمانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، كندا، ونيوزيلندا، وأستراليا وأيرلندا)، وهو يساوي ألف خطوة (1 خطوة = 1،48 متر)، ويساوي أيضا 1760 ياردة أو5280 قدم في بريطانيا، ويساوي بالضبط 1609،344متر.
البليد من العمران إلى أطلال ورسوم
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا الْأَطْلَالُ وَالرُّسُومُ، الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ دَلِيْلٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيهِ هَذِهِ الْمَدِيْنَةِ الْبَالِيَةِ مِنَ الْعُمْرَانِ، وَإِتْقَانِ الْبِنَاءِ وَثَرْوَةِ أَهْلِهَا)].
وفي قول شيخنا عيسى الطائي: [(لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا الْأَطْلَالُ وَالرُّسُومُ)]؛ إثبات لنظرية في علم اللغة قائلة: أنه لا مترادفات في اللغة العربية المُعجمية (خارج النص)؛ وإنما السياق هو الحاكم للمعنى (داخل النص)، ويستبين ذلك من استعمال الطائي المفردتين: (الأطلال والرسوم) متتاليتين لا فاصل بينهما، والتي يظن الأعم الأغلب من عوام الناس أنهما بمعنى واحد، فـ(الْأَطْلَالُ والطُلُول) جمعٌ، والمفرد منها (طَلَل). ومعناه: ما بَقِيَ من آثار الدِّيار والمدن بعد رحيل أو هلاك أصحابها. قال مهلهل بن ربيعة التغلبيّ: (هَلْ عَرَفْتَ الْغَدَاةَ مِنْ (أَطْلَالِ)/رَهْنَ ريِحٍ، وَدِيْمَةٍ مِهْطَالِ؟)(01)، أمّا (الرُّسُوم والأرسام والأرْسُم)، فهي جمعٌ مفرده: (رَسْم)، ومعناه: الآثار الملتصقة بالأرض وبقايا المدن والبُيوت الدّارسة المهجورة. وجاء معناها في بيت آخر للمهلهل التغلبي الذي يقول فيه: (يَسْتَبِيْنُ الْحَلِيْمُ فِيْهَا (رُسُومًا)/دَرِاسَاتٍ كَصَنْعَةِ الْعُمَّالِ)(02). وقوله: [(دَلِيْلٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيهِ هَذِهِ الْمَدِيْنَةِ الْبَالِيَةِ)]، و(الدَّليل) معناه: العلامة والأمارة، وجمعها: (أَدِلَة و أَدِلَّاء). يقول طَرفة بن العبد البكريّ: (وإنَّ لِسَانَ الْمَرْءِ، مَا لَمْ تَكُنْ لَهُ/ حَصَاةٌ، عَلَى عَوْرَاتِهِ، لَـ(دَلِيْلُ)(03). وأمّا (الْبَالِيَةِ)، فمعناها: خَلِقَة ومتهالكة. وهي اسم فاعل من الفعل الثلاثي (بَلِيَ). يقول دويد بن زيد القضاعيّ: (الْيَومَ يُبْنَى لِـدُوَيْدٍ بَيْتُهُ/لَوْكَانَ لِلدَّهْرِ (بِلًى) (أَبْلَيْتُهُ))(04). وقوله: [(مَا كَانَتْ عَلَيهِ مِنَ الْعُمْرَانِ، وَإِتْقَانِ الْبِنَاءِ وَثَرْوَةِ أَهْلِهَا)]. و(الْعُمْرَانِ) مفردة ظهرت في القرآن الكريم بمشتقاتها المختلفة 37 مرة بدلالات متنوّعة، وهي مفاهيم تشير إلى شرطين من شروط الفعل الإنساني: الأول: يمثِّل (الزمن)، كما في قوله تعالى: {وَلَٰكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}[سورة القصص، الآية: 45]، أمّا الشرط الثاني، فيتمثَّل في الجانب العملي من (الفعل الإنسانيّ) ذاته الذي وضحه قوله تعالى: {وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ} [سورة الروم، الآية: 9]. ولمفهوم (العمران) عند ابن خلدون مناعة معرفية مكتسبة تميزه بجذوره القرآنية، وتمنعه من التمييع والتأويل. وهكذا تكون كلمة (العمران) عنده خاضعة لحقيقتين: الأولى تتمثّل في اتصالها من جانبها العُلْويّ بالأمر الإلهيّ، والثانية تعلُّقُها من جانبها السَّلَفيّ بـ(الاستخلاف في الأرض)(05). وَ[(إِتْقَانِ الْبِنَاءِ)]، الإتقان مصدر لـ(فعل رُباعي) ومعناه: الأداء والصِّنعة بإحكام. يقول وهبُ بنُ مُنبّه الصَّنعانيّ: (يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ، أَيْقِنْ، وَأَتْقِنْ، فَـ(إِتْقَانُكَ) صَلَاحُ الدُّنْيَا، وَيَقِيْنُك صَلاحُ نَفْسِكَ)(06). و[(ثَرْوَةِ أَهْلِهَا)]؛ اتفقت جُلّ المصادر على أنّ (ظفار) في عهود حكم الحبوظيين والمنجويّين والرسوليين) عاشت أزهى عصور الازدهار الاقتصادي، وكان أهلها في رغد ويسار من بحبوحة العيش؛ وأن "معول ملك (المنجويين) كان على التجارة والمواشي والخيل بينما معول ملك (الحبوظيين) كان على الزراعة؛ كما يذكر لنا (بهاء الدين الجندي): "أن معول مُلكهم كان على الزراعة والتجارة، فقاموا بإنشاء السواقي والري، كما يذكر (ابن مجاور في تأريخ المستبصر) بأن الحبوظيين قاموا ببناء مدينة المنصورة - البليد - وحفروا قناة مائية لرسو السفن فيها لتشجيع التجارة وحركة السفن"(07).
عجائب أعمدة البليد الاسطوانيّة
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَقَدْ قَصَدْتُهَا مِرَارًا؛ لِأَنْظُرَ مَآثِرَهَا، فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الِاسْطُوَانَاتِ الْمُنْتَصِبَةِ الَّتِي هِيَ حِجَارَةٌ وَاحِدَةٌ. وَكَفَى بِذَلِكَ اِعْتِبَارًا وَذِكْرًا. (أَيْنَ مَنْ سَادُوا وَشَادُوا وَبَنَوا؟/ هَلَكَ الْكُلُّ وَلَمْ تُغْنِ الْقِلَلْ).
ففي قوله: [(قَدْ قَصَدْتُهَا مِرَارًا؛ لِأَنْظُرَ مَآثِرَهَا)]، حملت (قَدْ) معنيين؛ الأول: يفيد التأكيد على تكراره زيارة مدينة (البليد) في جولا متتالية أثناء رحلته إلى ظفار وطوال بقائه فيها، ودلّ عليه قوله: (مِرَارًا) والمعنى الثاني: يفيد التحقيق وغايته التأمّل بالنظر والاعتبار بالفكر، ودلّ عليه قوله: (لِأَنْظُرَ)؛ لذا استعمل شيخنا الطائيّ الجمع من كلمة (مرّة)، فقال: قَصَدْتُهَا (مِرَارًا)، وتُجمَع أيضا على (مَرّ) و(مِرَر). يقول عَمرو بن قميئة البكريّ: (وَإِنْ ظَهَرَتْ مِنْهُ قَوَارِضُ جَمَّةٌ/وَأَفْرَعَ فِي لَوْمِي (مِرَارًا)، وَأَصْعَدَا)(08). وقوله: (مَآثِرَهَا) جمع تكسير على وزن (مَفَاعِل)، ومفرده (مِئْثَرة) على وزن مِفْعَلَة، ومعناها في المعجم الوسيط: (أَداة بمعنى: (آلة/سكين) تترك في الشَّيْء أَثَراً خاصًّا يتميز به). وقوله: [(فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الِاسْطُوَانَاتِ الْمُنْتَصِبَةِ الَّتِي هِيَ حِجَارَةٌ وَاحِدَةٌ)] إشارة إلى مهارة فن نحت (الاسطوانات) في مسجد (مدينة البليد الكبير) أي: الأعمدة) وكيف هي مقصوصة من قطعة حجر واحدة "مستدير الشكل في أسفلها قاعدة وفي أعلاها تاج، ووظيفة الأعمدة أنها تُنصب في المباني لحمل (العقود) سواءً في (البوائك) أو (عقود المحاريب).. إلخ، ويتكون العمود من ثلاثة أقسام، هي: (التاج)، و(البَدَن)، و(القاعدة)؛ فأمّا (التاج) فهو الجزء الأعلى من العمود ويكون في الغالب مزخرفًا، وعليه تستند رِجْل العَقْد، وقد تعلو التاج قطعة خشبية تسمّى طنفة أو طبيلية. وأمّا (البَدَن) فهو يُشكّل الجزء الأكبر من العمود، ويكون على شكل اسطوانيّ غالبا. وأمّا (القاعدة) فهي الجزء الأسفل من العمود وتكون شكل مشابه للتاج غالبًا"(09). وقول شيخنا الطائيّ: [(وَكَفَى بِذَلِكَ اِعْتِبَارًا وَذِكْرًا)] فيه بيان لمقاصد التعرف على السُّنن الإلهية في الأمم والحضارات، "وكيف رَغَّبَ اللَّهُ تَعَالَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَأَمُّلِ أَحْوَالِ هَؤُلَاءِ الْمَاضِينَ لِيَصِيرَ ذَلِكَ دَاعِيًا لَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَالْإِعْرَاضِ عَنِ الرِّيَاسَةِ فِي الدُّنْيَا وَطَلَبِ الْجَاهِ.. أو كان الْمُرَادُ: سُنَن اللَّهِ تَعَالَى فِي الْكَافِرِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا مَا بَقِيَتْ لَا مَعَ الْمُؤْمِنِ وَلَا مَعَ الْكَافِرِ"(10). و(اِعْتِبَارًا) المعنى المراد منها: النظر والتأمّل في آثار مدينة (البليد) الدارسة والتفكّر فيها، أخذ العبرة والموعظة منها. يقول عَديّ بن زيد العِباديّ مُستنكرًا: (أَلَا فِي الأَوَّلِ الْمَاضِي (اِعْتِبَارُ)/لِذِي عَقْلٍ، أَخِي فَهْمٍ بَصِيْرِ؟)(11) [(ذِكْرًا)]، معناه: أخذ الموعظة والتَّبصِرة من عواقب الأمور وزوال الدول مع تعاقب الدهور. ودلّ عليه قول الله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ}[سورة القلم، الآية: 52]؛ قال البغوي في تفسيره: (قال ابن عباس: موعظة للمؤمنين). ولتأكيد الشيخ عيسى الطائي فكرته على أخذ العبرة والموعظة من آثار مدينة (البليد) استشهد ببيت شعري من لامية بن الوردي، والتي تعد من أروع قصائده فأتى على قوله: (أَيْنَ مَنْ سَادُوا وَشَادُوا وَبَنَوا؟/ هَلَكَ الْكُلُّ وَلَمْ تُغْنِ الْقِلَلْ)(12)
مساجد وخنادق وأسور البليد
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَبِهَا عِدَّة مَسَاجِدُ وَيُحِيْطُ بِهَا سُوْرٌ مُحْكَمُ الْبِنَاءِ، وَيُحِيْطُ بِالْكُلِ خَنْدَقٌ؛ وَالْآنَ هَذَا الْخَنْدَقُ خُوْرٌ مُنَبَّتٌ بِهِ شَجَرُ الْأَثْلِ والأراك)].
في قول شيخنا عيسى الطائي [(وَبِهَا عِدَّة مَسَاجِدُ)]، أكدت صدقه العديد من الحفريات التي قامت بها البعثات الأثرية الاستكشافية بعد وفاة الطائيّ بنصف قرن تقريبًا، وهذه الحقائق أكدها تقرير للدكتورة ألكسيا بافان من جامعة نابولي الإيطالية نائبة رئيس البعثة الأثرية في موقع البليد الأثري؛ والتي "عَثُرت في موقع البليد على آثار لأكثر من خمسين مسجدًا؛ يمتاز معظمها بهيكل مربع الأضلاع، وأربعة أعمدة داخلية تسند سقفًا مصنوعًا من عوارض خشبية. تُزين تيجان الأعمدة نقوش لنبتة الذرة البيضاء المنتشرة في الجزء الجنوبي من عُمان"(13). وفي قول شيخنا عيسى الطائي: [(وَيُحِيْطُ بِهَا سُوْرٌ مُحْكَمُ الْبِنَاءِ)]، وهذا القول قائم على الزيارة والمشاهدة بالعين المجردة زمنَ قيامه برحلته إلى ظفار برفقة السلطان تيمور. وربّما تمّ تشييد (الأسوار) حول مدينة (البليد) تأثُّرًا وتقليدًا بالعمارة التحصينية في عهد الدولة الأيوبية (569-626هـ/1173م-1229م) الذين اتخذوا من (تعز) عاصمةً لهم، والتي هي على تماس جغرافيّ بمدينة (البليد). وقد جُدد السور الأيوبيّ أكثر من مرة وزاد فيه ملوك الدولة (الرسولية) التي حكمت ظفار تاليا (226-858هـ/1929-1454م)، وبُني السور من الجانبين بالحجارة، وما بينهما (طينٌ ولَبِنٌ وزابور) ودُعِّمَ بالأبراج"(14). وفي قول الشيخ عيسى الطائي: [(وَيُحِيْطُ بِالْكُلِ خَنْدَقٌ)]، ربّما يكون أيضًا تأثرًا بالفكر الدفاعيّ الاستراتيجي على مثال الخندق الذي كان موجودا في عصر الدولة النجاحية (431هـ -554 هـ/1404م - 1159م) حول مدينة (زبيد) اليمنية الذي حفره سرور الفاتكيّ وجدده سيف الإسلام طغتكين أخو صلاح الدين الأيوبيّ"(15). ووصف شيخنا الطائي الخندق بقوله: [(خُوْرٌ)]، مفرد، كما ينطقها أهل عُمان بلهجتهم الدراجة، أمّا في اللغة الفصيحة يكون بفتح الخاء وسكون الواو: (خَوْر)، وجمعه: (خُؤُور)، ومعناه: مصبّ المياه الجارية في البحر إذا اتَّسع وعَرُض. يقول العجاج في وصف السفينة: (إِذَا اِنْتَحَى بِجُؤجُؤٍ مَسْمُورِ/وَتَارَةً يَنْقُصُ فِي (الْخُؤُورِ))(16). وقول الطائيّ: [(بِهِ شَجَرُ الْأَثْلِ والأراك)]، أي صار الخندق حول (البليد) (خَوْرًا) ونبتت به أشجار والأراك. و(الْأَثْل): اسم جِنْس، ويُجمَع على (أُثُول و أَثَال) شجر طويل يُشبه الطَّرْفاء، دقيق الأوراق، أحمر الثمار، ليس له شوكٌ، ويُستخدم خَشبُه في البناء وصناعة الأدوات. يقول امرؤ القيس بن حُجر الكنديّ يُشبّه حُمولة الظَّعائن وألوانها وطولها بشجر (الأثل): (كَـ(أَثْلٍ) مِنَ الأَعْرَاضِ مِنْ دُوْنِ بِيْشَةٍ/ودُوْنِ الْعُمَيْرِ عَامِدَاتٍ لِغْضوَرَا)(17)
البليد ما بين الطائي والبعثات الاستكشافية
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَقَدْ عَدَدَتْ الْاسْطُوَانَاتِ بِجَامِعِهَا؛ فَإِذَا هِيَ مِائَةُ اِسْطُوَانَةٍ، وَكُلُّ اِسْطُوَانَةٍ حَجَارَةٌ وَاحِدَةٌ نُحِتَتْ أَحْسَنَ نَحْتٍ يَظُنُّهَا النَّاظِرُ مِنْ بَعِيْدٍ أّنَّهَا مُرَكَبَةٌ مِنْ عِدَّةِ أَحْجَارٍ. وَطُوْلُ كُلُّ اِسْطُوَانَةٍ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ، وَبَعْضُهَا يَزِيْدُ وَيَنْقُصُ. وَكُلُّ مَسَاجِدِ هِذِهِ الْبِلَادِ الْخَرِبَةِ اِسْطُوَانَاتُها كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ آثَارِ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ شَيءٌ إِلَّا الاسْطُوَانَاتُ، وَبَعْضُهَا مْنْتَصِبٌ، وَبَعْضُهَا سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ)].
وفي هذا المقطع من المخطوطة يستخدم شيخنا عيسى الطائي الوصف الإحصائي والذي بدا متطابقا مع تقارير البعثات الدولية التي كانت تعمل في الموقع طوال سبعة مواسم متتالية؛ فقد "تكشفت عن الحفريات المساحة الإجمالية للمسجد وهي حوالي 1800 متر مربع، وهذه المساحة دلت على أن المسجد الجامع في (البليد) كان أكبر الجوامع في ظفار إلى فترة قريبة و يحتوي على 48 عمودا لها قواعد وتيجان وارتفاع العمود الواحد حوالي 4 أمتار، والجزء الرئيس من العمود الواحد عبارة عن كتلة واحدة من الحجر الجيري المصقول بشكل دائري، وبعضه بأشكال مثمنة الأضلاع، فضلا عن وجود مئذنتين يُعتقد بأن الأولى تعود إلى بدايات إنشاء المسجد الذي يقدر عمره ما بين 800 إلى 900 سنة، والمئذنة الثانية أنشئت في فترة متأخرة، وربما كان كذلك في وقت كان قد تعرض فيه المسجد للانهيار، ومن ثم أعيد بناؤه، وهناك أيضا ملاحق داخل المسجد، وربما كانت عبارة عن مدارس قرآنية أو أماكن خاصة بالنساء، وللمسجد مداخل رئيسة من جهة القبلة ومن الجهة الشرقية، ويحتوي على بئر ماء، ومنطقة للاغتسال والوضوء، وعثر داخل جدران المسجد على أنواع من الخشب استخدمت "بممط" وهو أسلوب معماري هندسي يستخدم في المناطق التي تتعرض عادة للانهيارات والزلازل، وهذا الأسلوب يحافظ على مرونة الجدران وقوتها في حال تعرض المبنى للهزات الزلزالية. والخشب المستخدم كان بعضه محلي من نوع الزيتون البري المعروف والعيطان وأشجار السدر، وخشب غير محلي ويعتقد أنه مجلوب من الهند، وبالكشف عن عمر ذلك الخشب تبيّن أنه يعود إلى 1200 سنة(18)
لماذا يتوافق وصف الطائي مع تقارير الحفريات الحديثة؟
يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(وَأَمَّا حِصْنُ الْحُكُومَةِ بِهَا؛ فَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ كَوْمٍ عَظِيْمٍ مِنَ الْحَجَرِ وَالتُّرَابِ، وَقُدَّامُ هَذَا الْحِصْنِ فِيْمَا يَظْهَرُ آثَارُ مَيْدَانٍ كَانَ يَبْرُزُ فِيْهِ أَمِيْرُ ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَشَرْقِيِّهِ أَنْقَاضُ بُيُوتٍ؛ كَانَتْ فِيمَا يُقَالُ مَسْكَنَ وُزَرَائِهِ وَقُضَاتِهِ)].
وتثير المعلومات الإحصائية، والوصف التفصيليّ لآثار مدينة (البليد) التي ضمّنها الشيخ عيسى الطائيّ في رحلته برفقة السلطان تيمور إلى (ظفار)، والسابقة تاريخيا بزمن يُقارب مائة عام أو يزيد على التّعاقد مع البعثات الآثارية والعاملة في (البليد) والتي بدأ حفرياتها في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين حالة من الاندهاش فقد قدّمت الدكتورة ألكسيا بافان من جامعة نابولي الإيطالية نائبة رئيس البعثة الأثرية في موقع البليد الأثري للموسم السابع على التوالي عرضًا مرئيًّا في ديسمبر من عام 2024م، تحدثت فيه عن أعمال المسح والتنقيب في المنطقة الواقعة (جنوب الحصن) و(مسجد البليد) والقريبة من منطقة (الفرضة) بالإضافة إلى مسار الطريق المؤدي إلى البوابة الجنوبية الغربية للموقع الأثري. وأشارت ألكسيا إلى أن المسوحات الجديدة في (البليد) أسفرت عن اكتشافات جديدة خلال أعمال الحفريات، منها: مبنى مكوّن من عدة غرف صغيرة الحجم، وأماكن تستخدم كمواقد، وعدد من الأفران، بالإضافة إلى العثور على كميات من الأصداف داخل الموقع، ومواد أثرية متنوعة محلية الصنع، وأخرى من الهند وأفريقيا والصين، تعود لفترات زمنية متأخرة بين القرنين السادس عشر والثامن عشر الميلاديين. (استعراض نتائج الاكتشافات الأثرية في موقع البليد الأثري بولاية صلالة(19)
وفي ختام هذا المقطع من مخطوط الشيخ عيسى الطائي مستشهدًا بالبيت الشعريّ القائل: [(تَتَخَلَّفُ الآثارُ عَن أَصحابِها/ حيناً وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتبَعُ). وَهَذِهِ الْبِلَادُ الدَّارِسَةُ تُعْرَفُ عِنَدَ أَهْلِ ظَفَارِ بـِ(الْبِلَيْد)، وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ اِسْمُهَا فِي ذَلِكَ الْوْقْتِ].
البيت للمتنبي، ومعناه: "تتخلف الآثار عن أصحابها مدة، فتدل على أحوالهم في القوة ومنازلهم في الاقتدار والبسطة، ثم ينالها ما نالهم من الانقضاء، ويدركها ما أدركهم من الفناء، فتذهب الآثار كما ذهب المؤثرون لها، وتعدم كما عدم الذين دلوا على أنفسهم بها. هذه حال الدنيا وأهلها، والمعهود من تصرفها وفعلها(20).
المراجع والمصادر:
([01]) ديوان المهلهل، تحقيق وشرح: أنطوان محسن القوّال، دار الجيل، بيروت، ط1، 1995م، ص: 70
([02]) المرجع نفسه، ص: 70
([03]) ديوان طرفة بن العبد البكريّ، شرح: الأعلم الشنتمريّ، وتليع طائفة من الشعر المنسوب إلى طرفة، تحقيق: درية الخطيب ولطفي الصقّال، إدارة الثقافة والفنون، البحرين، المؤسسة العربية، بيروت، ط2، 200م، ص: 92
([04]) الشعراء الجاهليون الأوائل، تحقيق: عادل الفريجات، دار المشرق، بيروت، ط2، 2008م، ص: 170
([05]) مفهوم العمران في ضوء القرآن، البدالي المترجّي، مجلة الأثر، المجلد: 18، العدد: 1، العدد التسلسليّ: 35، جوان: 2012م، ص: 248، 249
([06]) التيجان في ملوك حمير، وهب بن منبه الصنعاني(ت، 114هـ)، رواية: أبو محمد عبد الملك بن هشام عن أسد بن موسى عن أبي إدريس بن سنان عن جَدّه لأمه وهب بن منبه، تحقيق ونشر: مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء، ط1، 1347هـ، ص: 103
([07]) انظر: السلوك في طبقات العلماء والملوك، بهاء الدين الجندي، تحقيق: محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي، ط2، دار النشر: مكتبة الإرشاد - صنعاء - ١٩٩٥م - العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية، علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن ابن وهاس الخزرجي الزبيدي، أبو الحسن موفق الدين (ت ٨١٢هـ)، تحقيق وتصحيح: محمد بن علي الأكوع الحوالي، ومحمد بسيوني عسل، ط1، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، دار الآداب، بيروت – لبنان 1983م - تاريخ المستبصر لابن المجاور- تاريخ حضرموت المعروف بتاريخ شنبل، أحمد بن عبدالله شنبل، تحقيق: عبدالله محمد الحبشي، ط2، مكتبة الإرشاد، 2007م - الشعاع الشائع باللمعان في أئمة عمان، ابن رزيق، تحقيق: عبدالمنعم عامر، وزارة التراث والثقافة، ط1، 1398هـ/ 1978م
([08]) ديوان عمرو بن قميئة البكريّ، تحقيق وشرح: حسن كامل الصيرفيّ، معهد المخطوطات العربية، مطابع دار الكتاب العربيّ، القاهرة، 1965م، ص: 6 - 7
([09]) مقدمة في الآثار الإسلامية، د. عبد الله عبد السلام الحداد، ط1، دار الشوكاني للطباعة والنشر، صنعاء، 2003م، ص: 125
([10]) مقالة السير في الأرض مدخل للتأمل والاعتبار، السنوسي محمد السنوسي، إسلام أونلاين، وهامش مفاتيح الغيب، الرازي، 9/ 370، بتصرف يسير.
([11]) ديوان عدي بن زيد العبادي، جمع وتحقيق: محمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية، بغداد، 1965م، ص: 134
([12]) انظر ترجمة ابن الوردي في: الوافي بالوفيات 7/26, العبر للذهبي 4/150, الأعلام للزركلي5/67. وهو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس. أبو حفص زين الدين بن الوردي المصري الكندي. 691 - 749 هـ / 1292 - 1349, ولد في معرة النعمان غرب حلب . تولى قضاء حلب ثم قضاء منبج
([13]) نتائج الاكتشافات الأثرية في موقع البليد الأثري، وكالة الأنباء العُمانية، جريدة عُمان، ثقافة، 27 من ديسمبر 2024م.
([14]) المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن، أحمد قائد الصياديّ، دار الفكر المعاصر، ط1، بيروت، 1990م، ص: 277
([15]) مقدمة في الآثار الإسلامية، مرجع سابق، ص: 91، 97
([16]) ديوان العجاج، رواية: عبد الملك بن قُريب الأصمعيّ، تحقيق وشرح: عبد الحفيظ السطليّ، مكتبة أطلس، المطبعة التعاونية، دمشق، 1971م، 1/353
([17]) ديوان امريء القيس، شرحه: عبد الرحمن المصطاوي، دار المعرفة، بيروت، ط2، 2004م، ص: 95
([18]) البليد أهم ميناء على بحر العرب قديما، محاد بن أحمد المعشني، مجلة نزوى، 1 أكتوبر 2000م
([19]) نتائج الاكتشافات الأثرية في موقع البليد الأثري، وكالة الأنباء العمانية، جريدة عُمان، ثقافة، 27 من ديسمبر 2024م).
([20]) شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي، إبراهيم بن محمد بن زكريا الزهري، من بني سعد بن أبي وقاص، أبو القاسم ابن الإِفلِيلي (المتوفى: 441هـ)، تحقيق: مصطفى عليان، سفر 2، مجلد 2، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان، 1992م، ص: 3
رابط مختصر