سام برس:
2025-01-09@03:02:23 GMT

الوهم المترسخ

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

الوهم المترسخ

بقلم/ أحمد الصراف
أبدى كثيرون تفاؤلهم بالعهد الحكومي الجديد، وتوقعوا الأفضل، وهذا ما نتمناه، لكنه لا يختلف عما سبقه من عهود حكومية، منذ نصف قرن، فيما يتعلق بموقفه من التعليم. فلا جهة حكومية أبدت يوما أي اهتمام أو قلق بما يواجهه نظام التعليم من انهيار شبه تام، دون أية مبالغة، مع علم البعض بالأسباب، مع عدم رغبة أي طرف بالحديث في ما يكدر، ويفضلون الهروب للأمام من خلال دغدغة مشاعر المواطنين بالحديث عن زيادات الرواتب وتحسين الطرقات، وزيادة عدد المواد المدعومة، غير مدركين أن تدني مخرجات التعليم كافٍ للقضاء على أي أمل في التقدم، فلم يكفنا تجاهل كل أجهزة الدولة لفضيحة تورط 40 ألف طالب وطالبة في عمليات غش كاملة في الاختبارات الأخيرة، بل يأتينا محمد هايف، النائب في البرلمان، ويبدي زعله لأن الكنديين قاموا بفصل عدد من الطلبة الكويتيين من إحدى الجامعات الكندية بسبب تلبسهم بالغش!

لا ينفي الأخ النائب واقعة الغش، بل فقط يقلل من خطورتها، وكأنه يود أن يكون الكنديون مثلنا، بلا دم ولا خجل، عندما يتعلق الأمر بجريمة غش في الامتحانات، وعدم اعتبارها من الأمور المعيبة، والتي تشكل بنظرهم جريمة يعاقب عليها مقترفها.

ويصب النائب (المشرع) جام غضبه على ملحقنا الثقافي في كندا، لعجزه عن التدخل في الأمر!

ويأتي بعد كل ذلك من يتساءل، باستغراب غبي، عن أسباب تخلفنا، حتى عن عشرات الدول التي كنا يوما نسبقها بمراحل، في كل شيء وفي كل ميدان!

تعتبر فنلندا من أصغر اقتصادات أوروبا الغربية، وكانت تعاني قبل أربعة عقود مشكلات اقتصادية وتنموية هائلة، ولكن بعد وضع خطة محكمة أصبح وضعها أفضل بكثير، وكان عماد الخطة تغيير التعليم الذي أثار دهشة الدول كافة تقريبا، وهي الخطة التي بدأت قبل 40 عاما، عندما شعرت حكومتها بأن ما تواجهه الدولة من أزمات، حتى الاقتصادية منها، لا يمكن أن تحل بغير إحداث نقلة نوعية في التعليم، فقررت السير في ثورتها، على الرغم من أنها تتطلب سنوات طويلة من العمل الجاد والمكلف، وخلال جيل أو أكثر قليلا ظهرت نتائجها التي بينت أن تلامذة فنلندا هم الأفضل في العالم في مادة القراءة. وبعدها بثلاث سنوات أصبحوا الأفضل في العالم في الرياضيات، وفي 2006 أصبحت فنلندا الأولى على 57 دولة في مادة العلوم، وفي 2009 أصبحت، وحسب اختبارات عالمية مؤكدة، الثانية في العلوم والثالثة في القراءة والسادسة في الرياضيات، ضمن اختبارات شارك فيها نصف مليون طالب في العالم!

هذه المعجزة الفنلندية لم تحدث عبثا، فالفضل الأكبر فيها يعود للحكومة التي اختارت المدرس المنحاز لوطنه، وليس للحزب الديني أو السياسي، كما هو الحال لدينا، فمدرسو فنلندا الـ62 ألفا الذين يقومون بعملهم من خلال 3500 مدرسة، تم اختيارهم من العشرة في المئة الأوائل من خريجي الجامعات، ومن حاملي شهادات «الماجستير» في التعليم، حيث منحوا امتيازات مالية ومعنوية عالية، وساعدهم صغر حجم الفصول الدراسية في معرفة طلبتهم، حيث تبين أن ثلاثين في المئة منهم بحاجة إلى عناية خاصة في سنوات الدراسة الأولى، علما بأن المدارس الفنلندية تحتوي على نسب متزايدة من الطلبة العرب والآسيويين والأفارقة، وحتى الروس. ولو حاولنا مقارنة خطة التعليم الفنلندية بخطة التعليم الكويتية، التي بدأت في الفترة نفسها تقريبا، فإننا سنصاب حتما بآلام حادة في المعدة!

يقول المفكر أحمد عصيد: «نبني المساجد ونبالغ في زخرفتها وتجميلها، وتعليق الثريات فيها، وننسى كلياً المدارس، وهي الأهم، فكيف نتوقع أن نتقدم وننهض؟!».

* نقلا عن "القبس"

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

نجم الأهلي السابق: إمام عاشور مثل الطفل.. وكولر سبب إصابة داري

أكد خالد جاد الله، نجم النادي الأهلي السابق، أن إمام عاشور، لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم بالقلعة الحمراء، لم يخطئ باحتفاله بالبالونة البيضاء في مباراة سموحة.

وقال جاد الله، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة "etc":" إمام عاشور، لاعب جيد، ويجيد التعامل في المواقف الفردية، وتحرك إمام في الهدف كان مهما".

وتابع: "لأول مرة أري مدافعي سموحة، يلعبون على خط واحد أمام الأهلي، وهو أمر خاطئ وسيتم ضربه من كرة واحدة".

وأردف: "وسام أبوعلي يجيد خلق المساحات لزملائه في دفاع المنافس، وكل لاعب حر في الاحتفال الخاص به عقب تسجيل الهدف، وإمام عاشور لم يخطئ، وهناك أمور هامة في المباراة عن بالونة إمام عاشور".

وشدد:" إمام عاشور مثل الطفل وتصرفاته عفوية، وكان يقصد أن يفرح بنته، وقدم مباراة جيدة وكان الأفضل في اللقاء، وأتمنى أن تهدى السوشيال ميديا ويتم الحديث عن أمور أكثر أهمية".

وأردف:" كولر لم يكن موفق في تشكيل الأهلي في لقاء اليوم، وأشرف داري كان يلعب باك يمين، وهو سبب إصابته، لأنه لا يجيد اللعب على الأطراف، وكان من الأفضل مشاركة أكرم توفيق مكانه".

وواصل:" عندم تعرض داري للإصابة، عاد أكرم مكانه، وشارك لاعب وسط، وتحسن الأداء، وكان من الأفضل مشاركة عمرو السولية منذ بداية المباراة، كي تكسبه لأنك ستحتاجه في الفترة القادمة".

وعن هدف أفشة قال:" توقيت هدف أفشة مهم جدًا، لوجود فارق في نهاية الشوط الأول وانت متقدم عن الخروج متعادل، والأهلي كان قادر على الفوز بفارق أو 6 أهداف".

وواصل:" كريم الدبيس، من اللاعبين الجيدين، وعرضيته في هدف أفشة مميزة وتدل على أنه لاعب مميز، ويحتاج اللعب باستمرار وسيكون أفضل من يحيى عطية الله".

مقالات مشابهة

  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
  • ما هي التهم التي يواجهها نجل «القرضاوي»؟
  • بعد قرار لبنان بترحيله.. ما هي التهم التي يواجهها عبد الرحمن يوسف القرضاوي؟
  • واشنطن بوست: العالم الذي ينتظر ترامب يختلف عن ما كان قبل 4 سنوات
  • نجم الأهلي السابق: إمام عاشور مثل الطفل.. وكولر سبب إصابة داري
  • التعليم في العالم العربي ومنعطف الذكاء الاصطناعي
  • أول تعليق من أحمد شوبير على احتفال إمام عاشور بـ«البالونة البيضاء»
  • وسائل إعلام: الناتو يعتزم إرسال نحو 10 سفن إلى بحر البلطيق لحماية البنية التحتية
  • شاهد بالفيديو| طريقة التدريب التي تلقاها جواسيس الخلية البريطانية السعودية والأماكن التي تم تدريبهم فيها وأنواع المهام التي كلفوا بها
  • “مشاهد رُفعت عنها السرية”.. شاهد لحظة القبض على جواسيس المخابرات البريطانية والسعودية وكيف تم تنفيذ العملية والأماكن التي كانوا يتواجدون فيها (فيديو)