سواليف:
2024-10-05@13:24:28 GMT

بين رجلين ونظامين

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

بين رجلين ونظامين

بين رجلين ونظامين / د. #منذر_الحوارات

مشهدان لا يمكن تجاوزهما بسهولة، الأول منظر طائرة زعيم منظمة فاغنر يفغيني بريجوين وهي تهوي على الأرض وتتحطم ويقتل هو ونائبه ديمتري أوتكين، أما المشهد الثاني هو تسليم الرئيس الأميركي السابق نفسه للسلطات في السجن التابع لولاية جورجيا بعد أن قررت المدعية العامة بأن ترامب يجب أن يعامل مثل غيره من المتهمين.

بين الرجلين تشابه كبير رغم الفارق بالمنصب السياسي والفارق ايضاً بين النظامين اللذين ينتميان إليهما، فالأول رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والثاني رئيس منظمة عسكرية تعتمد على المرتزقة، كلاهما ثري ويمتلك مجموعة من الشركات على مستوى العالم وينتقل بطائرته الخاصة، وكلا الرجلين يتمتع بشخصية كاريزمية قادرة على اجتذاب الاتباع بمنتهى السلاسة، ولكل منهما وجهة نظره بالنخب الحاكمة وإن كانت وجهة نظر بريغوجين تعززت في أثناء الحرب على أوكرانيا وفي باخموت بالذات حيث اعتبر القادة العسكريين الروس بأنهم مجموعة من الفاسدين، أما دونالد ترامب فقد كان دوماً يعتبر النخب السياسية التي تحكم واشنطن ليسوا سوى أقلية من الفاسدين، وعندما فاز بالرئاسة اعتبر أنه نبي الأميركان والذي عليه ان يحررهم من عبودية هذه النخبة، وهذا ما قاده للاعتقاد عندما خسر الانتخابات بأن هذه النخبة تآمرت عليه وزورت الانتخابات كي لا يفوز، بنفس الطريقة ينظر بريغوجين الى نفسه فهو يرى أنه نبي الأمة الروسية الذي عليه أن يحررها من النخبة العسكرية وسطوتها.

كلا الرجلين قاد انقلابه الخاص به، فعلها ترامب عندما شجع أنصاره في 6 يناير عام 2021 على اقتحام مبنى الكونجرس الأميركي معقل الديمقراطية الأميركية وعنوانها الأبرز، وهو المُنتِج الرئيسي للأقلية السياسية التي تستعبد الأميركان وهو بالنسبة له الإله الذي يجب تكسيره ووضع الفأس في رقبته، أما انقلاب بريغوجين فقد حصل عندما اعلن انه سيقود مسيرة العدالة لتخليص روسيا من شر القيادة العسكرية في نهار السبت 24 يونيو في هذا العام، اذاً كلا الرجلين يرى أنه مسيح زمانه، أما نهاية الرجلين فتتلخص بأن ترامب أصبح أسير القضايا والمحاكم منذ خروجه من الرئاسة، إلا أنه لم يتعرض حتى الآن لرصاصة أو يسجل ضده أي محاولة قتل رغم أنه هدد النظام السياسي الأميركي في معقله وجوهر وجوده، ورغم فظاعة ما قام به ترامب بقي القضاء وساحات المحاكم هي الوسيلة الوحيدة لمحاسبته، والأدهى من ذلك أنه واحد من أبرز المرشحين للرئاسة القادمة، أما في روسيا بوتين، فإن القضاء لا يحتمل ثقل الصراع السياسي والعسكري، فالموت هو الخيار الوحيد لحل مسائل الاختلاف في وجهات النظر وبريجوين لن يكون ابداً الشخص الأول أو الأخير فقد سبقته قافلة من الشخصيات المعارضة وستلحق به مثلها في السنوات المقبلة إن بقي الرئيس بوتين على رأس السلطة.

مقالات ذات صلة احذروا الجمال 2023/08/29

لم تتفاجأ الأوساط العالمية عندما حدثت التسوية بين بوتين وبريجوجين بعد تمرده العسكري الذي هدد الدولة، ولا عندما تم إسقاط جميع تهمة بجرة قلم، فالجميع كان على يقين بأن الحكم صدر منذ اللحظة الأولى وبقي موعد التنفيذ والذي أُجل ريثما يسلم مفاتيح ملفاته والتي تزامنت مع زيارته لأفريقيا بلاد الكنوز المهجورة، وهو ما تم تنفيذ أخيراً مع خليط من الغمام يبقي المُنفذ مجهولاً، هذا هو الفارق بين حضارتين وهذا هو الفارق بين نظامين، نظام يُعمِل القانون وبوابات المحاكم، ونظام يعتمد على الفرد وتقلباته ورهاناته على البقاء، أما أي النظامين قادر على الانتصار فهذا رهن المستقبل وربما يعطينا التاريخ بعض أسرار الإجابة.

الغد

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

بعد 22 عامًا انتقم من قاتل والده وتخلص منه بنفس الطريقة

 في قصة انتقام غير متوقعة، أقدم رجل يبلغ من العمر 30 عامًا على دهس قاتل والده في أحد القرى الهندية بعد انتظاره 22 عامًا ليحصل على اللحظة المناسبة ليأخذ بثأر والده.

ووفق لموقع "The Times Of India"،  كان المتهم يبلغ من العمر ثماني سنوات عندما قام رجل بدهس والده حتى الموت بطريقة مماثلة، ونشأ وهو يسمع قصصًا عن قتلة والده حتى وصل لمرحلة الشباب وقرر الانتقام.

ووفقًا لتفاصيل القضية، كان الرجل "ناخات سينج بهاتي"، البالغ من العمر 50 عامًا، يركب دراجته عندما دهسته شاحنة صغيرة بعد ظهر الثلاثاء.

وفي البداية، كان يُعتقد أنها حادثة فقط، لكن تبين أنها جريمة قتل مخطط لها جيدًا، حيث كان المتهم الشاب "جوبال سينغ بهاتي"، ينتظر كل هذه السنوات للانتقام لمقتل والده، والذي قتله "ناخات" في عام 2002، حيث سحقه بشاحنة حتى الموت، وأدين وقتها ناخات وإخوته الأربعة في القضية،  وحُكم عليهم بالسجن سبع سنوات.

وكان جوبال يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط عندما قُتل والده، ومنذ ذلك الحين كان ينتظر الانتقام القاسي.

ووقعت الحادثة ظهر يوم الثلاثاء حيث كان يعمل ناخات كحارس أمن في منطقة سكنية، وكان يركب دراجته عندما صدمه جوبال بشاحنة صغيرة،  وحاول جوبال الفرار بعد دهس ناخات لكن رجال الشرطة ألقوا القبض عليه على مسافة قصيرة من الموقع، و تم احتجازه واتهامه بالتسبب في الوفاة بسبب القيادة المتهورة. 

الشرطة تكتشف خطة الثأر 

وقالت الشرطة أنها أظهرت سجلات جوبال المتنقلة أنه كان يتردد على منزل ناخات الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أنه قام باستطلاع قبل التخطيط للقتل، كما أن العائلتين والقرى التي تنتميان إليها لها تاريخ طويل من العداوة ، والعداء بين القريتين عميق. 

وأوضحت الشرطة أن سكان هاتين القريتين لا يتحدثون مع بعضهم البعض، وقد بُذلت عدة محاولات للتوصل إلى حل وسط، ولكن دون جدوى.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث عندما تتلف الألواح الشمسية؟
  • عادل عسوم: إلى أستاذي مع التحية
  • نتنياهو فر للملجأ عندما دوت صفارات الانذار بقيساريا
  • 7 أسرار بسيطة لتناول الطعام على الطريقة المتوسطية
  • بعد 22 عامًا انتقم من قاتل والده وتخلص منه بنفس الطريقة
  • أول تعليق من ماجدة الرومي على الأوضاع في لبنان
  • القادم مخيف عندما ترى العين وتسمع الأذن
  • عجائب حب وإيمان الصحابة لرسول الله
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. حتى في غيابك!
  • وسع عقلك.. العفو