تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ( أم الإمارات ) رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة،الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، نظم الإتحاد النسائي العام بالتعاون مع لجنة مؤتمر الأطراف كوب 28، جلسة حوارية تحت عنوان”المرأة الإماراتية والبيئة المستدامة”، أقيمت في مقر الإتحاد النسائي العام بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يأتي هذا العام تحت شعار”نتشارك للغد”.

وافتتحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك فعاليات الجلسة بكلمة ألقتها نيابة عن سموها.. الشيخة حصة بنت سلطان بن خليفةآل نهيان، المستشارة بوزارة الخارجية.

وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في كلمتها : “يسعدني أن أحييكم جميعاً، كما يسرني بمناسبة يوم المرأة الإماراتية أن أهنئ بنات الإمارات وجميع النساء المقيمات على هذه الأرض المعطاء، معربة عن خالص أمنياتي القلبية لهن بمزيد من التطور والازدهار في مسيرة حياتهن بما يواكب طموحاتهن وإمكاناتهن المبهرة، ليستكملن أدوارهن المحورية وإنجازاتهن الاستثنائية في جميع المجالات”.

وأضافت سموها: “اليوم ونحن ننعم بإنجازات دولتنا الغالية في جميع القطاعات، ونفخر بما أحرزته بلادنا من تقدم ومكانة رائدة وبشكلخاص في ملف دعم وتمكين المرأة، نستذكر بكل اعتزاز وإجلال القائد المؤسس ورمز الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيبالله ثراه”، الذي كان وراء كل نجاحات المرأة الإماراتية بفضل دعمه وتشجيعه للنهوض بابنة الإمارات، ليترك إرثاً ملهماً سيظل حياً خالداً في نفوس أبناء وبنات وطننا الغالي، زارعاً روح الطموح والتفاؤل، ومحفزاً على الإنجاز، ومقوياً العزيمة في مواجهة التحديات، وممهداً لشعبه الحبيب دروب النهضة والازدهار”.

 

وأضافت سموها: “مع كل عام نحتفل فيه بابنة زايد الحبيبة، تغمرني مشاعر التقدير والاحترام والثناء لكل امرأة تفانت في عملها لدعم مسيرةتنمية بلادنا العامرة واجتهدت لاستشراف مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً وبهاءً للوطن، كما يسعدني أن أحيي كل امرأة أخلصت في واجباتهاالأسرية كإبنة صالحة وزوجة مشجعة وأم مربية لأجيال المستقبل الذي أعتبره أعظم دور على وجه الأرض لما له من بالغ الأثر في إعدادأبنائنا وبناتنا ويضمن الحفاظ على ثقافتنا وجذورنا الأصيلة المتوارثة بين الأجيال، لتظل دولتنا الحبيبة رمزاً من رموز التواصل الرصين بينالماضي والحاضر والمستقبل، وواحة إبداع وابتكار وعطاء إنساني لا ينضب، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايدآل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وسمو الشيخ منصور بن زايد ال نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة وأخوانهم أصحاب السمو أعضاءالمجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات، التي تعمل وتحرص كل الحرص أن يكون لدولتنا بُعد حضاري وإنساني مرموق، يصنع المستقبل الملائم لأجيالنا القادمة”.

وأوضحت سموها: “في عام الاستدامة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، ليكون شعارعام 2023، ومع اقتراب موعد استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ(COP28)، يظهر جلياً مدى إيمان القيادة الرشيدة بقدرة المرأة ويؤكد ثقتها فائقة الحدود في إمكاناتها المخلصة على القيادة والعطاء، وذلك من خلال تعيين معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع رائدة مناخ للشباب، ورزان المبارك رائدة المناخ للمؤتمر،وبالتوازي مع ذلك، تواصل معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي، فضلاً عن العدد الكبير من العنصر النسائي الذي سيعمل ضمن الفريق الوطني لخروج هذا الحدث العالمي بالصورة التي تليق بالمكانة الرائدة للإمارات في منظومة العمل الخاصة بالتغير المناخي عالمياً”.

وأكدت سموها: “تُعد مشكلة تغير المناخ بالغة الأثر على العالم أجمع، لاسيما بعدما ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وتضاعفت موجات الحر والجفاف والأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات المدمرة، وأصبحت تؤثر سلباً على أمن واستقرار الدول، ويصعب الأمر بشكل أشدوطأة على الفئات الاجتماعية الأكثر ضعفاً وفى مقدمتها النساء، الأمر الذي تداركته دول العالم والمؤسسات الأممية المعنية بمكافحة الأضرارالبيئية الناتجة عن التغير المناخي، ومن ثم بدأ العمل على وضع الأطر والاتفاقيات الخاصة بـ”العمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي”.

وتابعت سموها: “ومن هذا المنطلق يعمل الاتحاد النسائي العام وفق توجيهات القيادة الرشيدة على إطلاق مبادرات تعزز من جهود الدولةلحماية المناخ لصالح الأجيال القادمة وتتيح بيئة تمكينية للمرأة وزيادة الوعي العام حول المساواة بين الجنسين وتغير المناخ، وذلك نظراًلأهمية مشاركة المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغير المناخي، والتي لها دور مؤثر في معالجة جذور التحديات العالمية التي تؤثر على منظومة التنمية المستدامة ولعل التغير المناخي من أهم ركائزها، ولعل من أبرز المبادرات التي تم إطلاقها مبادرة “التغيير المناخي والمساواةبين الجنسين”، التي جاءت بتنظيم من وزارة الخارجية والاتحاد النسائي العام ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث عملت على إقامة برنامج شامل من الفعاليات لتفعيل دور المرأة في حوارات التغير المناخي”.

وأشارت سموها: “ومن هذا المنطلق يسرنا أن نؤكد أن دولة الإمارات تتطلع دائماً للعمل مع جميع الحكومات والهيئات والمنظمات الدوليةالمعنية لتعزيز دور المرأة في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة، لما تمثله المرأة من محرك رئيس لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تداعيات التغيراتالمناخية على كافة الأصعدة، ونحن كلنا ثقة بأن هناك توافقا عالمياً في هذا الشأن، بما يبشر بالقدرة على إيجاد حلول أكثر إبداعاً وإمكانيةأكبر للابتكارات التي تلبي احتياجات العالم فيما يعنى بالاستدامة وتغير المناخ”.

واختتمت سموها: “بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا أقول لكل النساء والفتيات المخلصات للوطن.. الملتفات حول القيادة.. المتطلعات لأن تكونب لادهن في المقدمة دائماً نقول حفظكن الله.. رعاكن الله.. ووفقكن الله لخدمة الوطن الغالي. أمامنا أعوام مديدة تمضي فيها بلادنا نحومستقبل أعظم وأجمل بإذن الله تعالى. بكن ومعكن يا بناتي الغاليات سنضيف إنجازات جديدة، ونسير بنموذجنا الإماراتي إلى أرحب الآفاق ونتابع الخطى في دروب التنمية، ونواصل مسيرة التقدم، ومنافسة دول العالم على المراكز الأولى في كل مؤشرات التنمية المستدامة”.

ومن ناحيتها قالت سعادة رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، في كلمة ألقتها نيابة عن فريق عمل مؤتمر الأطراف كوب 28: “يسرني أن أتوجه بالشكر للاتحاد النسائي لإقامة هذا التجمع المبارك ولالتزامهم بجدول النهوض بالمرأة الإماراتية. وفي هذا اليوم نحتفل جميعا بثمرات هذه المسيرة المعطاءة، حيث يتم منح أكثر من نصف الشهادات الجامعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا الى النساء وفي مجال البيئة تتولى النساء جميع هيئاتنا البيئية الحكومية. كما تشكل المرأة نصف المجلس الوطني الاتحادي وثلث مجلس الوزراء”.

وأضافت: “بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام1975، أتقدم بالشكر والعرفان لمقام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي قالت وفعلت، التي حرصت وثابرت، التي عملت على نهج متسق ليس فقط لتمكين المرأة ولكن من خلالها خلقت وطن متأصل بثقافة وقيم ونهج زايد الخير ويشرفني حقا تولي منصب رائدة الأمم المتحدةللمناخ في الفريق القيادي لمؤتمر الأطراف COP28 جنبا الى جنب مع معالي شما المزروعي، بصفتها رائدة الشباب في (COP28). كأول رئيسة عربية في تاريخ الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة – الذي يعد أكبر منظمة عالمية تعنى بالطبيعة أشعر بكل الامتنان للفرص التي أتيحت لي في موطني. كما افتخر بمشاركة العديد من النساء وتمثيلهن القوي لدولتنا في مؤتمر الأطراف (COP28) حيث يمثلن أكثر من النصف من مفاوضينا”.

وأضافت : “بحكم منصبي كرائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28 سوف أباشر بالعمل على المعادلة بين الجنسين وذلك منخلال زيادة التمثيل وإبراز التجارب المختلفة للنساء المتأثرات بتغير المناخ ولا سيما من مجتمعات الخطوط الأمامية ، إذ أن غالبا ما تكون النساء خاصة في مجتمعات الشعوب الأصلية والقروية أول من يعاني من آثار تغير المناخ وفقدان الطبيعة ومع ذلك كثيرا ما يتم استبعادهن من اتخاذ القرارات التي تؤثر عليهن بشكل مباشر ولا أن تتغير هذه الآلية كرائدة الأمم المتحدة للمناخ يتمحور دوري على حشد الجهاتالفاعلة غير الحكومية، مثل الشركات الخاصة والمؤسسات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف اتفاق باريس والتواصل مع الأطراف لسد الفجوات”.

ومن جانبها أعربت سعادة هيفاء الكيلاني، رئيسة مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة، عن سعادتها بالمشاركة في إحتفال دولةالإمارات العربية المتحدة بيوم المرأة الإماراتية، مبدية اعتزازها بالدور الريادي الذي تقدمه دولة الإمارات في دعم وتمكين المرأة وإدماجها في مجال الأعمال والتطوير المستدام في مختلف القطاعات.

وتقدمت بجزيل الشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، للدعم الكبير والسخي الذي تقدمه للمرأة لتتمكن من تبوؤ مكانتهاالمستحقة وتعزيز قدراتها والإيمان بها حتى تمكنت من الوصول إلى أعلى المراكز القيادية في شتى المجالات.

وأكدت سعادتها أن تعيين دولة الإمارات للقيادات النسائية في مؤتمر المناخ كوب 28 يعزز التزامها بمستقبل مستدام على نطاق عالمي ويوجه رسالة عالمية حول التغلب على المعوقات وبناء جسور التعاون المشترك، لافتة إلى أن التقدم الكبير الذي وصلت له الإمارات يعد نتيجةعقود من الاستثمار الاستراتيجي من قبل القيادة الرشيدة في مجال التعليم، مما جعل دولة الإمارات مركز ذو مستوى عالمي للمعرفةوالبحوث والعلوم.

وأضافت: “يتشرف المنتدى أن يكون قد حافظ على علاقات قوية متميزة مع دولة الإمارات ونسائها من المبتكرات والقياديات. بينما نتطلع بحماس إلى مؤتمر الأطراف كوب 28 والنتائج الكبيرة المتوقعة من الحدث، نتمنى لجميع نساء الإمارات أطيب التمنيات بتحقيق مزيد منالإنجازات والنجاحات”.

وشارك في الجلسة نخبة من أبرز الشخصيات المؤثرة، إذ تحدثت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، عن أهميةالدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي “كوب 28” للعالم عامة ولدولة الإمارات العربية المتحدة علىوجه الخصوص، كما استعرضت استراتيجية الدولة من خلال وزارة التغير المناخي والبيئة في مواجهة التحديات التي تواجه ملف التغيرالمناخي واستدامة البيئة لأجيال الغد.

ومن جانبها قدمت سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، خلال مشاركتها في الجلسة، نبذة عن دور الوكالة الدولية للطاقة، وتحدثت عن أهم التحديات التي تواجه العالم بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص في مجالالطاقة، كما سلطت الضوء على جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة والبديلة وعلاقة ذلك بمواجهة التغير المناخي.

فيما تطرقت سعادة طيبة الهاشمي، الرئيس التنفيذي لأدنوك البحرية، للتحدث عن خطوات الدولة من خلال قطاع النفط والغاز في التوجهن حو مستقبل أكثر استدامة، وكذلك جهود أدنوك في تحقيق هذه الرؤية.

ومن ناحيته شارك عمر اليزيدي، نائب مدير عام المركز الوطني للأرصاد، بورقة عمل خلال الجلسة وتحدث عن مدى التغييرات والتأثيرات خاصة بالمناخ في الدولة خلال السنوات الأخيرة واستعراض جهودالدولة وجاهزيتها في التنبؤ العواصف والأمطار الغزيرة واتخاذ الإجراءات الاحترازية وتوعية المجتمع بها، وحرص خلال كلمته على تقدير دورالمرأة الإماراتية ومساهماتها في المركز الوطني للأرصاد.

وفي ختام الجلسة قدمت الطالبة غاية الأحبابي، سفيرة اليونيسيف لكوب 28 لليافعين، كلمة أجيال المستقبل، والتي قالت خلالها إن المرأةالإماراتية لطالما اهتمت بتعزيز الاستدامة من قبل أن يظهر هذه المفهوم على الساحة ويتم تداوله بشكل واسع والالتفات إلى غايته، حيثكانت تعمل منذ القدم على الاهتمام بالزراعة المنزلية والإبداع في إعادة تدوير جميع الأشياء المنزلية بطريقة مبتكرة وجميلة، مشيرة إلى أنهاتعمل هي وأبناء جيلها للسير على هذا النهج في سبيل الحفاظ على البيئة.

وأضافت: “من خلال عملي كسفيرة اليونيسيف لكوب 28 لليافعين أواصل مع أقراني العمل على صنع نموذج مميز لمشاركة اليافعين فيمؤتمر “COP28″ بما يجسد رؤية حكومة الدولة وتوجه القيادة الرشيدة لإعداد اليافعين الإماراتيين للقيادة في المستقبل لعملية صناعةالقرار في العمل المناخي، ونحن نعمل حالياً للمساهمة في رفع وعي الأطفال واليافعين بدور الإمارات في قضايا المناخ، والأخذ بآرائهمواحتياجاتهم في سياسة المناخ الدولية، مع فتح باب الحوار ودعم الابتكار لبناء الوعي حول أهمية دورهم في تفعيل أهداف التنمية المستدامةفي دولة الإمارات”.

وضمن فعاليات الحدث أعلن الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع المركز الوطني للأرصاد الجوية عن تدشين شاشة إلكترونية خاصةبالاستدامة، تخدم سكان منطقة المشرف عبر تقديم بث حي ومباشر حول الحالة الجوية ونسب التلوث والنقاء اليومية، وذلك لخدمة احتياجات سكان المنطقة الصحية والرياضية والبيئة، حيث تتواجد الشاشة عند التقاطع الرئيسي للشارع العام المؤدي إلى مبنى الاتحاد النسائي العام.

وعلى هامش الجلسة نظم الاتحاد النسائي العام معرضا مصاحبا ضم ملابس وأدوات تراثية مصنعة من مواد معاد تدويرها، إذ يعكس الزي التقليدي للمرأة الإماراتية جانبا من التراث الإماراتي، وتم تنفيذ المنتجات من قبل أكاديمية الحرفيات الإماراتيات التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عام 2020، بهدف تعزيز التراث الإماراتي ونقله للأجيال القادمة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر "المرأة في عالم متغير"

تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شهد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، افتتاح "مؤتمر المرأة في عالم متغير"، الذي ينظمه الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومجلس الأمن السيبراني، بمشاركة نخبة من الخبراء من دولة الإمارات والعالم.

ويهدف المؤتمر، الذي يعقد في مقر الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، إلى ترسيخ الفهم العميق للعلاقة بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وأجندة المرأة والسلام والأمن، ودمج منظور المساواة بين الجنسين في إستراتيجيات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وتعزيز حماية الحريات الأساسية في ظل تطور التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى تطوير التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التهديدات السيبرانية وتعزيز الأمن والسلام.
وتقدم الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، بالشكر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على دعمه اللامحدود لجهود تمكين المرأة الإماراتية في المجالات المختلفة.

تمكين المرأة في العالم الرقمي

وألقى الشيخ سيف بن زايد آل نهيان كلمة الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" في المؤتمر، التي رحبت فيها بالحضور في هذا الحدث الذي يجمع نخبة من الخبراء والمختصين؛ بهدف التشاور وتبادل الأفكار حول وضع إستراتيجيات فاعلة لرفع الوعي وحماية المجتمعات من مخاطر وتحديات الحياة الرقمية، من خلال تعزيز التعاون الدولي في مجال الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي، ووضع خريطة طريق مستقبلية ترتقي بمستويات المعارف التقنية للمرأة، وتعزز دورها في قضايا السلام والأمن الدوليين.
وأكدت أن تمكين المرأة في العالم الرقمي، وتحصينها بالعلوم الحديثة لمواجهة التحديات الرقمية، سيعزز من دورها المجتمعي بوصفها نواةً وركيزةً أساسية للأسرة؛ حيث تسهم بفاعلية في توجيه وتثقيف الأجيال، وإعداد بيئة أسرية واعية وقادرة على التعامل مع متطلبات العصر الرقمي، بما يسهم في بناء مجتمعاتٍ أكثر تقدماً واستقراراً.

منصة عالمية

وأشارت إلى أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تحرص على تمكين المرأة في المجالات المختلفة وتطوير قدراتها في مجال السلام والأمن، وأن "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن"، تمثل جزءاً من رؤية استراتيجية لتعزيز دور المرأة في صنع القرارات الأمنية؛ إذ انطلق من خلالها مركز التميز للمرأة والسلام والأمن، كمنصةٍ عالمية تهدف إلى إعداد نساء قياديات في مجالات الأمن وحفظ السلام، وهو ما يتجلى من خلال إطلاق الخطة الوطنية لدولة الإمارات تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (1325)، لتكون الدولة الأولى خليجياً في امتلاك برنامج وطني يدعم تنفيذ الالتزامات العالمية بشأن المرأة والسلام والأمن.
وقالت إن الوعي والثقافة في العالم الرقمي يشجعان على الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا، وهما الضامن للاستخدام الآمن والإيجابي للتقنيات الحديثة، وتحقيق الاستفادة القصوى منها نحو مستقبلٍ أكثر عدلاً واستدامةً وسلاماً للجميع"، مضيفة: "عبر مؤتمرنا هذا، نهدف إلى الارتقاء بالمهارات الرقمية للمرأة، لتكون فاعلةً في أسرتها ومجتمعها، ومساهمةً في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
وجددت "أم الإمارات" التأكيد على أهمية دور المرأة وتفانيها في تنفيذ المهام الموكلة إليها، فهي الأم والزوجة والأخت وصانعة الرجال، بما تمتلكه من قدرات كبيرة لبناء مستقبل أكثر سلاماً ووعياً، وبروح المسؤولية والأخوة، مؤكدة استمرار دعم دولة الإمارات للحراك العالمي لتمكين المرأة في جميع المجالات.
وقدمت في ختام كلمتها الشكر لجهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وجميع الجهات المشاركة في هذا المؤتمر على حرصهم على تحقيق أفضل المخرجات الممكنة، معربة عن تمنياتها بأن يمثل المؤتمر خطوة حيوية في رسم ملامح مستقبلٍ مشرق لمجتمعاتنا كافة.
حضر افتتاح المؤتمر، عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وخليفة شاهين المرر، وزير دولة، واللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي، وعمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وعدد من المسؤولين من الجهات والمؤسسات الحكومية ومن القطاع الخاص. 

أهداف المؤتمر

وقالت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن مؤتمر "المرأة في عالم متغير" يمثل منصة رائدة لدعم دور المرأة في عالم يشهد تغيرات سريعة ومعقدة، وإن المؤتمر يسعى إلى تعزيز الروابط بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وأجندة المرأة والسلام والأمن، ودمج منظور المساواة بين الجنسين في هذه المجالات الأساسية.
وأضافت: يجمعنا هذا الحدث بهدف حماية الحريات الأساسية وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التهديدات السيبرانية التي تؤثر علينا جميعًا، ويسعدني أن يكون هذا السعي نحو تمكين المرأة في هذه القطاعات الحيوية من أرض أبوظبي، التي لطالما كانت شريكًا لنا في تعزيز مشاركة المرأة في السلام والأمن الدوليين، تحت الرؤية الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، وها نحن نجتمع مجددًا لتمكين المرأة من الإسهام في أمان مجتمعاتها، وتحقيق سلام شامل ومستدام للجميع.
من جانبها، أعربت دورين بوغدان ـ مارتن، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، عن الشكر لدولة الإمارات على سعيها المستمر لدعم المنظمات الدولية في تعزيز التعاون العالمي بشأن القضايا الملحة، وقالت إن النهج الاستشرافي للإمارات، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، يشكل نموذجاً للعالم.
وعبرت عن امتنانها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، على جهودها الاستثنائية في تمكين المرأة في جميع المجالات، ومنها المجال الرقمي، مؤكدة أن قيادة سموها وتفانيها لم يرفعا من شأن المرأة الإماراتية فحسب، بل ألهمتا ودعمتا النساء في جميع أنحاء العالم، لتولي أدوار قيادية في مجال التكنولوجيا والأمن، وأنه يمكن من خلال هذا الدعم الحثيث، ضمان مستقبل أكثر شمولاً وأماناً للجميع.

تدريب النساء حول العالم

بدورها، قالت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إن الاتحاد يسعى بتوجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، إلى تعزيز دور المرأة في قضايا السلام والأمن على المستوى العالمي، وذلك من خلال "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن" التي أسهمت في تدريب مئات النساء من العالم العربي وأفريقيا وآسيا على المهارات القيادية في مجالات الأمن وحفظ السلام، والتي تعد جزءاً من رؤية إستراتيجية أوسع لتعزيز دور المرأة في صنع القرارات الأمنية والحفاظ على السلام المستدام.
وأضافت أن مؤتمر "المرأة في عالم متغير" يركز على التحديات الجديدة في العالم الرقمي، وأهمية تثقيف النساء في المجال العسكري حول الأمن السيبراني، الذي يعتبر من الأسس الرئيسة لحماية الشركات والمنظمات الحكومية في عصرنا الحالي.

التزام إماراتي

وألقى الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، كلمة في المؤتمر أكد فيها التزام دولة الإمارات بتعزيز الأمن السيبراني وتمكين المرأة، موضحاً أن بناء الثقة السيبرانية يعد ركنا أساسيا لازدهار الاقتصاد الرقمي.
وتوجه بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، على دعمها المتواصل لمبادرات المجلس في مجال الأمن السيبراني، وقال إن المؤتمر يعكس حرص سموها على بناء مجتمع رقمي آمن ومزدهر.
وقال الدكتور الكويتي، إن مجلس الأمن السيبراني يعمل جاهداً على تعزيز الثقة في الفضاء الإلكتروني من خلال تطوير أطر عمل قانونية وتنظيمية واضحة، وتشجيع تبادل المعلومات بين القطاعين العام والخاص، وتوعية المجتمع بأهمية الأمن السيبراني، خصوصا وأن الثقة السيبرانية هي مفتاح لجذب الاستثمارات وتشجيع الابتكار.
وأكد أن التهديدات السيبرانية لا تعرف حدوداً، وأن الثقة في الفضاء الإلكتروني تتطلب حماية البيانات من الاختراقات والانتهاكات، مبينا أن مجلس الأمن السيبراني يعمل على تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لتبادل المعلومات والخبرات، وتطوير معايير مشتركة، انطلاقة من أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.
من جهتها، أشارت بيرانجير بويل، المنسق المقيم للأمم المتحدة في الإمارات، إلى أهمية الوعي بمخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة والتصدي لها، خاصةً بالنسبة للنساء في المجتمعات المهمشة، مؤكدةً ضرورة إشراك القيادات النسائية ومنظمات المجتمع المدني في تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي لضمان شموليته وحماية النساء من العنف الرقمي.
وقالت إن تعزيز الثقافة الرقمية بين النساء يمكّنهن من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية، مع فهم فوائده وحدوده، ما يسهم في خلق بيئات رقمية أكثر أمانًا تمكّن النساء من الازدهار كقائدات دون المساس بأمنهن.
بدروها، أكدت المهندسة غالية المناعي، رئيسة الشؤون الإستراتيجية والتنموية في الاتحاد النسائي العام، أن الأمن السيبراني في عصرنا الرقمي يعتبر بمثابة الدرع الواقي لمواجهة المخاطر الإلكترونية المتطورة، وأعلنت عن إطلاق البرنامج الدولي لتدريب المدربين النساء في المنطقة العربية والعالم حول الحوكمة الوطنية للأمن السيبراني والدبلوماسية السيبرانية، الذي يستهدف النساء العاملات في صنع سياسات الأمن السيبراني في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك المشاركات في مبادرات السلام والأمن، إلى جانب العاملات في المجال التقني، ممن يرغبن في توسيع ورفد معارفهن بالخبرات التي تؤهلهن للانتقال إلى أدوار السياسات السيبرانية والدبلوماسية السيبرانية.

الجلسات الحوارية

وعقدت في إطار فعاليات المؤتمر، 3 جلسات حوارية، أولاها بعنوان: "الأمن السيبراني وأجندة المرأة والسلام والأمن في عصر الذكاء الاصطناعي"، بمشاركة لوسي بيرغر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات، وغايل ديموليس إباسا، أخصائية السياسات والبرامج والحوكمة والسلام والأمن في المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في آسيا، والدكتورة ابتسام المزروعي، رئيسة مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل التأثير الإيجابي" التابعة للأمم المتحدة، وعوض المرر، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
وشهدت الجلسة الأولى عرض النتائج الرئيسة لدراسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول الأمن السيبراني وأجندة المرأة والسلام والأمن، وكذلك دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة التهديدات السيبرانية وتعزيز الأمن من منظور "المرأة والسلام والأمن"، إلى جانب الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان الإلكتروني وتحقيق أجندة المرأة والسلام والأمن.
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان: "دمج منظور المساواة بين الجنسين في استراتيجيات الأمن السيبراني"، بمشاركة مصطفى أونال أرتن، رئيس المركز الإقليمي لمكافحة الجرائم الإلكترونية التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الدوحة ، والدكتورة بشرى البلوشي، رئيسة قسم البحوث والابتكار في مركز دبي للأمن الإلكتروني، وبريانك ماثور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Mythos Labs".
وتم خلال الجلسة الثانية استعراض حالات دراسية وأمثلة عملية حول عنوان الجلسة، ومناقشة أفضل الممارسات لتضمين أجندة المرأة والسلام والأمن في إستراتيجيات الأمن السيبراني الوطنية، وعرض أمثلة ناجحة من دول منطقة آسيا حول تطبيق هذه الإستراتيجيات.
وحملت الجلسة الثالثة عنوان: "مواجهة التهديدات السيبرانية وتأثيرها على الحريات الأساسية"، بمشاركة مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، وشيمونا موهان، باحثة مساعدة في برنامج النوع الاجتماعي ونزع السلاح وبرنامج الأمن والتكنولوجيا في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وسالم سالمين النعيمي، مدير إدارة التخطيط والاستعداد الوطني في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وتم خلال الجلسة عرض تحليل التهديدات التي يشكلها الأمن السيبراني على الحريات الأساسية، بما في ذلك الحق في الخصوصية وحرية التعبير، ومشاركة رؤى من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، واليونسكو، ووزارة الخارجية، ومنظمات دولية غير حكومية، حول التحديات التي تواجه الحريات في ظل تطور التهديدات السيبرانية، ومناقشة الدور الذي تلعبه المؤسسات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية في مواجهة هذه المخاطر، إلى جانب إبراز أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني.

مقالات مشابهة

  • تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك.. النسخة الثانية من قمة «إماراتيات ملهمات» تحتفي بإنجازات المرأة الإماراتية في القطاعات الرئيسية
  • رزان المبارك: الإمارات أثبتت ريادتها في العمل المناخي ونتطلع لمزيد من العمل الطموح في “COP29”
  • الشارقة للكتاب يستضيف الشاعرة الكويتية الشيخة أفراح مبارك الصباح
  • رزان المبارك: الإمارات أثبتت ريادتها في العمل المناخي
  • رئيس الدولة يطمئن على صحة طارق محمد عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في مستشفى زايد العسكري
  • يعقد برعاية الشيخة فاطمة.. سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر “المرأة في عالم متغير”
  • سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر «المرأة في عالم متغيّر»
  • برعاية الشيخة فاطمة.. سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر المرأة في عالم متغير
  • سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر "المرأة في عالم متغير"
  • ‎يعقد برعاية الشيخة فاطمة.. سيف بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر “المرأة في عالم متغير”