رئيسي: محاولات الغرب لعزل إيران باءت بالفشل
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم أنّ الدول الغربية "فشلت" في مساعيها الرامية إلى عزل بلاده، مؤكّداً استعداد طهران لاستئناف المفاوضات بشأن ملفّها النووي.
وقال رئيسي خلال مؤتمر صحفي في طهران إنّ "الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد تثبت أنّ العدو لم ينجح في استراتيجيته، وأنّ جهوده في مجال تمس الشعب باءت بالفشل"، في إشارة إلى العقوبات الغربية المفروضة على بلاده.
وأعادت دول غربية فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في أعقاب انسحاب الولايات المتّحدة أحادياً من الاتّفاق النووي في 2018.
وجدّد رئيسي التأكيد على أنّ بلاده تواصل مساعيها الرامية إلى "رفع العقوبات" المفروضية عليها من الدول الغربية وفي مقدّمها الولايات المتّحدة.لكنّ الرئيس الإيراني أكّد في الوقت نفسه أنّ بلاده ليست رهن إرادة الغرب.
وقال "نحن لا نربط الاقتصاد وحياة الشعب الإيراني بإرادة" الغرب.
وانخفضت حدّة التوتر في العلاقات بين طهران وواشنطن مؤخرا مع الإعلان في مطلع أغسطس عن اتفاق لإطلاق سراح خمسة أميركيين محتجزين في إيران مقابل الافراج عن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
لكنّ هذا التدبير الهشّ لا يعزّز الأمل بالتوصل إلى اتفاق نووي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2024.
وبعد عامين من وصوله إلى السلطة، اشار رئيسي الى النجاحات الدبلوماسية الأخيرة التي تمثلت في التقارب بين إيران والدول العربية، وعلى رأسها السعودية، وانضمام بلاده إلى منظمة شنغهاي للتعاون وكتلة بريكس.
واعتبر الرئيس الإيراني أنّ انضمام طهران إلى تحالفات الدول الناشئة "يدلّ على أنّ الأعداء فشلوا في سياستهم الرامية إلى عزل إيران"، مؤكّداً أنّ حكومته تعمل على "تقليص تأثير الدولار" على اقتصاد البلاد.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم
ضعف وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لا يزال يمثل تهديد كبير وفوري.
وفي مقدمتهم.مليشيا الحوثي في اليمن، وذلك وفقا لمقال جيمس ستافريديس، أميرال متقاعد في البحرية الأمريكية والقائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي في بلومبرج.
وبحسب جيمس ستافريديس، فإن هجمات الحوثيين المتصاعدة على الشحن الدولي في البحر الأحمر ليست مجرد مصدر قلق أمني إقليمي بل إنها تشكل تحديًا مباشرًا للتجارة البحرية العالمية. وأن الغرب يجب أن يتصرف بحزم للقضاء على هذا التهديد قبل أن يعطل التجارة العالمية بشكل أكبر.
هجمات الحوثيين:
تحدي أمني عالمي
منذ توليهم السلطة في اليمن، تحول الحوثيون من جماعة متمردة محلية إلى قوة متطورة وخطيرة، مدعومة من إيران. باستخدام مجموعة من الأسلحة، من صواريخ كروز متوسطة المدى وطائرات بدون طيار إلى القوارب الصغيرة وفرق الهجوم، استهدف الحوثيون السفن التجارية، وألحقوا الضرر أو أغرقوا أو استولوا على العشرات من السفن.
وكما أفاد المقال، اشتبك الحوثيون مع السفن الحربية الأمريكية وحلفائها التي تحمي طرق التجارة البحرية. لقد حول هذا التهديد البحر الأحمر إلى منطقة متقلبة، وتأثرت الشحن العالمي عبر قناة السويس بشدة.
وكما يشير ستافريديس، فإن هذه الإجراءات تذكرنا بالقراصنة البربر، الذين عطلوا ذات يوم الطرق البحرية الدولية في القرن الثامن عشر، إلا أن التهديد هذه المرة أكثر تنظيماً وفتكاً.
منذ هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أعادت شركات الشحن الغربية الكبرى توجيه سفنها لتجنب البحر الأحمر وقناة السويس. ومع انخفاض حركة المرور بأكثر من 50٪، أصبحت ناقلات النفط وسفن الشحن الآن مضطرة إلى اتخاذ طريق طويل ومكلف حول القارة الأفريقية.
إن قدرة الحوثيين على السيطرة على مثل هذه النقطة البحرية الحاسمة لها آثار عميقة على التجارة والاقتصاد العالميين.
مواجهة التهديد الحوثي: استجابة عسكرية عالمية
للتصدي لهذا التهديد المتزايد، يقترح ستافريديس استجابة دولية متعددة الجوانب. والخطوة الأولى، كما يقترح، هي محاذاة المجتمع البحري العالمي لشن دفاع منسق.
إن هذا من الممكن أن يتحقق من خلال تعزيز الهياكل القائمة مثل عملية حارس الرخاء، وهي مبادرة تقودها الولايات المتحدة للدفاع عن الشحن التجاري، والاستفادة من اتفاقيات إبراهيم لتعزيز التعاون بين إسرائيل والدول العربية.
يضع ستافريديس استراتيجية من ثلاثة أجزاء لتحييد التهديد الحوثي. ستنشر الولايات المتحدة، بقوتها البحرية الكبيرة، مجموعة حاملة طائرات قبالة الساحل الجنوبي لليمن، وتوفر الدعم الجوي والبحري وقوات العمليات الخاصة. ومن شأن هذا الوجود أن يضمن عدم تمكن الحوثيين من الاستمرار في تعطيل طرق الشحن أو تشكيل تهديد للاستقرار الإقليمي.
المكون الثاني من الاستراتيجية يشمل القوات الأوروبية، مع قيادة بريطانيا أو فرنسا لقوة مهام بحرية لقطع خطوط الإمداد بين إيران والحوثيين. وهذا من شأنه أن يمنع تدفق الأسلحة المتقدمة وغيرها من الدعم من طهران، وقطع شريان الحياة لعمليات الحوثيين.
وأخيرا، يقترح ستافريديس أن توفر الدول العربية، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر وعمان والأردن، ومصر، قوات برية لمواجهة الحوثيين بشكل مباشر.
يمكن لإسرائيل، بقدراتها الاستخباراتية والقوات الخاصة المتقدمة، أن تقدم دعما حاسما لهذه الوحدات العربية. وعلى الرغم من الاختلافات التاريخية بينهما، يشير ستافريديس إلى أن التعاون بين إسرائيل والدول العربية يحدث بالفعل، سراً أو علانية، وأن مثل هذا التحالف قد يحقق بسرعة أهدافاً عسكرية ضد الحوثيين.
الطريق إلى النجاح: مزيج من القوة العسكرية والدبلوماسية
يؤكد ستافريديس أن هذه الاستراتيجية تتطلب مزيجاً من الضربات العسكرية الدقيقة، والمفاوضات الدبلوماسية، والتعاون الإقليمي.
يقترح أنه بمجرد تحييد القدرات العسكرية الحوثية – مثل القوارب والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ – يمكن للتحالف الدولي تحويل تركيزه إلى قطع عمليات القيادة والسيطرة ومراكز اللوجستيات الحوثية.
وقد تلعب الجهود الدبلوماسية دوراً كبيراً في الاستراتيجية الشاملة. ويشير ستافريديس إلى أن وقف إطلاق النار في غزة قد يقلل من دوافع الحوثيين لمواصلة الهجمات، حيث يزعمون غالباً أنهم يتصرفون تضامناً مع حماس. ومع ذلك، يجب على الغرب أن يضمن عدم السماح للحوثيين بالاحتفاظ بالقدرة على استئناف هجماتهم البحرية.
الموقف الإيراني المتضائل: لحظة حاسمة للتحرك
كما يوضح ستافريديس، فإن إيران في حالة ضعف حاليًا بسبب خسارة وكلائها وتدمير جزء كبير من بنيتها التحتية العسكرية. وهذا يجعل اللحظة الحالية وقتًا مثاليًا للمجتمع الدولي لتوجيه ضربة حاسمة ضد الحوثيين والحد من نفوذ طهران في المنطقة.
ومن خلال القضاء على التهديد الحوثي في اليمن، يمكن للغرب فتح طرق شحن حيوية، واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، وعزل إيران بشكل أكبر.
نداء للتحرك الفوري
يختتم جيمس ستافريديس بحث الغرب على التحرك السريع ضد الحوثيين قبل أن يتدهور الوضع أكثر. ومع تعرض التجارة البحرية العالمية للخطر وتضاؤل نفوذ إيران في المنطقة بالفعل، فقد حان الوقت الآن للتعامل مع الحوثيين ومنعهم من الاستمرار في تعطيل أحد أهم ممرات الشحن في العالم.