تواصل مصر جهودها الكبيرة لاحتواء الأزمة في السودان، وعودة الاستقرار للبلد العربي الشقيق الذي يمثل امتدادا للأمن القومي المصري، ويشهد اضطرابات داخلية منذ 15 أبريل الماضي وحتى اليوم.

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، الموافق 29 أغسطس 2023، بمقر رئاسة الجمهورية بمدينة العلمين الجديدة، الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، والذي بدأ جولة خارجية تضمن عدة دول على رأسها: مصر والسعودية.

لقاء البرهان والسيسي اليوم 

وسيجري البرهان مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتناول تطورات الأوضاع فى السودان، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز دعمها وتطويرها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حسبما ورد في بيان مجلس السيادة السوداني.

وتعد هذه هي أول جولة خارجية للبرهان، منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي.

وزار البرهان قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع الدعم السريع.

وغادر البرهان، مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الخميس، والذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد في مقاطع فيديو وصور في مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل.

ومن جانبه قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن علاقة مصر بالسودان هى أقوى علاقة في أي دولة مجاورة للسودان، حيث أن هناك اختلاط وتمازج بين السكان في البلدين.

رئيسة مصر أكتوبر: زيارة البرهان تعكس حرص القاهرة على إنهاء الأزمة السودانية عبد الفتاح البرهان يتوجه إلى مصر لإجراء مباحثات مع الرئيس السيسي تطورات الأوضاع في السودان 

وأضاف رخا خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر حريصة منذ البداية على وقف القتال والدخول في حوار من أجل مصلحة السودان كدولة، وشعب، وأن مصر لديها اتصال بكل الأطراف السودانية، مؤكدًا أن أمن السودان من أمن مصر.

وأشار رخا، إلى أن هناك جهودا مبذولة من جانب الدول والمنظمات الإقليمية والدولية إلى جانب مصر بصفة خاصة، كما أن هناك تعاونا دوليا متعددا للوصول إلى تمديد مهلة  وقف إطلاق النار في السودان، لافتا أن جهود مصر بقيادة الرئيس السيسى تحظى باهتمام وتقدير كبيرين داخل مختلف الاوساط السياسية بالسودان والشعب السودانى.

ومن جانبه، قال السماني عوض الله، الكاتب الصحفي ورئيس تحرير موقع الحاكم نيوز السوداني، إن الدور المصري الإيجابي المتبع منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، كان جيد جدا،  حيث كان الرئيس السيسي على اتصال دائم مع دول الجوار لإيجاد حل لهذه الازمة باعتبار أن دول الجوار السوداني تؤثر وتتأثر بالأحداث في السودان، ونتجت هذه الاتصالات بعقد قمة دول الجوار السوداني في القاهرة، وأعقب ذلك تشكيل لجنة أو آلية لهذه القمة، وتم وضع خارطة طريق لحل الازمة في السودان تبنى على 3 محاور أساسية وهي وقف إطلاق النار والوضع الإنساني والعملية السياسية.

وأضاف عوض الله- خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أن تصريحات الرئيس السيسي في قمة دول جوار السودان تأتي في إطار التحركات على المحاور الثلاثة التي أقرتها قمة دول الجوار السوداني، وهذه التحركات قد تقضي لإيجاد حل لمشكلة السودان والتي خلفت أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، حيث ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة للغاية، وكذلك انعدام المواد للغذائية في معظم ولايات السودان، لذلك التحرك المصري تحرك إيجابي.

أسامة السعيد: مصر طورت منهج سياستها الخارجية.. وأزمة السودان نموذج الحل يبدأ من القاهرة .. تحرك سياسي جديد لفرض الاستقرار في السودان سعى مصر لاستقرار الشعب السوادني 

والجدير بالذكر، أنه في إطار جهود القاهرة لحل الأزمة السودانية، استضافت في 13 يوليو الماضي قمة دول جوار السودان، لبحث حل الأزمة داخل البلد العربي الشقيق، وأكد الرئيس السيسي حينها- أنه  يتم تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة، لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل و استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، و الحفاظ على مؤسساته الوطنية.

وتابع السيسي، خلال مؤتمر قمة دول جوار السودان، أنه سوف يتم وضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة السودانية على دول الجوار، بالإضافة إلى  دراسة ألية إيصال المساعدات الإنسانية و الإغاثية إلى الشعب السوداني.

واختتم: "توافق المشاركون على الاتي، أولا الإعراب عن القلق البالغ بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية و الخدمية، وناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي لبذل الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الحياة الصحية مما يخفف من التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء".

وجاء  المؤتمر في ظل الأزمة الراهنة في السودان، وحرصًا من الرئيس السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السودان مصر السيسي عبدالفتاح البرهان العلمين الجديدة الجيش السوداني الرئيس السيسي الرئیس السیسی دول الجوار فی السودان قمة دول

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ«الفجر» آخر تطورات الأوضاع في السودان

 


شهدت مناطق جنوب الخرطوم وأجزاء من إقليم دارفور قصفًا جويًا مكثفًا استمر لعدة أيام، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين. الهجمات الجوية، التي يُعتقد أن الجيش السوداني هو المسؤول عنها، استهدفت أحياء سكنية وأدت إلى تدمير واسع في البنية التحتية. فيما يُشار إلى تصاعد التوترات العسكرية والإنسانية وسط البلاد.

وفي الوقت نفسه، تفاقمت الأزمة بعد تقارير عن ارتكاب مجموعات مسلحة مرتبطة بكتيبة البراء لمذبحة في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، حيث أُعدم 33 شابًا بزعم تعاونهم مع قوات الدعم السريع. الكتيبة، التي يُقال إنها تحظى بصلات بتنظيمات متطرفة، أثارت مخاوفًا كبيرة لدى السودانيين بشأن تنامي تأثير الجماعات المتطرفة في المشهد العسكري.

الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرًا أسفرت عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين، وسط اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، وفقًا للتقارير الأممية والمحلية.

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني، محمد ضياء الدين، إن القصف الجوي المكثف الذي يتواصل في العاصمة الخرطوم، ومناطق أخرى مثل دارفور، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، خاصة مع تصاعد المعارك خلال الأيام الخمسة الماضية.

أضاف «ضياء الدين» في تصريحات خاصة لـ « الفجر» أن هذا القصف يفاقم الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب المستمرة لأكثر من 17 شهرًا.

أكمل المحلل السياسي السوداني عن تقارير خطيرة تشير إلى تنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق عدد من الشباب في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، مما يعتبر من أخطر المجازر التي تم رصدها حتى الآن في هذا النزاع، هذه التطورات الميدانية تعكس تدهورًا حادًا في الأوضاع الأمنية وزيادة في معاناة المدنيين.

في سياق أخري كشف المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن سعي الجيش السوداني للسيطرة على العاصمة الخرطوم يعود لأسباب استراتيجية ورمزية بعد مرور أكثر من 17 شهرًا على الحرب، موضحًا أن قوات الدعم السريع تسيطر على مواقع استراتيجية، بما في ذلك بعض المقرات العسكرية والحكومية في العاصمة المثلثة، مما أدى إلى إحراج الجيش رغم تفوقه في سلاح الجو والمدرعات.

وأضاف أبو زيد أن نقل العاصمة الإدارية إلى بورتسودان جاء كإجراء اضطراري بعد أن أصبحت القيادة العامة للجيش تحت الحصار. وأشار إلى أن الخرطوم تمثل رمزية كبرى للجيش، إذ تضم القيادة العامة ومؤسسات الدولة، إلى جانب كونها مركز الثقل الاقتصادي والسكاني للبلاد.

كما بيّن أن الوضع العسكري في أم درمان أفضل نسبيًا، مما يتيح للجيش وضع خطط لاستعادة السيطرة على الخرطوم والخرطوم بحري، حيث تحتفظ قوات الدعم السريع بتواجد قوي.

اختتم المحلل السياسي السوداني أن السيطرة على الخرطوم تبقى هدفًا أساسيًا للجيش، الذي يواجه تحديات أمنية كبيرة في حرب المدن التي تشهدها العاصمة لأول مرة.

مقالات مشابهة

  • البيئة اللازمة!!
  • البرهان يرفض وصف أحداث 25 أكتوبر بالانقلاب
  • البرهان يفتعل مشكله مع العالم !!
  • البرهان لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • خبراء لـ«الفجر» آخر تطورات الأوضاع في السودان
  • البرهان لوفد إفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • العرب المُستبَاحَة
  • كيف يمكن تطوير الابتكار في العالم العربي؟ خبراء يجيبون الجزيرة نت
  • هجوم الجيش السوداني المفاجئ يثير الشكوك والاستفهامات
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (3)