عائلة "القاق" المقدسية.. هدم المسكن يفاقم مأساتي الفقر والإعاقة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة – صفا
لحظات قاسية ومريرة عاشتها عائلة القاق في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وهي تهدم جزءًا من منزلها وشقاء عمرها بيدها، بعدما سلمتها بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة قرارًا بالهدم، دون مراعاة أوضاع أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
عائلة القاق واحدة من العائلات المقدسية التي تُعاني القهر والألم، بسبب إجراءات الاحتلال العنصرية، وعمليات الهدم التي لا تتوقف في مدينة القدس المحتلة، بحجة البناء دون ترخيص.
وتعد سياسة "الهدم الذاتي" من أخطر الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين، لما لها من آثار نفسية واجتماعية مدمرة، تزيد من مأساتهم وآلامهم، وتحرمهم من عيش حياة كريمة كفلتها لهم المواثيق والقرارات الدولية.
ويتهدد كابوس الهدم والتطهير العرقي ستة أحياء بكاملها في سلوان، بذريعة البناء دون ترخيص، أو إخلاء منازلها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
ألم ومعاناة
وبألم يعتصر قلبها، تقول أسماء القاق- صاحبة المنزل- لوكالة "صفا": إن "طواقم من بلدية الاحتلال سلمتنا قبل 20 يومًا، أمر هدم جزء من منزلنا في حي عين اللوزة بسلوان، دون مراعاة وضعنا الصعب، خاصة بعد وفاة ابنتي المريضة".
وتضيف "تم تأجيل الهدم لأسبوعين، إلا أننا تفاجأنا قبل يومين بإصدار شرطة الاحتلال أمر هدم آخر، فاضطررنا إلى تنفيذ القرار، بعد تفريغ الغرفة من محتوياتها، والشروع بهدم سقفها ذاتيًا، تجنبًا لدفع تكاليف الهدم الباهظة لآليات البلدية".
وتعيش عائلة القاق- وفقًا لأسماء- ظروفًا اقتصادية صعبة للغاية، بسبب معاناة زوجها من ظروف صحية تُفقده القدرة على العمل.
وتتابع "وضعنا المادي صعب جدًا، لا يوجد أي معيل لنا، لأن زوجي مريض، وأجرى مؤخرًا عملية قلب مفتوح، وابني الوحيد من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يستطيع الحركة، ويُعاني من تشنجات في قدميه".
ولم تراعِ سلطات الاحتلال ظروف العائلة، ووضع أبنائها الثلاثة الذين يُعانون من إعاقات مختلفة، بل أجبرتها على الشروع في هدم الغرفة البالغ مساحتها 40 مترًا، والتي تجمع بين جنباتها كل أحلامهم وذكريات ابنتهم المتوفاة.
ضريبة البقاء
وكانت عائلة القاق بنت منزلها في عام 2003، ويتكون من ثلاث غرف ومنافعها، ويقطن فيه الزوج والزوجة ووالدته و6 أبناء.
وتشير إلى أن العائلة دفعت مخالفات باهظة وصلت إلى 70 ألف شيكل لوقف الهدم، والحصول على رخص البناء، رغم وضعنا الاقتصادي السيء.
وتضيف "وجهت عدة مناشدات لأجل وقف الهدم، لأنني لا أستطيع الترافع لدى المحاكم، بسبب وضعي المادي، لكن نحمد الله على كل حال، هذه هي ضريبة بقائنا في القدس، ودفاعنا عنها".
وتفرض بلدية الاحتلال شروطًا تعجيزية ومبالغ طائلة تُعيق حصول المقدسيين على تراخيص بناء، وفي حال الموافقة- نادرًا- فإن الإجراءات تمتد لسنوات.
وشهد النصف الأول من العام الجاري 96 عملية هدم لمنازل ومنشآت في القدس المحتلة، من بينها 31 نُفذت بأيدي أصحابها، وفق مركز معلومات وادي حلوة
ويلجأ المقدسيون إلى تنفيذ أوامر الهدم بأنفسهم (الهدم الذاتي)، بعد التهديد بفرض غرامات باهظة عليهم، إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم لطواقم وآليات بلدية الاحتلال وقواته المرافقة لها.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: القدس الهدم في القدس استيطان سلوان فقر إعاقة بلدیة الاحتلال القدس المحتلة
إقرأ أيضاً:
للمرة 235.. إسرائيل تهدم قرية العراقيب العربية بالنقب
هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، قرية العراقيب العربية الواقعة في منطقة النقب للمرة الـ235 خلال 15 عاما.
وتقع قرية العراقيب في بادية منطقة النقب داخل أراضي فلسطين التي احتلتها إسرائيل إثر النكبة عام 1948، وتحديدا شمال مدينة بئر السبع. وتمتد أراضي القرية على مساحة 1050 دونما، وتبعد عن مدينة القدس نحو 110 كيلومترات إلى الجنوب منها.
وقال عضو اللجنة المحلية للدفاع عن العراقيب (أهلية) عزيز الطوري، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية الصغيرة وهدمت بيوتها للمرة الـ235.
وأضاف "حاولت الشرطة الإسرائيلية بكل الطرق استفزاز المواطنين واعتدت عليهم.. كانوا يتصرفون مثل العصابات".
وأكد الطوري أن الفلسطينيين "سيعيدون بناء القرية من جديد رغم الهدم"، وأنهم بالفعل بدؤوا بإعادة بناء ما دمرته السلطات الإسرائيلية، مشددا على أن "العراقيب باقية، ولن نرحل رغم الهدم المتكرر".
ويقول سكان العراقيب إن تهجير الاحتلال الأول لهم كان عام 1953، ثم تكثفت حملات التهجير الجزئي بعد نكسة 1967 بحجة أن المنطقة تابعة "للصندوق القومي اليهودي" (كيرين كاييمت)، وأحيانا بذريعة ضبط عمليات البناء بشكل ممنهج، إضافة إلى الدواعي الأمنية والعسكرية حيث يقع مفاعل ديمونا النووي في منطقة النقب.
إعلانوتعرضت بيوت أهالي العراقيب المبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح أول مرة للهدم الكامل بالجرافات الإسرائيلية، وشُرد أهلها في 27 يوليو/تموز 2010 بحجة "البناء دون ترخيص"، وحين أعاد سكانها بناءها هدمها الاحتلال مرة أخرى.
وتقطن نحو 22 عائلة منازل العراقيب، وفي كل مرة يعيد الأهالي بناء القرية بعد هدمها، ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بالقرية، لكن سكانها يصرون على البقاء فيها رغم الهدم المتكرر.
وفي تقرير سابق، قالت منظمة "ذاكرات" التي تضم ناشطين إسرائيليين (يهودا وعربا) وتؤرخ للنكبة الفلسطينية عام 1948، إن "العراقيب أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراضٍ اشتراها السكان".
وذكرت المنظمة أن "السلطات الإسرائيلية تعمل على طرد سكان القرية، بهدف السيطرة على أراضيهم"، مشيرة إلى أن "إسرائيل لا تعترف بعشرات القرى الأخرى في منطقة النقب، وترفض تقديم أي خدمات لها".