احذروا الجمال
د. #عبدالله_البركات
استعمل #الانسان #الجمال كغطاء للقبح لكي يتم تسويقه ومنع اكتشافه الا بعد فوات الاوان. وقد كانت الموسيقى مثالًا صارخاً على ذلك حيث تسوق اقبح المعاني من خلال الموسيقى الجميلة . فقد ردد الناس عبارة مشهورة هي ( قد يكون الغيب حلواً انما الحاضر أحلى) وهذا تشكيك بالجنة وتقليل من جمالها ان وجدت كما تفيد كلمة (قد) الواردة في الاغنية.
وكنت اظن ان #الموسيقى مثل شرود لا شبيه له. الا انه تبين لي ان ذلك اي استعمال الجميل في #تسويق #القبيح نهج مطرد قلما يتخلف. فبموسيقى الشعر كذلك تروج المعاني الرديئة والافكار المنحرفة. وبالتشببهات الجميلة يقلب الحق الى باطل والباطل الى حق. وباللوحات الجميلة تقدم افكار منحرفة وكذلك في التماثيل الجميلة من الرخام الابيض تعرض العورات. وقد اشار القران الكريم الى احد انواع ذلك الجمال الخادع حينما تكلم عن القول المنمق الذي يضل به الانس والجن بعضهم بعضا. فقال تعالى ( يوحيى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا) .
ولعل في العبارة المشهورة (يدس السم بالدسم) ما يعزز هذا الرأي. الا ان وضع السم بالدسم هو الاستثناء بينما تغطية القبيح بالجميل هي القاعدة.
فاحذروا الاشياء الجميلة. مقالات ذات صلة قانون الجرائم الإلكترونية الجديد بين المطرقة والسندان 2023/08/29
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الانسان الجمال الموسيقى تسويق القبيح
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. 5 مشاهد من حياة رفعت الجمال الشهير بـ رأفت الهجان
قبل 43 عامًا، رحل عن عالمنا رفعت الجمال الشهير بـ«رأفت الهجان»، الذي جسد واحدة من أعظم قصص البطولات في تاريخ مصر، وكان رمزًا للوطنية والتضحية في سبيل الوطن، إذ ساهم في مد مصر بمعلومات مهمة حتى تحقق نصر أكتوبر عام 1973، وفي ذكرى رحيله، فيما يلي 5 مشاهد من حياته العائلية.
سنوات طويلة عاشها رفعت الجمال الشهير بـ«رأفت الهجان»، بعيدًا عن أرضه وأهله، متنقلًا بين أروقة عالم مليء بالمخاطر والتحديات، وعلى الرغم من ذلك لم يفقد أبدًا وطنيته، بل استطاع أن يكشف أسرارًا مهمة ساهمت في حماية بلاده ودعم استراتيجيات الأمن القومي المصري، خلال واحدة من أشد الفترات حساسية في الصراع العربي الإسرائيلي.
نشأة البطل المصري رفعت الجمالرفعت علي سليمان الجمال، وُلد في 1 يوليو 1927 بمحافظة دمياط، وكان والده يعمل في تجارة الفحم ووالدته ربة منزل تتحدث بـ3 لغات «العربية والإنجليزية والفرنسية»، وبعد التحاقه بالمدرسة، أُعجب بكفاح البريطانيين ضد الزحف النازي، وتعلم الإنجليزية باللكنة البريطانية واللغة الفرنسية باللكنة الباريسية، وعقب تخرجه، تقدم للعمل كمحاسب في شركة نفط بالبحر الأحمر، وطُرد من عمله بعد اتهامه باختلاس أموال الشركة، وانتقل إلى مكان آخر وعمل مساعد محاسب على سفينة «حورس»، بحسب تقرير نشرته قناة إكسترا نيوز.
تدريب رفعت الجمال على التجسسخضع رفعت الجمال بعد موافقته على التجسس لصالح مصر في إسرائيل، لعمليات تدريب طويلة، شملت «شرحًا في علم الاقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات، وعادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود، وكيفية التمييز بين اليهود الاشكناز واليهود السفارديم، والتصوير بآلات دقيقة جدًا، وتحميض الأفلام والكتابة بالحبر السري، وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة»، وغيرها العديد من المهارات.
السفر إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصريةعام 1956، رحل الجمّال إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في شهر يونيو، وتمكن خلالها من إقامة مصالح تجارية واسعة في «تل أبيب»؛ وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي ونجح في خداعهم على مدار 17 عامًا، بحسب ما نشر في كتاب 18 عامًا خداعًا لإسرائيل قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال.
تزويد مصر بتفاصيل عن خط بارليفوباسم «ديفيد شارل سمحون»، أمد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، وزود مصر بمعلومات مهمة، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر عام 1973، بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط بارليف، نتيجة علاقات صداقة وطيدة مع رئيسة الوزراء «جولدا مائير»، ووزير الدفاع «موشي ديان».
مغادرة إسرائيل بعد 17 عامًابعد 17 عامًا في إسرائيل، غادرها الجمّال عقب انتصار اكتوبر 1973، وظل بقية حياته فى ألمانيا باسم «جاك بيتون»، وأنجب طفله الوحيد «دانيال» من زوجته الألمانية «فالتراود بيتون» التي قالت سابقًا في تصريحات تلفزيونية، إنها عاشت خدعة كبيرة عمرها 19 عامًا، فلم تكن تعرف إلا أن اسمه «جاك بيتون» إسرائيلي الجنسية، ولديه شركة سياحية في تل أبيب: «كنت أعيش أشياء جديدة وافتقرت إلى الخبرة لأن عمري كان 22 عامًا»؛ وعندما تزوجا سافرا إلى تل أبيب، وكان يصطحبها معه كثيرًا، والتقت بأهم الشخصيات السياسية في إسرائيل منها «دافيد بن غوريون»، بحجة أن الحكومة الإسرائيلية كانت داعمة لشركته السياحية، وعام 1982 توفي في أمانيا بعد معاناة مع مرض السرطان.