الخليج الجديد:
2024-11-26@01:25:27 GMT

مقاتلات «أف 16» لن تغير حرب أوكرانيا

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

مقاتلات «أف 16» لن تغير حرب أوكرانيا

مقاتلات «أف 16» لن تغير حرب أوكرانيا

إسرائيل تتوفر على أكثر من 250 مقاتلة «أف 16»، ولا تنفعها لا في مواجهة حزب الله ولا إيران حاليا.

روسيا الآن تعتبر أنها تخوض حربا حقيقية، وبالتالي مستعدة لكل الاحتمالات بما فيها مواجهة الحلف الأطلسي.

لم تعد الطائرات المقاتلة تحسم الحروب، لو كانت تحسم الحروب لكانت دول الخليج قد قضت على المقاتلين الحوثيين في حرب اليمن.

هل ستغير مقاتلات «أف 16» مجرى الحرب الحالية كما يصدر عن الكثير من السياسيين والرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه؟ الجواب سيكون بالنفي

سيكون أسهل للروس إسقاط طائرة مقاتلة مثل «أف 16» بدل المسيرات التي تعتبر أكبر تحد لأنظمة الدفاع الجوي لأنها جديدة ومفاجئة للجيوش.

توجد معطيات ميدانية لا يمكن تجاهلها فقد شيدت روسيا أسوارا بطول 800 كلم تفصل الشرق عن باقي أوكرانيا وتبقى عملية تجاوزها صعبة للغاية.

لم تعد لأوكرانيا قواعد كافية لحماية المقاتلات، إذ يبقى السؤال: أين ستخفي هذه المقاتلات من أعين الأقمار الاستطلاعية الروسية ومن الصواريخ فرط صوتية؟

كانت روسيا تعتبر التدخل العسكري «عملية عسكرية» بمعنى أنها محدودة، حيث راهنت على انقلاب القيادة العسكرية الأوكرانية ضد الرئيس لإنقاذ البلاد من الدمار.

كل حديث عن سلاح جديد ترافقه بروباغندا كبيرة، وهو ما حدث مع نظام الدفاع الجوي الأمريكي «باتريوت»، وتكرر مع صواريخ «هيمارس» ثم مع دبابات «ليوبارد».

صممت أنظمة الدفاع الجوي الروسي خلال الأربعين سنة الأخيرة لمواجهة المقاتلات الغربية من طراز «أف 16» و«أف 15» و«أف 18» ثم «أف 35» ورافال ويوروفايتر.

* * *

يركز الإعلام الغربي كثيرا على فرضية تسليح القوات الأوكرانية بمقاتلات «أف 16» الأمريكية، ويبّشر بتغيير مقبل في ميزان الحرب لصالح أوكرانيا ضد روسيا خلال الشهور المقبلة.

غير أن استعمال هذه المقاتلات لن يحدث أي تغيير مثلها مثل باقي الأسلحة التي جرى الترويج لها في الماضي. هذا يدفع إلى التساؤل حول مصداقية الأخبار الواردة في وسائل إعلام، تعتبر رزينة، حول مسار الحرب ونوعية التحليلات والمعلومات.

بعد اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا، أي ابتداء من شهر مايو/أيار من السنة الماضية، بدأ تيار في الغرب مكون من سياسيين وإعلاميين وخبراء في التاريخ العسكري والعتاد الحربي، يحاولون إقناع الرأي العام الغربي وجزء كبير من العالم بقرب الحسم في الحرب، بفضل قرار الحلف الأطلسي تزويد أوكرانيا بالسلاح المتطور.

وعمليا، بدأ الإعلام الغربي يطالعنا ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي عبر حلقات بمزايا كل سلاح جديد سيمنح للجيش الأوكراني. وجرى الحديث بنوع من التشويق والمبالغة عن العتاد الغربي المتطور الذي بفضله سيحقق الجيش الأوكراني الهجوم المضاد، وسيطرد الروس من الأراضي التي احتلوها، وهي منطقة القرم ودونباس.

وعمليا، كل حديث عن سلاح جديد ترافقه بروباغندا كبيرة، وهو ما حدث مع نظام الدفاع الجوي الأمريكي «باتريوت»، وتكرر بإسهاب مع صواريخ «هيمارس» ثم مع دبابات «ليوبارد».

ولم ينتج عن هذه الأسلحة أي تقدم حقيقي لقوات أوكرانيا. والآن يجري الحديث عن مقاتلات «أف 16» الأمريكية، حيث قررت الدنمارك والنرويج وهولندا تزويد أوكرانيا بهذه المقاتلات.

والتساؤل العريض: هل ستغير هذه المقاتلات مجرى الحرب الحالية كما يصدر عن الكثير من السياسيين والرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه؟ الجواب سيكون بالنفي للأسباب التالية:

*في المقام الأول، يجب انتظار على الأقل سنة كاملة حتى يستعمل سلاح الجو الأوكراني هذه المقاتلات، وهذه الفترة الزمنية قد تقع فيها تطورات، لاسيما في ظل تراجع الذخيرة لدى الأوكرانيين، وشبح التقدم الروسي نحو الوسط خلال الشتاء المقبل.

*في المقام الثاني، عدد من الدول الأوروبية تتخلى عن هذه الطائرات لصالح «أف 35» لأنها تنتمي إلى جيل سابق، ولا يمكنها حسم حرب ضد دولة قوية مثل روسيا.

وتفيد التجربة أن روسيا تجد صعوبة في اعتراض بعض الطائرات المسيرة، ولن تجد صعوبة في اعتراض مقاتلات متقدمة مثل «أف 16»، لأن أنظمة الدفاع الجوي الروسي جرى تصميمها خلال الأربعين سنة الأخيرة لمواجهة المقاتلات الغربية من طراز «أف 16» و«أف 15» و«أف 18» ثم «أف 35» علاوة على رافال ويوروفايتر.

وبالتالي، سيكون أسهل للروس إسقاط طائرة مقاتلة مثل «أف 16» بدل المسيرات التي تعتبر أكبر تحد لأنظمة الدفاع الجوي لأنها جديدة ومفاجئة للجيوش.

كما أن «أف 16» التي تتوفر عليها الدول الأوروبية تبقى دون نظيرتها الأمريكية في المناورة وتصويب القوة النارية، وستجد صعوبات في مواجهة طائرات سوخوي الروسية في الحرب الجوية.

*في المقام الثالث، سيكون أسهل للروس إسقاط طائرة مقاتلة مثل «أف 16» بدل المسيرات التي تعتبر أكبر تحد لأنظمة الدفاع الجوي لأنها جديدة ومفاجئة للجيوش.

لم تعد الطائرات المقاتلة تحسم الحروب، لو كانت تحسم الحروب لكانت دول الخليج قد قضت على المقاتلين الحوثيين في حرب اليمن، كما أن إسرائيل تتوفر على أكثر من 250 مقاتلة «أف 16»، ولا تنفعها لا في مواجهة حزب الله ولا إيران حاليا.

*في المقام الرابع، لم تعد لأوكرانيا قواعد كافية لإيواء وحماية المقاتلات، إذ يبقى السؤال: أين ستخفي هذه المقاتلات من أعين الأقمار الاستطلاعية الروسية ومن الصواريخ فرط صوتية؟

*في المقام الخامس، كانت روسيا تعتبر التدخل العسكري «عملية عسكرية» بمعنى أنها محدودة، حيث راهنت على انقلاب القيادة العسكرية الأوكرانية ضد الرئيس لإنقاذ البلاد من الدمار، لكن روسيا الآن تعتبر أنها تخوض حربا حقيقية، وبالتالي مستعدة لكل الاحتمالات بما فيها مواجهة الحلف الأطلسي.

في غضون ذلك، توجد معطيات ميدانية لا يمكن نهائيا تجاهلها وتتلخص في تشييد روسيا لأسوار على طول 800 كلم تفصل بين شرق أوكرانيا عن باقي أوكرانيا، وتبقى عملية تجاوزها صعبة للغاية. ولهذا، لا يمكن نجاح أي هجوم مضاد ضد القوات الروسية.

وكان قائد الأركان العسكرية الأمريكية الجنرال مارك ميلي قد أعرب في فبراير/شباط الماضي، أنه لا يمكن انتظار نتائج تذكر من الهجوم المضاد خلال 2023، وعاد وكرر هذا منذ أسبوعين.

ويؤكد «الحرب على الأوراق شيء وفي الواقع شيء آخر حيث يموت الناس»، في إشارة إلى الفرق بين المقالات الإعلامية والواقع العسكري في الميدان. فمن نصدق رئيس الأركان العسكرية للجيش الأمريكي، أم عناوين صحف غربية وتحليلات بعض المحللين.

ومن جانبه، قال فيليبس بي أوبراين أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في أسكتلندا، لصحيفة «الغارديان» يوم 14 يونيو/حزيران الماضي: «إن أوكرانيا تحاول القيام بشيء (ربما) لم يتم تنفيذه بنجاح من قبل. إنها تحاول شن هجوم واسع النطاق باستخدام المدرعات والدبابات، من دون التفوق الجوي ضد عدو متحصن لديه ترسانة كبيرة من الأسلحة الدفاعية».

كما يمكن الاستشهاد بتحليلات الجنرال الفرنسي المتقاعد دومنيك ديلوارد، الذي كان مسؤولا عن الحرب الإلكترونية في وزارة الدفاع الفرنسية، الذي قال منذ أيام «يجب أن نكون واقعيين، الجيش الأوكراني لا حظ له في مواجهة الجيش الروسي بحكم الفارق الكبير في القوة بين الطرفين».

وكان هو الرأي الذي يردده منذ اندلاع الحرب شأنه شأن عدد من العسكريين في الغرب الذين لهم دراية حقيقية بميدان الحرب وموازين القوى العسكرية.

يمكن استعادة مئات المقالات التي جرى نشرها حول دور ليوبارد وهيمارس وباتريوت لتغيير مجرى الحرب، والمقارنة بين التحليلات غير الواقعية والواقع المر للحرب. وهكذا، تستمر الحرب، وتبقى المعطيات التي لا جدال حولها وهي:

أوكرانيا فقدت وربما إلى الأبد أكثر من 120 ألف كلم مربع من أراضيها في شرق البلاد، التي تعد أهم الأراضي من الناحية الاقتصادية، وفقدت أكثر من أربعة ملايين من شعبها الذين لجأوا إلى الخارج.

وتراجع اقتصادها بأكثر من 40%، وستحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة البناء ستكون أغلبها قروضا، وفشلت جميع الهجمات المضادة للجيش الأوكراني ضد القوات الروسية.

أوكرانيا ضحية حسابات جيوسياسية استغلت الحماس الوطني والقومي للشعب الأوكراني، وهكذا أصبح هذا البلد بين مطرقة هوس قيادة موسكو بحماية أمنها القومي، ولو تطلب الأمر تمزيق الدولة الجارة وسندان الغرب الذي يريد إضعاف روسيا من البوابة الأوكرانية حتى لا تشكل حلفا ثنائيا قويا مع الصين.

*د. حسين مجدوبي كاتب وباحث مغربي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا مقاتلات أف 16 أوكرانيا حرب أوكرانيا المسيرات الهجوم المضاد أنظمة الدفاع الجوي الدفاع الجوی فی مواجهة فی المقام أکثر من لا یمکن لم تعد

إقرأ أيضاً:

شجرة البندق الباليستي.. أوكرانيا تكشف صاروخا روسيا ضربها لأول مرة

عرضت السلطات الأوكرانية، الأحد، ما قالت إنه حطام الصاروخ الباليستي الروسي الذي ضرب مصنعا في مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا، يوم الخميس.

وسمح جهاز الاستخبارات الأوكراني لصحفيين بالوصول إلى موقع حطام الصاروخ الذي أطلق عليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اسم أوريشنيك، واستخدمته موسكو الخميس لأول مرة منذ بدء الحرب لقصف المصنع العسكري الذي ينتج مكونات الصواريخ.

وعرض جهاز الاستخبارات حطاما معدنيا على عشب صناعي، وطُلب من المراسلين عدم الكشف عن الموقع الدقيق للموقع لأسباب أمنية، وفق رويترز.

ويدرس خبراء أوكرانيون الحطام للحصول على معلومات بشأن سلاسل التوريد العسكرية الروسية والإنتاج الحربي الروسي.

وأطلقت روسيا على الصاروخ اسم "أوريشنيك" (شجرة البندق) وقالت إنه من المستحيل اعتراضه بالدفاعات الجوية.

وقدم خبيران حكوميان أوكرانيان تقييمات حذرة، وقالا فقط إن السلاح كان باليستيًا، وحلّق على مسار باليستي وأن الضربة أسفرت عن أضرار مدنية.

وقال المحقق في جهاز الأمن الأوكراني، أوليه، إن "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف بقايا مثل هذا الصاروخ على أراضي أوكرانيا".

بعد "الرسالة الروسية".. هل تتجه الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد؟ بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، يدخل الصراع في مرحلة جديدة مع إعلان موسكو استخدام صاروخ جديد فرط صوتي للمرة الأولى خلال الحرب، ما ينذر بمزيد من التصعيد، وفقا لمراقبين.

وكانت صحيفة بيلد الألمانية نقلت السبت عن المحلل العسكري، جوليان روبكه، أن الصاروخ لم يحمل على الأرجح شحنة متفجرة، ولم يتسبب في أي أضرار كبيرة. وتوصل روبكه إلى هذا الاستنتاج من خلال تحليل اللقطات المتاحة للضربة.

وقال الكرملين إنه أطلق صاروخًا جديدًا متوسط المدى على هدف عسكري أوكراني في دنيبرو، ردًا على قيام كييف بضرب روسيا بصواريخ أميركية وبريطانية الصنع. وفي كلمة بثها التلفزيون الروسي، أعلن بوتين الخميس أن هذا الصاروخ المتوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر).

وأكد بوتين الجمعة خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين بث التلفزيون وقائعه أن لدى موسكو مخزونا من هذه الصواريخ "جاهزا للاستخدام".

ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، استخدام هذا السلاح بأنه تصعيد خطير.

مقالات مشابهة

  • روسيا تصعد هجماتها على أوكرانيا عقب دخول أسلحة جديدة لميدان المعركة
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • شجرة البندق الباليستي.. أوكرانيا تكشف صاروخا روسيا ضربها لأول مرة
  • الدفاع المدني ينشر مجمل الخسائر التي تكبدها جرّاء الحرب على قطاع غزة
  • ‏الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية
  • فرنسا: أوكرانيا يمكنها إطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا
  • روسيا تحبط هجوماً أوكرانياً وتسقط 34 مسيرة أثناء الليل
  • زيلينسكي: حرب روسيا مع أوكرانيا تنتهي العام المقبل
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • وزير الدفاع الأمريكي: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك قريبا في القتال ضد أوكرانيا