البوابة نيوز:
2025-02-27@17:06:17 GMT

يا بخت من جاورته مصر

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

عندما تندلع أزمة سياسية في دولة ما، من الممكن أن تكون دول الجوار دول معتدية بهدف الاستيلاء على الثروات أو التدخل السياسي أو فرض سيطرة اقتصادية، ومن الممكن أن تكون محايدة، لا تتدخل في مثل تلك الأزمات بل أنها تكتفي بتأمين حدودها فحسب. 


ولكن مصر لا تترك أشقائها ولديها مسارات خاصة في التعامل مع أزمات الجوار، يظهر ذلك في زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلي مصر كأول وجهة له منذ اندلاع الأزمة، فالتعامل مع الأزمة السودانية على الطريقة المصرية اتسم بمسارات عدة  ؛ منها الدعم اللوجيستى للضيوف الأشقاء السودانيين في وقت حرج في الاقتصاد العالمي ؛ لا تتحمل دولة استيعاب أعباء دولة أخرى في مثل هذا التوقيت، وعلى الرغم من ذلك استطاعت مصر تأمين الممرات الآمنة لهم وتأمين الدعم الطبي والغذائي، وأيضا، المسار الداخلي وهو دعم المؤسسات الوطنية وتشجيع المكون الوطني على نزع فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع، المسار السياسي واحتضان كل أطراف الأزمة وتكوين خلية مصرية مؤلفة من وزارة الخارجية والمخابرات العامة لحل الأزمة السودانية.

 

أما عن المسار الخارجي والدولي  و وضع أزمة السودان على طاولة المجتمع الدولي وهي ليست المرة الأولى، فبعد نظام البشير ومصر تتحدث بحكم التزامها التاريخي والجعرافى تجاه السودان الشقيق وتطالب برفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب وإسقاط الديون عنها تخفيفا، ودعوة المجتمع الدولي لتهدئة الأمور في السودان وكأنها تدعو العالم لتهدئة الأوضاع ومساعدته في إطفاء نيران تلك الأزمة حفاظا على قلب إفريقيا وحدود إفريقيا الداخلية، فمصر تعلم جيدًا ولديها رؤية تجاه الاستقرار والأمن الإفريقي، فإذا ما اندلعت أزمة في دولة افريقية مهمة مثل السودان، يصبح ذلك بمثابة دعوة لكل الفرق والمليشيات المسلحة للتمركز بها  وهو تهديد حقيقي ومباشر لكل الدول الإفريقية، فيمكننا اليوم اعتبار إفريقيا هي البنك الدولي للعالم للموارد والمخزون الائتماني المستقبلي خاصة في ظل شُح الموارد وانعدام الأمن الغذائي العالمي، مما يجعل الحفاظ على أمن القارة واستقرارها أمر استراتيجي بل أمن قومي لجميع البلدان الإفريقية.
إن معالجة مصر لقضايا دول الجوار دائما ما تكون مميزة وشاملة وكأنها بمشرط جراحي تحاول فصل النسيج الطالح من الصالح دون التدخل في الشأن الداخلي،  سواء في القضية الليبية أو القضية السودانية، منذ احتضان قوي الحرية والتغيير بعد سقوط نظام البشير حتي يومنا هذا، فهي لا تكتفي بانتهاج مسار واحد أو دعم من زاوية معينة بل الشمولية وتعدد مسارات حل الأزمة هو ما يجعلها دولة متميزة وجارة حليفة وصديقة بل أمينة على جيرانها وتستحق أن تكون سفيرة إفريقيا والمتحدث الرسمي باسمها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر والسودان الأزمة السودانية الحرب في السودان

إقرأ أيضاً:

الفضاء المصرية: استضافة مؤتمر نيو سبيس إفريقيا 2025 يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدراتنا

عقدت وكالة الفضاء المصرية اليوم مؤتمرًا صحفيًا بمقر أكاديمية الفضاء، في خطوة تؤكد ريادة مصر في قطاع الفضاء الإفريقي، بحضور نخبة من المسؤولين والخبراء في مجال الفضاء، للإعلان عن التحضيرات الجارية لاستضافة مؤتمر نيو سبيس إفريقيا 2025 ، الذي يُعد أكبر حدث فضائي في القارة، بالإضافة إلى الإعلان عن افتتاح مقر وكالة الفضاء الإفريقية بالعاصمة القاهرة.

تصوير جوي لتقدم أعمال مشروع خط سكة حديد الروبيكى/ العاشر من رمضان / بلبيسوزيرا المياه والثروة الحيوانية بزامبيا يزوران مراكز التلقيح والإنتاج الحيواني في مصر


شهد المؤتمر حضور الدكتور شريف صدقي ، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، والدكتور تديان أوتارا ، رئيس مجلس الفضاء الإفريقي، والدكتور هيثم أكاه ، رئيس الإدارة المركزية لتصميم وتطوير الأنظمة الفضائية، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية.


افتتح الدكتور شريف صدقي المؤتمر بكلمة أكد فيها على المكانة الرائدة التي وصلت إليها وكالة الفضاء المصرية، مشيرًا إلى التطور الكبير في البنية التحتية للوكالة، والتي تضم الآن أحدث المعامل والتجهيزات الفضائية في القارة الإفريقية. 

وقال الدكتور شريف صدقي، إن استضافة مصر لمؤتمر نيو سبيس إفريقيا 2025 يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدراتنا التقنية والتنظيمية، ويمثل فرصة استثنائية لتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الفضاء. كما أن افتتاح مقر وكالة الفضاء الإفريقية داخل وكالة الفضاء المصرية يُعد نقطة تحول كبيرة نحو تحقيق الاستقلالية التكنولوجيا 


وأضاف أن اختيار موقع وكالة الفضاء المصرية بالقاهرة الجديدة يرجع إلى كونها تقع على أعلى نقطة في العاصمة حيث ترتفع 344 مترًا عن مستوى سطح البحر مما يعزز من كفاءة عمليات البحث والمراقبة الفضائية.
وخلال استعراضه لتاريخ مصر في علوم الفضاء، أشار الدكتور صدقي إلى أن مصر عرفت علم الفلك منذ أكثر من 7,000 عام حيث يُعد مرصد نبته غرب أبو سمبل بأسوان أول مرصد فلكي في العالم، مؤكدًا أن مصر كانت أول دولة إفريقية تدخل مجال الفضاء منذ عام 1868 تليها جنوب إفريقيا ثم السودان.

اختتم المؤتمر بجلسة نقاش مفتوحة للإجابة عن أسئلة الصحفيين والإعلاميين حول التفاصيل التنظيمية والاستعدادات اللوجستية للمؤتمر. وبعد ذلك، قام الحضور بجولة تفقدية داخل مرافق وكالة الفضاء المصرية، حيث تم عرض أحدث المعامل والمعدات الفضائية، مما يعكس جاهزية مصر لاستضافة الفعاليات الكبرى في هذا المجال.
يُذكر أن مؤتمر نيو سبيس إفريقيا 2025 يهدف إلى جمع نخبة من العلماء والمتخصصين وصناع القرار في قطاع الفضاء، لمناقشة مستقبل القطاع الإفريقي، وتبادل الخبرات، واستعراض أحدث التطورات التقنية. كما يمثل المؤتمر منصة لتعزيز الشراكات بين المؤسسات الفضائية الإفريقية والدولية، ودعم مبادرات التنمية المستدامة باستخدام تقنيات الفضاء.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأممي للسودان يؤكد الحاجة لحل سياسي شامل ينهي الأزمة السودانية
  • مرافعة الطبقة الوسطى في الحرب السودانية
  • منتدى «المسرعات المستقلة» يرسم المسار الاستراتيجي للوصول إلى الحياد المناخي
  • ما هي أبرز المناطق التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من حركة الحلو
  • الفضاء المصرية: استضافة مؤتمر نيو سبيس إفريقيا 2025 يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدراتنا
  • رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر يستقبل نائب وزير الخارجية
  • وزير التعليم العالي يصدر قرار بإغلاق جميع الجامعات السودانية في الخارج وتوجيهات مشددة
  • الازمة السودانية والجذور التاريخية للنخبة الحاكمة
  • بعد كسر حصار الدعم السريع عنها.. تعرّف على مدينة الأبيض السودانية
  • الخارجية السودانية تكشف عن إجراءات تصعيدية تجاه كينيا