محمد طلبه: لولا اني عارف ان السودانيين مش بتبوس كنت بوستك عادي ????
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
عزيزي حسبو
عامل ايه؟! يا رب تكون بخير وسالم انت وأهلك وجميع أحبابك… مشتاقين والله يا حسبو.. مشتاق لرحلاتنا اليومية مع بعض… وأنت بتعدي عليا في الصباح عشان توديني الشغل واخر اليوم عشان توديني البيت
فاكر يا حسبو يوم ما شدينا مع بعض؟! كل ما اسألك انت فين تقولي قريب قريب.. عند الستوب.. في الصينية وجاي عليك.
اتفقنا بعدها انك تديني حاجة اعرف احسبها.. يعني تقولي قدامي ٧ دقايق.. قدامي ٧ كيلو ..على ناصية شارع المكتب كدة يعني
في يوم يا حسبو كنت منتظرك انا و واحد زميلنا من فرع شركتنا في الكويت.. عمال يشتكي ويتأفف من السودان والحر وانا قاعد مستحمله بالعافية لغاية مت جاب سيرة المواعيد والتأخير في السودان واكيد السواق هيتأخر علينا وكدة.. قاطعته واتصلت عليك سألتك انت فين يا حسبو قلت لي انا عند ستوب كذا وقدامي ٣ دقايق.. قفلت معاك وقلت لاخونا ده حسبو قدامه ٣ دقايق!! قال لي مافيش في الوطن العربي ٣ دقايق دي.. قول ٥ دقايق وغالبا هيتأخر .. وقفته بحدة وقلت له لو حسبو قال ٣ دقايق يببقى ٣ دقايق لا هيكونوا ٢ ولا هيكونوا ٥!! قام بص لي ومسك ساعته في تحدي صارخ.. ٣ دقايق وكنت داخل علينا بالكورولا البيضا (اللون الابيض ده مش علامة مميزة في السودان فكل العربيات لونها أبيض) ..
اليوم ده انا انتصرت يا حسبو.. راهنت عليك وكسبت الرهان وقعدت اغيظ في زميلنا ده ونضحك ???? نسيت احكي لك انا يا حسبو على القصة دي
فاكر انت لما كنت بتوصلني اكيد… طب فاكر انا لما كنت انا أوصلك البيت بدل ما تسيب لي العربية وتركب مواصلات لبحري؟! ????
فرو الخروف اللي جبتها عشان تحمي تابلوه العربية من الشمس كانت بشعة يا حسبو.. لما قلت لك الله ايه الحلاوة دي كنت باكذب ???? ما حبتش اضايقك
فاكر لما قلقت عليا وجيت تخبط على باب الشقة بخوف وقلق عشان كنت عمال تتصل وانا مش برد عليك؟! اليوم ده يا حسبو النور قطع والتكييف فصل والشمس كانت معبية الاوضة بقيت قاعد في صوبة زي زرعة الشتا.. شكرا انك صحتني يا حسبو كان زمان الاوكسجين راح وروحت انا كمان
محمد ابنك عامل ايه دلوقتي؟! زمانه بقى ١٤ سنة مثلا ما شاء الله.. ربنا يخليهولك وتفرح بيه ويطمنك عليه.. ويطمني انا عليك
كان كلامنا قليل يا حسبو.. لا بتنقل لي كلام ولا بتحكي عني كلام.. انا كنت باطمن وانا معاك يا حسبو.. ده لنت انقذتني من النومة دي.. كان زماني عامل زي الفرخة المشوية في ميكروويف محكم الغلق
فاكر اخر يوم ليا في السودان يا حسبو… عديت عليا ورحنا انا وانت اكلنا فطير من عند الفطاطري المصري اللي عند النادي القبطي ده.. الفطيرة كانت كعبة يا حسبو ???? بس ما ردتش اقولك عشان ما تفرحش فيا.. ده كان اخر عشا لينا مع بعض بعدين وصلتني التوصيلة الاخيرة وفي نص الطريق قعدت تبكي وتبكي وتبكي زي الأطفال!!! دي كانت أول مرة احس فيها بحبك وانتماءك وارتباطك بيا.. انا أنبسطت اوي يا حسبو انك بكيت.. ومسكت نفسي لغاية ما نزلت وحضنتك وبكيت انا كمان
مش هانسى يوم ما رجعت السودان تاني بعد كذا سنة زائر لقيتك عرفت من الناس و عملت لي مفاجأة وجيت استقبلتني في المطار.. اخدتك اليوم ده حضن مطارات زي الأفلام.. ولولا اني عارف ان السودانيين مش بتبوس كنت بوستك عادي ????
في الحرب اللعينة دي حاولت اوصل ليك عشان اطمن عليك يا حسبو بس ما عرفتش..يا رب تكون آمن ومطمن ومستور ومجبور ..
خلي بالك من نفسك يا حسبو لغاية ما اجيلك تاني ونتقابل في المطار وناكل عند بتاع الفطير يمكن يكون اتطور ❤️
محمد طليه
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الیوم ده ٣ دقایق
إقرأ أيضاً:
معاناة متفاقمة للنازحين السودانيين في رمضان
قبل ساعتين من أذان المغرب تصطف النساء وأطفالهن في طوابير طويلة متعرجة للحصول على وجبة إفطار رمضان داخل مركز لإيواء النازحين في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان.
بورتسودان ــ التغيير
هذا المشهد يتكرر يومياً، مع اختلاف قليل في صنف الوجبة التي في الغالب تتكون من عصيدة الذرة، وفي بعض الأحيان «القراصة» التي تصنع من دقيق القمح، وفوقها يصبّ «ملاح الويكة»، وهي الأصناف المفضلة لدى عامة السودانيين، في شهر رمضان.
تبدأ النساء منذ منتصف النهار في إعداد الطعام لنحو 500 شخص من النازحين المقيمين في المركز، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال صغار السن… وهذه تُعدُّ وجبتهم الوحيدة في اليوم، فيما لا يتسنى لكثير من الصائمين الحصول على الوجبة لنفاد الكمية.
وقال أحد النازحين بحسب «الشرق الأوسط»، إن الأوضاع في رمضان السابق «كانت أفضل بكثير من هذا العام»، عازياً ذلك لتراجع الدعم الذي كانوا يتلقونه من فاعلي الخير والمنظمات.
وأضاف: «كنا نجد دعماً كبيراً من المنظمات والخيرين من داخل السودان وخارجه، بالإضافة إلى المعونات التي كانت تأتي للدار باستمرار من سكان الأحياء السكنية التي يقيمون في وسطها».
ويقول مسؤولون إن أكثر من 17 ألف نازح يتوزعون على 55 مأوى منذ اندلاع الحرب، ولم تتقلص هذه الأعداد كثيراً، رغم استعادة الجيش السوداني مناطق واسعة في الجزيرة وسط البلاد، وأجزاء من مدينة الخرطوم بحري.
لكن لا تزال دور الإيواء تحتضن الآلاف من النازحين الذين قدموا من مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، وكذلك أعداد مقدرة من إقليم دارفور غرب البلاد… وذكر بعض النازحين، أن عدداً من مراكز الإيواء تسلمت حصتها من المساعدات الإنسانية، بعد مضي أسبوع من حلول شهر رمضان.
وأثَّرت قلة الدعم بشكل مباشر على غذاء النازحين، إذ إن بعض النساء الحوامل والأطفال والرجال كبار السن، يعانون من سوء التغذية، وتتضاعف معاناتهم لعدم توفر المال لشراء العلاج، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، وأغلب الموجودين في المركز يقيمون فيه منذ عامين.
وقال أحد المشرفين ، في الصباح: «نسمع صراخ الأطفال الجوعى، إنهم يحتاجون إلى وجبة الإفطار، أو المال لشرائها»… وأضاف: «تلجأ بعض الأمهات إلى العمل في بيع الشاي والطعام في الأسواق، وأخريات يعملن في مجال الخدمة المنزلية لتوفير القليل من الطعام لأسرهن، علماً بأن أكثر من 180 أسرة تحتضنهم دار الإيواء، تعتمد بالكامل على دعم أحد الخيرين، الذي يتبرع بـ25 كيلوغراماً من دقيق القمح و2 كيلو من اللحم يومياً».
من جهة ثانية، قال متطوعون يعملون في المطابخ العامة لتوفير الطعام للعالقين في مناطق القتال بالعاصمة الخرطوم، إن الوضع في رمضان لم يتغير عن الأيام العادية، وأن الآلاف من المواطنين لا يزالون يعتمدون في طعامهم على المطابخ «التكايا».
وتعد معظم دور الإيواء عبارة عن مدارس قديمة ومتهالكة تفتقر إلى التهوية الجيدة، في حين توجد بعض الأماكن التي تتكون من خيام مصنوعة من الأقمشة. وفي الوقت الراهن، يواجه عدد من المقيمين مشكلة ترحيلهم إلى أطراف المدن، حيث لا تتوفر هناك الخدمات الأساسية. وقد طالبوا الجهات المعنية بالتدخل لإيجاد حلول لهذه المشكلة.
الوسومبورتسودان رمضان سوء تغزية مراكز الإيواء