تستعد مجموعة من أبطال الجري الجبلي عدائي المسافات الطويلة للتألق على الساحة الدولية، حيث يستعد حمد الحارثي وحمدان الخاطري وعيسى العبري ومحمد الشيزاوي لخوض سباق الجري الجبلي العالمي UTMB® مونت بلان في الجمهورية الفرنسية وهو أحد أكبر السباقات المعروفة والعريقة في رياضة الجري الجبلي ويستقطب حوالي 5 آلاف مشارك ومشاركة من مختلف دول العالم.


ويشارك العداءون في مسافتين مختلفتين هما 171 كم و100 كم وسيكون انطلاق صافرة البدء يوم الجمعة 1 سبتمبر في مدينة شامونيه الفرنسية بينما سيمر المسار الجبلي وسط الأحياء الريفية صعودا إلى مرتفعات جبال الألب ومرورا بثلاث دول وهي سويسرا وإيطاليا وفرنسا. يتطلع الرياضيون المشاركون من خلال المشاركة لتحقيق نتائج مشرفة باسم سلطنة عمان في هذا المحفل الدولي المعروف علاوة على توظيف خبراتهم التي اكتسبوها خلال الأعوام الماضية عبر مشاركاتهم السابقة في مختلف وجهات رياضة الجري الجبلي.
ويحظى العداءون بدعم فني من سباق همم للجري الجبلي وهو السباق الذي ينظم سنويا في الربع الأخير من كل عام. وأعرب العداء حمد الحارثي متحدثًا نيابة عن الفريق: «تواجدنا في أكبر سباقات الجري الجبلي العالمية هي لتمثيل بلدنا الغالي في هذا المحفل الدولي المعروف والسعي لرفع علم سلطنة عمان. بلدنا تزخر بالتضاريس الجبلية الفريدة ومنها انطلقنا للتدريب والاستعداد وصقل المهارات لسنين طويلة، ومن الجبال الشاهقة انطلقنا للمنافسة دوليا». وأضاف الحارثي: «ممتنون جدا لفريق الدعم الفني المكون من أحمد الفهدي، وعلي البلوشي، وسلطان الشريقي من فريق همم للجري الجبلي وسيكون دورهم إسناد العداءين العمانيين في الاستعدادات البدنية والنفسية والتخطيط للمسار الطويل من ناحية التغذية وتوزيع الطاقة للمحافظة على أداء عالٍ طيلة مسافة السباق».
كما أكد حمدان الخاطري أن المشاركة العُمانية مجددا في هذا الحدث العالمي في فرنسا هو دليل على انتشار هذه الرياضة ونمو ممارسيها على الصعيد المحلي بمشاركة واسعة من المواطنين والمقيمين والأطفال من مختلف الأعمار، مشيرا إلى تطلع الفريق لتحقيق مكاسب جيدة في هذا السباق تضيف إلى ما لديه من رصيد من الخبرات.
وعلى هامش الحدث العالمي ينظم القائمون على سباق همم للجري الجبلي معرضا ترويجيا في قرية السباق يهدف للترويج لسلطنة عُمان كوجهة للجري الجبلي والمغامرات علاوة على استقطاب المشاركين من الجماهير الزائرة للسباق العالمي للانضمام للنسخة الرابعة المقرر تنظيمها في الفترة من 23 و25 نوفمبر. يتضمن سباق همم في نوفمبر المقبل مجموعة من المسافات أولها 110 كم و55 كم، و25 كم، علاوة على عدد من السباقات القصيرة العائلية وتلك المعدة للأطفال لنشر ثقافة الجري الجبلي مجتمعيا. ويحظى الحدث المرتقب بدعم محافظة الداخلية ووزارة التراث والسياحة لما له من أهمية في الترويج لمقومات سلطنة عمان السياحية والطبيعية وتناغمه مع كثير من مستهدفات رؤية عُمان 2040.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

رواية المُمَوِّه.. شعرية الحدث والسرد العربي القصير

يعمد الكتاب والمبدعون في لعبة التجنيس على تضمين أغلفة كتبهم جنس الأدب الذي يكتبون فيه أو بعض الإشارات التي تحيل إلى جنس المؤلف رواية أو إضمامة قصصية أو شعرية أو دراسة نقدية وغيرها، فالتجنيس بمثابة ميثاق أخلاقي بين الكاتب والقارئ/ والمتلقي، وفي بعض الأحيان تكون التحديدات التجنيسية خادعة، بمعنى أنها لا تكشف عن محتوى العمل الأدبي أو لا تدل عليه، وعليه فإن الدخول في مسألة تجنيس الأعمال الأدبية هو أشبه بالدخول في متاهة لا قرار لها.

في هذا السياق، يأتي العمل السردي "المموه" للقاص والروائي العماني محمود الرحبي، فهو يلتحم مع جنس الرواية وينفصل عنها في الآن نفسه.. ذلك أن الغلاف يكشف على أن جنس المؤلف هو رواية، أما بقراءة العمل، فإن طول الكتاب وطريقة كتابته وخصائصه الداخلية تتفق مع (النوفيلا) وطبائعها الفنية والسردية التي تقع في منطقة وسطى بين القصة القصيرة والرواية، وتمثل نوعا أدبيا ثالثا يختلف عن النوعين المجاورين.

وهذا ما تؤكده مستندات هذه (الرواية)، فهي تبلغ 55 صفحة من الحجم المتوسط، وتتضمن 27 فصلا قصيرا، إضافة إلى بنيتها الداخلية التي تهيمن عليها الجمل القصيرة وبلاغة التكثيف والاجتزاء والابتعاد قدر الإمكان عن الإطناب والتفصيل الممل، وكلها إشارات تدل على أننا أمام رواية قصيرة يغلب عليها الطابع الشذري شكلا ومضمونا.

لنقل إن التركيب السردي لهذه (الرواية) خاضع لتقنيات القصة القصيرة التي برع فيها محمود الرحبي سنوات طويلة، وبالتالي، فهو لم يستطع التحرر من لغة السرد الدقيق والانسجام والتماسك والنفس القصصي، وهي كلها علامات تدل على إتقان فن السرد و"القدرة الإيحائية والتصويرية العالية والوصف الحاذق والسرد الحدثي الثري، مع الاقتصاد اللفظي الشديد، والاقتصار على التراكيب الذكية، والجمل القصيرة المتماسكة".

لذلك، فإن (رواية) المموه لا تعدو أن تكون قصة طويلة مفعمة بروح الرواية، وأكبر دليل على ذلك حجمها، إضافة إلى طريقة كتابتها بالاعتماد على المشهدية والأسلوب المختزل الكثيف والتشذير والاقتصاد في اللغة وغيرها من تراكيب الحدث السردي.

السرد العربي القصير

بيد أن هذه الرؤية في الكتابة، ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لمسار الكتابة الروائية العربية التي أخذت من السرد القصير أفقا لها، وحققت شهرة واسعة في الوسط الثقافي والأدبي العربي، ويكفي أن نستدل في هذا السياق، بـ3 روايات: "رجال تحت الشمس" للروائي الفلسطيني غسان كنفاني، و"اللجنة" للروائي المصري صنع الله إبراهيم، و"محاولة عيش" للروائي والقاص المغربي محمد زفزاف.

وعليه، فإن حضور الرواية وجودتها لا يتعلق بحجمها و(بدانتها) بتعبير الناقد المغربي سعيد يقطين، بل بقوتها التخيلية والتركيبية والدلالية، ومدى تفاعل القارئ مع انزياحاتها ومجازاتها، ونعتقد أن هذه الرواية، استطاعت أن تمثل أسلوب حياة المجتمع العماني المعاصر وما شهده من تحولات.

هذا التمثيل يبرز وعي الكاتب على قدرة السرد على تفكيك قيم المجتمع من خلال ربط المتخيل الروائي بالحقائق المحلية الملموسة وتموجات التاريخ والمجتمع، وهذا ليس بشيء غريب "لا سيما أن الرواية تتعين، من بين الأجناس الأدبية، أكثر مرونة ودينامية بسبب عدم قيامها على معايير فنية محددة، وقدرتها على استيعاب التحولات التي تشهدها الذهنيات والمجتمعات".

والناظر إلى سردية (المموه) سيلمس هذا الاشتغال على رؤية سردية جديدة أكسبتها التجارب السابقة وعيا مضاعفا لفعل الكتابة وأفقا حاملا لهوية النص الذي يبدعه محمود الرحبي، "ومن هذه الزاوية، نعتقد أن تمرس كاتبنا بالقصة، وإمساكه بمقتضياتها السردية والأسلوبية، وهي نص قصير ومركز قياسا إلى الرواية، قد أتاح له المهارة الفنية اللازمة كي ينحت اسمه عن جدارة في عالم الرواية".

وضمن هذا السياق المجدد لأسئلة الكتابة السردية، يمكننا اعتبار هذا النص الروائي فضاء جديدا لصوغ الحدث السردي وبناء المعرفة بالآخر واكتشاف الواقع والتعبير عنه بطرائق جديدة وفق مقتضياته السردية والتخيلية، لذلك، فإن كل ما يتجلى فيه (أي النص الروائي) من مستويات السرد يمثل انعطافة نوعية في مسار الكتابة لدى محمود الرحبي، لا على مستوى اللغة أو على مستوى بنية الشكل الروائي، أو على مستوى تمثيل السرد لتبدلات المجتمع العماني ومفارقاته.

وهكذا، فإن القارئ يلمس حرفية هذا الروائي من خلال كتابته نصا واعدا غير متشعب، خاضع لبلاغة الإيجاز والإيحاء ودقة التصوير والقدرة على النفاذ إلى نفسية الشخوص، فتحولهم من شخصيات ساكنة إلى شخصيات أكثر حركة ودينامية.

مقالات مشابهة

  • تاج ملكة جمال لبنان من ياسمينا زيتون إلى ندى كوسا
  • بلان يحسم مصير نجمي الاتحاد
  • البطل العالمي سفيان البقالي يقود الفريق الوطني في أولمبياد باريس 2024
  • براون.. ذهبية سباق ضد الساعة
  • نقاش يجمع بنزيما و”عوار وديابي” بعد الخسارة أمام إشبيليا.. فيديو
  • رواية المُمَوِّه.. شعرية الحدث والسرد العربي القصير
  • في مباراته الأولى.. اتحاد جدة تحت قيادة لوران بلان يخسر أمام إشبيلية
  • بنزيما يقود هجوم اتحاد جدة أمام إشبيلية
  • الأسود الأولمبيون يستعدون لمواجهة أوكرانيا وحسم التأهل للدور الثاني من أولمبياد باريس
  • تفسير رؤية «الجري والخوف» في المنام لابن سيرين