منظمات دولية: التجارب النووية الفرنسية في الجزائر إرث سام وجب إنهاؤه
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
دعت ثمانية منظمات جزائرية ودولية غير حكومية إلى الاعتراف بالآثار السلبية للتجارب النووية الفرنسية التي أجريت في الجزائر من عام 1960 إلى عام 1966 والمساءلة عنها وتصحيحها.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة مشتركة وقعتها منظمات: "شعاع لحقوق الإنسان"، "الجمعية الوطنية لضحايا التفجيرات النووية"، " الأطباء الدوليون لمنع الحرب النووية"، " مبادرات نزع السلاح النووي"، " معهد تعليم السلام والتواصل الفني"، " مركز روكي ماونتن للسلام والعدالة"، " مكتب السلام الدولي"، " الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية".
ويمثل الموقعون على الرسالة، التي جاءت بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية، قطاعات متنوعة بما في ذلك حماية البيئة وحقوق الإنسان والدعوة إلى السلام، من بين أمور أخرى.
وشددت الرسالة، الموجهة إلى الجزائر وفرنسا والمجتمع الدولي وعلى رأسهم الأمم المتحدة حول التفجيرات النووية الفرنسية التي جرت في الجزائر، على ضرورة بذل جهود شفافة وتعاونية بين الجزائر وفرنسا والمجتمع الدولي لتحديد المواقع التي دُفنت فيها النفايات النووية ومعالجتها بدقة. علاوة على ذلك، تحث على اتخاذ تدابير إعادة تأهيل شاملة لحماية السكان المتضررين والبيئة والموارد المائية والنباتات والحيوانات.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت الرسالة على أهمية إشراك الضحايا الجزائريين في عملية هادفة، على غرار المبادرات المنفذة في مناطق أخرى، لتحديد وتعويض المتضررين من التجارب النووية.
وذكرت الرسالة، التي وصلت "عربي21" نسخة منها، أن فرنسا شرعت في إجراء تفجيرات نووية في الجزائر وامتدت إلى ما بعد الاستقلال، وتحديدا من عام 1960 حتى عام 1966، حيث أجرت 17 تجربة تفجير نووية نفذتها في عدة مواقع في الصحراء الجزائرية وبالضبط في "رقان" و"إن إكر"، وما زالت آثارها الكارثية مستمرة على السكان والبيئة حتى اليوم.
وأكدت الرسالة أن فرنسا برغم مرور أكثر من 60 عاما على تجاربها النووية في الجزائر مازالت تتهرب من المسؤولية وتصر على الاحتفاظ بملف التجارب النووية بسرية تامة، على الرغم من المحاولات العديدة من طرف أصحاب المصلحة على الأقل تحديد بدقة أماكن دفن النفايات النووية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البيئة والسكان كإجراء وقائي، خوفا من التعرض للإشعاع في المناطق التي يتزايد فيها عدد مرضى السرطان على اختلاف أنواعه ، وتكرار الولادات غير الطبيعية والتشوهات الخلقية التي يتم تسجيلها في تلك المناطق وغيرها من الظواهر المرضية المزعجة.
ودخل العالم في فصل جديد لنزع السلاح النووي بعدما تبنت الأمم المتحدة في 7 يوليو 2017 معاهدة دولية بشأن حظر الأسلحة النووية، ودخلت حيز التنفيذ في 22 كانون ثاني / يناير 2021، وقد كانت الجزائر من بين الموقعين الأوائل لهذه المعاهدة عندما افتتح التوقيع في 20 أيلول / سبتمبر 2017.
وفي سنة 2020، أعربت الجزائر عن نيتها التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية "في القريب العاجل". ومع ذلك، لا تزال عملية التصديق على المعاهدة معلقة.
ووفق الرسالة فإن الدولة الفرنسية لم تشارك في مفاوضات معاهدة حظر الأسلحة النووية التي أقرتها الأمم المتحدة ولا تعتزم الإنضمام أو الإلتزام بها متحججة بأن الاتفاقية لا تتناسب مع السياق الأمني الدولي الراهن الذي يشهد توترات متزايدة وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وتستمر في اتباع سياسة الهروب إلى الأمام مع إنكار وتجاهل وعدم تحمل مسؤوليتها حتى الساعة، ما زالت ملفات التفجيرات النووية الفرنسية سرية و غير متوفرة للإطلاع عليها متحججة بأسرار الدفاع والأمن القومي.
وحث الموقعون على الرسالة الدولة الجزائرية استعمال كل طاقتها القانونية والدبلوماسية من أجل مساعدة ضحايا التجارب النووية في استعادة حقوقهم المعنوية والمادية والسماح لكل شخص طالب للتعويضات أو ذويه بالاطلاع أو الحصول من الإدارة على نسخة مطابقة للأرشيف الخاص بالتجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية من سنة 1960 إلى 1966.
كما طالبوا الدولة الفرنسية رفع السرية عن الملفات المتعلقة بالتفجيرات والتجارب النووية في الجزائر للاطلاع عليها من طرف المنظمات الدولية التي تشرف على المراقبة، وعدم التحجج بأسرار الدفاع والأمن القومي، وتقديم القائمة الكاملة للأماكن التي دُفنت فيها النفايات إلى السلطات الجزائرية مع تحديد مواقعها ووصف المواد المدفونة، و نشر البيانات المتعلقة بالمناطق الملوثة .
وطالبوا المجتمع الدولي وخاصة وكيل الأمين العام والممثل السامي لشؤون نزع السلاح بالأمم المتحدة الضغط على فرنسا تقديم خرائط تفجيراتها النووية في الصحراء الجزائرية وأماكن دفن النفايات النووية بالتفصيل ومساعدة الجزائر تقنيا ولوجستيا.
وفي 2 كانون الأول/ديسمبر 2009، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والستين، يوم 29 آب/أغسطس يوما دوليا لمناهضة التجارب النووية. ويدعو القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها باعتباره من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية". وقد بدأ هذا القرار بمبادرة من جمهورية كازاخستان، إلى جانب عدد كبير من الراعين والمشاركين، بهدف إحياء ذكرى إغلاق موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية في 29 آب/أغسطس 1991.
وشهد عام 2010 الاحتفال الافتتاحي باليوم الدولي لمكافحة التجارب النووية. ومنذ ذلك الحين وفي كل عام، يشهد اليوم تنسيق أنشطة في جميع أنحاء العالم، مثل الندوات والمؤتمرات والمعارض والمسابقات والمنشورات والمحاضرات في المؤسسات الأكاديمية والبث الإذاعي وغير ذلك من المبادرات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجزائر التجارب النووية فرنسا البيانات ذكرى فرنسا الجزائر ذكرى بيان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجارب النوویة الأسلحة النوویة فی الجزائر النوویة فی
إقرأ أيضاً:
الصحافة الفرنسية تُشيد بالتحالف الاستراتيجي بين باريس وأبوظبي
واصلت الصحافة الفرنسية تسليط الضوء على دور دولة الإمارات الرئيسي في ترسيخ وتعزيز مكانة أوروبا على خارطة الذكاء الاصطناعي في العالم عبر البوابة الفرنسية، مؤكدةً أنّ الاستثمارات الإماراتية في فرنسا تُشكّل جزءاً من تحالف جيوسياسي مُهم.
ومجلة "القرن الرقمي"، وهي المرجع الفرنسي الموثوق فيما يتعلّق بالاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الحديثة في العالم، أبرزت استثمار دولة الإمارات في فرنسا لبناء أكبر حرم جامعي للذكاء الاصطناعي في أوروبا، مؤكدةً أنّ هذا التعاون الأخير يأتي ضمن تحالف استراتيجي واسع بين باريس وأبوظبي، بما يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مجال التقنيات المُتطوّرة، وجعل فرنسا مركزاً أوروبياً قادراً على المنافسة مع الولايات المتحدة والصين.
The UAE ???????? and France ???????? are pioneering the future of #AI. ????
Read the op-ed by Ambassador Nicolas Niemtchinow in @TheNationalNews ⤵️ https://t.co/lF6Vej8Vrs pic.twitter.com/uWJknRa7QD
من جهتها، عنونت يومية "لو فيغارو": "بدعم من الإمارات، فرنسا تنطلق في سباق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي العملاقة"، حيث أشادت بالتزام أبوظبي واستثمارها بشكل كبير في التكنولوجيا ودعم البحث العلمي استعداداً لعصر ما بعد النفط، وقالت إنّ الإمارات تصدّرت دول العالم في هذا المجال.
كما أشارت إلى التزام دولة الإمارات بالاستثمار بشكل أكبر في الشركات الناشئة الفرنسية والأوروبية، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، والرغبة المُشتركة في إقامة شراكات أكاديمية بين أفضل الجامعات في الإمارات وفرنسا.
وعنونت "لو فيغارو" في مقال آخر: "أبوظبي، إحدى المُدن الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي"، مُشيرةً إلى أنّ العاصمة الإماراتية تعتمد أكثر من غيرها على الذكاء الاصطناعي لمواصلة استراتيجيتها لتنويع الاقتصاد.
وذكرت أنّ الإمارات هي الدولة الأولى في المنطقة التي تمتلك نموذجها اللغوي الخاص والضخمم (فالكون)، والذي تمّ تصميمه بالكامل داخلياً، مما يُشكّل رصيداً استراتيجياً يُرسّخ مكانة دولة الإمارات العالمية.
Sommet sur l’IA à Paris : la France veut s’imposer comme leader européen https://t.co/3XJWGUBuB1 pic.twitter.com/nnrnqBM26x
— Siècle Digital (@Siecledigital) February 5, 2025 جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعيمن جهته، أكد معهد البوليتكنيك في باريس عبر منصّاته الإلكترونية، والذي يضم ستة جامعات ومدارس أكاديمية فرنسية كبيرة لعلوم الهندسة والتقنية، أنّ جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تلعب دوراً مهماً في طموح أبوظبي المُعلن لتصبح مركزاً للذكاء الاصطناعي للمُجتمع الدولي، حيث تُركّز الجامعة على علوم الكمبيوتر، وتُقيم شراكات مع أفضل مؤسسات التعليم العالي الدولية في هذا المجال.
وأشاد المعهد بتوقيع اتفاقية الشراكة الجديدة مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تُنشئ إطاراً للبحث التعاوني وتطوير برامج تدريبية مُشتركة، مع تعزيز ظهور مبادرات استراتيجية أخرى تسمح للباحثين والطلاب من كلا البلدين بالاستفادة من نقاط القوة والخبرة في المؤسستين الأكاديميتين.
Avec l'annonce d'un nouveau partenariat dans le domaine de l'intelligence artificielle, la France et les Émirats arabes unis renforcent leur coopérationhttps://t.co/B6HTxIi77E
— franceinfo (@franceinfo) February 7, 2025 رمز جديد للعلاقات الفرنسية الإماراتية المُزدهرةبدورها اعتبرت شبكة "فرانس أنفو" الإعلامية العملاقة توقيع اتفاقية "إطار العمل الإماراتي-الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي" رمزاً جديد للعلاقات الفرنسية الإماراتية المُزدهرة. حيث ستقوم دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء حرم جامعي في فرنسا متخصص في الذكاء الاصطناعي، ومُجهّز بمركز بيانات عملاق بقدرة حوسبة تصل إلى غيغاواط واحد.
وذكرت الشبكة الفرنسية أنّ هذه الاتفاقية التي تمّ توقيعها قبل أيّام، تُؤكّد أنّ أبوظبي هي الشريك الاستراتيجي لباريس في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، هذه الشراكة التي تتجلّى في جميع المجالات الثقافية والتعليمية والعلمية والاقتصادية والعسكرية، وبشكل خاص من خلال متحف اللوفر وجامعة السوربون في أبوظبي، ومع اتفاقية الذكاء الاصطناعي التي تُبرهن أنّ الإمارات تُواصل جهودها لأن تُصبح من روّاد العالم في هذا المجال.
MERCI! Tout n’est peut être pas perdu ????
Ne soyons pas en retard technologiquement sur le reste du monde, très belle décision
???????? https://t.co/YozoqnGNqu
وقالت "فرانس أنفو" إنّ أبوظبي تستثمر بشكل كبير في اقتصاد المستقبل والتقنيات الجديدة، ويُشكّل بناء حرم جامعي يُركّز على الذكاء الاصطناعي، عنصراً هيكلياً جديداً في العلاقات الفرنسية الإماراتية. كما أنّ رغبة دولة الإمارات العربية المتحدة واضحة في أن تُصبح من الدول الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي ودمجه في قطاعات الدفاع والطاقة والصحة والمالية.
Les annonces fracassantes, dont celles de constructions de gigantesques data centers, pleuvent depuis jeudi. Elles devraient continuer jusqu’à la clôture du sommet mardi.
➡️ https://t.co/dpXbSgiNJN pic.twitter.com/2hrj8xUe4o
رائدة الأعمال والباحثة الفرنسية في العلوم د.أوريلي جان، نشرت بدورها تحليلاً بعنوان "دخول الإمارات في سباق الطاقة للذكاء الاصطناعي قضية جيوسياسية كبرى"، مؤكدةً أنّ الشراكة المُهمّة التي أبرمت حديثاً بين باريس وأبوظبي تؤكد أنّ اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا الأمر ليس مُفاجئاً، وأنّها تُعتبر اليوم على وجه التحديد أحد هؤلاء اللاعبين المُتميّزين في مجال الاستثمار في احتياجات الطاقة المُتزايدة من النماذج الخوارزمية للأجيال القادمة.