تسعون كتاباً مترجماً وماتزال اللغة هاجس الكاتب والمترجم حسين سنبلي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
حمص-سانا
فرضت اللغة الانكليزية نفسها على دراسة الكاتب والمترجم “حسين تقي سنبلي” فوجد نفسه مبحراً في يمها ليثمر أكثر من تسعين مؤلفاً مترجماً ما بين الكتب والرواية والمسرحية أبرزها كتاب “أتقن فن الترجمة”، ومسرحية الدكتور جوناثان.
عن هذا الكم الهائل من الترجمات رغم أنه لم يتخط الثانية والخمسين من العمر يسرد سنبلي في حديث مع سانا أنه دخل الأدب الإنكليزي مصادفة لكن “غالب حوَّارة” أستاذه في اللغة الانكليزية بثانوية عبد الحميد الزهراوي والمترجم منير البعلبكي صاحب قاموس” المورد” كانا سبباً في حبه لهذه اللغة ودراستها والغوص في مفرداتها وتراكيبها.
وحول الفرق بين الكاتب والمترجم يرى /سنبلي/ أن على المترجم أن يتسم بصفاتٍ تميزه عن غيره من الكُتَّاب وأولها أن يتقن اللغتين معا الأجنبية والعربية، فإن تفاوت إتقانه لإحداهما قصَّر في عمله، كما عليه أن يكون صبوراً، مجداً، دؤوباً على القراءة والكتابة، فمن دون القراءة والكتابة لا يمكنه الرقي بترجمته، وعندما يطلب بعضهم منه أن يكون موسوعي المعرفة فهذا في رأيه صعب المنال رغم قناعته بأن يكون المترجم ملما بكل شيءٍ، والإنترنت في هذه الأيام مساعد كبير في ذلك.
ويضيف: إن للتطور التقني الذي وصلنا إليه الآن دوراً كبيراً في الترجمة كما في باقي الفروع العلمية أو الأدبية، ولكن هناك تأثيرات سلبية حيث كان المترجم يعتمد على ما يتاح له من قواميس، ومراجع، وموسوعات، فإن لم يحصل على ما يريد سأل أهل العلم،أمَّا الآن فالإنترنت وما قدمه من وسائل معرفة سهَّلت عمل المترجم في البحث والتنقيب، ومنهم من يكتفي بما تقدمه لهم خدمة “مترجم غوغل”، فلا ينظرون إلى دقته، ولا يكلِّفون أنفسهم في مراجعة الترجمة.
وحول الموضوعات التي لم تأخذ حقها في الترجمة حتى اليوم يوضح سنبلي أن الموضوعات الفكرية والعلمية ما زالت الترجمة بعيدة عنها لأسباب مادية وإحجام دور النشر الخاصة عن ترجمة ما هو جديد، لما يتطلبه هذا منهم من دفع حقوق المؤلف وما إلى ذلك.
وحول إصداره الجديد المدمر الأسود، لمؤلفه: “فان فوت” وهو من إصدار سلسلة الخيال العلمي في وزارة الثقافة، الَّتي يشرف عليها الدكتور طالب عمران أوضح سنبلي أنه قصة طويلة، أو رواية قصيرة تتحدث عن المخلوق الَّذي اسمه: كوري”، والَّذي يشبه القطة في كثيرٍ من ملامحه وأعضائه، ويعيش في كوكبٍ بعيدٍ يخلو من حياةٍ، إلا من آثارٍ وأطلالٍ لحضارة بائدة.
و”سنبلي” من مواليد عام واحد وسبعين وتسعمئة وألف ويحمل إجازة في الأدب الإنكليزيّ من جامعة البعث، وإجازة في التَّرجمة والتَّرجمة الفوريّة جامعة البعث وهو عضو اتحاد الكتَّاب العرب “جمعيَّة التَّرجمة”، وعضو الجمعية التَّاريخية في حمص، وعضو رابطة الخريجين الجامعيين في حمص.
حنان سويد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كتّاب ونقاد يناقشون الترجمة وحوار الحضارات في اليوبيل المئوي لمجلة "فسيفسيت"
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية في "بلازا 2" ندوة بعنوان "الترجمة وحوار الحضارات: اليوبيل المئوي لمجلة فسيفسيت – الإمكانيات ودورها في التعريف بالأدب العربي والمصري"، وذلك في إطار محور "تجارب ثقافية".
شهدت الندوة مشاركة الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم بكلية دار العلوم، والمترجمة أولينا خوميتسكا، مديرة المركز المصري للغة والثقافة العربية، وأدارها الكاتب والناقد والمترجم الدكتور سمير مندي.
استعرضت تورينكو الدور الذي لعبته مجلة "فسيفسيت" في تقديم الأدب العربي والمصري للجمهور الأوكراني على مدار قرن كامل منذ تأسيسها، مشيرةً إلى مكانتها التاريخية في عالم الترجمة والأدب.
أما سفير أوكرانيا يفهيني ميكيتنكو، فقد أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا ارتباطه الشخصي بالمجلة، حيث عمل والده في تحريرها لأكثر من 33 عامًا، بينما تولى هو مؤخرًا منصب رئيس تحريرها. وأشار إلى أن المجلة نشرت على مدار تاريخها أعمالًا بأكثر من 85 لغة، شملت نحو 600 رواية وآلاف القصائد والمسرحيات والقصص القصيرة من 105 دول حول العالم. كما أعلن أن المجلة ستصدر قريبًا أعدادًا خاصة تهتم بإبداعات لغات أخرى.
من جانبها، عبّرت أولينا خوميتسكا عن سعادتها بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرةً إلى أن مجلة "فسيفسيت" لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التبادل الثقافي بين أوكرانيا والعالم، وبخاصة في تعريف القرّاء الأوكرانيين بالأدب العربي والمصري.
تأسست المجلة في يناير 1925 على يد فاسيل إيلان بلاكينتي، بمساهمة من ميكولا خفيلوفي، وتوقفت عن النشر عام 1934، ثم استأنفت نشاطها عام 1958 لتصبح منبرًا عالميًا للترجمة الأدبية. كما أسست جائزتين أدبيتين بارزتين: "جائزة ميكولا لوكاش الأدبية" و"جائزة أولينا ميكيتينكو الأدبية"، التي خُصصت للمترجمين الشباب.
في مداخلته، أوضح الدكتور أحمد عفيفي أهمية الترجمة كوسيلة أساسية في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب، معتبرًا أنها تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الحوار الحضاري وتوسيع آفاق التفاهم بين الثقافات المختلفة. وأشار إلى أن حركة الترجمة من العربية إلى الأوكرانية قدمت نماذج أدبية متميزة، من بينها ترجمات سريهي رييبالكين للأدب العربي، وترجمات أولينا خوميتسكا ولوليتا مزنر، بينما برز في الترجمة من الأوكرانية إلى العربية اسم عماد الدين رائف.
وأكد عفيفي ضرورة دعم المترجمين وتأهيلهم بشكل احترافي، مع توفير الموارد المالية والتقدير الأدبي لهم، لضمان استمرار حركة الترجمة كجسر أساسي بين الثقافات.
أما الدكتور سمير مندي، فقد أشار إلى أن حركة الترجمة بين الأوكرانية والعربية شهدت ازدهارًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مستعرضًا الشراكة الثقافية الممتدة بين البلدين. وذكر أن هذه العلاقة بدأت مبكرًا، حيث رصد ترمسكي تحولات المجتمع اللبناني في أحد مؤلفاته، بينما وثّق ميخائيل نعيمة تجربته الدراسية في أوكرانيا في كتابه "رحلتي السبعون".
وأوضح أن عشرينيات القرن الماضي كانت فترة نهضة ثقافية متزامنة في كل من أوكرانيا ومصر، حيث انشغل النقاد والكتّاب في كلا البلدين بأسئلة جوهرية حول الكتابة وأهدافها.
وأكد أن مجلة "فسيفسيت" ساهمت بدور محوري في تقديم صورة عن الأدب الأوكراني للقارئ العربي، كما نشرت أعمالًا لأبرز الكتّاب المصريين والعرب، مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، عبد الرحمن الخميسي، يوسف السباعي، يوسف القعيد، ميخائيل نعيمة، غسان كنفاني، وإبراهيم الكوني.
كما تطرّق إلى مساهمة المجلة في نشر الشعر العربي، حيث ضمت صفحاتها قصائد لعدد من كبار الشعراء، مثل حافظ إبراهيم (1958)، محمد صدقي، البياتي، نزار قباني، وجبران خليل جبران.
اختتم المشاركون الندوة بالتأكيد على أن الترجمة ليست مجرد وسيلة لنقل النصوص، بل هي جسر للتلاقح الحضاري وتبادل الرؤى الفكرية، مشددين على أهمية تعزيز التعاون في مجال الترجمة بين العالم العربي وأوكرانيا، لدعم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعوب.