قبل اجتماع المنقوش وكوهين.. سلسلة لقاءات سرية ليبية إسرائيلية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كشف رئيس اتحاد اليهود الليبيين رافائيل لوزون عن أنه سهّل عقد لقاءات سرية بين مسؤولين ليبيين وإسرائيليين، ما مهد لاجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش يثير منذ الأحد الماضي جدلا وغضبا واسعين، بحسب تقرير لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel) ترجمه "الخليج الجديد".
والأحد، نشبت أزمة إثر إعلان الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن كوهين التقى المنقوش وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماع في روما الأسبوع الماضي استضافه نظيرهما الإيطالي أنطونيو تاياني.
وقالت الحكومة الليبية إن لقاء كوهين والمنقوش "كان عرضيا وغير رسمي ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات"، ولاحقا أعلن الدبيبة، خلال وقفة أمام السفارة الفلسطينية في طرابلس (غرب)، إقالة المنقوش من منصبها.
لكن مكتب المنقوش قال إن اللقاء مع كوهين جاء "بإذن مسبق" من الدبيبة. كما أفاد مصدر إسرائيلي مسؤول بأن اللقاء "جرى التنسيق له على أعلى مستوى واستمر لقرابة ساعتين".
وضمن هجوم شعبي وإعلامي على أول اجتماع رسمي على الإطلاق بين كبار الدبلوماسيين في ليبيا وإسرائيل، قالت وسائل إعلام ليبية إن رئيس اتحاد اليهود الليبيين رافائيل لوزون هو "العقل المدبر المحتمل" خلف لقاء المنقوش وكوهين.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم مصر والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
وخلال عقود من حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (1967-2011)، كانت ليبيا مؤيدا قويا لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
لقاء وزير خارجية إسرائيل ونظيرته الليبية.. ماذا يعني؟
اجتماع رودس
وفي حين أن لوزون لم يكن على صلة باللقاء بين كوهين والمنقوش، إلا أنه قال لـ"تايمز أوف إسرائيل" إن الاتصالات الأولى التي قام بتسهيلها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين رفيعي المستوى قبل حوالي ست سنوات فتحت الطريق أمام القاء الدبلوماسي الأخير.
وفي يونيو/ حزيران 2017، رتب لوزون اجتماعا في جزيرة رودس اليونانية ضم وفودا من البلدين، ومثّل إسرائيل كل من وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك جيلا جمليئيل، التي تنحدر والدتها من ليبيا، ووزير الاتصالات حينها أيوب قرا، ونائب رئيس الكنيست (البرلمان) يهيل بار، واللواء المتقاعد توف سامية، وهو أيضا من أصل ليبي.
فيما ترأس الوفد الليبي في رودس عمر الجويري وزير الإعلام والثقافة والآثار في حكومة الشرق حينها، برئاسة عبد الرحيم الكيب، وورد أن خليفة الغويل، رئيس الحكومة المنافسة (آنذاك) المتمركزة في الغرب (طرابلس)، "أرسل بركاته (تأييده للقاء) إلى رودس عبر الفاكس"، وفقا للصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه على مدى 3 أيام، ركز الاجتماع في فندق "رودس بالا"س على الذكرى الخمسين لطرد اليهود من ليبيا بعد حرب الأيام الستة عام 1967 بين إسرائيل والعالم العربي، وتحدث المندوب الليبي عن حق اليهود الليبيين في العودة إلى البلاد والحصول على تعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم.
وبحسب لوزان فإن "اجتماع رودس أعقبه في السنوات اللاحقة سلسلة من الاجتماعات الأخرى التي نظمها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين في روما وتونس واليونان، وفي مرحلة ما، كان التعامل مع الأمر حساسا للغاية، وسلمت القضية إلى الدبلوماسيين".
وتابع أن "اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين كبار الدبلوماسيين (كوهين والمنقوش) كان تتويجا لست سنوات من العمل، وكان ينبغي أن يُعقد اللقاء في وقت أقرب بكثير، لكن عدم الاستقرار الحالي في ليبيا لم يسمح بذلك".
((2))
تأييد واشنطن
و"هناك عامل مهم آخر لنمو العلاقات مع إسرائيل وهو الرغبة في كسب تأييد الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل)، إذ لا تزال ليبيا تحت حكومتين منفصلتين، إحداهما غرب البلاد تحت حكم الدبيبة، الزعيم المعترف به دوليا، في حين أن الحكومة المنافسة (برئاسة أسامة حماد) المدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر تحكم الشرق"، كما أضافت الصحيفة.
وأردفت أنه "في 2021، ورد أن نجل حفتر زار إسرائيل لعقد اجتماع سري مع مسؤولين إسرائيليين، عرض فيه إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل الحصول على دعم إسرائيل".
لوزون قال إن "الجالية اليهودية استقرت في ليبيا منذ 2200 عام، أي قبل قرون من غزو العرب من شبه الجزيرة العربية لشمال أفريقيا واحتلالها، وكان اليهود بالنسبة لليبيا مثل البربر بالنسبة للمغرب، أي كانوا السكان الأصليين"، على حد زعمه.
ووفقا للصحيفة، ولد لوزان في مدينة بنغازي (شرق)، واضطرت عائلته إلى مغادرة ليبيا في 1967، بعد مقتل عمه مع زوجته وأطفالهما في الأيام الأولى لأعمال شغب اندلعت ردا على احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية.
وأوضحت أن "عائلته انتقلت إلى روما، حيث تخرج بشهادة في العلوم السياسية وعمل لمدة 16 عاما في الصحافة والدبلوماسية، وهو يعيش حاليا في لندن، حيث يرأس اتحاد اليهود الليبيين".
وقال لوزان: "لدي عشرات الآلاف من المتابعين الليبيين على فيسبوك (...) الليبيون معجبون بي لحياديتي بين الحكومتين (التنافستين). أنا أتحدث لصالح ليبيا موحدة، وأعبر عن ولائي لهذا البلد، في حين أن معظم الليبيين يعتقدون أن اليهود موالون لإسرائيل فقط".
وزعم أنه "تلقى طلبات من سياسيين ليبيين كي يترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة (مأمولة قبل نهاي العام الحالي).. إذا ظلت ليبيا كما هي اليوم، فلن أترشح. إذا تم انتخابي، ففي اليوم التالي يجب أن أبدأ بالتجول بسترة مضادة للرصاص".
وأردف: "إنها دولة خطيرة حين تكون فيها سياسيا.. وإذا كان بإمكاني اختيار منصب حكومي، فأود أن أصبح في يوم من الأيام سفيرا لليبيا لدى إسرائيل".
((3))
المصدر | جيانلوكا باتشياني/ ذا تايمز أوف إسرائيل- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل ليبيا لقاءات سرية المنقوش كوهين
إقرأ أيضاً:
"لوموند": ماكرون خلق "أجواء سرية" بعد فضيحة هولاند
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالا مطولا أشارت من خلاله إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلق "أجواء سرية" بعد فضيحة سلفه فرانسوا هولاند.
وكتبت الصحيفة: "ماكرون "مصاب بجنون العظمة وغامض"، هذه هي الكلمات التي يستخدمها المقربون من ماكرون اليوم لوصفه".
وأضافت الصحيفة: "في عام 2014، كان ماكرون في الصف الأمامي عندما تم تصوير فرانسوا هولاند على دراجة نارية في شارع دو سيرك بباريس، حيث كان يخطط للقاء سري مع الممثلة جولي غاييه. بصفته نائب الأمين العام لقصر الإليزيه، كان إيمانويل ماكرون يراقب "الانهيار" من الداخل. والدرس الذي تعلمه هو أن فرانسوا هولاند لم يكن حذرا بما فيه الكفاية".
وكان الحدث الآخر الذي عزز حاجة ماكرون إلى خلق هالة من السرية حول نفسه هو اختراق عناوين البريد الإلكتروني لفريقه خلال الحملة الانتخابية عام 2017، حسب الصحيفة