كشف رئيس اتحاد اليهود الليبيين رافائيل لوزون عن أنه سهّل عقد لقاءات سرية بين مسؤولين ليبيين وإسرائيليين، ما مهد لاجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش يثير منذ الأحد الماضي جدلا وغضبا واسعين، بحسب تقرير لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel) ترجمه "الخليج الجديد".

والأحد، نشبت أزمة إثر إعلان الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن كوهين التقى  المنقوش وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، خلال اجتماع في روما الأسبوع الماضي استضافه نظيرهما الإيطالي أنطونيو تاياني.

وقالت الحكومة الليبية إن لقاء كوهين والمنقوش "كان عرضيا وغير رسمي ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات"، ولاحقا أعلن الدبيبة، خلال وقفة أمام السفارة الفلسطينية في طرابلس (غرب)، إقالة المنقوش من منصبها.

لكن مكتب المنقوش قال إن اللقاء مع كوهين جاء "بإذن مسبق" من الدبيبة. كما أفاد مصدر إسرائيلي مسؤول بأن اللقاء "جرى التنسيق له على أعلى مستوى واستمر لقرابة ساعتين".

وضمن هجوم شعبي وإعلامي على أول اجتماع رسمي على الإطلاق بين كبار الدبلوماسيين في ليبيا وإسرائيل، قالت وسائل إعلام ليبية إن رئيس اتحاد اليهود الليبيين رافائيل لوزون هو "العقل المدبر المحتمل" خلف لقاء المنقوش وكوهين.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم مصر والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

وخلال عقود من حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (1967-2011)، كانت ليبيا مؤيدا قويا لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

لقاء وزير خارجية إسرائيل ونظيرته الليبية.. ماذا يعني؟

اجتماع رودس

وفي حين أن لوزون لم يكن على صلة باللقاء بين كوهين والمنقوش، إلا أنه قال لـ"تايمز أوف إسرائيل" إن الاتصالات الأولى التي قام بتسهيلها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين رفيعي المستوى قبل حوالي ست سنوات فتحت الطريق أمام القاء الدبلوماسي الأخير.

وفي يونيو/ حزيران 2017، رتب لوزون اجتماعا في جزيرة رودس اليونانية ضم وفودا من البلدين، ومثّل إسرائيل كل من وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك جيلا جمليئيل، التي تنحدر والدتها من ليبيا، ووزير الاتصالات حينها أيوب قرا، ونائب رئيس الكنيست (البرلمان) يهيل بار، واللواء المتقاعد  توف سامية، وهو أيضا من أصل ليبي.

فيما ترأس الوفد الليبي في رودس عمر الجويري وزير الإعلام والثقافة والآثار في حكومة الشرق حينها، برئاسة عبد الرحيم الكيب، وورد أن خليفة الغويل، رئيس الحكومة المنافسة (آنذاك) المتمركزة في الغرب (طرابلس)، "أرسل بركاته (تأييده للقاء) إلى رودس عبر الفاكس"، وفقا للصحيفة.

وذكرت الصحيفة أنه على مدى 3 أيام، ركز الاجتماع في فندق "رودس بالا"س على الذكرى الخمسين لطرد اليهود من ليبيا بعد حرب الأيام الستة عام 1967 بين إسرائيل والعالم العربي، وتحدث المندوب الليبي عن حق اليهود الليبيين في العودة إلى البلاد والحصول على تعويضات عن الخسائر التي لحقت بهم.

وبحسب لوزان فإن "اجتماع رودس أعقبه في السنوات اللاحقة سلسلة من الاجتماعات الأخرى التي نظمها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين في روما وتونس واليونان، وفي مرحلة ما، كان التعامل مع الأمر حساسا للغاية، وسلمت القضية إلى الدبلوماسيين".

وتابع أن "اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين كبار الدبلوماسيين (كوهين والمنقوش) كان تتويجا لست سنوات من العمل، وكان ينبغي أن يُعقد اللقاء في وقت أقرب بكثير، لكن عدم الاستقرار الحالي في ليبيا لم يسمح بذلك".

((2))

تأييد واشنطن

و"هناك عامل مهم آخر لنمو العلاقات مع إسرائيل وهو الرغبة في كسب تأييد الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل)، إذ لا تزال ليبيا تحت حكومتين منفصلتين، إحداهما غرب البلاد تحت حكم الدبيبة، الزعيم المعترف به دوليا، في حين أن الحكومة المنافسة (برئاسة أسامة حماد) المدعومة من اللواء المتقاعد خليفة حفتر تحكم الشرق"، كما أضافت الصحيفة.

وأردفت أنه "في 2021، ورد أن نجل حفتر زار إسرائيل لعقد اجتماع سري مع مسؤولين إسرائيليين، عرض فيه إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل الحصول على دعم إسرائيل".

لوزون قال إن "الجالية اليهودية استقرت في ليبيا منذ 2200 عام، أي قبل قرون من غزو العرب من شبه الجزيرة العربية لشمال أفريقيا واحتلالها، وكان اليهود بالنسبة لليبيا مثل البربر بالنسبة للمغرب، أي كانوا السكان الأصليين"، على حد زعمه.

ووفقا للصحيفة، ولد لوزان في مدينة بنغازي (شرق)، واضطرت عائلته إلى مغادرة ليبيا في 1967، بعد مقتل عمه مع زوجته وأطفالهما في الأيام الأولى لأعمال شغب اندلعت ردا على احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية.

وأوضحت أن "عائلته انتقلت إلى روما، حيث تخرج بشهادة في العلوم السياسية وعمل لمدة 16 عاما في الصحافة والدبلوماسية، وهو يعيش حاليا في لندن، حيث يرأس اتحاد اليهود الليبيين".

وقال لوزان: "لدي عشرات الآلاف من المتابعين الليبيين على فيسبوك (...) الليبيون معجبون بي لحياديتي بين الحكومتين (التنافستين). أنا أتحدث لصالح ليبيا موحدة، وأعبر عن ولائي لهذا البلد، في حين أن معظم الليبيين يعتقدون أن اليهود موالون لإسرائيل فقط".

وزعم أنه "تلقى طلبات من سياسيين ليبيين كي يترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة (مأمولة قبل نهاي العام الحالي).. إذا ظلت ليبيا كما هي اليوم، فلن أترشح. إذا تم انتخابي، ففي اليوم التالي يجب أن أبدأ بالتجول بسترة مضادة للرصاص".

وأردف: "إنها دولة خطيرة حين تكون فيها سياسيا.. وإذا كان بإمكاني اختيار منصب حكومي، فأود أن أصبح في يوم من الأيام سفيرا لليبيا لدى إسرائيل".

((3))

المصدر | جيانلوكا باتشياني/ ذا تايمز أوف إسرائيل- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل ليبيا لقاءات سرية المنقوش كوهين

إقرأ أيضاً:

طينة اليهود مطيبات وبهارات وحبة حلوة

بقلم : هادي جلو مرعي ..

نشكو من الحياة ونبكي ونولول، وربما نقتل الناس والمنافسين لنا والرافضين لأفكارنا، ونستخدم السكاكين والحراب والأسلحة الخفيفة والثقيلة والسموم والحفر والمياه والنيران والمدافع والقنابل والديناميت ونبيد ماإستطعنا أن نبيده من البشر الذين نعتقد إن الله خلقهم بطريق الخطأ، بينما لم يجانبه الصواب حين خلقنا. هل يستطيع اليهود المتكبرين أن يقولوا، أن الله كان على صواب حين خلق العرب واليهود، أم إنهم يصححون المعلومة ويقولون، بل خلقنا من طينة مختلفة، أو من نفس الطينة ولكنه أضاف بعض البهارات والكاري والمطيبات لنكون نحن اليهود من طينة مختلفة، فالطينة العادية التي خلق منها العرب غير ذات القيمة وثمنها متدن، بينما طينتنا مبهرة ومطيبة ورائحتها زكية، وإذن فقتل العرب ليس مشكلة، بل هو نوع من السلوك الذي يشبه سلوك المواطنين العاديين الذين يلقون بأكياس الزبالة صباحا بإنتظار عامل النظافة ليحملها بعيدا؟ المسيحيون أصناف. فمنهم الناس العاديون البسطاء الطيبيون الذين يرتلون القداسات اليومية، وربما الجنائزية حين يرحل أحدهم، ومنهم الملايين الذين هربوا من جحيم الإسلاميين القتلة في العراق والشام وبلاد أخرى، وتركوا كنائسهم ومعابدهم ومشاغلهم وبيوتهم الى بلدان بعيدة وقريبة متوخين السلامة ليبتعدوا عن الذبح والسلخ والإعدام والسبي، وهم لاينسون كيف إستوقفهم مقاتلو داعش على أبواب الموصل وسلبوهم كل مايملكون من مال وحلي ومصوغات وخواتم وساعات يدوية وتركوهم بثيابهم، ثم يأتي المسلمون ليتبرأوا من داعش وجرائمها. وعجبي كيف يتبرأ المسلمون من هولاء الإرهابيين، بينما قنواتهم الفضائية تمجدهم ويجدون آلاف الحواضن لهم وهناك الآلاف من المسلمين يتطوعون في صفوفهم كل عام وينتقلون من مكان الى آخر يمارسون الإرهاب ويدعون أنه جهاد في سبيل الله. الحكومات المسيحية في فرنسا وأمريكا وبريطانيا تراقب أطفال اليمن وهم يموتون من الجوع، وبينما يتناول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فطوره الصباحي كل يوم يموت أربعة من أطفال اليمن بسبب الجوع. وتشتري السعودية الأسلحة بعشرات المليارات من الدولارات من هذه الدول المسيحية التي تراقب مسيحيي الشرق وهم يبادون وتنتهك أعراضهم على أيدي عناصر داعش والنصرة المدعومين مباشرة من السعودية وقطر ليظهر معنى الخسة عند الحكومات المسيحية التي تدعم الدول التي تدعم الإرهابيين الذين يقتلون المسيحيين، وتواصل تلك الدول المسيحية دعم الكيان الصهيوني الذي يقتل المسيحيين والمسلمين في فلسطين من أجل الإستيلاء على دورهم وبساتينهم لتحويلها الى مستوطنات لليهود القادمين من الشتات. كأننا جميعا ضحية، وكأننا جميعا متهمون، يالها من لعبة قذرة.

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • «محكمة موريشيوس» ترفع العقوبات عن شركة ليبية
  • من لوزون إلى موقع سري.. صواريخ تايفون تعيد تشكيل التوازن العسكري في آسيا
  • عاجل| هآرتس: إسرائيل تطرح مخططات لبناء سلسلة من البؤر الاستيطانية في القدس الشرقية
  • حسام الغمري: أحمد المنصور نكرة.. وإيدي كوهين يوجه قنوات الإخوان
  • سفير الاتحاد الأوروبي يؤكد أهمية مكتب النائب العام لاستقرار ليبيا
  • «الدبيبة» يعلن رفع القضاء البلجيكي الحجز عن أصول ليبية
  • عفا عن ترامب..بينهم زعيماً "براود بويز" و"حراس القسم" من هم أبرزالمتورطين في الهجوم على الكابيتول
  • عشرات اليهود يدنسون الأقصى المبارك
  • طينة اليهود مطيبات وبهارات وحبة حلوة
  • سلسلة لقاءات للرئيس عون في قصر بعبدا