في العمق : الفرص الاقتصادية لموسم خريف ظفار بين أولوية تشغيل الطلبة من مخرجات التعليم والحد من سيطرة الأيدي الوافدة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
انطلاقًا من التوجيهات السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ للجهاز الإداري للدولة باتِّخاذ الإجراءات اللازمة لتهيئة البيئة المناسبة التي تساعد المواطنين على الالتحاق بكافَّة الأعمال، وتوعية الشَّباب بفلسفة العمل وثقافته السَّائدة عالميًّا، وتشجيعه على خوض مجالات الأعمال الحرة؛ وتأكيدًا على دَوْر التعليم في إنتاج المتعلِّم اقتصاديًّا من خلال تأسيس البناء الفكري والمفاهيمي والتسويقي، والتأصيل الفلسفي والتطبيقي لثقافة العمل الحُر في بيئات التعلُّم ومؤسَّسات التعليم ومراكز التدريب؛ وإيمانًا بما يُمثِّله موسم خريف ظفار من تظاهرة سياحيَّة اقتصاديَّة، في ظلِّ ما يحتضنه من أعداد كبيرة من السيَّاح، حيث بلغت المؤشِّرات الأوَّليَّة لأعداد زوَّار خريف ظفار لعام 2023 من داخل سلطنة عُمان وخارجها خلال الفترة من 21 يونيو حتى 31 يوليو 2023 نَحْوَ 396 ألفًا و108 زوَّار، بارتفاع بلغت نسبته 12.
وبالتَّالي ما تطرحه هذه المؤشِّرات من فرص نجاح قادمة في ظلِّ ما يُمكِن أن تُشكِّلَه بيئة الخريف من قِيَمة اقتصاديَّة مضافة وميزة تنافسيَّة للمحافظة في هذه الفترة الحيويَّة التي يتصدر فيها السَّفر والسِّياحة المشهد العالَمي، وحجم الفرص الاقتصاديَّة والتسويقيَّة والسِّياحيَّة التي يُقدِّمها الخريف من منطلق تعزيز القدرات الوطنيَّة السَّاعية نَحْوَ تأصيل مهارات العمل الحُر وثقافته وفلسفته وأُطُره واستراتيجيَّاته وبرامجه وخياراته في شخصيَّة المتعلِّم، والانتقال بهذه التوجُّهات الوطنيَّة إلى مرحلة التطبيق، والنزول بها إلى ميدان الممارسة، وعَبْرَ تبنِّي البرامج والخطط التعليميَّة والتدريبيَّة الداعمة لحضور طلبة مؤسَّسات التعليم العالي والمدرسي ممَّن هم في مقاعد الدراسة، ومخرجاتها من الباحثين عن عمل في أنشطة الخريف وفعاليَّاته ومواقعه. ذلك أنَّ ما يُشكِّله خريف ظفار من وجهة سياحيَّة فريده بالمنطقة يجعل مِنْه محطَّة أنظار المستثمرين العالَميين والهواة والمغامرين وغيرهم ممَّن يجدون في هذه الفترة مساحة لهم للسَّفر والسِّياحة، الأمْرُ الذي سيُعزِّز من تحقيق أولويَّة السِّياحة العُمانيَّة في رؤية «عُمان 2040» في استقطاب أكثر من (11) مليون سائح بحلول عام 2040، ومعنى ذلك أنَّ الرهان اليوم على ما يُحقِّقه الخريف من فرص كبيرة في الاستيعاب السِّياحي والاقتصادي والاستثماري سيُعزِّز من قدرة السِّياحة العُمانيَّة على تحقيق هذا الهدف ويوفِّر لها إطارًا تسويقيًّا مُهمًّا في هذا الشأن.
عليه، يطرح واقع خريف ظفار والفرص الاقتصاديَّة والسِّياحيَّة التي يُحقِّقها على مختلف المستويات، والحضور الكثيف للأيدي الوافدة في هذه الفعاليَّات، وفرص الكسب المادي المُتحقِّقة لها، الكثير من وجهات النظر وعلامات الاستفهام حَوْلَ موقع الشَّباب العُماني من مخرجات التعليم المدرسي والعالي من الباحثين عن عمل، أو غيرهم من الطلبة ممَّن هو في مقاعد الدراسة، في استثمار هذا الموسم اقتصاديًّا، فمن جهة يُعزِّز من الفرص الاقتصاديَّة لدَيْهم نظرًا لفرص الكسب المادِّي والمالي المُتحقِّقة مِنْه، في ظلِّ الحركة الشرائيَّة الكبيرة المرتبطة بارتفاع أعداد الزوَّار بما يحتاجه زوَّار الخريف من خدمات سياحيَّة ووفرة في المواد التموينيَّة والاستهلاكيَّة، ومن جهة أخرى استغلال نوعي للإجازة الصَّيفيَّة لطلبة المدارس ومؤسَّسات التعليم العالي التي عادةً ما ترافق انطلاقة موسم خريف ظفار، ومن جهة أخرى فإنَّ ما يرافق هذا الموسم من إقامة الفعاليَّات واللقاءات والأنشطة والبرامج العالَميَّة والمؤتمرات الدوليَّة في مختلف المجالات يُمثِّل فرصة سياحيَّة وميزة تنافسيَّة لمحافظة ظفار في استقطاب السيَّاح، بالإضافة إلى أنَّ وجود الشَّباب العُماني في إدارة البنية الاقتصاديَّة والشرائيَّة سوف يقلِّل من حالة الجشع والاستغلال السَّلبي للمواطن والزائر من قِبل الأيدي الوافدة ومن جنسيَّات مختلفة بما لا يعكس السَّمت العُماني والأخلاق والقِيَم العُمانيَّة، واستمرار هذا السلوك سيكُونُ له تداعياته على السِّياحة في المحافظة، الأمْرُ الذي يؤكِّد في الوقت نَفْسه على أنَّ تشغيل الشَّباب العُماني سوف يُعِيد الوازنات إلى البُعد الاقتصادي للخريف، كما يُعِيد إنتاج الثقافة والأخلاق العُمانيَّة لتتجلَّى في السُّلوك السِّياحي الممارس في خريف ظفار؛ ويجعل من وجود الشَّباب العُماني في هذه المواقع والمواقف قِيمة مضافة وميزة تنافسيَّة تتَّجه نَحْوَ تعظيم جهود سلطنة عُمان في بناء القدرات الوطنيَّة، والتوجُّهات السَّاعية نَحْوَ التمكين الاقتصادي للشَّباب، وتوطين الوظائف وتعزيز البناء الاقتصادي للمواطن في إطار أولويَّات وأهداف رؤية «عُمان 2040».
وبالتَّالي ما يُمكِن أن يقرأَ من هذه المؤشِّرات من فرص اقتصاديَّة متنوِّعة، ونشاط نوعي كبير للأنشطة الاقتصاديَّة المختلفة المُعزِّزة للتمكين السِّياحي، وتوفير بيئة سياحيَّة حاضنة مُحقِّقة للطموحات متفاعلة مع أولويَّات السَّائح وقادرة على تغيير قناعاته، سواء في جانب الألعاب والفعاليَّات الترفيهيَّة أو في التسويق والترويج أو في قِطاعات خدمات النَّقل والاتِّصالات، وقِطاعات المنتجات المحلِّيَّة والتموين الغذائي والاستهلاكي، أو في رياضة المغامرات الجبليَّة والشاطئيَّة، أو في الابتكارات والمشاريع الطلابيَّة أو في قِطاع فعاليَّات الحدائق والمتنزهات أو في إعداد الوجبات السريعة وتقديم الوجبات الغذائيَّة (المضابي) وفي الأنشطة الترفيهيَّة المرتبطة بالقوارب والخيام والإرشاد السِّياحي والتسويق، وغيرها كثير ممَّا لا مجال لحصره. ولو تحدَّثنا عن القوارب في وادي دربات وغيره من الأودية والعيون والشلَّالات المائيَّة الأخرى التي تنتشر فيها هذه الخدمة الترفيهيَّة، التي تُقدِّم للسَّائح مساحة من الترويح والترفيه والبهجة والفرح والاستمتاع برفقة الأُسرة والعائلة والأصدقاء أو كذلك الحديقة المائيَّة أو التلفريك ومزاولة نشاط «الأكشاك» بيع النارجيل وجوز الهند والفواكه الموسميَّة، وعربات الطعام المتنقلة أو بيع المضابي والآيسكريمات، وإدارة الفعاليَّات والألعاب في مواقع تنفيذ الفعاليَّات؛ كونها أنشطة في متناول اليد ولا تتطلب جهدًا عضليًّا، ومزاولة الشَّباب من مخرجات التعليم والباحثين عن عمل فيها كنشاط مؤقت يُمنح من قِبل جهات الاختصاص سوف يَعُودُ عليهم بالنَّفع والفائدة، أو غيرهم من الشَّباب من روَّاد ورائدات الأعمال بالمؤسَّسات الصغيرة والمتوسِّطة والشَّباب المنخرطين في العمل الحُر، وغيرهم من الراغبين في الاستفادة من مشاريعهم الاقتصاديَّة، إذ إنَّ أعداد الوافدين التي باتت تسيطر على المشهد الاقتصادي في الخريف تطرح اليوم تساؤلات كبيرة حَوْلَ موقع المواطن فيه وبشكلٍ خاصٍّ طلبة الجامعات ومؤسَّسات التعليم العالي وغيرهم من مؤسَّسات التعليم المدرسي في أن يكُونَ لهم بصمة حضور في فعاليَّات وبرامج الخريف.
إنَّ موسم خريف ظفار موسم اقتصادي زاخر بفُرَصِه المتنوِّعة التي يُقدِّمها لمختلف فئات المُجتمع في تعزيز قدراتهم الماليَّة وفتح آفاق رحبة لهم في الكسب الشريف والعمل المنتج والروح المتجدِّدة التي تفتخر بعطائها وكَدِّ يمينها وعَرَق جبينها، ويمنح الخبرة الوطنيَّة المزيد من القدرة على الإدارة الماليَّة وريادة الأعمال، ويؤسِّس في الشَّباب حُب العمل الحُر، والتسويق وبناء الشراكات وإتاحة الفرصة لهم للتغيير وإنتاج ذواتهم اقتصاديًّا ويضْمن رفع مستوى الحركة الشرائيَّة التي يقُودُها الشَّباب العُماني ويقوم عليها المواطن، مدركًا أهمِّية الاستثمار في هذه النِّعم العظيمة والمحافظة عليها بحُسْن استغلالها وبناء الروح العالية التي تصنع مِنْها محطَّات نجاح قادمة، وشواهد إثبات على همَّة العطاء وحُب العمل، وشغف الإنجاز وحُسْن المسؤوليَّة والريادة التي يمتلكها الشَّباب العُماني. إنَّ إعادة إنتاج المواطن اقتصاديًّا وإتاحة الفرصة له في إثبات وجوده في خريف ظفار، سوف يضْمَن انطلاقة جادَّة للشَّباب في إدارة هذه الفرص ونُمو هذا المسار الاقتصادي والريادي لدَيْه، فإنَّ المتوقَّع من تشجيع الشَّباب العُماني وحَفْزِه على إدارة الحالة الماليَّة والتسويق لفعاليَّات الخريف فأن يُعزِّز فيه الثِّقة، وأن يصنعَ في ذاته التغيير في المبادرة بأن يكُونَ حضوره في المواسم القادمة أكثر وأوسع، الأمْرُ الذي سيحدُّ من سيطرة الأيدي الوافدة، المستفيد الأكبر من خريف ظفار.
وعليه، فإنَّ تمكين الشَّباب العُماني من مخرجات التعليم، الباحثين عن عمل أو ممَّن هم في مقاعد الدراسة من استغلال فترة الإجازة الصَّيفيَّة بالانخراط في ممارسة الأنشطة الاقتصاديَّة في موسم خريف ظفار، سوف يكُونُ له عوائده المباشرة وغير المباشرة. فعوائدُه المباشرة تظهر من خلال المكاسب الماليَّة للخريف التي ستُعِيد إنتاج الفرص في حياة الشَّباب ويدرك خلالها قِيمة العمل الحُر المصحوب بالإرادة وحُسْن الإدارة في بناء الفرص، وعوائده غير المباشرة تظهر في بناء المتعلمين اقتصاديًّا وتنشيط حضورهم في هذا المجال. ولعلَّ الفرص التي يُمكِن أن تتحقَّقَ من هذا الجانب سوف تنعكس على التنوُّع في الخيارات، والتوسُّع في الأنشطة الاقتصاديَّة، فلا يقتصر دَوْر الشَّباب فيه على مسألة البيع فقط، بل عَبْرَ خيارات أوسع، حيث يُمكِن أن تتعاملَ مع مهارات أخرى وقدرات واستعدادات تختلف باختلاف هذه الفعاليَّات والمواقع ونوعيَّة الأنشطة، خصوصًا مع توجُّه فعاليَّات الخريف نَحْوَ حضور للأنشطة الإلكترونيَّة وأنشطة الذَّكاء الاصطناعي والمناشط والفعاليَّات المرتبطة بالتسويق للمنتجات الوطنيَّة أو بعض الفرص الاقتصاديَّة، والأنشطة الابتكاريَّة للجامعات ومؤسَّسات التعليم العالي والمدارس، والتي سيكُونُ لها حضور كبير في إثراء فعاليَّات وأنشطة الخريف اقتصاديًّا، ويكُونُ على أثرها توقيع اتفاقيَّات شراكة مع شركات طلابيَّة ومنتجات وطنيَّة وبراءات اختراع مع شركات في الداخل والخارج، كما يُمكِن أن تُشكِّلَ المعارض المهنيَّة فرصة لاستقطاب الشركات العالَميَّة والمحلِّيَّة للكفاءات العُمانيَّة، في ظلِّ التوجُّهات السَّاعية إلى تعزيز فرص التعريف بالاستثمارات الاقتصاديَّة والتقنيَّة وغيرها في سلطنة عُمان في المناطق الاقتصاديَّة، ومِنْها المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة في الدقم، بما يصنع من الخريف فرصة أكبر في استقطاب السيَّاح العالَميِّين والمستثمرين الكبار لزيارة محافظة ظفار والاستمتاع بأجواء الخريف.
أخيرًا، نعتقد بأهمِّية طرح هذا الموضوع على المستوى الوطني، تعكس أولويَّة التعليم، وفق مبادرة تعليميَّة وتدريبيَّة سياحيَّة واقتصاديَّة وتسويقيَّة ترتبط بأولويَّات رؤية «عُمان 2040»، وتستهدف تعزيز الفرص المتاحة للطلبة من مؤسَّسات التعليم العالي والمدرسي ممَّن هم في مقاعد الدراسة أو الباحثين عن عمل في إعادة إنتاج اقتصاديًّا، فإنَّ هذا التوجُّه يتناغم مع التوجُّهات الوطنيَّة بشأن العمل الحُر، وفي الوقت نفسه يُعزِّز من مفهوم إنتاج المتعلِّم اقتصاديًّا بحيث يربط المعلومات والمعارف التي تكوَّنت لدى الطالب في بيئة التعليم والصفوف الدراسيَّة لِيترجمَها إلى الواقع، في قدرته على إدارة مشروعه الاقتصادي والمنافسة والاحترافيَّة فيه، كما يتمُّ وضع الطلبة وفق برنامج تدريبي يُعزِّز فيهم مهارات التسويق والبيع والشراء والخدمات السِّياحيَّة، وبحيث يتمُّ توزيع الطلبة بحسب مجموعات وفقًا لنوعيَّة المهام وطبيعة الفعاليَّات المُنفَّذة، كما توفِّر لمَن هم من خارج المحافظة أماكن الإقامة والسَّكنات التي تحافظ على وجودهم المستمرِّ في أيَّام الخريف، وفق خطَّة متكاملة تتبنَّاها مؤسَّسات التعليم بالتنسيق مع محافظة ظفار والجهات ذات الصِّلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وغرفة تجارة وصناعة عُمان وزارة التراث والسِّياحة ووزارة العمل وغيرها من المؤسَّسات ذات الصِّلة، يتمُّ فيها حصر المهام والأدوار والوظائف التي يقوم بها الشَّباب من الجنسَيْنِ، والمواقع التي يتمُّ فيها تنفيذ الفعاليَّات، والإدارة الماليَّة وتفعيل منح التراخيص المؤقَّتة بِدُونِ رسوم لطلبة المدارس والجامعات في انخراطهم في العمل الحُر، إذ من شأن ذلك أن يرغِّبَ الطلبة ويُشجِّعَهم على الانخراط في هذا المجال في موسم خريف ظفار القادم، كما يُشجِّع أولياء الأمور على السَّماح لأبنائهم في الانخراط في العمل في هذه الفترة من الإجازة الصَّيفيَّة؛ كونهم يستفيدون مادِّيًّا وماليًّا، ويُحقِّقون رغباتهم الشخصيَّة نَحْوَ إدارة مشاريعهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم، الأمْرُ الذي سيُضيف إلى رصيدهم الدراسي فرص نجاح خبراتي متواصل.
د.رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: فی مقاعد الدراسة الفرص الاقتصادی الباحثین عن عمل موسم خریف ظفار م اقتصادی الخریف من ة التی ی ة سیاحی ات الم الأم ر فی هذه عمل فی
إقرأ أيضاً:
مناقشة نمو حركة السياحة العربية الوافدة باتحاد الغرف
اجتمعت لجنة السياحة العربية بـ اتحاد الغرف السياحية في اجتماعها الأول خلال عام 2025، لمناقشة المعوقات والمشاكل وطرح الحلول فيما يتعلق بالحركة السياحية العربية الوافدة إلى مصر، ويأتي ذلك في إطار سعي اتحاد الغرف لدفع الأنشطة السياحية المهمة.
وعقدت لجنة السياحة العربية بالاتحاد المصري للغرف السياحية اجتماعها الأول بحضور ممثلين للاتحاد والغرف بالإضافة إلى ممثل لهيئة تنشيط السياحة.
وناقش الاجتماع آلية عمل اللجنة وخطط تحركاتها خلال المرحلة المقبلة، كما تمت مناقشة مستفيضة حول أهم المعوقات التي تواجه زيادة ونمو حركة السياحة العربية الوافدة إلى مصر وأهم المقترحات لمضاعفتها، وتوصل الاجتماع إلى مجموعة من المقترحات التي تم الاتفاق على رفعها إلى مجالس إدارات الاتحاد والغرف السياحية للعمل على دراستها وآلية تنفيذها
تم عقد الاجتماع برئاسة ناصر تركي نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية ورئيس لجنة السياحة العربية، وبحضور الدكتور محمد عطا الشربيني ممثلا للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، كما شارك بالاجتماع كلا من تامر الشاعر عضو مجلس إدارة غرفة الشركات وعمرو أبو زيد عضو مجلس إدارة الاتحاد وعدد من أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الغرف السياحة.
اجتماع لجنة السياحة العربية بـ «اتحاد الغرف» اليومأكد ناصر تركي، أن تشكيل هذه اللجنة جاء في إطار اهتمام مجلس إدارة الاتحاد بتفعيل كافة الأنشطة السياحية خاصة التي تتمتع فيها مصر بمزايا تنافسية وفي مقدمتها بالطبع السياحة العربية، مشددا على أن الاتحاد يولي اهتماما كبيرا بهذا الملف بالتنسيق التام مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.
وأضاف تركي أن الفرصة سانحة وبقوة لحل معظم المشاكل التي تعاني منها السياحة العربية بمصر منذ سنوات وربما عقود في ظل الاهتمام الكبير من الحكومة بحل المشاكل التي تواجه صناعة السياحة بشكل عام.
وأكد أن مصر تمتلك مزايا تنافسية قوية لجذب السائح العربي مستشهدا بالنمو الذي تشهده السياحة العربية سنويا رغم أية مشاكل تواجهها، موضحا أن حل تلك المشاكل يضاعف نسب النمو لأرقام كبيرة، معربا عن أمله وثقته في حل تلك المشاكل لتحقق السياحة العربية الانطلاقة المنتظرة وبقوة تناسب العلاقات القوية بين مصر وأشقائها العرب.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد عطا الشربيني أن وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة يوليان اهتماما كبيرا للسياحة العربية، موضحا أن هناك خطة تسير عليها الهيئة لزيادة نمو السياحة الوافدة من الدول العربية.
وأوضح أن الدولة نجحت خلال السنوات الماضية في حل كثير من المشاكل التي كانت تواجه السياحة العربية، وأشار الدكتور محمد الشربيني إلى أن العام الجديد2025 سيشهد العديد من التحركات والأنشطة بالسوق العربي للترويج للسياحة بكافة المقاصد المصرية وعلى مدار العام خاصة الترويج للصيف في العلمين الجديدة ومنطقة الساحل الشمالي بعد ما شهدته من إقبال عربي كبير الموسم الماضي.
وقد أكد الحضور من ممثلي الاتحاد والغرف السياحية أهمية هذا التحرك من مجلس إدارة الاتحاد في واحدا من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر.
وأضافوا أنه رغم النمو الذي يحققه السوق العربي سنويا إلا أنه يعد سوقا واعدا يمكن أن يحقق أضعاف ما يحققه حاليا من أرقام، وأعربوا عن أملهم في أن يسفر هذا التحرك والتنسيق بين الاتحاد وهيئة تنشيط السياحة عن تحركات جادة ومبشرة بالأسواق العربية.
عقبات تمنع جذب سياحة عربية وافدةوحول أهم العقبات التي تواجه السياحة العربية أكد الحضور أن من بين تلك العقبات تأشيرات الدخول وضرورة تبسيط إجراءات الحصول عليها لمختلف الأسواق العربية، وضرورة تواجد ماكينات إلكترونية لسداد قيمة التأشيرات بدلا مما يحدث بالمنافذ، العمل على تحسين تجربة السائح العربي وخاصة الخليجي من لحظة وصوله لحين مغادرته.
من جابها وجهت اللجنة الشكر إلى الحكومة على إنهاء مشكلة تأشيرات المرافقين الأجانب للسائح الخليجي مطالبين بالإسراع في تقديم تسهيلات مشابهة.
مقترحات لنمو حركة السياحة العربية الوافدةوفي ختام الاجتماع تم التوصل إلى عدد من المقترحات المهمة فيما يخص التحرك بالأسواق العربية، ومن هذه المقترحات:
-وضع خطة طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى لتنشيط السياحة العربية واستقطاب أكبر عدد من السياح العرب إلى مصر.
-وضع تصور شامل لأهم المشاكل التي تواجه السياحة العربية بمصر ووضع حلول مقترحة لتلك المشاكل بالتنسيق مع الدولة لتنشيط السياحة العربية.
-التحرك لزيادة عدد خطوط الطيران وتقديم تسهيلات لتشجيع زيادة السفر من الدول العربية لمصر.
-بدء التنسيق لتنظيم قوافل بالأسواق العربية في أقرب وقت للتواصل مع الشركات العربية لبحث التحرك المشترك بتلك الأسواق.
-المشاركة في المعارض السياحية بالسوق العربية وخاصة بالدول المهمة وعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية بما تكتسبه من مزايا باعتبارها من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر بجانب قربها المكاني والتقارب الشديد بين الشعبين المصري والسعودي وتوظيف كل ذلك في دفع العلاقات السياحية.
-تنظيم حملات دعاية ذات طبيعة خاصة تناسب طبيعة العلاقات بين مصر وأشقائها العرب.
-تكثيف البرامج التدريبية التي تستهدف تغيير السلوك وتدريب جميع المتعاملين مع السياحة العربية بكافة المنشآت والأنشطة وبما يخدم القطاع السياحي.
اقرأ أيضاًأزمة انتخابات الغرف السياحية القادمة بين عوار القانون ونصوص اللائحة
22 مايو.. إجراء انتخابات مجالس إدارات الغرف السياحية
فتح باب اعتراضات المرشحين في انتخابات «الغرف السياحية».. الجمعة