فـي انتظار «محكمة العدل العربية»
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
على الرغم من كثرة الخلافات (تجنُّبًا لألفاظ من نوع «نزاعات» أو «خصومات») البَيْنيَّة العربيَّة ـ العربيَّة، بقي مشروع «محكمة العدل العربيَّة» حبيسًا في ملفات جامعة الدوَل العربيَّة، لبالغ الأسف.
للمرء أن يستذكرَ هذا الموضوع الحسَّاس والمُهمَّ في وقتٍ تقترب به الخلافات أعلاه من نقطة الانفجار واللاعودة شيئًا فشيئًا.
أليست هذه الحال من الغرائب التي تستحقُّ التحرُّك الحكومي والإقليمي، بل وحتى الشَّعبي، من أجْلِ تأسيس وتفعيل «محكمة العدل العربيَّة» التي ـ كما يبدو ـ تنتظرها أعداد لا بأس بها من النزاعات الحدوديَّة والتجاذبات المضادَّة وملفات الخصومات التي تعكِّر صفو الأجواء الأخويَّة القوميَّة التي ما فتئت تستردُّ عافيتها بعد زلزال غزو العراق للكويت؟
وإذا ما أراد المرء مراجعة القضايا والملفات المزدحمة في انتظار أن تبتَّ بها المحكمة المنتظرة، أُسوة بمحكمة العدل الدوليَّة في لاهاي، فإنَّه لا بُدَّ أن يتفاجأَ بقائمة طويلة من الإشكالات والقضايا التي لا تتطلب الاسراع بتشكيل هذه المحكمة، بل كذلك تتطلب استلالَ أفضل وأذكى القضاة والحكَّام العدول لهيئة هذه المحكمة ولادِّعائها العامِّ.
للمرء أن يلاحظَ هذا الموضوع الحسَّاس على سبيل حسم الإشكالات التي تكهرب الأجواء القوميَّة وتوتّرها على نَحْوٍ ينذر بالتقاطعات وبالمزيد من التراكمات النَّفْسيَّة.
هذه الحال هي مدعاة ـ للأسف ـ لأنَّ هذه «المحكمة» كانت ضِمْن برامج وخطط جامعة الدوَل العربيَّة منذ وضع الزعماء العرب إمضاءاتهم على بروتوكولها في الإسكندرية يوم 6 أكتوبر، 1944 الذي عبَّد الطريق لتأسيس جامعة الدوَل العربيَّة.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ل العربی
إقرأ أيضاً:
غداً.. المنظمة العربية لحقوق الإنسان تعقد حلقة نقاشية حول تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم المنظمة العربية لحقوق الإنسان
بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة لدعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان، غداً أعمال الحلقة النقاشية الإقليمية تحت عنوان "تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي".
يشارك في الورشة الوطنية من قادة منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية في الدول العربية والمشتغلين بالقانون والإعلاميين وممثلين عن السلطات التنفيذية و التشريعية والقضائية.
تهدف الحلقة التي تستمر يومين إلى تعزيز الحوار حول الآليات القانونية والإنسانية للحد من تطبيق عقوبة الإعدام في الدول العربية، مع التركيز على معايير الجرائم الأشد خطورة التي يُسمح بها وفق القانون الدولي، وضمانات المحاكمة العادلة للمحكوم عليهم.
تأتي هذه الفاعلية للعمل علي تفعيل الجهود الإقليمية للحد من عقوبة الإعدام التي تمثل انتهاكًا لحق الحياة، و أهمية مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، مع مراعاة السياقات الثقافية والقانونية الخاصة بالدول العربية.
وتناقش الجلسات أبرز التحديات التي تواجه الحد من العقوبة، ومنها التفسيرات الدينية والاجتماعية، وتطرح نماذج من تجارب الدول التي علّقت تنفيذ الإعدام أو ألغته تمامًا، بهدف استلهام الدروس والممارسات الفضلى.
من المتوقع أن تخرج الحلقة بمجموعة من التوصيات العملية لدعم جهود الإصلاح التشريعي وتوفير الضمانات القانونية، بما يسهم في تعزيز احترام حقوق الإنسان في المنطقة العربية.