جريدة الوطن:
2024-11-23@14:34:53 GMT

فـي انتظار «محكمة العدل العربية»

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

فـي انتظار «محكمة العدل العربية»

على الرغم من كثرة الخلافات (تجنُّبًا لألفاظ من نوع «نزاعات» أو «خصومات») البَيْنيَّة العربيَّة ـ العربيَّة، بقي مشروع «محكمة العدل العربيَّة» حبيسًا في ملفات جامعة الدوَل العربيَّة، لبالغ الأسف.
للمرء أن يستذكرَ هذا الموضوع الحسَّاس والمُهمَّ في وقتٍ تقترب به الخلافات أعلاه من نقطة الانفجار واللاعودة شيئًا فشيئًا.

لذا، توجَّب على وزارات الخارجيَّة في دوَلنا العربيَّة المطالبة بإخراج ملف محكمة العدل العربيَّة المَنسي، الذي غَدَا أشْبَه بملف جامعٍ لغبار الزمن، برغم أهمِّية العناية به وضرورات تفعيل «المحكمة» المنتظرة، بل إنَّ المؤلم هو تعمُّد بعض الحكومات العربيَّة الذهاب إلى «لاهاي» (محكمة العدل الدوليَّة) International Court of Justice لإيجاد أحكام وقرارات من شأنها حلُّ مشاكلها مع دوَل «شقيقة» وجارة بمعنى الكلمة!
أليست هذه الحال من الغرائب التي تستحقُّ التحرُّك الحكومي والإقليمي، بل وحتى الشَّعبي، من أجْلِ تأسيس وتفعيل «محكمة العدل العربيَّة» التي ـ كما يبدو ـ تنتظرها أعداد لا بأس بها من النزاعات الحدوديَّة والتجاذبات المضادَّة وملفات الخصومات التي تعكِّر صفو الأجواء الأخويَّة القوميَّة التي ما فتئت تستردُّ عافيتها بعد زلزال غزو العراق للكويت؟
وإذا ما أراد المرء مراجعة القضايا والملفات المزدحمة في انتظار أن تبتَّ بها المحكمة المنتظرة، أُسوة بمحكمة العدل الدوليَّة في لاهاي، فإنَّه لا بُدَّ أن يتفاجأَ بقائمة طويلة من الإشكالات والقضايا التي لا تتطلب الاسراع بتشكيل هذه المحكمة، بل كذلك تتطلب استلالَ أفضل وأذكى القضاة والحكَّام العدول لهيئة هذه المحكمة ولادِّعائها العامِّ.
للمرء أن يلاحظَ هذا الموضوع الحسَّاس على سبيل حسم الإشكالات التي تكهرب الأجواء القوميَّة وتوتّرها على نَحْوٍ ينذر بالتقاطعات وبالمزيد من التراكمات النَّفْسيَّة.
هذه الحال هي مدعاة ـ للأسف ـ لأنَّ هذه «المحكمة» كانت ضِمْن برامج وخطط جامعة الدوَل العربيَّة منذ وضع الزعماء العرب إمضاءاتهم على بروتوكولها في الإسكندرية يوم 6 أكتوبر، 1944 الذي عبَّد الطريق لتأسيس جامعة الدوَل العربيَّة.

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ل العربی

إقرأ أيضاً:

غداً.. المنظمة العربية لحقوق الإنسان تعقد حلقة نقاشية حول تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنظم المنظمة العربية لحقوق الإنسان
بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة لدعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان، غداً أعمال الحلقة النقاشية الإقليمية تحت عنوان "تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي".

 

يشارك في الورشة الوطنية من قادة منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية في الدول العربية والمشتغلين بالقانون والإعلاميين وممثلين عن السلطات التنفيذية و التشريعية والقضائية.


تهدف الحلقة التي تستمر يومين إلى تعزيز الحوار حول الآليات القانونية والإنسانية للحد من تطبيق عقوبة الإعدام في الدول العربية، مع التركيز على معايير الجرائم الأشد خطورة التي يُسمح بها وفق القانون الدولي، وضمانات المحاكمة العادلة للمحكوم عليهم.

تأتي هذه الفاعلية للعمل علي تفعيل الجهود الإقليمية للحد من عقوبة الإعدام التي تمثل انتهاكًا لحق الحياة، و أهمية مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، مع مراعاة السياقات الثقافية والقانونية الخاصة بالدول العربية.

وتناقش الجلسات أبرز التحديات التي تواجه الحد من العقوبة، ومنها التفسيرات الدينية والاجتماعية، وتطرح نماذج من تجارب الدول التي علّقت تنفيذ الإعدام أو ألغته تمامًا، بهدف استلهام الدروس والممارسات الفضلى.

من المتوقع أن تخرج الحلقة بمجموعة من التوصيات العملية لدعم جهود الإصلاح التشريعي وتوفير الضمانات القانونية، بما يسهم في تعزيز احترام حقوق الإنسان في المنطقة العربية.

مقالات مشابهة

  • انطلاق الأسبوع العربي للتنمية المستدامة غدًا بالجامعة العربية
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان ترحب بأوامر محكمة الجنايات الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت
  • غداً.. المنظمة العربية لحقوق الإنسان تعقد حلقة نقاشية حول تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي
  • سابقة خطيرة.. غالانت يعلق على قرار محكمة العدل الدولية
  • الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين  
  • باحث في العلاقات الدولية: على محكمة العدل الدولية إدانة «بايدن» على غرار نتنياهو
  • ما الدول التي لا يستطيع «نتنياهو» دخولها بعد قرار المحكمة الجنائية؟
  • الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو
  • وزير العدل التركي: قرار المحكمة الجنائية الدولية متأخر لكنه إيجابي
  • إبراهيم عيسى: فيروز عنوان للوجدان العربي وجمعت القلوب العربية بصوتها الرائع