ناقش منتدى ظفار 2023م "ظفار بوابة إلى مستقبل مشرق" الجهودَ المبذولة على صعيد دعم التنويع الاقتصادي والتنمية الشاملة والنمو المستدام في المحافظة. رعى صاحب السمو السيّد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار حفل افتتاح المنتدى الذي أقيم في فندق روتانا صلالة بمشاركة 150 ممثلًا عن المؤسسات والوحدات الحكومية والشركات العامة وقطاعات الأعمال المختلفة، بالإضافة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والقطاعات المهنية.

وقال صاحب السمو: يأتي هذا المنتدى في دورته الأولى ليكون إحدى الأدوات التي تسهم في تسليط الضوء على العديد من المشاريع والفرص من خلال العمل البلدي في البنى الأساسية وهي ممكن لقيام المدينة بمفهومها الشامل، حيث استُعرضت الجهود المبذولة في هيكلة مدينة صلالة الكبرى وأيضا التخطيط العمراني والمدينة المستقبلية وكل هذه الممكنات بطبيعة الحال تعزز المكونات المختلفة في ولايات المحافظة والتي تتقاطع مع القطاعات الاقتصادية، واليوم نرى أن وصول هذه الرسالة والمفاهيم للشركاء هو جزء من إيصال المعلومة حول مستقبل المحافظة والأهم كذلك هو الاحتفاء بالشركات التي تمكنت من تعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وألقى سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني، رئيس بلدية ظفار الكلمة الرئيسة للمنتدى، أشار من خلالها إلى أبرز التطوّرات والخطط التنموية والجهود المبذولة لتعزيز وتنمية المحافظة في شتى المجالات البلدية والخدمية والطرق والتحول الرقمي، إلى جانب المشروعات التطويرية في بعض المواقع السياحية وخططها التنفيذية.

واستعرض سعادته أهم المشاريع والفعاليات التي قامت بها بلدية ظفار خلال موسم خريف ظفار 2023م وتعدد مواقع تلك الفعاليات مثل مواقع أتين سكوير وقرية عود الماضي والحدائق العامة في ولاية صلالة، كما استعرض كذلك المشاريع المتعلق بصون البيئة بالتعاون مع جهات الاختصاص مثل مشروع مكافحة حشرة العارنوت ومكافحة نبتة البارثينيوم ومشروع تصريف مياه الأمطار ومشاريع التشجير والتجميل التي نفذتها البلدية وكذلك حملة كلنا مسؤول للحفاظ على البيئة، كما استعرض المشاريع التي نفذتها البلدية في سبيل تخفيف الاختناقات المرورية مثل تنفيذ نفق دربات وإنشاء طريق خدمات لمعالجة الاختناقات المرورية في منطقة أتين السياحية وكذلك تحسين الخدمات في المواقع السياحية من حيث النظافة والرقابة الصحية على المطاعم وتهيئة مواقف جديدة للسيارات في العديد من المواقع السياحية وتوفير خدمات الإنقاذ والسلامة بالمواقع السياحية خاصة العيون المائية والشواطئ.

ويأتي تنظيم منتدى ظفار بالتناغم مع الجهود الوطنية المبذولة على صعيد تعزيز وتنمية المحافظات ضمن توجهات سلطنة عمان نحو تكريس اللامركزية وتعزيز دور الإدارة المحلية ضمن سياق مرحلة طموحة من التحولات الهيكلية في بنية وأسس النمو الاقتصادي في ظل الرؤية المستقبلية عمان 2040، والاهتمام بتنمية المحافظات كهدف استراتيجي مما يحقق عدالة التنمية والنمو الاقتصادي المتوازن القائم على روافد متعددة في آن واحد، من خلال توجهات اللامركزية وتنمية المحافظات لتحسين وتجويد المرافق والخدمات وتعزيز الأنشطة الاقتصادية.

واستعرضت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني من خلال ورقة العمل التي شاركت بها الاستراتيجية العمرانية الوطنية والإقليمية والمخطط الهيكلي لمدينة صلالة الكبرى ومدينة صلالة المستقبلية، حيث تتركز محاور وأهداف الاستراتيجية العمرانية الوطنية والإقليمية على محاور الاستدامة والاستجابة لتغير المناخ من خلال التكيف مع تغيرات المناخ والتخفيف من آثاره وتحقيق التنمية العمرانية الاستراتيجية من خلال تنمية متكاملة تستند إلى مقومات كل محافظة، وتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار من خلال الازدهار الاقتصادي وتنمية إقليمية متكاملة تعزز الميزة النسبية للمحافظات، وإدارة البيئة وحماية مواقع التراث الثقافي والطبيعي، وإدارة الموارد الطبيعية من خلال الأمن الغذائي والمائي والموارد المعدنية من حيث كفاءة الاستهلاك والاستخدام الأمثل للموارد وإنتاج الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة وكفاءة إدارة المياه والنفايات، بالإضافة إلى الارتكاز على محور نظام نقل فعال يعزز وسائل بديلة للتنقل بما في ذلك المشي واستخدام الدراجات الهوائية وتعتمد كل هذه المحاور على بنية أساسية فعالة تتسم بالصمود والاستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

منتدى 2025 – كيف يصنع الإعلام السعودي مستقبل الإقليم؟

للعام الثاني على التوالي، أشارك في منتدى الإعلام السعودي، ذلك الحدث الذي أصبح منصةً تجمع أبرز القادة الإعلاميين وصنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم. وكراصدٍ لهذا التطور، أجد نفسي أمام تحول رقمي وإعلامي غير مسبوق، لا يقتصر على السعودية وحدها، بل يشمل المنطقة العربية بأكملها، مما يجعلني أشعر بسعادة غامرة بأننا نعيش عصرًا جديدًا للإعلام بكل أبعاده.

جذور الإعلام السعودي: من الصحافة المطبوعة إلى الثورة الرقمية
لا يمكن فهم الحاضر دون استحضار الماضي. بدأ الإعلام السعودي مع تأسيس صحيفة "أم القرى" الرسمية عام 1924، تلاها ظهور مجلة "اليمامة" (1952) وصحف مثل "الجزيرة" و*"عكاظ"* (1960)، التي شكلت نقلةً في الصحافة المحلية. وفي الستينيات، دخلت السعودية عصر الإعلام المرئي بإطلاق التلفزيون السعودي (1965) والإذاعة (1949)، لتصبح أول دولة خليجية تبث محتوى مرئيًا ومسموعًا. ومع تأسيس وزارة الإعلام عام 2003، بدأ عصر التخطيط الاستراتيجي للإعلام، الذي بلغ ذروته مع رؤية 2030، حيث تحولت السعودية إلى مركز إقليمي للإنتاج الإبداعي والرقمي.

المنتدى: منصّة تجمع الفكر والتقنية
هذا العام، شهد المنتدى حواراتٍ عميقةً حول مستقبل الإعلام الرقمي، وأخلاقيات الصحافة، وتأثير الذكاء الاصطناعي على المحتوى الإعلامي، إلى جانب الدور المتزايد لمنصات البث الرقمي في تشكيل المشهد الإعلامي العربي. كما قدمت شركات صناعة الصوت والصورة أحدث ابتكاراتها، إلى جانب العروض المذهلة لصنّاع أجهزة البث الرقمي، مما أتاح فرصةً لرؤية كيف أصبحت التكنولوجيا الحديثة تساهم في تطور الإعلام.
تحديث تقني: لفتت تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والذكاء الاصطناعي التوليدي الأنظار، خاصة بعد إطلاق منصات سعودية مثل "إثراء" و**"شاهد"** التي تعتمد على تحليل البيانات لتخصيص المحتوى، مما يعكس تبنيًا غير مسبوق للتقنية في صناعة الإعلام المحلي.

الإعلام السعودي.. قاطرة النهضة الإعلامية العربية
الإعلام السعودي، خلال السنوات الأخيرة، أصبح نموذجًا للتحول والتحديث، سواء من خلال توسيع نطاق الصحافة الرقمية أو تطوير قنوات البث الإخبارية والترفيهية، أو حتى الاستثمار في صناعة الأفلام والدراما.
استراتيجيات مبتكرة:
• سينمائيًا: تأسيس "هيئة الأفلام" (2018) ومهرجان البحر الأحمر السينمائي (2021) حوّلا السعودية إلى وجهةٍ لإنتاج الأفلام العالمية.
• إعلاميًا: قناة "العربية" و**"الإخبارية"** أصبحتا نموذجين للصحافة الاحترافية المؤثرة إقليميًا.
• تشريعيًا: إطلاق "نظام الإعلام" الجديد (2022) الذي ينظّم قطاع الإعلام ويشجع الاستثمار الأجنبي.
هذا التطور لم يكن محليًا فقط، بل امتد تأثيره إلى العالم العربي بأسره، حيث تشهد الدول الأخرى حراكًا مشابهًا في تطوير بيئتها الإعلامية، مستفيدةً من التجربة السعودية.

صعود المنصات الإعلامية والترفيهية: من الاستهلاك إلى التفاعل
التطور اللافت في قطاع البث الرقمي والمنصات الترفيهية كان محورًا أساسيًا في المنتدى. فالمنصات الإعلامية لم تعد مجرد ناقلٍ للمحتوى، بل أصبحت قوةً مؤثرةً في تشكيل الرأي العام، سواء عبر الأخبار أو البرامج الوثائقية أو حتى المحتوى الترفيهي.
تجارب رائدة:
• "تيد إكس الرياض" و**"منصة نفهم"** التعليمية: نموذجان لمحتوى عربي تفاعقي يدمج بين الترفيه والمعرفة.
• الرياضة الإلكترونية: السعودية أصبحت رائدةً عربيًا في هذا المجال عبر استثمارات ضخمة في "الاتحاد السعودي للألعاب الإلكترونية"، وبثّ مسابقات عالمية.
• الشراكات الدولية: تعاون السعودية مع منصات مثل نتفليكس وأمازون برايم لإنتاج أعمال درامية تعكس الهوية المحلية بقالب عالمي.

الإعلام العربي.. نحو أفق جديد
لم يعد الإعلام العربي محصورًا في قوالبه التقليدية، بل أصبح جزءًا من مشهدٍ عالميٍ أكثر ديناميكية، بفضل الاستثمار في التقنيات الحديثة، والانفتاح على التجارب العالمية، والتفاعل المستمر مع الجمهور عبر وسائل التواصل الحديثة.
تدريب الكوادر: أشار المتحدثون إلى مبادرات مثل "برنامج خادم الحرمين الشريفين للإعداد القيادي" و**"كلية الإعلام"** في جامعة الملك سعود، التي تُعد جيلًا جديدًا من الإعلاميين القادرين على قيادة التحول الرقمي.
منتدى الإعلام السعودي لم يكن مجرد مؤتمر، بل كان إعلانًا عن مرحلةٍ جديدةٍ من النهضة الإعلامية، حيث تتجاوز التطورات الحدود الوطنية لتشمل المنطقة العربية بأكملها، مما يجعلنا أمام تحدٍ كبير، ولكنه يحمل في طياته فرصًا هائلةً لمستقبل إعلامي أكثر تطورًا وتأثيرًا.

ثقافة الإبداع وتحقيق الرؤية
التحول الذي يقوده الإعلام السعودي ليس تقنيًا فحسب، بل هو جزء من رؤيةٍ ثقافيةٍ أوسع تهدف إلى بناء "مجتمع معرفي" ينقل صورة المملكة كحاضنةٍ للإبداع. عبر الجمع بين الأصالة والابتكار، يكتب الإعلام السعودي فصلًا جديدًا في تاريخ الإعلام العربي، يُعيد تعريف دور المنطقة في المشهد الإعلامي العالمي.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • توصيات "منتدى الرؤية الاقتصادي 2025"
  • تسيير أولى الرحلات السياحية من بيلاروس إلى صلالة
  • حملة مجتمعية للتبرع بالدم في صلالة
  • خلال لقائه أعضاء حزب مستقبل وطن.. وزير الإسكان يستعرض جهود الوزارة
  • منتدى: استثمار التكامل الاقتصادي بين البلدان الإفريقية أداة حاسمة لتحقيق الاستقرار والسلم
  • طارق القرق: التعليم المحرك الرئيسي لبناء مستقبل مشرق
  • المسبحي: محمد علي ياسر نفذ مئات المشروعات التي أحدثت نقلة نوعية في المهرة
  • منتدى 2025 – كيف يصنع الإعلام السعودي مستقبل الإقليم؟
  • منتدى الرؤية الاقتصادي.. 14 دورةً من التميز
  • "منتدى الرؤية الاقتصادي" يوصي بإطلاق مبادرات نوعية لتحفيز نمو القطاع الخاص ودفع جهود "التنويع"