روسيا اقتربت من إنشاء "نظام دفاع جوي دقيق"
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني بوزنياكوف، في "فزغلياد" حول حاجة الدفاع الجوي الروسي إلى ثالوث وقائي قصير المدى.
وجاء في المقال: بحسب وكالة ريا نوفوستي، أجريت، في روسيا، اختبارات ميدانية ناجحة لمدفع ليزر مصمم لتدمير المركبات الجوية المسيرة. وكما أشار مصدر الوكالة، فإن النموذج المختبر "أظهر كفاءة عالية في ضرب الطائرات المسيرة في المحيط القريب".
وقد أكد الخبير العسكري إيليا كرامنيك في قناته على تيليغرام على أهمية إدخال الابتكارات في نظام الدفاع الجوي. وقال: "الحرب الكبيرة تغير دائمًا أنظمة الأسلحة المعروفة بشكل كبير، سواء من حيث الأجهزة أو الأشكال التنظيمية. وسوف يكون من نتائج المواجهة الحالية تحقيق قفزة جديدة في تطور الدفاع الجوي، خاصة فيما يتعلق بالتصدي للطائرات المسيرة".
"الدفاع الجوي الكلاسيكي، "المُحسَّن" لمواجهة الطائرات وصواريخ كروز، يدرك إمكاناته على أهدافه، لكنه ليس مناسبًا دائمًا لمكافحة الطائرات المسيرة. وفي حين ليس هناك مشكلات في مواجهة الأجهزة الكبيرة من نوع بيرقدار، فإن المنتجات الأصغر حجمًا تخلق مشكلات بانتظام".
وأضاف كرامنيك: "هناك مسألة منفصلة هي استهداف الطائرة المسيرة، خاصة وسط المباني المدنية، حيث يمكن أن يتسبب سقوط صاروخ مضاد للطائرات أو قذائف مدفع في أضرار أكبر من إصابة الطائرة المسيّرة نفسها للهدف".
"الميزة الرئيسية لليزر في هذه المسألة هو تقليل الأضرار الجانبية. فقط شظايا الطائرة المسيرة نفسها تسقط على الأرض، ولكن ليس الصاروخ الذي يطلق عليها ولا قذائف المدفعية المضادة للطائرات".
وختم كرامنيك بالقول: "عمليا كل الدول النووية وبعض الدول غير النووية لديها تطويرات مماثلة. والسؤال هو من سيكون أول من يستخدمها في القتال الحقيقي، وليس في ساحة التدريب".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الدفاع الجوی
إقرأ أيضاً:
هل تقود روسيا القيصرية إلى نظام عالمي مُتعدد الأقطاب؟
حمد الناصري
تمتلك روسيا الاتحادية جوانب ثقافية مُتعددة، تتشابك إثنياتها في تقاليد شتى، لا سيما المتعلقة بالأدب والفن الشعبي والموسيقى التقليدية والعمارة والسينما والفلسفة والسياسة، وكل ذلك له تأثير على الثقافة العالمية، ناهيك عن امتلاكها ثقافة مادية ثرية كالتراث التقني الذي تثري به.
والثقافة الروسية نشأت منذ نشوء السلاف الشرقيين وتكوين معتقدهم الوثني في الغابات والسهول، كما تأثرت مناطق أوروبا الشرقية وأوراسيا بالثقافة الروسية؛ فالشعب السلافي في روسيا عبارة عن أتراك "بدو" والتتار وقبائل أخرى من أصول إيرانية. أو ما يُعرف بشعوب الفينية الأوغرية وشعوب البلطيق والأسكندنافيين والشعوب الجرمانية عبر الشمال الروسي.
وللإمبراطورية البيزنطية واليونانية روابط قوية في روسيا القديمة أواخر الألفية الأولى بعد الميلاد، إضافة إلى ثقافة بحر الشمال كالأرانجيين أو الفايكينج الأسكندنافيين في الألفية الثانية للميلاد. وكان لها أثر عميق على الثقافة الروسية، ومن خلال ذلك الاندماج القبائلي أو الثقافي الزاخر بتراث بعيد وعميق تشكَّلت القبائل السلافية الأولى، واندمجت في ثقافات الشمال الأوروبي وأوروبا الشرقية وآسيا الشرقية التي شكلت الهوية الروسية.
ولا شك أن الزخم الكبير لثقافة "الفولجا" التي عُرفت بـ"روس كاجاناتي" أو بـ"روس الكييفية"؛ إذ بدأ المسيحيون الأرثوذكس يتوافدون عبر الإمبراطورية الرومانية الشرقية في القرن التاسع، واعتنقت روس الكييفية رسميًا المسيحية الأرثوذكسية في عام 988 ميلادية. وعُرِفت بالثقافة الروسية في الألفية التي تلت توليف الثقافات السلافية والبيزنطية. وهكذا طورت روسيا ثقافتها وتأثرت بموقعها بين ثقافتين أوروبية وآسيوية أي ثقافة روسية أوراسية.
وبعد سقوط القسطنطينية على يد العثمانيين الأتراك عام 1453م، ظلت روسيا الدولة الأرثوذكسية الأكبر في العالم، فأطاحت بإرث الخلافة البيزنطية في فكرة روما الثالثة. وتداعت الأحداث بين عامي 1547م- 1721م وقعت أحداث تاريخية مهمة، من مثل نشوء سمات ثقافية روسية تطورت إلى ما يعرف بـ"روسيا القيصرية".
تطورت إصلاحات بطرس الأكبر الذي حكم بين عامي 1682 و1725 وحكم الإمبراطورية الروسية لقرنين من الزمان، والتي توافقت ثقافتها مع الثقافة الأوروبية إلى حد كبير. وقد تغير الموقف في القرن العشرين حين أصبحت الأيديولوجية الشيوعية في الثقافة الروسية مُستوردة من أوروبا.
وتعد اللغة الروسية أكثر اللغات السلافية تجانسًا والأكثر انتشارًا واعتمادًا في روسيا. ويقع أشهر المتاحف الروسية في العالم على نهر النيفا في مدينة سانت بطرسبورج.
خلاصة القول.. يُعد التنوع الثقافي الروسي ميزة تنافسية في السياسة الدولية؛ إذ أصبحت الثقافة الروسية قوة ناعمة تُشغل المنظمات العالمية، مُجبرةً بذلك الدول المتقدمة على الاهتمام بتعزيز تنوعها الثقافي الخاص. ويُثير هذا التفاعل تساؤلات حول افتراضات نظام عالمي أحادي القطب، مُحتملًا أن يؤدي إلى احتكار لهذا التنوع الثقافي. وبدلًا من ذلك، يُفترض وجود نظام عالمي متعدد الأطراف يُعزز التنوع الثقافي الحقيقي ويسعى لسياسة مجتمعية موحدة، يُمارس قيادته إيجابًا وخارجًا عن أي انحياز.
أسئلة كثيرة تدور في دهاليز السياسة، فضلًا عن طرح قضايا وتوقعات فكرية مهمة كالدور الثقافي القوي المُحتمل حدوثه لروسيا نتيجة تنوع مصادره التاريخية والفكرية والدينية والعرقية، كما إن دور روسيا الحالي والقوي في السياسة العالمية والناتج عن نمو جانبها العسكري إلى درجة كبيرة، جعل صوتها يصدح في الساحة السياسية الدولية العُليا، وجعل منها ندًا لا يُستهان به للولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن تحالفاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة وبالأخص في الشرق الأوسط؛ مما جعلها معادلًا منطقيًا لكفة ميزان القوى العالمية.