شمس دبي.. مبادرة وطنية ترسخ ريادة دولة الإمارات في الاعتماد على الطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
- "شمس دبي" تتيح لأصحاب المباني تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
- المبادرة تدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي ومبادرة "دبي الذكية".
- تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني والمنازل يسهم في رفع قيمة العقار والحد من البصمة الكربونية.
دبي في 29 أغسطس /وام/ تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بتنويع مصادر الطاقة، لإيمانها بأهمية الطاقة النظيفة والمتجددة في المحافظة على حق الأجيال المقبلة في التمتع ببيئة نظيفة وصحية وآمنة، وفي هذا الإطار، تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تحقيق هذه الرؤية من خلال مسارات عدة تشمل إطلاق المبادرات الهادفة إلى رفع كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه، وتقليل البصمة الكربونية، وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر في دبي.
ولا تقتصر جهود هيئة كهرباء ومياه دبي، في هذا الإطار على تنفيذ المشاريع الكبرى في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وإنما تمتد إلى إشراك سكان إمارة دبي في عملية إنتاج الطاقة النظيفة من خلال مبادرة "شمس دبي"، التي تتيح لأصحاب المنازل والمباني تركيب أنظمة الألواح الكهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء، حيث يتم استهلاك الطاقة المُنتَجة داخل المبنى مع تصدير الفائض إلى شبكة الهيئة.
وتدعم مبادرة "شمس دبي"، التي أطلقتها الهيئة عام 2014، مبادرة "دبي الذكية" الهادفة إلى جعل دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم، كما تدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، ما يسهم في ترسيخ صدارة دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة.
وتنسجم أهداف مبادرة "شمس دبي" مع محور "الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي" ضمن حملة "استدامة وطنية" التي تم إطلاقها مؤخراً، تزامناً مع الاستعدادات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي تستضيفه الدولة ويُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة "إكسبو دبي"، حيث تهدف الحملة إلى التوعية بمبادرات ومشاريع الاستدامة في دولة الإمارات، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
ويستعرض محور "الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي" ضمن الحملة جهود دولة الإمارات في مواجهة التغير المناخي من أجل تحقيق أهداف الحياد المناخي، إضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات وقصص النجاح الوطنية في مجال الاستدامة، حيث تحظى دولة الإمارات بسجل حافل في هذا المجال، من خلال مبادرات ومشاريع رائدة تعكس القيم الراسخة للمحافظة على البيئة والتقاليد المجتمعية، وغيرها من القيم التراثية الأصيلة.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: "نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي على ترسيخ المسيرة التنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أرسى دعائمها الصلبة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتدعمها توجيهات القيادة الرشيدة لتحقيق التوازن بين التنمية واستدامة البيئة، وتحرص الهيئة على تعزيز مكانة الدولة العالمية في إيجاد حلول فاعلة، تتصدى للتغير المناخي، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية".
وأضاف: "نكثف تعاوننا مع كافة الجهات المعنية لدعم المبادرات الوطنية وتحقيق الاستراتيجيات والخطط الاستباقية التي أطلقتها الدولة لحماية الموارد الطبيعية للدولة وتعزيز استدامتها، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد أخضر قادر على التكيف مع التغير المناخي، ويرفع من جودة الحياة"، مشيرا إلى أن الهيئة تطلق العديد من المبادرات والبرامج المبتكرة لتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة وتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وإتاحة الفرصة أمام السكان لتحويل مبانيهم إلى مبانٍ أكثر استدامة، تسهم في تخفيض البصمة الكربونية للإمارة، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في دبي".
- إجراءات مُيسّرة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمباني.
وضعت هيئة كهرباء ومياه دبي إجراءات مبسطة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمباني ضمن مبادرة شمس دبي، حيث تبدأ أولى خطوات تركيب أنظمة الألواح الكهروضوئية باستعانة المتعامل بأحد الاستشاريين أو المقاولين المعتمدين لدى الهيئة، لدراسة إمكانية تركيب نظام الطاقة الشمسية، واقتراح أفضل الحلول الملائمة التي تناسب المكان، ليتولى الاستشاري أو المقاول مهمة الحصول على الموافقات اللازمة من الهيئة والتي تشمل: شهادة عدم ممانعة لتركيب نظام الطاقة الشمسية وربطه بشبكة الهيئة، والموافقة على تصميم نظام الطاقة الشمسية مستوفياً بذلك جميع المتطلبات الفنية، ويقوم بعد الحصول على الموافقات اللازمة بتنفيذ الأعمال الفنية للموقع، ويقدم عند الانتهاء من أعمال التركيب إخطاراً للهيئة لإجراء الفحص الفني للموقع، وتركيب العداد وإتمام عملية الربط مع شبكة الهيئة، ليتم بعد ذلك إنتاج الكهرباء من وحدة نظام الطاقة الشمسية.
- "حاسبة شمس دبي للطاقة"
وفي إطار جهود هيئة كهرباء ومياه دبي لدعم مبادرة "شمس دبي"، أطلقت الهيئة عبر موقعها الإلكتروني خدمة "حاسبة شمس دبي" عام 2017، كأداة إرشادية، تعمل على مساعدة المتعاملين في اتخاذ قرارهم بتركيب الألواح الشمسية فوق أسطح المباني عبر توفير مقارنات تقديرية ومعلومات إضافية بسهولة ويسر.
وتمثل "حاسبة شمس دبي للطاقة" أداة مبتكرة توفرها الهيئة للمتعاملين الراغبين في إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الكهروضوئية، حيث يستطيع المتعامل بمجرد إدخال رقم حسابه المسجل لدى الهيئة التعرف إلى موقع الذي يتبع له، وتحديد سطحه عبر خريطة تفاعلية، ومن ثم تقدير حساب المساحة القابلة للاستخدام وعدد الألواح الشمسية التي تستوعبها هذه المساحة والقدرة الإنتاجية لتلك الألواح على أساس شهري أو سنوي، كما يستطيع المتعامل رسم المساحة التي يرغب بالاستفادة منها دون التقيد بالمساحة الإجمالية لسطح المبنى.
- نتائج إيجابية
وحققت مبادرة "شمس دبي" نجاحاً كبيراً، حيث وصل إجمالي القدرة المركّبة للمبادرة إلى نحو 540 ميجاوات بحلول الربع الثاني من عام 2023، فيما تم إنجاز إعادة تأهيل نحو 8000 مبنى قائم في دبي خلال الفترة الأخيرة. ويقدر إجمالي الاستثمارات في المبادرة حتى الآن بـ 1.5 مليار درهم، منها حوالي 10% من هيئة كهرباء ومياه دبي لمشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مبانيها مثل المحطة "إم" التابعة للهيئة في مجمع محطات جبل علي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، ومصنع "ماي دبي" لمياه الشرب المعبأة، ومبادرة 5000 فيلا تابعة لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان، وتزويدها مجاناً بأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
- فوائد متعددة
ويعد تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني والمنازل ضمن مبادرة "شمس دبي" استثماراً طويل الأمد، حيث يعود استخدام الطاقة الشمسية بالعديد من الفوائد على أصحاب المنازل والشركات طوال دورة حياة النظام الكهروضوئي الشمسي التي تمتد لـ25 عاماً وأكثر بالنسبة للأنظمة التي تتم صيانتها باستمرار، على الرغم من أن تركيب نظام للطاقة الشمسية الكهروضوئية يستلزم استثمارات أولية. كما تساهم الأنظمة الشمسية في رفع قيمة العقار، وفي الحد من البصمة الكربونية للمتعامل، وتدعم كذلك اقتصاد دولة الإمارات، وتسهم في ضمان مستقبل مستدام للدولة عبر إتاحة المجال لإنتاج الطاقة الشمسية محلياً.
- تدريب الاستشاريين والمقاولين
تحرص هيئة كهرباء ومياه دبي على اتباع أعلى معايير الجودة والصحة والسلامة في مختلف عملياتها، وتعمل مع شركائها للوصول إلى أفضل مستويات التميز والجودة، وضمان أن يكون جميع المهندسين والفنيين على دراية واطلاع بأحدث التقنيات والمعايير المعتمدة والتطبيق الناجح لتلك المعايير لتحقيق أرقى مستويات الجودة في الأداء وضمان أعلى معايير السلامة والأمان.
وتوفر الهيئة برامج تدريبية لاعتماد الاستشاريين والمقاولين المختصين بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المباني، والتي تتضمن مواد دراسية وتطبيقات عملية تغطي الجوانب الفنية المتعلقة بتركيب الوحدات الشمسية الكهروضوئية، إضافة إلى تعريفهم بالمتطلبات الفنية ومعايير السلامة وإرشادات الهيئة فيما يختص بتركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح المباني لإنتاج الطاقة الشمسية وربطها بشبكة الهيئة.
ولضمان تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني وفق أعلى مستويات الجودة وأرقى المعايير العالمية، تنظم الهيئة دورات خبير معتمد في الطاقة الشمسية بتقنية الألواح الكهروضوئية بصورة منتظمة. وتوفر الهيئة جميع المعلومات والشروط اللازمة لتركيب الألواح الشمسية على أسطح الأبنية، بالإضافة إلى أسماء المقاولين والاستشاريين المعتمدين لتركيب الأنظمة الكهروضوئية عبر موقعها الإلكتروني (www.dewa.gov.ae).
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: هیئة کهرباء ومیاه دبی البصمة الکربونیة الطاقة النظیفة دولة الإمارات دبی للطاقة فی المبانی الشمسیة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
الإمارات تطلق مبادرة لتأسيس «التحالف العالمي لكفاءة الطاقة» في COP29
باكو- وام
أعلنت دولة الإمارات خلال مشاركتها في مؤتمر الأطراف COP29، إطلاق مبادرة لتأسيس «التحالف العالمي لكفاءة الطاقة» بهدف تحسين معدلات كفاءة استهلاك الطاقة عالمياً، ليصل إلى نسبة مضاعفة سنوياً بحلول عام 2030، وخفض الانبعاثات الكربونية وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية من خلال التعاون بين الدول والمؤسسات والشركات تماشياً مع الالتزام العالمي الذي أرساه «اتفاق الإمارات» التاريخي في مؤتمر الأطراف COP28.
وقال المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام» على هامش فعاليات الجناح الوطني لدولة الإمارات في COP29 بأذربيجان – إن إطلاق الإمارات مبادرة تأسيس «التحالف العالمي لكفاءة الطاقة» جاء نتيجة وجود رغبة عالمية، والذي من شأنه أن يزيد رفع كفاءة استهلاك الطاقة حيث جرت نقاشات مع العديد من دول العالم التي رحبت بتأسيس التحالف.
وأكد العلماء أن دولة الإمارات ستلعب دوراً رائداً في هذا التحالف من خلال تقديم أفضل الممارسات المتبعة لديها في مجالات كفاءة الطاقة ونقل المعرفة ونماذج الشراكة مع القطاع الخاص.
ودعا الحكومات والمنظمات والقادة للانضمام إلى التحالف وتوحيد الجهود لوضع أهداف طموحة تسهم في تشجيع الاستثمارات في مشاريع كفاءة الطاقة وتطوير السياسات والتقنيات اللازمة لتحقيق أهداف الاستدامة.
وأشار العلماء إلى أن تأسيس التحالف يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية من خلال تعزيز تبادل المعرفة وبناء القدرة والشراكات بين القطاعين العام والخاص وتوحيد المعايير، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات في مشاريع كفاءة الطاقة وتطوير السياسات والتقنيات اللازمة لتحقيق أهداف الاستدامة.
وأضاف أن التحالف يهدف إلى جمع الممارسات الرائدة في تعزيز كفاءة الطاقة والتي يتم تطبيقها في الدول المشاركة في التحالف ومشاركتها مع الدول الأخرى لاسيما إفريقيا التي تحتاج إلى مثل هذا النوع من المبادرات التي تتضمن حلولاً تمويلية وتكنولوجية.
وقال شريف العلماء إن مشاركة الوزارة في فعاليات مؤتمر الأطراف تأتي بهدف مواصلة البناء على الإنجازات التي حققها مؤتمر الأطراف COP28 وتعزيز التعاون الدولي بهدف تنفيذ «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي أرسى مساراً جديداً للعمل المناخي الدولي.
وأضاف شريف العلماء أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تشارك في COP29 بعدد من الجلسات الوزارية إضافة إلى دعم رئاسة أذربيجان بخصوص عدد من المبادرات المناخية منها «مبادرة تخزين الطاقة والهيدروجين والممر الأخضر»، مشيراً إلى أن مؤتمر الأطراف يشكل فرصة مهمة لتعزيز التعاون والشراكات الدولية تماشياً مع مخرجات COP28 لا سيما مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف ورفع كفاءة استهلاك الطاقة إلى الضعف.
يذكر أن «التحالف العالمي لكفاءة الطاقة» يعد مبادرة دولية أطلقتها الإمارات لتعزيز كفاءة الطاقة وتحقيق الأهداف البيئية العالمية من خلال التعاون بين الدول والمؤسسات والشركات بهدف مضاعفة معدلات كفاءة استهلاك الطاقة السنوي عالمياً بحلول عام 2030 دعماً للالتزام العالمي لمضاعفه تحسين كفاءة الطاقة بحلول العام ذاته.