ما هو مدى التغير المناخي الذي شهدته بالفعل في حياتك؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
بذل علماء المناخ قصارى جهدهم ليكشفوا لنا كيف سيتفاقم تغير المناخ حيث سيتحمل شباب اليوم وطأة تأثيرات المناخ غداً، في السنوات القادمة.
ومع ذلك، يشهد الناس في جميع أنحاء العالم بالفعل أحداثا مناخية متطرفة ومميتة يغذيها ارتفاع درجات الحرارة التي كانت تبدو ذات يوم أمرا لا يمكن فهمه.
إذن، ما حجم التغير المناخي الذي شهده الناس بالفعل في حياتهم؟
حاول أندرو كينغ، عالم المناخ الذي يدرس الأحداث المتطرفة في جامعة ملبورن بأستراليا، وزملاؤه الإجابة عن هذا السؤال في دراسة جديدة.
وفي سجلات درجات الحرارة المحلية، بحثوا عن إشارة واضحة لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان والذي ينشأ عن أنماط الطقس المتغيرة.
وكما أظهرت الأبحاث السابقة، فقد ظهرت إشارات الانحباس الحراري الناجم عن أنشطة بشرية في وقت مبكر وبقوة في المناطق الاستوائية، في حين امتصت محيطات العالم والمناطق القطبية قدرا كبيرا من الحرارة.
وأراد كينغ وزملاؤه الإضافة إلى تلك التحليلات من خلال فحص تجارب الأشخاص مع التغيرات في درجات الحرارة المحلية حتى عام 2021، وحساب تلك التغييرات في إطار زمني يمكن للجميع فهمه.
وقال كينغ: "من المهم أن نفهم تجربة الناس مع تغير المناخ محليا لمعرفة من هم الأكثر تأثرا بالتغيرات التي تسببها انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية على الكوكب".
ولتجنب تحيز التذكر، قام الباحثون بحساب الدفء الجسدي الذي شهده الناس في منطقتهم المحلية، وليس التغيرات الأوسع التي ربما لاحظوها.
كما أنهم قاموا أيضا بقياس الاحترار المحلي فقط، وليس تأثيرات موجات الحر الطويلة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والعواصف، والجفاف، وحرائق الغابات - على الرغم من أن ذلك قد يكون محور العمل المستقبلي، كما يقول كينغ.
وكتب كينغ وزملاؤه في ورقتهم البحثية: "هذا هو التحليل الأول الذي يحاول تقدير ظهور إشارات تغير المناخ المحلية التي يعاني منها سكان العالم، صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء".
تغيرت درجات الحرارة السنوية المحلية كثيرا بالنسبة لسكان العالم، حيث وجد التحليل أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و84 عاما في العالم يعانون الآن من مناخ "غير مألوف" يختلف بشكل كبير عنه وقت ولادتهم.
إقرأ المزيد "عملية أساسية هامة" قد تفشل في المناطق الاستوائية مع ارتفاع درجات الحرارة!وقد شهد ما يقرب من 90% تغيرات في درجات الحرارة تعادل مناخا "غير عادي".
وقال كينغ: "نحن بحاجة إلى بذل المزيد من العمل لمعرفة ما إذا كان هذا يعني أيضا أنهم قد تعرضوا لتغيرات أقوى في الظروف المتطرفة مثل موجات الحر، ولفهم أفضل ما إذا كانت أسوأ التأثيرات تتوافق مع أكبر التغيرات المناخية".
أما بالنسبة للفئات العمرية، فقد وجد التحليل أن الأشخاص في منتصف العمر الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما، وخاصة أولئك الذين يعيشون حول خط الاستواء، شهدوا أوضح إشارة لارتفاع درجات الحرارة الذي تراكم على مدار حياتهم.
وقد تم تخفيف الإشارة لدى الفئات العمرية الأكبر سنا بسبب سنوات حياتهم المبكرة من الاستقرار النسبي للمناخ، في حين أن تجربة الشباب الأصغر سنا مع ارتفاع درجات الحرارة تختلف بشكل كبير اعتمادا على المكان الذي يعيشون فيه. وما يثير القلق أن أولئك الذين يعيشون في المناطق الاستوائية قد تعرضوا للقدر نفسه من الاحترار في حياتهم الأقصر بكثير مثل السكان الأكبر سنا والأكثر ثراء.
وفي حين أن البعض منا عاش على هذا الكوكب لفترة أطول من غيره، فإن الهدف من الدراسة ليس توجيه أصابع الاتهام، بل نقل مدى سرعة تغير مناخ الأرض الآن. ولكننا نعلم أننا قادرون على تحقيق استقرار المناخ إذا نجحنا في خفض الانبعاثات.
وخلص الباحثون إلى أن "من الضروري اتخاذ إجراءات مناخية جوهرية لتجنب سيناريوهات كارثية محلية خلال حياة المرء".
قبلت الدراسة للنشر في مجلة أبحاث المناخ البيئية.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الاحتباس الحراري الارض التغيرات المناخية المناخ بحوث درجات الحرارة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
العالم يواجه غضب الطبيعة.. أول أيام 2025 تشهد حرائق أمريكا وزلزال إثيوبيا وجفاف البرازيل
شهد أول أيام 2025 سلسلة كارثية من غضب الطبيعية، تضرب العديد من دول العالم، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فبدأت الكوارث بعاصفة مدمرة اجتاحت الولايات المتحدة، تليها حرائق هائلة التهمت أجزاء واسعة من لوس أنجلوس وكاليفورنيا، ثم زلزال وبركان في إثيوبيا، بالإضافة إلى ذلك، سجَّل العالم ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، مصحوبًا بظاهرة النينو التي تسببت في تلف واسع النطاق للمحاصيل الزراعية، ما أثار مخاوف من انتشار الجفاف عالميًا.
وفي التقرير التالي تستعرض «الوطن»، أحداث غضب الطبيعة في أول أيام 2025، وتأتي كالتالي:-
1- عاصفة مدمرة في أمريكافي أول أيام 2025 حذَّرت الأرصاد الجوية الأمريكية من غضب الطبيعة، إذ أعلنت أن هناك موجة برد قارس ستضرب معظم أنحاء البلاد خلال أسبوعين من ذلك التحذير، ودرجات الحرارة قد تصل إلى ما دون الصفر، ونصحت الأرصاد المواطنين بتخزين الطعام والاستعداد لموجة من حمى القطب الشمالي، متوقعة انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة في شرق البلاد.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في ذلك الوقت، أن العاصفة الثلجية قد تعطل السفر وتلحق أضرارًا بالبنية التحتية، خاصةً في شرق الولايات المتحدة وجبال الأبلاش، ووادي أوهايو، ومنطقة المحيط الأطلسي الوسطى الداخلية، والبحيرات العظمى، وشمال شرق الولايات المتحدة.
2- النيران تشتعل في لوس أنجلوسشهدت بداية العام حريق غابات هائلًا في منطقة لوس أنجلوس، يعدّ من أشد الحرائق تدميرًا في التاريخ، أسفر عن مصرع نحو 16 شخصاً وتحويل آلاف المنازل إلى رماد، وقد تفاقمت هذه الكارثة، التي امتدت على مساحة تزيد عن 10 آلاف فدان، بسبب الجفاف الشديد ورياح سانتا آنا العاتية التي بلغت سرعتها 100 ميل في الساعة، وفقاً لما ذكرته صحيفة الكوميرثيو الإسبانية.
وحذر عالم المناخ دانييل سوين من أن حريق الغابات قد تصبح فاتورته هي الأغلى في التاريخ، متوقعًا أن تتجاوز خسائره الاقتصادية في المنطقة جميع الحرائق السابقة، وقد بلغت تكلفة موسم حرائق الغابات الأغلى سابقًا 30 مليار دولار في عام 2018، وذلك أساسًا بسبب حرائق كاليفورنيا المدمرة، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
3- زلزال وبركان في إثيوبياشهدت إثيوبيا العديد من الزلازل والبراكين النشطة، فقد سجلت في يوم واحد وتحديدًا يوم 3 يناير، 11 هزة أرضية تراوحت قوتها بين 4.5 و5.5 درجة على مقياس ريختر، بالإضافة إلى ثوران بركان جبل دوفن مصحوبًا بانبعاث أبخرة وغازات وغبار وحبيبات صخرية.
4- ارتفاع غير مسبق في درجات الحرارةيُسهم تغير المناخ بشكلٍ رئيسي في زيادة حدة وعدد حرائق الغابات، إذ زادت احتمالية موجات الحر الشديد بنسبة خمسة أضعاف مقارنةً بفترة ما قبل 150 عاماً، ويتوقع هذا الاتجاه زيادة الكوارث الطبيعية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري في السنوات المقبلة، وقد سجل عام 2024 تجاوزاً غير مسبوق لعتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك للمرة الأولى في التاريخ الحديث، نتيجة تراكم غازات الدفيئة، ما يثير مخاوف من تجاوز نقطة اللاعودة.
وأكدت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وفقاً لما أوردته صحيفة «لاراثون» الإسبانية، مشيرةً إلى دور تغير المناخ في ذلك.
5- جفاف غير مسبوقتُعاني دولٌ عديدة من موجة جفافٍ غير مسبوقة، تُشكّل كارثةً حقيقيةً تُهدد المحاصيل الزراعية وتُنخفض مخزونات المياه، لكنّ ما يُثير الصدمة حقًا هي صور جفاف نهر الأمازون، أكبر أنهار العالم، والذي يُخزن خمس موارد المياه العذبة على الكوكب، ما يُنذر بخطرٍ حقيقيٍ يهدد بحدوث مجاعات.
وتُعاني البرازيل من موجة جفاف حادة أثرت سلبًا على محصول البن، وتفاقم الوضع الآن بتأثير الطقس الجاف على نمو فول الصويا، ما يثير قلق المزارعين البرازيليين، وفقاً لما ذكرته صحيفة «لا إكسبانسيون» المكسيكية.
6- ظاهرة النينوفاقمت ظواهر مناخية، كظاهرة النينيو، أزمة ارتفاع أسعار البن والكاكاو، فقد تضررت ساحل العاج وغانا، المنتجان الرئيسيان للكاكاو عالمياً (أكثر من 60% من الإنتاج العالمي)، بشدة بسبب الظروف الجوية القاسية وأمراض المحاصيل.
وساهمت أمراض مثل فطر القرون السوداء وفيروس تورم براعم الكاكاو، بالإضافة إلى الظروف الجوية القاسية، في تدمير مساحات واسعة من مزارع الكاكاو، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 50% في بعض المناطق، وفقًا للمنظمة الدولية للكاكاو.