كتب ميخائيل روستوفسكي، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول نجاح جديد يُتوقع أن يحققه أردوغان في علاقته مع بوتين.
وجاء في المقال: كان لصفقة الحبوب أثرها في يوليو الماضي. وينبغي أن تُستأنف من جديد، في سبتمبر المقبل. اليوم، كما نرى، يجري الحديث عن "آمال" واقعية من طرفي المفاوضات الافتراضية.
فالمشاكل التي أوقفت صفقة الحبوب السابقة لم تأت، كما نعلم، من أردوغان على الإطلاق.
وهنا يكمن الغموض الرئيس في صفقة الحبوب الجديدة: كيف يعتزم بوتين وأردوغان ضمان عدم تكرار الغرب ذلك مرة أخرى في المستقبل؟
"لن تتمكن روسيا وتركيا من "التفاوض عن الجانبين". فالغرب وأوكرانيا مشاركان حتميان في هذه العملية. كما لا تستطيع موسكو الموافقة على تنفيذ الاتفاق من جانب واحد. في السابق، كان لمثل هذا التنفيذ الأحادي الجانب معنى سياسي تكتيكي على الأقل. كان الكرملين مصمماً على بذل قصارى جهده لمساعدة أردوغان على الفوز في الانتخابات الرئاسية التركية الصعبة للغاية. وكان الاستعداد لعدم الانسحاب من صفقة الحبوب المقيتة جزءًا من حزمة المساعدات غير الرسمية تلك".
لكن في الوقت الحالي، انتهت الانتخابات الرئاسية في تركيا. وليس لدى موسكو أي سبب للموافقة على شروط غير مواتية. ولديها كل الأسباب التي تجعلها تتوقع أن يتصرف أردوغان، بعد أن يتحرر من عبء المشاكل السياسية الداخلية، وفق مبدأ "جميل أن تسدد الدين"، على سبيل المثال، أن يمارس الضغط على حلفائه الغربيين لإجبارهم على الوفاء بوعودهم على الأقل هذه المرة.
أو هناك خيار آخر لا يلغي الخيار الأول، فقد أشار شركاء أنقرة الغربيون أنفسهم إلى أنهم فهموا تلميح الكرملين وأنهم يعتزمون التصرف بشكل بنّاء أكثر هذه المرة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا حبوب رجب طيب أردوغان فلاديمير بوتين
إقرأ أيضاً:
السعودية تعود إلى لبنان من بوابته الرئاسية
يقول سياسي مخضرم إن لبنان لم يكن ليحظى بهذا الجو التفاؤلي بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية لو لم تقرّر المملكة العربية السعودية، وبغطاء دولي عام ومجهود أميركي، أن تدخل على خطّ الأزمة اللبنانية من بوابته الرئيسية. وما قام به الأمير يزيد بن فرحان خلال أيام من لقاءات واتصالات أتت بنتائج إيجابية لجهة إقناع جميع الأفرقاء اللبنانيين بضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي في الموعد الذي حدّده الرئيس نبيه بري فور سريان مفعول وقف إطلاق النار، على رغم الخروقات اليومية من الجانب الإسرائيلي، الذي لا يزال يدّمر يوميًا العديد من المنازل في أكثر من بلدة وقرية في الشريط الحدودي.وللتذكير فقط يمكن الإشارة إلى أن الجو العام، الذي كان سائدًا على الساحة اللبنانية قبل مجيء الموفد السعودي، لم يكن مشوبًا بكثير من التفاؤل بإمكانية التوصّل إلى توافق واتفاق على اسم المرشح الرئاسي، وكان ميل لدى أكثرية النواب الى ارجاء الحسم الرئاسي إلى جلسة أو جلسات أخرى ريثما تتبلور مشهدية المرحلة الدقيقة، التي تمرّ بها المنطقة.
وما دفع الرياض إلى أن تعاود مبادراتها تجاه لبنان عبر البوابة الرئاسية، وفق ما تراه أوساط سياسية متابعة، هو أن المملكة التي طالما وقفت إلى جانب لبنان في مآسيه ومحنه الكثيرة على مدى سنوات غابرة، ارتأت أن الظرف مؤاتٍ لكي يكون لتدّخلها الإيجابي مصلحة لبنانية، فوقع الخيار على شخص العماد جوزاف عون لتولي المهام الرئاسية بما لديه من مؤهلات يمكن التأسيس عليها للانطلاق في مسيرة التعافي في لبنان بعد سلسلة من النكبات، التي تعرّض لها.
ولا شك في أن زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تشكّل حدثاً ديبلوماسياً لم يعرفه لبنان منذ خمسة عشر عامًا لكونها الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع للبنان حتى قبل توتر العلاقات بين بيروت والرياض . ولولا حكمة الرئيس نجيب ميقاتي وسعيه الدؤوب لما اصطلحت العلاقات اللبنانية مع الرياض، ولو بحدودها الدنيا، فعادت المياه إلى مجاريها الطبيعية بعودة السفير السعودي وليد البخاري إلى مركز عمله في بيروت، ومشاركته الفاعلة في اللجنة الخماسية.
وعلى رغم نفي مدى ارتباط الزيارة الأخيرة للعماد عون للرياض بالاستحقاق الرئاسي فإن التدّخل السعودي الإيجابي لتحريك الملف الرئاسي قد تُرجم بانتخاب العماد للرئاسة الأولى، واستتبع بالزيارة ذات الأبعاد الاستراتيجية للوزير بن فرحان في رسم سياسة جديدة من العلاقات الطبيعية بين بيروت والرياض، وهي رسالة مباشرة إلى جميع اللبنانيين عن مدى جدّية الدعم السعودي لعهد الرئيس عون، والتي تعكس عزم المملكة على فتح صفحة مختلفة في العلاقات السعودية- اللبنانية وطي صفحة "غمامة الصيف" إلى غير رجعة، ولكن على أسس جديدة مرتبطة بمدى التزام لبنان بالسير قدمًا في الإصلاحات المطلوبة دوليًا.
فرئيس الديبلوماسية السعودية حمل معه رسالة من الملك سلمان تعكس الجو الودي والواعد الذي حصل خلال الاتصال الهاتفي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس عون الذي أبدى اهتماماً وحماسة لافتتين لمساعدة لبنان ما يعطي إشارات إلى التحول بالموقف السعودي لجهة الانخراط في إعادة الإعمار ودعم العملية السياسية في لبنان.
لا أحد يشكّ في أن لزيارة الوزير بن فرحان لبيروت دلالات سياسية بعيدة المدى، لكن نجاح مفاعيل هذه الزيارة مرهونة بمدى جدّية اللبنانيين في الانخراط في عملية اصلاحية من شأنها أن تعيد بناء الثقة التي فقدت كليا في السنوات الماضية، خصوصًا أن الوزير السعودي استبق زيارته لبيروت بتصريح خلال مشاركته في جلسة عامة على هامش منتدى "دافوس" قال فيه: "نريد رؤية اصلاحات حقيقية فيه من اجل زيادة مشركتنا، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الان تدعو للتفاؤل".
وشدد الوزير بن فرحان بعد لقائه رئيس الجمهورية على أهميّة تعزيز الإصلاحات في لبنان" من أجل إعادة ثقة الدول به ونعمل بجدّية للحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره".
اما عن اهتمام المملكة العربية السعودية بالمؤسسة العسكرية، فقد بات مؤكدا انها في صدد مساعدة الجيش اللبناني بتحويله الى قوة قادرة سواء في الداخل او على الحدود مع اسرائيل وكذلك مع سوريا لإبعاد لبنان عن أي تأثيرات مباشرة يفرضها واقع الصراعات في المنطقة.
المصدر: خاص لبنان24