المياه الملوثة ليست إلا إحدى مشاكل تفكيك فوكوشيما
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يبدو أن الإدارة المثيرة للجدل للمياه الملوثة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، هي مجرد واحدة من المشاكل العديدة المرتبطة بتفكيك الموقع الذي دمره الزلزال وتسونامي في مارس (آذار) 2011.
التحدي الرئيسي هو استخراج ما يقرب من 880 طناً من الوقود المنصهر
وتقول صحيفة"لوموند" الفرنسية إن رمي المياه في المحيط يدفع إلى التفكير في مصير 1000 خزان، كما يجب على شركة كهرباء طوكيو (تيبكو، مشغل الموقع) إدارة المياه الثقيلة المحملة بالنويدات والناتجة عن معالجة هذه المياه قبل تصريفها، عن طريق نظام الترشيح الامتصاصي المعروف باسم ALPS (اختصار لنظام معالجة السوائل المتقدم).
لكن التحدي الرئيسي الذي يواجه الموقع يظل، بحسب الصحيفة، استخراج ما يقرب من 880 طناً من الوقود الذي انصهر في ثلاثة من مفاعلات المحطة الستة.
المفاعل رقم 1 الأكثر تضرراًومع ذلك، فإن الحالة الدقيقة لهذا الوقود لا تزال غير معروفة، ووفقاً للمعهد الدولي لأبحاث وقف التشغيل النووي، فإن المفاعل رقم 1، وهو الأكثر تضرراً، قد تراكم فيه 279 طناً من حطام الوقود المنصهر.
ولكن روبوتاً أفاد في مارس (آذار) أن هذا الوقود مر عبر الخزان وألحق أضراراً بالبطانة الخرسانية الموجودة أسفله.
الكوريوموفي المفاعلات الثلاثة، يتذكر هيديوكي بان، من مركز المعلومات النووية للمواطنين (CNIC، وهي منظمة مستقلة): "تم تشكيل الكوريوم.. قد يكون الأمر صعباً مثل الصخور"، والكوريوم هو خليط يتكون عند حرارة 3000 درجة مئوية تقريباً.. وهو مشع للغاية، ويتكون من ثاني أكسيد اليورانيوم المنصهر من الوقود النووي، وسبائك الزركونيوم المؤكسد من غلاف الوقود والفولاذ المنصهر من الهيكل الأساسي للمفاعل.
#Fukushima : au-delà des eaux contaminées, les énormes défis du démantèlement de la centrale #nucléaire
Le principal enjeu est l’extraction des près de 880 tonnes de combustible ayant fondu dans trois des six réacteurs, dont l’état précis n’est pas connu.https://t.co/u0hBFO8Siz
ومن أجل انتزاعه، تتواصل المنقشات وتعمل على حشد اللاعبين النوويين من جميع أنحاء العالم، ويرى ناويوكي تاكاكي، أستاذ هندسة السلامة النووية في جامعة طوكيو، أن هذا الكوريوم "لا يمكن إزالته إلا إذا تم تحويله إلى قطع صغيرة".
وتخطط شركة تيبكو للحصول على ذراع آلية بريطانية التصميم تأخذ بضعة غرامات من الكوريوم من المفاعل رقم 2، قبل وضعه في حاوية مفرغة من الهواء لمزيد من الأبحاث، وتدرس الشركة هذه العملية قبل نهاية العام المالي الحالي في مارس 2024، ولم يتم تحديد جدول زمني للمفاعلين رقم 1 ورقم 3.
كونسورسيوم فرنسيكما اختارت وزارة الصناعة اليابانية كونسورتيوم فرنسياً يضم معهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية، ومركز الطاقة الذرية وشركة Onet Technologies، لإجراء أبحاث حول قطع الكوريوم بالليزر وجمع الهباء الجوي المتولد.
إلى هذه الصعوبات، يتم تنفيذ العمل دائماً على خلفية مخاطر الزلازل، "وقد تنهار قاعدة المفاعل رقم 1 ويسقط وعاؤه".. وعلى العكس من ذلك، تعتبر شركة تيبكو أن مقاومة القاعدة للزلازل كافية، ما يمنع الكوريوم من الدخول إلى الأرض تحت المصنع.
وهذا يثير مسألة مدة العمل، وما زالت خارطة الطريق التي وضعتها الحكومة تشير إلى أربعين عاماً.
وهي تستند إلى تقرير صدر في ديسمبر (كانون الأول) 2011 عن هيئة الطاقة الذرية اليابانية -التابعة للحكومة والمسؤولة عن صياغة السياسة النووية للبلاد- والذي ينص على أن استكمال عملية التفكيك يستغرق "أكثر من ثلاثين عاماً"، ووفقاً لشونسوكي كوندو، الأستاذ الفخري للهندسة النووية في جامعة طوكيو، يتم الحصول على الأربعين سنة من خلال إضافة السنوات العشر اللازمة للتحضير لإزالة الوقود المنصهر، إلى السنوات العشر الأخرى اللازمة، لكل مفاعل، لاستعادة هذا الوقود القابل للاحتراق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني محطة فوكوشيما
إقرأ أيضاً:
إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
وجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
الاحتلال الإسرائيلي يُفجر المنازل في مُخيط طولكرم أمريكا تضغط لإقصاء حزب الله من الحكومة اللبنانية..ما السبب؟وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة".
وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له".
وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً
وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".
الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.
تتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، حيث تعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتسعى إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي فرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، كانت واشنطن أحد اللاعبين الرئيسيين في مراقبة تنفيذ الاتفاق. لكن في عام 2018، انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، معتبرةً أنه غير كافٍ لكبح الطموحات الإيرانية، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى". ردت إيران بتقليص التزاماتها النووية وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما زاد التوتر بين البلدين ورفع المخاوف من مواجهة عسكرية.
في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق، لكن المباحثات تعثرت بسبب مطالب متبادلة بين الطرفين. واشنطن تشترط على إيران الامتثال الكامل للقيود النووية قبل رفع العقوبات، بينما تصر طهران على ضمانات بعدم انسحاب أمريكا مجددًا. إلى جانب ذلك، تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تطوير إيران لتقنيات الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات إقليمية، مما يزيد من تعقيد الملف النووي. مع استمرار الجمود الدبلوماسي، تلوّح واشنطن بالخيار العسكري كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بالتطورات السياسية والتوازنات الإقليمية والدولية.