ما عقوبة الطالب المتحرش والمبتز؟.. مختصون يجيبون
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
كشف دليل قواعد السلوم والمواظبة لطلاب وطالبات التعليم العام المشكلات السلوكية من الدرجة الخامسة وطرق معالجتها وآلية التعامل معها عن إحالة الطالب المتحرش والمبتز للجهات الأمنية وحسم 15 درجة من درجات السلوك، إضافة الى معالجة أوضاع الطلاب بتوعيتهم وتقديم الدورات التي تسهم في الحد من مثل هذه الممارسات السلوكية.
وأوضح مختصون لـ"اليوم" أن تعديل ومعالجة سلوك الطلاب والطالبات من مهام وزارة التعليم التي تسعى من خلال وضع اللوائح والبرامج لمعالجة كافة السلوكيات الخارجة والتي تهدف إلى تعزيز قوة الضبط السلوكي للطلاب والطالبات في المؤسسات التعليمية والحد من تكرار المخالفات وفق الأنظمة الأمنية المعتبرة. الاهتمام بالجانب الأخلاقيد ريم عبدالرحمن
وقالت الأكاديمية والباحثة في القضايا الفكرية والمسؤولية المجتمعية والمستشار الأسري والتربوي د. ريم عبدالرحمن رمزي : "لقد أولت وزارة التعليم جُل اهتمامها البالغ بالجانب الأخلاقي والسلوكي للطلاب والطالبات في جميع مراحلهم التعليمية علاوة على الجانب التعليمي والمهاري، حيث تسعى جاهدة إلى تعزيز القيم الأخلاقية والمبادئ السلوكية الإيجابية لبناء شخصية الطالب المتزنة والصالحة لتكوّن شخصيات مُنتجة وطموحة وواعية تخدم المجتمع وأفراده، وهذا ما تهدف إليه الوزارة بل وأحد مخرجاتها التربوية".
وأضافت: "الوزارة كان من مسؤولياتها الكبرى السعي إلى تعديل ومعالجة سلوك الطلاب والطالبات وذلك وفق اللائحة التنظيمية لقواعد السلوك والمواظبة، ومن هذه الإجراءات إحالة الطلاب والطالبات المخالفين للجهات الأمنية وحسم من درجات السلوك لتصل إلى 15 درجة، وذلك لتعزيز قوة الضبط السلوكي للطلاب والطالبات في المؤسسات التعليمية ويحد من تكرار تلك المخالفات وفق الأنظمة الأمنية المعتبرة".
ولفتت "رمزي"، إلى أنهذه المبادرة خطوة ناجعة لتهذيب سلوك الطلاب والطالبات ورفع مستوى المسؤولية الفردية والمجتمعية لديهم، كما تحقق مبدأ التعاون والمشاركة في إصلاح المجتمع وافراده كما دل على ذلك قوله تبارك وتعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، كما تحقق مبدأ الولاء المجتمعي والانتماء الوطني وترسخ المبادئ الإسلامية والوعي بأهمية المؤسسة التعليمية واحترامها، والمحافظة على الممتلكات المادية والبشرية على حد سواء .
عقوبة المخالفيند أمل العتيبيوقالت المتخصصة في علم النفس والتوجيه والإرشاد د. أمل محمد العتيبي: "منذ نشأة وزارة التعليم وكانت تحمل مسمى وزارة التربية والتعليم، وهي مهتمة بجوانب التربية وتعديل السلوك، وتبذل إدارات التوجيه والإرشاد في التعليم قصارى جهودها لتسليط الضوء على بعض السلوكيات الخطيرة للطلبة في المدرسة وطرق معالجتها، ومع التطور الذي نشهده أصبح هناك سلوكيات ظاهرة أو متوقع ظهورها لا سمح الله بين الطلبة".
وأكملت: "حرصت وزارة التعليم على وضع العقوبة بقدر المخالفة حتى يتم احترام واحة العلم وهي المدرسة واحترام انظمتها، والتحديثات الحاصلة الآن في قواعد السلوك والمواظبة تتوافق مع الميدان، مع ملاحظة حتى لو تم حسم الدرجات هناك فرص تعويضيه لاستعادتها من خلال الانضباط السلوكي والمدرسي، حيث أن الهدف أولاً وأخيراً هو سلوك الطالب وتعديله بما يتناسب مع بيئة التعلم ويصب في مصلحة الطالب".
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس الطلاب والطالبات وزارة التعلیم
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
يرى محللون وخبراء أن تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية وارتفاع خسائر جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال الأيام الماضية يعمّقان المأزق الإسرائيلي، ويكشفان فشل إستراتيجيته العسكرية والسياسية، ويزيدان من حدة الانقسامات داخل المؤسستين العسكرية والسياسية حول أهداف الحرب ومستقبلها.
وتشهد جبهات القتال، من بيت حانون شمالا إلى رفح جنوبا، اشتدادا للمعارك خلال الأيام الماضية. ونفذت المقاومة كمائن وعمليات قنص أدت لمقتل وإصابة جنود إسرائيليين، وفق بيانات جيش الاحتلال المتتالية.
ويشير الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إلى وجود نمط عملياتي جديد للمقاومة، يدل على تغيير في ديناميكية مسرح العمليات العسكرية، ويؤكد الفشل الكبير للإستراتيجية الإسرائيلية العسكرية والسياسية.
ويضيف، في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"، أن النجاحات التكتيكية الإسرائيلية، حتى مع الدمار الواسع، غير قادرة على التحول إلى نصر إستراتيجي كبير، بسبب الخلل الإستراتيجي وعدم تطابق الأهداف السياسية مع الإمكانيات العسكرية لتحقيقها.
ويرى حنا أنه بالرغم من تغير المسرح العسكري في غزة، ووجود قيادة أركان جديدة بمقاربة مختلفة، لا تزال المقاومة ترفع كلفة بقاء الاحتلال، وذلك بعد أن سمحت له بالتقدم المتدرج في مناطق فارغة سابقا.
إعلانفالجيش الإسرائيلي الذي يفضل الحركية والمناورة، وصل إلى حالة ثبات في امتداده الأقصى داخل القطاع، وهو ما استغلته المقاومة لبدء عمليات مضادة وفق نمط جديد يهدف لزيادة خسائر المحتل، حسب حنا.
محاولة استدراج المقاومة
بدوره، يوضح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن توقيت تكثيف عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مرتبط بخطة عمل واضحة، تأخذ في الاعتبار تطورات الميدان على مدى أكثر من عام ونصف العام، بما في ذلك تغيير جغرافيا وآليات المواجهة، بالإضافة إلى القدرات البشرية والمادية المتاحة.
ويشير إلى أن الاحتلال حاول استدراج المقاومة إلى توقيته وأسلوبه في القتال عبر التوغل المتدرج، لكن المقاومة حافظت على حالة من السكون التكتيكي لبعض الوقت.
ويضيف عفيفة أنه عندما بدأت قوات الاحتلال بالتموضع والدخول في حالة من الروتين العسكري في مناطق التوغل، وهو أمر خطير بالنسبة للجيوش النظامية، بادرت المقاومة بامتلاك زمام المبادرة وتنفيذ كمائنها المخطط لها مسبقا ضمن إستراتيجيتها.
وقد أحدث هذا التحول الميداني حالة من الإرباك لدى جيش الاحتلال انعكست على سلوكه وقراراته، ووصلت تداعياته إلى نقاشات الكابينت الإسرائيلي الحادة حول سؤال "ماذا بعد؟".
هذا الإرباك تجلى في كشف صحيفة "يسرائيل هيوم" عن جدل حاد شهده اجتماع المجلس الوزاري المصغر بين قادة الأمن والوزراء بشأن المراحل التالية للعملية في غزة، وعدم التوصل إلى قرارات حاسمة. وقد أمر أعضاء المجلس الوزاري الجيش بتحديث خططه بما يتلاءم وتوجهات الوزراء وعرضها عليهم مرة أخرى.
سؤال ماذا بعد؟
وفي هذا السياق، يرى الخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن سؤال "ماذا بعد؟" بدأ يُطرح بقوة داخل إسرائيل، مشيرا إلى حالة صدمة أصابت قائد هيئة الأركان الجديد إيال زامير، الذي ارتكز على 3 عناصر قوة متوهمة، وهي عدم انتمائه لإخفاق 7 أكتوبر 2023، واعتقاده بضعف حماس، وحصوله على سقف موارد غير محدود لاحتلال غزة.
إعلانلكنه اكتشف، حسب مصطفى، 3 عناصر ضعف لم يحسب حسابها، وهي عرائض الاحتجاج المتزايدة التي نزعت شرعية العملية العسكرية، واستمرار فاعلية حماس وقدرتها الميدانية، وعدم استعداد نسبة كبيرة من جنود الاحتياط للتجنيد (50-70% غير ملتزمين بوحداتهم)، مما يعزز الأزمة خاصة أن قتلى وجرحى الكمائن الأخيرة من الاحتياط.
ويؤكد مصطفى أن حساسية الخسائر البشرية تكون عالية جدا في إسرائيل عندما تفتقد الحرب للإجماع والشرعية الداخلية، مما يعيد طرح سؤال الجدوى من العملية العسكرية برمتها، خاصة مع بدء ما يشبه حرب استنزاف.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن التوتر شديدٌ بين سلاح الجو الإسرائيلي وقيادة المنطقة الجنوبية بسبب الحرب على غزة، وأوضحت المصادر أن سبب التوتر هو الارتفاع المستمر في عدد القتلى المدنيين بالقطاع بسبب الغارات على أهداف تختارها القيادة الجنوبية.
ويعتبر مصطفى أن هذا الخلاف مؤشر على الانقسام العام الأوسع الذي ظهر في العرائض العسكرية، مشيرا إلى أن سلاح الجو، الذي له تاريخ في قيادة الاحتجاجات وينتمي لطبقة اجتماعية معارضة لليمين، بدأ يعارض قرارات المنطقة الجنوبية بسبب الجو العام المختلف في إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار وتصاعد الضغط الداخلي.
تعظيم حالة الارتباك
وفي خضم هذه التوترات، دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى مظاهرة حاشدة السبت في تل أبيب ومدن أخرى، للمطالبة بإعادة كل الأسرى عبر صفقة بدفعة واحدة.
ويؤكد عفيفة أن المقاومة تعوّل على هذه الخلافات الإسرائيلية المتعددة لتعظيم حالة الارتباك والضغط على حكومة نتنياهو، مشيرا إلى أن مبادرة حماس الأخيرة بصفقة شاملة التقطتها أطراف إسرائيلية وأميركية وزادت الضغوط.
ويعتبر عفيفة أن تأجيل اتخاذ قرارات حاسمة في إسرائيل بشأن العمليات العسكرية مرتبط بهذه الضغوط، وبمحاولة الاعتماد على ورقة المساعدات الإنسانية كأداة ضغط مركزية بعد الإحباط من النتائج العسكرية، وهو ما ظهر في الجدل الحاد حول مسؤولية توزيع المساعدات ورفض الجيش توليها.
إعلانويرى مصطفى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتمد أسلوب التأجيل لأنه لا يريد حسم الخلاف العميق بين تيار "الحسم السريع" (يمثله الوزيران المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير) الذي يريد احتلال غزة وفرض حكم عسكري عليها، وتيار "الحسم البطيء" الذي يمثله نتنياهو نفسه، والذي يسعى لإطالة الحرب واستدامتها.
ويتوقع مصطفى أن يلجأ نتنياهو لتسوية مؤقتة عبر "خصخصة" توزيع المساعدات لتجنب تحويل الجيش إلى حاكم فعلي، مع إعطاء وعود بتوسيع العملية العسكرية لإرضاء اليمين المتطرف دون نية حقيقية لتنفيذ احتلال واسع النطاق قد يضحي بالأسرى ويزيد الأزمة الداخلية.
وفي المحصلة، يتوقع المحللون أن تعطي إسرائيل الآن أهمية كبرى للمسار الدبلوماسي، خاصة مع الحراك الجاري وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة للمنطقة، بالتوازي مع استمرار عمليات عسكرية محدودة ومحسوبة تهدف للضغط على حماس وإرضاء أطراف في الحكومة الإسرائيلية، دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.