توكل كرمان: الحرية بالنسبة لنا هي الكرامة والسلطة في البلدان العربية تحولت لأداة بيد العصابات
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان: "إن السلطة في بلداننا العربية تحولت إلى أداة بيد عصابات، واستخدمت للإفساد والاغتيالات والتصفيات والاعتقالات للمعارضين والخصوم إلى جانب إهدار الثروات ومستقبل الشباب".
جاء ذلك خلال كلمة مشاركتها في جامعة "مونتيري" بالمكسيك؛ بمناسبة الذكرى ال80 لتأسيسها.
وأضافت كرمان: "جربنا الاستبداد وفشل، وهذا الاستبداد لم يبرر نفسه، حتى بما فعلته ديكتاتوريات مماثلة حكمت بلدانا أخرى لفترة من الزمن، وانتهت لتفسح الطريق نحو مستقبل أفضل أمام مجتمعاتها".
وتابعت: "نريد أن تكون الدولة أداة بيد الشعب تسعى لتطوره ورفاهه وتنميته وخدمته، لا أداة تستخدم ضده من قِبل نظام مستبد وفاسد يستحوذ على الدولة ومقدرات الشعب، ويحاربها بها".
وقالت: "الحرية بالنسبة لنا هي الكرامة؛ لقد سميت ثورات الربيع العربي بثورات الكرامة، وهذه أكثر تسمية تعبِّر عن الربيع العربي؛ الكرامة هي أن يعيش الإنسان كمواطن له حقوق مصانة، ومحمي بقوة القانون، ودولة القانون التي تسهر على تطبيق القانون وحماية مواطنيها، ولا تتيح مجالا لاستخدام السلطة العامة للإيذاء أو للبقاء فيها عبر استغلال مؤسساتها في خدمة إرادة جزئية فردية، أو عائلية، أو لمصلحة طائفة، أو سلالة".
وأفادت كرمان بأن "هذا الأمر ليس هدفه البحث عن شيء غريب لم تعرفه البشرية، ولكنه حلم وكفاح من أجل قيم ومكتسبات أنجزتها شعوب أخرى قبل عشرات السنين، ولكن اليوم هناك قوى الحرب والمستبدون وحلفاؤهم ومخلفاتهم من الجماعات الإجرامية، هم من يجدفون ضد تيار الحياة".
وخاطبت كرمان، في كلمتها، الطلاب الخريجين؛ بالقول: "لديكم تحدياتكم الخاصة في المكسيك، لكنكم لم تجربوا بعد انهيار الدولة، وما الذي ينتج عنه، وهذه عشناها وما نزال في بلدي اليمن؛ بسبب الاستبداد وصراعاته الداخلية، التي ضحت بالدولة انتقاماً من الثورة الشعبية في 2011، وبسبب حروب إقليمية تخاض في بلدنا، تديرها أطماع للهيمنة على بلدنا، وثرواتنا الوطنية".
وأضافت: "لا يمكن تأسيس نظام سياسي فعَّال، لديه المرونة والقوة، ما لم يتم بناؤه على مبادئ الديمقراطية والعدالة وحكم القانون".
وأوضحت: "التمسك بمثل هذه المبادئ يفضي إلى الاستقرار والشرعية الضروريين لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية، ولكسب تأييد كافة فئات المجتمع، الذي يهدف النظام إلى خدمتهم".
ولفتت إلى أن "العالم يتغير، وينذرنا بأزمات عديدة ناتجة عن الحروب والصراعات الجيوسياسية والاقتصادية".
وقالت: "إن تنسيق جهود عالمية مشتركة لمواجهة الأزمات تتطلب منا جميعا التقدم بالمبادرات وتوسيع العلاقات بين مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية الدولية والمؤسسات التعليمية، للارتقاء إلى مستوى المسؤوليات المشتركة للتأكيد على قيم الديمقواطبة والعدالة وحقوق الإنسان ومواجهة أزمات الفقر والهجرة والأزمات الإنسانية".
وأضافت: "من شأن الاستقرار الداخلي للأنظمة الديمقراطية أن يمكِّن مجتمعاتها وبلدانها من المشاركة بأدوار فعالة عالمياً مع اتساع بيئة متفجرة بالأزمات لن تبقى دولة في العالم بمعزل عن تأثيراتها السلبية".
وتابعت: "إننا نرفع أصواتنا اليوم لتوحيد قوى العدالة والديمقراطبة وحقوق الإنسان في بيئة عالمية خطرة تفتح باب الاحتمالات السيئة على مصراعية، وتهدد بتقويض ما اكتسبته البشرية خلال قرون من الكفاح والنضال المستمر".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: توكل كرمان السعودية اليمن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن
إقرأ أيضاً:
ولاية المتغلب.. بين صيانة الدماء وتمكين الاستبداد
ويتفق أهل السنة والجماعة على أن الشرع جعل أمر الحاكم موكولا إلى مبدأ الشورى بين المسلمين، وترك لهم الاجتهاد في الطرق والأساليب التي يتحقق بها هذا المبدأ.
وناقشت حلقة (2024/11/20) من برنامج "موازين" موضوع الحاكم أو الوالي المتغلب، وحدود طاعة هذا الحاكم، وواجب العلماء حيال حالات التغلب المعاصرة.
وعن الطرق التي تثبت بها شرعية الحاكم في الإسلام، يوضح أستاذ النظرية السياسية المساعد في جامعة صنعاء هاني المغلس أن الأصل في مسألة تولي السلطة هو الاختيار، وهو أمر مجمع عليه عند أهل السنة، وقد تولى الخلفاء الراشدون الخلافة عبر الاختيار الطوعي والحر، وعلى هذا الأساس جرت الممارسة الإسلامية في العهد الأول.
وقال المغلس إن وسائل وآليات إسناد السلطة في الفترات اللاحقة لم تقتصر على الاختيار وحده، بل وجدت آليات أخرى عندما اتجه الفكر الإسلامي إلى البحث في تكييف الاختيار مع الواقع المتغير، مشيرا إلى نقاشات عديدة أجريت بشأن هذه المسألة.
وأشار الأستاذ اليمني إلى أن التغلب -ويعني أن يفرض شخص إرادته على الأمة- بدأ بعد انقضاء فترة الخلافة الراشدة مباشرة.
من جهته، يعرّف المفكر الإسلامي المغربي محمد طلابي -في حديث لبرنامج "موازين"- التغلب بأنه "اعتماد القوة الصلبة في الوصول إلى الحكم وإدارته"، وقال إن التغلب بدأ بعد ما سماها "فوبيا الفتنة الكبرى"، والتي أدت إلى شتات الأمة ووقوع مذابح فيها.
ورأى أن" الفتنة الكبرى هي بداية تشكل التغلب وفقه التغلب"، مشيرا إلى أن التغلب ظهر نتيجة ظروف موضوعية وليس لظروف ذاتية عند حاكم ما.
وعما إذا كان المتغلب يعد وليا للأمر رغم اغتصابه السلطة، أوضح المفكر المغربي أن "القاعدة في النص القرآني هي أن السلطة للأمة، لكن في تاريخ المسلمين احتكر الحاكم هذه السلطة".
كما اعتبر أن "الخروج عن الحاكم بات ضرورة تاريخية" في المرحلة الحالية، ولكن ليس عن طريق العنف السياسي، بل عن طريق ما سماه الرأس المدني، أي الانتفاضات المدنية كما حصل في تونس واليمن وسوريا وغيرها من الدول العربية.
ويستشهد أستاذ العقيدة في كلية الشريعة بجامعة قطر حسن الخطاف في مداخلته ضمن برنامج "موازين" بآيات قرآنية تثبت أن الله -عز وجل- قرن الطاعة به وبرسوله عليه الصلاة والسلام، ومنها قوله عز وجل في سورة النساء ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾.
وقال الخطاف إن الله -عز وجل- لم يذكر كلمة الطاعة في حديثه عن ولي الأمر، وقال ﴿وأولي الأمر منكم﴾ حتى يبين الله تعالى حدود الطاعة وأنها ليست مطلقة، لأن الله تعالى هو المشرع والنبي الكريم هو المشرع، و"من ينفذ الأحكام هو الحاكم وولي الأمر، أي أن لهما سلطة تنفيذية فقط وليست تشريعية".
وقال الخطاف إن الطاعة تكون بالمعروف "وإذا تجاوز الحاكم حدوده فلن تكون له طاعة مطلقا".
وعن الموقف الشرعي من الانقلابات العسكرية، اعتبر أن الأمر لا يجوز إذا كان الانقلاب جاء بغرض غصب حق الأمة في الترشيح والترشح.
20/11/2024