يعقد مسؤولون تجاريون من الصين والولايات المتحدة جولة جديدة من المحادثات بشأن القضايا الخلافية خلال اليوم الثالث لزيارة وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو إلى بكين.

والتقت ريموندو -اليوم الثلاثاء- مع "هي ليفنغ" نائب رئيس مجلس الدولة الصيني في بكين وأعادت تأكيد وجهة نظرها بأن "العلاقات التجارية الأميركية-الصينية هي واحدة من أكثر العلاقات أهمية" في العالم.

وقالت ريموندو "إدارة هذه العلاقة بشكل مسؤول أمر مهم للغاية بالنسبة إلى بلدينا ولسائر دول العالم".

وشدّدت على أن الولايات المتحدة لن تتنازل أبدا عن حماية أمنها القومي، لكنها أضافت أن واشنطن "لا تسعى إلى الانفصال عن الاقتصاد الصيني أو عرقلته".

وردا على ذلك، قال "هي" إن بكين مستعدة للعمل على "جهود جديدة وإيجابية للحفاظ على التوافق الاقتصادي وتعزيز التعاون".

وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، قالت ريموندو إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة تكثيف الجهود المشتركة لحل قضايا ذات اهتمام عالمي.


وأضافت "هناك… مجالات تثير قلقا عالميا، مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي وأزمة الفنتانيل، حيث نريد العمل معكم كقوتين عالميتين للقيام بما هو صحيح للبشرية"، وتابعت أن "العالم يتوقع منا أن نتعاون لحل هذه المشكلات".

من جهته قال وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو -اليوم الثلاثاء- إن بلاده مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التجارة والاستثمار الثنائي.

جاء ذلك في بيان لوانغ نشرته الوزارة على موقعها، بعد إجرائه محادثات مع ريموندو. وطالب وانغ واشنطن بأن تترجم أقوالها إلى أفعال فيما يخص تأكيدها عدم السعي إلى الانفصال عن الصين.

 اتفاق لبحث التوترات

وأسفرت زيارة وزيرة التجارة الأميركية عن اتفاق لافت بين الصين والولايات المتحدة لتأسيس مجموعة عمل جديدة تبحث جوانب التوتر في المسائل التجارية بين البلدين.

وتعد زيارة رايموندو الثالثة من نوعها لمسؤول أميركي هذا العام إلى بكين بعد وزيري الخارجية والخزانة. وتأتي هذه المساعي وسط خلافات عميقة بين واشنطن وبكين في قضايا إقليمية ساخنة بمنطقة المحيطين الهندي والهادي، وعقوبات متبادلة بين البلدين.

وتوصف العلاقة بين الصين والولايات المتحدة بالحرب الباردة المعلنة، ومع ذلك لا أحد من الطرفين يريد القطيعة.

مبادلات تجارية قوية رغم الخلافات

وتشير أرقام المبادلات التجارية بين البلدين إلى أن العام الماضي سجل أعلى مستوى لها على الإطلاق ببلوغه 690 مليار دولار.

وما تزال الصين ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد كندا والمكسيك، وذلك بتحقيق بضائعها نسبة 20% من إجمالي واردات السلع الأميركية.

وتفرض الولايات المتحدة قيودا على الواردات القادمة من الصين، في إطار ما يعرف بـ"سياسة تحجيم المخاطر"، وتقول إن هذا الإجراء ضروري لحماية أمنها القومي.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أضافت إدارة بايدن 59 شركة صينية إلى قائمة كِيانات يُحظر على الأميركيين الاستثمار فيها. ويشمل نشاط تلك الشركات خاصة، صناعة أشباه الموصلات، والتكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الصناعي.

أما بكين، فتعدّ القيود الأميركية على صادراتها ومنع الأميركيين من الاستثمار في شركاتها، مساعي للحد من نمو الصين الاقتصادي.

فبسبب سياسة تحجيم المخاطر التي تنتهجها واشنطن، تراجع حجم الاستثمار الأجنبي في الصين بنحو النصف خلال العام الماضي، حيث ابتعد كثير من المستثمرين بسبب القلق من المخاطر الجيوسياسية.

وبين البلدين خلافات شديدة، إذ لدى بكين مطالبات إقليمية في بحر جنوب الصين تعارضها واشنطن، وثمة قلق أميركي من علاقات الصين بروسيا بشأن حرب أوكرانيا.

تضاف إلى ذلك قضية تايوان التي يوجد فيها الصينيون والأميركيون على طرفي نقيض، وآخر فصولها موافقة واشنطن الأسبوع الماضي على بيع أسلحة بقيمة 500 مليون دولار لتايوان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الصین والولایات المتحدة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يدعو واشنطن وباريس إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف الاعتداءات الإسرائيلية

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم الولايات المتحدة وفرنسا إلى التدخل الفوري لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي اللبنانية، مؤكدًا أن البلدين يتحملان مسؤولية خاصة باعتبارهما ضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية.

وفي تصريح رسمي، شدد الرئيس اللبناني على أن استمرار إسرائيل في انتهاكاتها يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الهش في المنطقة، وينذر بتفاقم التوترات، ما قد يضع الشرق الأوسط بأسره أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنه وسلامة شعوبه. 

لبنان تطالب سفير إيران لديها بضرورة التقيّد بالأصول الدبلوماسيةلبنان .. قرض بـ 250 مليون دولار لمعالجة مشاكل الكهرباء

وأضاف أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة لا تمثل فقط خرقًا واضحًا للقرارات الدولية، بل تدفع الأوضاع نحو مزيد من التصعيد، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى جهود مكثفة للتهدئة والحوار."

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن لبنان، رغم التزامه الدائم بالقرارات الدولية، وخاصة القرار 1701، لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات إسرائيل المستمرة لفرض وقائع جديدة بالقوة، محذرًا من أن السكوت الدولي عن هذه الخروقات يشجع على المزيد من الانتهاكات.

كما طالب الرئيس المجتمع الدولي، وفي مقدمته واشنطن وباريس، بتفعيل دورهما كضامنين لتفاهمات وقف إطلاق النار، والعمل على كبح جماح التصعيد الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن تجاهل هذه التطورات قد يقود إلى انفجار واسع يصعب احتواؤه.

وأكد الرئيس أن لبنان يحتفظ بحقه المشروع في الدفاع عن أراضيه وسيادته بكافة الوسائل المشروعة، داعيًا الأمم المتحدة إلى ممارسة ضغوط جدية لضمان احترام إسرائيل للقرارات الدولية ووقف ممارساتها العدائية.

ويأتي هذا الموقف اللبناني في ظل تصاعد حدة التوترات على الحدود الجنوبية، مع استمرار الغارات والاعتداءات الإسرائيلية، ما يثير مخاوف متزايدة من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية شاملة في ظل صمت دولي مريب.

طباعة شارك جوزيف عون الولايات المتحدة فرنسا إسرائيل الأراضي اللبنانية لبنان

مقالات مشابهة

  • اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟
  • الحرب التجارية تضغط على حركة الموانئ الأميركية والشحن الجوي
  • بكين تحمّل واشنطن مسؤولية قرارها تجميد تسلّم طائرات “بوينغ” الأميركية
  • وزير الخزانة الأمريكي: على الصين تهدئة التوترات التجارية
  • «وزير الخزانة» الأمريكي يطالب الصين بتهدئة التوترات التجارية
  • الصين تهيمن اقتصاديا.. وأميركا تبحث عن مخرج صعب |تقرير
  • الصين تخزن مزيدا من النفط مستفيدة من الحرب التجارية الأميركية
  • الذهب يخسر والنفط يرتفع مع تراجع التوترات التجارية
  • الصين تصنع وأميركا تستهلك.. أبرز 7 فروق بين أكبر اقتصادين بالعالم
  • الرئيس اللبناني يدعو واشنطن وباريس إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف الاعتداءات الإسرائيلية