تفاصيل مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أوضح عدد من المرافقين للمشاركين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الثالثة والأربعين, عن مراحل الاستعداد والتهيئة التي مرَّ بها المتسابقون قبل وصولهم إلى مقر انعقاد المسابقة في رحاب المسجد الحرام من خلال اجتيازهم لاختباراتٍ وتصفيات ومسابقات عدة، مشيرين إلى أن المشاركة في هذه المسابقة أمنية كل حافظ لكتاب الله الكريم لنيل شرف المشاركة وزيارة البيت الحرام.
وقال المرافق عمر محمود من المملكة الأردنية الهاشمية: "لمسنا تطوراً ملحوظاً في هذه المسابقة واعتناءً كبيراً حيث زاد عدد المتسابقين عن الأعوام الماضية مماّ يدل على أن هذه المسابقة ناجحة، ودعا الله سبحانه وتعالى أن يجزي راعي هذه المسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- خير الجزاء ، كما أشكر وزارة الشؤون الإسلامية على جهودها في تنظيم هذه المسابقة بصورة تليق بها وحفظ الله المملكة وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.
فيما قال المرافق الدكتور خالد أبو معاذ من جمهورية ألمانيا: "تشرف ابني بالمشاركة في هذه المسابقة الدولية التي يشارك فيها نخبة من قراء الأمة الإسلامية وعندما تلقينا خبر ترشيحه شعرنا بالفخر والسرور بمشاركته في هذه المسابقة العظيمة وهذا تكريم له على جهوده منذ الصغر في حفظ كتاب الله الكريم, مشيداً بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تنظيم المسابقة بصورة تفوق التوقعات من حيث حفاوة الاستقبال الحافل لأهل القرآن والإسكان وتوفيركل سبل الراحة للمتسابقين حتى يعيشوا في جو إيماني يساعدهم على تحقيق مراكز متقدمة في هذه المسابقة الدولية.
وبين ذو الكفل صالح من جمهورية فيتنام أن هناك الكثير من القراء يتنافسون في مدارسنا من أجل المشاركة في هذه المسابقة الدولية إلا أنَّ فائزاً واحداً وهو الشخص الأجدر للمشاركة هو من يحظى بالمشاركة, مشيراً إلى ما تحمل هذه المسابقة من تاريخ عريق وأثر طيب على نفوس المتسابقين لكونها تقام في الحرم المكي وبجوار الكعبة المشرفة, داعياً الله أن يجزي السعودية وقيادتها على جهودها العظيمة للعناية بكتاب الله الكريم ودعمها المتواصلة لإقامة مثل هذه المسابقات القرآنية على مستوى العالم, رافعاً شكره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على توجيهاته السديدة في إنجاح المسابقة.
يذكر أن المسابقة تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تقام بالمسجد الحرام خلال الفترة من 9 - 21 صفر لعام 1445هـ بمشاركة 166 متسابقاً يمثلون 117 دولة من مختلف دول العالم ويبلغ مجموع الجوائز 4,000,000 ريال.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الشؤون الإسلامیة فی هذه المسابقة
إقرأ أيضاً:
خطيب البعوث الإسلامية: استسلام الأمة للمنافقين بداية الانهيار.. والشيطان ينشر اليأس
قال الدكتور حسن يحيى أمين اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، لقد حذرنا الحق سبحانه وتعالى من اليأس، لأنه أشد ما يصاب به الأفراد والجماعات والأمم، لأن اليأس يحبط العزيمة، وتفتر معه الهمم، وكثير من الأمم عجل بزوالها لما تملكها اليأس، لذلك شهدت الصراعات قديمًا وحديثًا، محاولات لبس اليأس، حتى يكون لكل حصن الغلبة على الأخر، بهذا السلاح الذي يعد أخطر من الدبابات والصواريخ، وعلينا أن نعيد حسابتنا، وأن نرتب أولوياتنا، وأن نتدارك أخطاءنا، وألا نستجدي النفع من أمم لا ترقب فينا إلًّا ولا ذمة، ولن يتحقق ذلك إلا بالرجوع إلى ربنا معنى وحسًّا، روحًا وجسدًا، نفسًا ومالًا، فقد وعدنا فقال "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، وتعلمنا من التاريخ أنَّه من رحم الألم يولد الأمل، ومن المحنة تولد المنحة، ومن رائحة الموت تولد الحياة، فلا تيأسوا من روح الله.
وأكد أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر خلال خطبته بمسجد مدينة البعوث الإسلامية، إن ما تمر به الأمة اليوم ما هو إلا تمحيص وتهديب ستخرج منه الأمة بإذن الله أشد قوة، وأمضى عزمًا، وأكثر منعة، وأوفر حظًّا بين الأمم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وخبر القرآن يقول: { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ َ)، ولكن علي الأمة أن لا تستسلم لنكباتها، وألَّا تسلم أذنها لأعدائها، يضخمون لها الفظائع، ويهولون لها الأحداث، ويقطعون منها الأمل، فهذا يأس يخدم أعداء الأمة، ولن يكون علاجًا لاستكمال نقص، ولا داعيًا لمضاعفة جهد، وإنما هو دعوة للإذعان والتسليم، دعوة لتثبيط الهمم، وإرجاف في المدينة يراد به محو وجودها، ونهب مقدراتها، واستلاب هويتها؛ لذلك لابد أن نصيح في أعدائنا: نحن قوم لا نيأس من روح الله.
وأضاف أمين اللجنة العليا للدعوة، إن استسلام الأمة لأقوال المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في المدينة، الذين يحاولون زعزعة استقرارها، ويهوِّلون من قوة العدو، ويحقِّرون من قوة المؤمنين، هو بداية لانهيارها، وقد عرَّفنا القرآن الكريم مسلكهم وطبيعتهم ووضع أيدينا على أوصافهم فأصبحت لا تخطئهم أعين المؤمنين، قال تعالى"وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً"، وفي مواجهة هذا الخطاب الانهزامي اليائس من المنافقين نجد خطاب المؤمنين الصادقين "وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً".
وأوضح الدكتور حسن يحي خلال خطبة الجمعة بمسجد مدن البعوث الإسلامية، إن قول الحق الذي جاء على لسان سيدنا يعقوب لأبنائه "ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ"، تحذير من اليأس، لأنه يصل بالأمة إلى كونها أمة جاحدة لذاتها، منكرة لكل مقوماتها، وفي هذه الحالة يسهل على أعدائها أن ينالوا منها، لأنَّه بمجرد أن تفقد الأمة الثقة بنفسها، وتيأس من استقامة أحوالها، وقدرتها على معالجة أمراضها تدخل مباشرة في سكرات الموت، وهو غاية ما يتنماه أعداؤها، وذروة ما تصبو إليه نفوسهم، وقد عالج القرآن الكريم هذه الحالة الشعوريَّة اليائسة بمحفزات الإيمان الداعة للهمم، والمقوية للعزيمة، فقال تعالى "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".
وبين أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، إننا إذا تتبعنا عوامل اليأس وجدناها تتسرب للأمة من كثرة عدد أعدائها، وتجمعهم عليها، وقد جعل القرآن الكريم هذه الحالة من أمارات قوة الأمة، وعدالة قضيتها، وجعل تجمع الأعداء وسيلة دعم معنويَّة ترفض اليأس والخنوع، فقال تعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"، فكل تجمع ضدنا إنما هو وسيلة لزيادة إيماننا، ومن الخطأ أن نتعامل معه على أنه دعوة لليأس، بل هو دعوة للإيمان بالله والعود الرشيد لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وانظروا إلى النتيجة التي هي سنة من سنن الله في الخلق "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، مبينًا أن من عوامل اليأس امتلاء النفوس بالخوف، والقرآن الكريم عالج ذلك في نفوس الأمة ليجتث منها اليأس فقال: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين"، وقال تعالى: "ِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".