لماذا تواجه أوكرانيا تحديات عديدة في استخدام مقاتلات F-16 في المعارك؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
(CNN)-- بعد شهور من الضغط المكثف، أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي عن حماسته بشأن النقل المرتقب للطائرات المقاتلة الهولندية والنرويجية والدنماركية، من طراز F-16، إلى القوات الجوية الأوكرانية.
ومن جوانب عديدة، تعد طائرة F-16 الأمريكية الصنع منصة مثالية للأوكرانيين. فهي متعددة الأدوار، يمكنها توفير غطاء جوي للقوات، ومهاجمة الأهداف الأرضية، والهجوم على طائرات العدو واعتراض الصواريخ.
وتلك المقاتلات متاحة، حيث تمتلك القوات الجوية الأوروبية العديد من طائرات F-16 وتقوم بالتخلص منها تدريجيا. وهناك إمدادات جاهزة من قطع الغيار. ويمكن للطائرة F-16 العمل بمجموعة متنوعة من أنظمة الأسلحة.
إن الحاجة ماسة إلى تلك المقاتلات، فقد أدى التفوق الجوي الروسي، وخاصة على الجبهة الجنوبية، إلى إحباط تقدم الهجوم المضاد الأوكراني، وألحق خسائر فادحة بالوحدات الأوكرانية. وبالتسليح المناسب، يمكن لطائرات F-16، ردع القاذفات المقاتلة الروسية من الاقتراب من ساحة المعركة.
ولكن عندما تقوم طائرات F-16 بمهام قتالية، يكون ذلك تحت رحمة العديد من المتغيرات، مثل برامج التدريب التي بدأت للتو، وتوفير البنية التحتية الداعمة، ونوع الأسلحة الموجودة.
وهناك توازن دقيق بين الحاجة الملحة للحصول على طائرة F-16 طبقا للظروف الأوكرانية والاستعدادات الشاملة اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من الطائرة.
كما يوجد تساؤل حول عدد طائرات F-16 التي ستحدث فرقا في ساحة المعركة. والتزمت الدنمارك وهولندا والنرويج بتزويد أوكرانيا بأكثر من 60 طائرة، ولكن سيتعين استخدام بعضها للتدريب، وستكون هناك دورة صيانة.
ويعتقد الكولونيل يوري إيهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، أن سربين، يتكون كل منهما من 12 طائرة، سيبدأن في قلب الطاولة.
لكن الطائرة F-16 لم تواجه مطلقا الدفاعات الجوية الروسية في العالم الحقيقي. ومن المهم تحديد أفضل دور ممكن لها.
وقال مارك كانسيان، أحد كبار المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "فكرة تحليق طائرات إف-16 فوق الخطوط الأمامية وكسر الجمود ليست قابلة للتطبيق، إنها خطيرة للغاية، فالدفاعات الجوية الروسية هائلة للغاية".
وتجري برامج التدريب حاليا للدفعات الأولى من الطيارين الأوكرانيين، في الدنمارك ورومانيا والولايات المتحدة. (عرضت اليونان أيضا تدريب الطيارين). سيستغرق هذا وقتا أطول من الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقترحة من بعض الأوساط، للطيارين الذين ليست لديهم خبرة في قيادة الطائرات المقاتلة الغربية.
فهناك فرق كبير بين التدريب الأساسي (الإقلاع، الطيران، الهبوط)، والعمل في وضع القتال كواحدة من مجموعة طائرات داخل نطاق الدفاعات الجوية الروسية الراسخة.
وقال أحد طياري مقاتلات F-16 للنشرة العسكرية الإلكترونية "War Zone" إن تشغيل الطائرة بديهي: "قم بتشغيلها، ثم اضغط على دواسة الوقود لأعلى، ثم انطلق للطيران".
واعترف الكولونيل يوري إيهنات قائلا: "لكن لمعرفة كيفية القتال بها، وتعلم كيفية استخدام الصواريخ، سنستغرق حوالي ستة أشهر".
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف إن "ستة إلى سبعة أشهر هي الحد الأدنى من الفترة التي يجب أخذها في الاعتبار بجدية".
حتى أن هذا الجدول الزمني طموح. إذ يحتاج الطيارون الغربيون المتخرجون بالتدريب على طائرات أخرى، إلى حوالي تسعة أشهر لاكتساب الكفاءة الكاملة، وهذا لا يشمل التدريب على سيناريوهات قتالية محددة.
كما يختلف تصميم قمرة القيادة لطائرة F-16 كثيرا عن ذلك الموجود في طائرة MiG-29 - التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، والتي يقودها عادة طيارون مقاتلون أوكرانيون.
أضف إلى ذلك، أن الطيارين سيحتاجون إلى إتقان اللغة الإنجليزية. ويقول إيهنات إن حوالي 30 طيارا من سلاح الجو الأوكراني يتقنون اللغة الإنجليزية بشكل كاف، وهو الحد الأدنى المطلوب لتشغيل سربين.
وستكون هناك مهمة إضافية، تتمثل في تعلم كيفية تشغيل الأسلحة الغربية مثل صواريخ جو-جو متوسطة المدى المتطورة (AMRAAMs)، والقادرة على إخراج الطائرات المقاتلة الروسية من على بعد مسافة بعيدة. وتكيف الطيارون الأوكرانيون سريعا مع استخدام الصواريخ الغربية عالية السرعة المضادة للإشعاع (HARM)، على طائرات MiG-29 الخاصة بهم.
ورغم فعاليتها، إلا أن طائرة F-16 تتطلب صيانة أكثر بكثير من المقاتلات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وهذا من شأنه أن يمثل تحديا للأوكرانيين.
وقال مارك كانسيان لشبكة CNN إن طائرات F-16 تحتاج إلى 16 ساعة من الصيانة لكل ساعة طيران، بتكلفة تقارب 27000 دولار لكل ساعة طيران، ويعد الطيران مكلفا أيضا.
وأوضح مارك كانسيان: "هناك عشرات الآلاف من الأجزاء بطائرة F-16، ويجب أن يمر خط الأنابيب هذا إلى أوكرانيا، لذلك عندما تهبط الطائرة وتضعها في الحظيرة لتصلح شيئا ما، يجب أن يكون هذا الشيء في متناول اليد".
أوكرانياالدنماركروسياالأزمة الأوكرانيةالجيش الأوكرانيالجيش الروسيطائرات مقاتلةنشر الثلاثاء، 29 اغسطس / آب 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الجيش الأوكراني الجيش الروسي طائرات مقاتلة طائرات F 16 طائرة F 16
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة للغاية بشأن حملة الحرب الهجينة الروسية ضد الغرب، وسط مخاوف من تصعيدها بعد استخدام أوكرانيا للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن القيود على استخدامها، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتشتمل استراتيجية الحرب الهجينة التى تتبناها روسيا على مزيج من العمليات التخريبية ضد البنية التحتية الرئيسية، والهجمات الإلكترونية، والتدخل فى الانتخابات، إلى جانب وسائل سرية لتقويض الدول الغربية، ما يؤدى إلى زعزعة التضامن مع أوكرانيا.
وقد حلت "الحرب الهجينة" محل الحرب الباردة بعدما تبنت موسكو عقيدة جديدة فى السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ"تهديد وجودي" لها، ويجب "مواجهته".
ووعدت روسيا برد "مناسب" على السياسة الجديدة، وقامت بتغيير عقيدتها النووية فى الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يعتقد المسئولون الغربيون أن زخم الرد الروسى قد لا يأتى فى ساحة المعركة فى أوكرانيا ولكن فى أماكن أخرى من العالم.
ويمكن أن تشمل الهجمات الهجينة المحتملة قائمة واسعة من الخيارات، بما فى ذلك توسيع روسيا حملتها للتخريب والاغتيالات فى أوروبا أو زيادة تسليح خصوم الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات حول رد روسى محتمل.
وناقش الوزراء الأوروبيون الحرب الروسية الأوكرانية غير المتكافئة خلال اجتماع فى بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، روسيا فى بيان مشترك بـ"مهاجمة هيكل الأمن الأوروبى بشكل منهجي".
فى حديثه فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "بشكل عام، نحن قلقون للغاية بشأن الحرب الهجينة التى تشنها روسيا فى كل من أوروبا وحول العالم، ونحن على تنسيق وثيق مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم من الحلفاء والشركاء حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قد تختار تأجيل مزيد من التصعيد قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا والتوسط فى اتفاق سلام من المتوقع بشدة أن يكون فى صالح روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوكرانيين، أن الهجوم الأوكرانى الأول بالصواريخ بعيدة المدى الأمريكية ضرب مستودعا للذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية، وتقع المنطقة شمال غرب منطقة كورسك التى تشهد توغلا أوكرانيا منذ أوائل أغسطس الماضي.
ولم يؤكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشكل مباشر هجوم بريانسك، لكنه قال إن بلاده لديها صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع، مضيفا: "أصبح لدى أوكرانيا قدرات بعيدة المدى، وسنستخدمها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خمسة من الصواريخ أسقطت وتضرر آخر. وأضافت الوزارة أن حطام الصواريخ تسبب فى اندلاع حريق فى منشأة عسكرية لم تذكر اسمها. بينما قال مسئول أمريكي، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه تم اعتراض صاروخين فقط.
ووعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، برد "مناسب" على الاستخدام الأول للصواريخ بعيدة المدى الأمريكية الصنع، والتى قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عنها فى وقت سابق، إنها ستكون بمثابة دخول واشنطن وحلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى صراع مباشر مع روسيا.
وقامت روسيا بتعديلات على العقيدة النووية الخاصة بها. ولكن قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى من شأن هذا القرار، قائلا إن المراجعة كانت مخططة لأسابيع وأنه "لا يوجد تغييرات كبيرة فى الموقف النووى لروسيا، لذلك لم نر أى سبب لتعديل موقفنا النووى أو عقيدتنا ردا على روسيا".
وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إنه لن تردعه العقيدة الجديدة لروسيا عن دعم أوكرانيا. وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال قمة مجموعة العشرين فى البرازيل، إنه: "هناك خطابا غير مسئول من روسيا وهذا لن يردع دعمنا لأوكرانيا".
ووراء الكواليس، ناقش المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا إمكانية تصعيد روسيا لحملة متنامية من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية التى تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا عام ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وفى البيان المشترك، قال وزراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى إن الهجمات الهجينة الروسية "تتصاعد" وأنها "غير مسبوقة فى تنوعها وحجمها، ما يخلق مخاطر أمنية كبيرة".
لذلك فمن المتوقع، أن تزود بريطانيا، أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على استخدام صواريخها بعيدة المدى ضد أهداف فى الأراضى الروسية.
وبينما تعهدت موسكو بالانتقام، أشار بعض المحللين إلى أن خيارات روسيا فى ساحة المعركة محدودة، ومن غير المرجح أن تلجأ البلاد إلى الخيار النووي.