نتنياهو يوعز لوزرائه بتنسيق مسبق معه بشأن لقاءات سرية ونشرها
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، اليوم الثلاثاء 29 أغسطس 2023، أنه "أوعز لجميع الوزارات بالحصول مسبقا على مصادقة مكتب رئيس الحكومة بشأن أي لقاء سياسي سري"، ووفقا لتعليمات نتنياهو، فإن النشر عن لقاءات سياسية سرية يتم بعد مصادقته الشخصية عليها.
وتأتي تعليمات نتنياهو في أعقاب نشر وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، عن لقائه في إيطاليا مع وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، علما أنه لا توجد علاقات رسمية أو دبلوماسية بين الجانبين، الأمر الذي أثار غضبا واحتجاجات في ليبيا، أدت إلى استقالة المنقوش وهربها إلى تركيا.
وأثار كشف كوهين عن لقائه مع المنقوش في روما، الأسبوع الماضي، انتقادات من جهات رسمية ومسؤولين سياسيين ودبلوماسيين في إسرائيل.
وانتقد مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، مبادرة كوهين إلى النشر عن اللقاء، وقالوا إنه "يدل على قلّة الخبرة التي تدار من خلالها العلاقات الخارجية"، وأضافوا أن "دولا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستتخوف من إجراء اتصالات سرية بعدما ثبت لهم أن الجانب الإسرائيلي لا يحتفظ بسرية اللقاءات".
ولفت المسؤولون ذاتهم إلى أنه "تجري اتصالات سرية كثيرة مع دول لا توجد علاقات معها والهدف هو أن تنضج هذه الاتصالات لدرجة علاقات دبلوماسية. وعندما يتضرر مستوى مصداقية الجانب الإسرائيلي، فهذا يسدّ الإمكانيات لعلاقات مع دول أخرى في المستقبل. والوزير يريد جلب دول أخرى إلى دائرة السلام، وما فعله هو أنه أطلق النار على ساقه".
ووجّه مسؤولون في الموساد انتقادات شديدة لسلوك كوهين، الذي تسبّب وفق ما يرون، في أضرار جسيمة للعلاقة بين إسرائيل وليبيا، بحسب ما أفادت القناة الإسرائيلية 12. وذكرت القناة في تقرير أن هناك "غضبا" في الموساد عقب الكشف عن العلاقة بين إسرائيل وليبيا، ويرى مسؤولون في الجهاز أن الإعلان الإسرائيلي، شكّل "ضررا سيكون من الصعب ترميمه".
وأفاد مسؤول في الموساد، ذكرت القناة أنه مطلع على التفاصيل، دون أن تسمّه، إن "سلوك الوزير تسبب بأضرار جسيمة للعلاقة التي تمت صياغتها بهدوء وحذَر في السنوات الأخيرة. لقد أحرق الجسْر (بين البلدين). لا توجد طريقة (لتجاوُز) ذلك".
وبحسب التقرير، فإن هناك في الموساد من يرى أن كوهين، ومدير مكتبه؛ "يواصلان إحداث الضرر، لأنهما يعقدان مثل هذه اللقاءات، ليس مع وزيرة خارجية ليبيا فحسب، بل مع مسؤولين من دول أخرى، دون التنسيق مع الموساد".
وأكدت المصادر ذاتها على أن السلوك الذي ينتهجه كوهين، "يمكن أن يسبب المزيد من الضرر في المستقبل، ويجب إيقافه"، مشيرة إلى أن ما حدث "ليس انتهاكا للثقة لمرة واحدة، بل إنه ينعكس على العديد من الدول، وآفاق تطوير العلاقات معها في المستقبل".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی الموساد
إقرأ أيضاً:
زلزال سياسي في إسرائيل.. شهادة رئيس الشاباك تهدد نتنياهو
أثارت شهادة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، عاصفة سياسية في إسرائيل، بعد أن كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل خطيرة تتعلق بتدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عمل الجهاز الأمني.
ووصفت هذه الشهادة بأنها بمثابة "زلزال سياسي"، قد تقود إلى تداعيات قانونية ودستورية غير مسبوقة.
وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، قدم بار مستندات سرية للمحكمة العليا في 21 أبريل، تظهر محاولات نتنياهو توجيه الشاباك لخدمة مصالحه الشخصية.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة طلب منه التنصل من التزاماته الدستورية والانصياع له شخصيًا بدلًا من المحكمة العليا، بل وكُلّف بإعداد مواقف قانونية لتعطيل محاكمة نتنياهو، والعمل ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة.
تهم تسييس الأمن وتهديد الديمقراطيةأوضح بار أنه استبعد من طاقم التفاوض بشأن الأسرى في غزة لأسباب غير مبررة، معتبرًا ذلك مؤشرًا على تسييس الملفات الأمنية. كما شدد على أن مثل هذه التوجيهات تشكل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية ولسلطة القانون في البلاد.
ردود فعل سياسية وقضائية واسعةزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد اعتبر أن الشهادة تؤكد أن نتنياهو "خطر على أمن إسرائيل"، داعيًا إلى تنحيه الفوري.
ووصف محللون سياسيون مثل ميخائيل شيمش الشهادة بأنها "لائحة اتهام صريحة"، بينما أشار المحلل القضائي أفيعاد جليكان إلى أن أخطر ما ورد فيها هو مطالبة نتنياهو بولاء شخصي من رئيس الشاباك.
دعوات للتحقيق ومخاوف من أزمة دستوريةتوقعت تقارير إعلامية أن تحتوي الشهادة على وثائق رسمية وتسجيلات صوتية تثبت التهم. وأعرب محللون عن ضرورة فتح تحقيق جنائي رسمي، مشيرين إلى أن هذه الاتهامات قد تؤدي إلى أزمة دستورية غير مسبوقة.
انقسام داخلي وردود متباينةفي مقابل الاتهامات، دافع بعض المسؤولين عن نتنياهو، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير الذي طالب بإقالة بار فورًا، معتبرًا تصريحاته غير مقبولة.
كما أشار عضو الكنيست نيسيم فاتوري إلى أن بعض الأطراف تستغل أحداث 7 أكتوبر سياسيًا لإسقاط نتنياهو.