معاناة مستمرة لمتضرري الزلزال شمال سوريا بسبب ندرة عمليات إعادة الإعمار
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
تناول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" معاناة السوريين في شمال البلاد، لا سيما بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في شباط/ فبراير الماضي، مشيرة إلى أن الشعب هناك يشعر بأنه بات منسيا.
واستعرضت الصحيفة في تقريرها عدة حالات أجبرت على الانتقال إلى العيش في الخيام بعد أن دمر الزلزال منازلهم، أو تسبب بإلحاق أضرار فيها، حيث لجأ العشرات إلى وضع خيام أمام منازلهم على أمل وصول جهات داعمة لإعادة إعمارها.
ونقلت الصحيفة شكاوى عدد من المتضررين الذين أكدوا كثرة الجهات والمنظمات التي أجرت زيارات إلى المناطق المتضررة بفعل الزلزال، لكن حتى الآن لم يقدم أحد المساعدة اللازمة، سواء بإعادة إعمار أو ترميم المنازل المتضررة، أو حتى تأمين سكن بديل لعشرات المنكوبين.
وأضاف تقرير الصحيفة: "بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الزلزال يشعر العديد من المتضررين في سوريا بأنهم منسيون، فقد كانت هناك إصلاحات محدودة ولم تتم إعادة البناء تقريبا".
ووفقا للأمم المتحدة أدى الزلزال إلى مقتل أكثر من 6000 شخص، وتدمير حوالي 10 آلاف مبنى وتشريد حوالي 265 ألف شخص، في منطقة يعيش فيها الملايين من الذين فروا من القتال، ولجأ العديد منهم إلى الخيام أو غيرها من المساكن المؤقتة، التي تعتمد على المساعدات الدولية.
وقد تفاقم الوضع في الآونة الأخيرة. وفي الشهر الماضي، انتهى أجل قرار الأمم المتحدة بالسماح بوصول المساعدات عبر الحدود من تركيا، مما أدخل الكثير من الدعم الإنساني للمنطقة في طي النسيان.
وفي يوم الأحد، قام ثلاثة من أعضاء الكونغرس الأمريكي، من بينهم النائب فرينش هيل، وهو جمهوري من ولاية أركنساس، بزيارة قصيرة إلى الجانب السوري من أحد المعابر الحدودية. وكانت هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها المشرعون الأمريكيون إلى هذا الجزء من البلاد منذ عقد من الزمن، وقال السوريون إنهم يأملون في أن تلفت الانتباه إلى الوضع الإنساني المتردي والحاجة إلى مزيد من التحرك الأمريكي لإنهاء الصراع.
وقال هيل بعد زيارته: "أعتقد أن هذه نقطة مهمة حقا: ما هو النهج الذي نتبعه على المدى الطويل في سوريا تجاه النظام ومحاولة خلق بيئة مستقرة أيضا؟. إن البيئة المستقرة تسمح للناس بالعودة إلى بلادهم وتسمح لهم بإعادة بناء حياتهم والاقتصاد هنا".
لقد كان التعافي من الزلزال حتى الآن تدريجيا ومخصصا، حيث تم ترميم بعض المدارس والأرصفة والأسواق وبعض الإصلاحات المنزلية الخفيفة. وفي أغلب الأحيان، تُرك السوريون ليلملموا شتاتهم وحدهم.
منذ البداية، تعرقلت جهود المساعدات العالمية ليس فقط بسبب الانقسامات الإقليمية، ولكن بسبب مجموعة من العقبات الأخرى الناجمة عن الحرب، بما في ذلك العقوبات الدولية على الحكومة، والمسائل المتعلقة بحقوق الملكية حيث تم تهجير العديد من المالكين، ومحافظة تسيطر على معظمها جماعة صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وقالت بهية زريكيم، مديرة السياسة السورية في المجلس النرويجي للاجئين، الذي يرعى المشاريع الإنسانية: "كان النقاش برمته حول إعادة البناء وإعادة الإعمار سياسيا للغاية لفترة طويلة". وأضافت: "نحاول الاستجابة قدر الإمكان للواقع، لكننا أيضا محدودون للغاية".
وقال عاطف نعنوع، المدير التنفيذي لفريق مُلهَم، وهي منظمة إغاثة سورية، إن "إعادة إعمار الحرب أمر مختلف. نحن نتحدث عن إعادة بناء المنازل المتضررة من الزلزال".
وبدلا من الاعتماد على الدول المانحة بعد الزلزال، جمعت منظمة مُلهَم 13 مليون دولار من الأفراد. وسوف تذهب لبناء 2000 منزل.
في أحد الأيام الأخيرة في محافظة إدلب، قام العشرات من العمال بالحفر في الأرض الصخرية وبدأوا في صب الأساسات لأول مشروع من مشاريع الإسكان الستة لمنظمة مُلهَم.
أحد المخاوف في شمال غرب سوريا، في بلدات مثل جنديرس، هو أن بعض المنازل التي دمرت في الزلزال كانت مملوكة لعائلات فرّت من المنطقة، والعديد منها لأعضاء من الأقلية الكردية في سوريا. وحل محلهم أفراد من المجموعة العرقية المهيمنة، العرب السوريين، الفارين من أماكن أخرى في البلاد.
ولتجنب تغيير التركيبة السكانية للمنطقة من خلال البناء على أراضي أولئك الذين فروا، بقيت منظمة مُلهَم ومنظمات الإغاثة الأخرى بعيدة.
ووفقا لمجلس المدينة، فإن حوالي 40 بالمائة فقط من سكان جنديرس هم في الأصل من هناك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الزلزال سوريا إدلب سوريا زلزال حلب إدلب سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.