شارك  أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، كمتحدثٍ رئيسي في الجلسة الافتتاحية ضمن فعاليات النسخة الأولى من المُنتدى الذي يقيمه المركز الصيني (المعرفة الدولية حول التنمية CIKD)، تحت عنوان "المعرفة حول التنمية الصينية الأفريقية"، المنعقد خلال الفترة من 29 إلى30 أغسطس الجاري، بالعاصمة الصينية بكين، بحضور العديد من القادة والمسئولين الحكوميين من دولة الصين،  وعددٍ من الدول الإفريقية، وكذا المتخصصين في مجال التنمية، ومراكز الفكر، والمنظمات الإقليمية والدولية، بهدف استعراض الخبرات الدولية في هذا المجال.

واستهل أسامة الجوهري كلمته بتوجيه الشكر إلى السيد/ لو هاو، رئيس مركز المعرفة الدولية للتنمية CIKD، وإلى السفارة الصينية، مشيراً إلى أن هذه النسخة من المؤتمر تتزامن مع الذكرى العاشرة لإطلاق مُبادرة الحزام والطريق الصينية، والذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، كما أنها تأتي في إطار الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، لافتاً إلى أنه من الضروري الاستمرار في تنظيم هذه المؤتمرات لمناقشة القضايا الحاسمة التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، والاقتصاد الافريقي على وجه الخصوص، كقضية تغير المناخ والتوترات الأمنية وغيرهما.

كما أكد "الجوهري" أن أهمية المؤتمر تتمثل أيضاً في أنه يلقي الضوء على ركائز التعاون الصيني ـ الأفريقي ، لاسيما أنه يأتي في وقت تَشهد فيه القارة الأفريقية ظروفاً ومتغيرّات سياسية واقتصادية واجتماعية مُتسارعة، تفرضُ مزيدًا من التحديات والأعباء التي تؤثر سلبًا على الجهود التي تبذلها الحكومات الأفريقية لتحقيق التنمية، خصوصًا مع حالة عدم اليقين والتداعيات غير المسبوقة والمستمرة للأزمة الروسية ـ الأوكرانية وجائحة كوفيد - 19، مشيراً إلى ما أبرزته تلك التداعيات من تحديات أهمها التعامل مع الضغوط التضخمية المرتفعة، بسبب استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية، واستمرار تعطل سلاسل التوريد العالمية، وضعف العملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي في معظم البلدان، ومشكلة الديون المتفاقمة والمكافحة من أجل سد الفجوات التمويلية وتفاقم المخاطر التشغيلية لـ 16 دولة من أصل 51 دولة أفريقية.

وأوضح رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن مواجهة تلك التحديات تتطلب التعاون بين دول القارة وكذلك التعاون مع الشركاء والحلفاء الاستراتيجيين، مؤكداً أنه لهذا السبب أصبح من المهم للغاية لقارتنا أن تُركز بشكل أكبر على بناء الأسواق الإقليمية بما يضمن الوصول إلى التكامل الإقليمي، حيث يتعين البناء على ما تم بشأن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية والتي ستظل إحدى بواباتنا الرئيسية للتخلص من الضغوط الاقتصادية الحالية.

وفي هذا السياق، ألقى سامة الجوهري الضوء على عُمق العلاقات الصينية الأفريقية، مستدلاً على ذلك ببعض الأرقام الواردة بعدد من التقارير والمؤشرات الدولية التي تعكس حجم التبادل التجاري بين الصين والقارة الأفريقية، مشيراً إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا، مؤكداً أن بنوك التنمية الصينية قدمت 23 مليار دولار للبنية التحتية الأفريقية، مقارنة بـ 9.1 مليار دولار من جميع بنوك التنمية الأخرى،  كما تتعاون الصين أيضًا في بناء البنية التحتية الرقمية التي تعتبر بالغة الأهمية للمنصات التي يمكن للأفارقة التواصل من خلالها. كما أشار إلى أن الصين من بين الشركاء الأربعة الأوائل مع أفريقيا، وذلك وفقاً لما ذكره أحدث تقرير لشركة ماكينزي الاستشارية.

كما أكد "الجوهري" أن القارة الأفريقية تظل سوقاً واعدة للاستثمار، بما تمتلكه من موارد طبيعية، وقوى بشرية شابة، وحجم طلب لتوفير المرافق والبنية التحتية اللازمة للنمو، مشيراً إلى أن هناك توقعات دولية بأن تسجل الاستثمارات في مجال البنية التحتية حوالى ٣٠٠ مليار دولار بحلول عام ٢٠٤٠، موضحاً أن التعاون الصيني الافريقي مبني على المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، لا سيما أن العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية أصبحت أوثق مع كل دول القارة.

وأوضح رئيس المركز أن العلاقات المصرية الصينية لها تاريخ طويل، فمصر من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية الصين في عام 1956، كما أن التواصل بين القيادتين المصرية والصينية مًستمر في مختلف المجالات، حيث تعدُ الصين الآن واحدة من أكبر المستثمرين في مصر، إذ تعمل حاليًا 140 شركة صينية داخل مصر ضمن العديد من المشروعات الاستراتيجية والهامة، مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تضم البرج الأيقوني، ومشروع سكة حديد العاشر من رمضان، ومشروع أبراج العلمين الجديدة، ومركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية (AITC) الذي أكمل عمليات التجميع والاختبار للأقمار الصناعية مصر سات 2 وغيرها.

كما أشار "الجوهري" إلى أنه لا شك أن هذه العلاقات الوطيدة كانت عاملاً رئيسياً في دعوة مجموعة البريكس لمصر للانضمام لها والتي من شأنها فتح فرص واسعة لمصر تتعلق بزيادة التجارة والاستثمار في العديد من المشروعات، خاصة في مجال الرقمنة والتنمية الزراعية والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر، كما ستسمح هذه الخطوة لمصر بالاستفادة بشكل أفضل من خبرات الدول الأعضاء بها في مجالات التنمية والتصنيع والنمو الاقتصادي، بما يتيح لمصر إمكانية الوصول إلى سوق مشتركة واسعة لترويج وبيع السلع والمنتجات المصرية، مضيفاً أن الانضمام إلى البريكس سيعزز من الأمن الغذائي المصري خاصة فيما يتعلق بالحبوب وزيوت البذور، فضلا عن حل تحديات الميزان التجاري من خلال التوسع في المعاملات التجارية خالية من الدولار من خلال اتفاقيات ثنائية مع روسيا والصين والهند، وهي خطوة قد تساعد في تعزيز إدراج الجنيه المصري في المعاملات المالية الدولية مع دول البريكس.

و أكد "الجوهري" أن تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة يتطلب مسيرة طويلة من التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي تَتكامل خلاله الرؤى، مؤكداً ضرورة البناء علي مخرجات هذه النسخة واستدامة تنظيم هذه المؤتمرات التي تُمثل منصة حوارية ونقاشية لأبرز التحديات الراهنة خاصة أن هذا المنتدى فرصة لتعزيز العمل التشاركي وتبادل الخبرات بين مؤسسات الفكر والرأي الأفريقية والصينية، إيماناً بأن التحديات العالمية التي نواجهها اليوم تتطلبُ تعاوناً دولياً فعّالاً وشاملاً، كما أوصى بدراسة امكانية إعداد مشروع بحثي استراتيجي مشترك مع مركز الفكر الحكومي الصيني حول سبل تعظيم الاستفادة المشتركة من دعوة مصر الى انضمام الى "البريكس".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مركز معلومات مجلس الوزراء المنتدى الصيني بكين التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي

زعم الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أن إحدى الجثث التي تسلمها من الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة الخميس، ليست لأسير إسرائيلي، فيما تتواصل الانتقادات الداخلية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب إدارة ملف الأسرى.

 

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: "خلال عملية التشخيص التي أجراها المعهد العدلي، تبيّن أن إحدى الجثث التي تم تسليمها الخميس لا تعود لشيري بيباس، ولا لأي محتجز أو محتجزة آخرين"، واصفًا الجثة بأنها "مجهولة الهوية ولم يتم التعرف عليها بعد".

 

وادعى البيان أن جثة شيري بيباس لا تزال في قطاع غزة، وزعم أنه تم التعرف على جثتي طفليها أرئيل وكفير، مدعيًا أنهما قُتلا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على يد مسلحين فلسطينيين.

 

في المقابل، أكدت حركة "حماس" زيف الرواية الإسرائيلية، حيث أعلنت الخميس، أن الجثث الثلاث التي تم تسليمها تعود إلى شيري سلفرمان بيباس وطفليها، الذين قتلوا جراء قصف إسرائيلي على غزة في 29 نوفمبر 2023.

 

وكان رئيس معهد الطب العدلي الإسرائيلي، خان كوجل، أعلن الخميس أن إحدى الجثث تعود للأسير الإسرائيلي عوديد ليفشيتس.

 

من جهته، قال أبو بلال، الناطق باسم "كتائب المجاهدين" الذراع العسكري لـ"حركة المجاهدين" الفلسطينية، إن مقاتلي فصيله هم من أسروا أفراد عائلة بيباس الثلاثة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

 

وأضاف: "حُفظت حياتهم وعوملوا وفق تعاليم الإسلام قبل أن يتم قصفهم بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتلهم واستشهاد المجموعة التي كانت تحتجزهم".

 

وسبق أن حذرت حركة "حماس" أكثر من مرة من أن الجيش الإسرائيلي قصف أماكن احتجاز الأسرى الإسرائيليين خلال الحرب، متهمةً نتنياهو بالسعي إلى التخلص منهم لمنع استخدامهم كورقة تفاوض ضده.

 

وعقب تسليم جثامين الأربعة الخميس، حملت الحركة الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن مقتلهم، قائلةً إن الفصائل "عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم"، كما أشارت إلى أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل 17 ألفًا و881 طفلًا فلسطينيًا في غزة.

 

وقالت الحركة في بيان: "يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصل من مسؤولية قتلهم".

 

ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه غضبًا متصاعدًا في الشارع الإسرائيلي بعد عودة الأسرى في نعوش للمرة الأولى ضمن صفقة التبادل الجارية.

 

وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن تصاعد الانتقادات أجبر نتنياهو على التراجع عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى الأربعة، بعدما كان يسعى إلى استغلال الحدث سياسيًا، لكن الأمر تحول إلى نقمة عليه وسط اتهامات له بإطالة أمد الحرب وعرقلة صفقات التبادل.

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.

 

ولا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تبدأ في 3 فبراير/ شباط الجاري، رغم أن المرحلة الأولى تتضمن تسليم تل أبيب 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم أحياء وأموات.

 

وحتى الآن، تسلمت إسرائيل 19 أسيرًا حيًا و4 جثث، ومن المقرر أن تتسلم السبت 6 أسرى أحياء، إضافة إلى 4 جثامين أخرى الأسبوع المقبل، لتنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق.

 

في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 1135 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم عشرات ممن صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، ومن المتوقع أن تفرج عن 602 آخرين خلال الأسبوعين المقبلين، ليصل إجمالي المفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى إلى 1737 أسيرًا فلسطينيًا.

 

وبدعم أمريكي، شنت إسرائيل حربًا على غزة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وفق معطيات فلسطينية.


مقالات مشابهة

  • الصويرة تحتضن النسخة الأولى من "يوم إدماج الطلبة جنوب الصحراء" 
  • مصر تؤكد دعمها لأجندة التنمية الأفريقية خلال اجتماع مجموعة العشرين في جوهانسبرج
  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة
  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • محافظ المنيا خلال اجتماع التنمية المحلية ويؤكد: المنيا الأولى في الاستجابة للمتغيرات المكانية
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ القاهرة يشهدان ختام فعاليات الدورة التدريبية الرابعة للكوادر الأفريقية
  • وزارة التنمية المحلية تختتم الدورة الرابعة لتدريب الكوادر الأفريقية على إدارة الأزمات
  • تعاون بين«هيجون» الصينية و«أبوظبي للاستثمار» لتشجيع الاستثمار الصيني بالإمارة
  • الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية خلال كلمته في النسخة الثالثة لقمة الأولوية بميامي
  • وزير النقل الأستاذ رزاق محيبس السعداوي يرأس اجتماعا لمشروع طريق التنمية: اولوية التنفيذ ستكون للمحافظات التي تستكمل إجراءاتها التحضيرية