كيف تستعد حكومات العالم لاحتمال عودة ترامب؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
على رغم أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا تزال على مسافة أكثر من سنة، لكن الحلفاء والخصوم في أنحاء العالم بدأوا فعلاً يتحسبون -وحتى يخططون– لاحتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
احتمال عودة ترامب يتطلب من أوروبا توسيع إنتاجها من الأسلحة
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه بالنسبة إلى العديد من العواصم، يشكل إمكان عودة ترامب لولاية ثانية مصدر قلق، وهناك حلفاء من باريس إلى طوكيو يعتبرون ترامب زعيماً يصعب التكهن بمواقفه ولا يهتم كثيراً بتأسيس علاقات لمواجهة التوسعين الروسي والصيني.
وهناك آخرون، على غرار بكين وموسكو، يرون فوائد محتملة من ترامب، الذي ينظرون إليه كزعيم من عالم المقاولات ربما يكون راغباً في إبرام اتفاقات، من أجل تخفيف التوترات في النقاط الساخنة، مثل أوكرانيا وتايوان، وفق المحللين.. كما أن السياسيين القوميين والشعبويين يؤيدون طموحات ترامب.
ويتردد صانعو القرار في الإدلاء بتصريحات علنية من الممكن أن تثير استياء الإدارة الحالية أو أية إدارة مقبلة، لكن سياسيين أجرت وول ستريت معهم مقابلات يتشاركون الأفكار حول ما تعنيه عودة ترامب إلى المسرح العالمي، بالنسبة إلى القضايا الجيوسياسية.
I dream for it for nothing other than the entertainment value https://t.co/q3PouYBFQH
— Jebus.eth (@jebus911) August 29, 2023وأكثر المخاوف شيوعاً هي أن ترامب سيشعل حرباً تجارية عالمية، وهدد الرئيس السابق في حملاته الانتخابية بفرض تعريفات جمركية جديدة، على كل المواد التي تورد إلى الولايات المتحدة -سواء بالنسبة إلى الأصدقاء والخصوم على حد سواء- وهي خطوة من شأنها زرع الانقسامات في العلاقات عبر الأطلسي في زمن الحرب.
كما أن ترامب هدد أيضاً بالانسحاب من معاهدة حلف شمال الأطلسي، وهي خطوة قال حليفه السابق جون بولتون إنه شبه متيقن من أنه سيقدم عليها في حال انتخابه مجدداً.
المساعدة لأوكرانياوتسعى بعض الحكومات لتأمين المساعدة العسكرية لـ أوكرانيا لتعزيز الأمن هناك في حال خفض ترامب الدعم الأمريكي بعد انتخابه، وتحاول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التوصل إلى اتفاقات ثنائية مع كييف لتزويدها بالأسلحة بما يتماشى مع معايير الناتو.
وقال النائب الفرنسي بنيامين حداد من حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "يوجد احتمال قوي لإعادة إنتخاب ترامب.. إنه يجبرنا نحن الأوروبيين على قراءة المكتوب على الجدار وتحمل مسؤولية أكبر".
وبحسب المدير التنفيذي لبرنامج المحيطين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة بوني غلاسر، فإن "ترامب يعطي قيمة أقل لحلفاء الولايات المتحدة، ولذلك تتوقع بكين تصدع التحالفات والإئتلافات التي أقامتها الولايات المتحدة، وتالياً تخفيف الضغط على الصين".
U.S. allies and adversaries around the world have already begun to contemplate—and even plan for—the return of Donald Trump to the White House https://t.co/DFrHTfIYvd
— The Wall Street Journal (@WSJ) August 28, 2023هذه السيناريوات تجعل القشعريرة تسري في العمود الفقري لأوروبا ومنطقة الهادئ.
وعملت إدارة بايدن على جمع حلفاء في آسيا، وتعزيز التعاون العسكري والمساعدة على رأب الصدع بين اليابان وكوريا الجنوبية، كما أن واشنطن أرسلت مليارات الدولارات على شكل مساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا، ما أتاح لكييف الصمود في الميدان ضد روسيا.
إنتاج الأسلحةوحذر مسؤولون فرنسيون الحلفاء الأوروبيين من أن احتمال عودة ترامب يتطلب من القارة أن توسع إلى حد كبير إنتاجها من الأسلحة، من المدافع إلى أنظمة الدفاع الجوي، بحيث تتمكن من تزويد أوكرانيا بنفسها.
كما أن بلدان أوروبا الشرقية وفرنسا تدفع الحلفاء إلى قبول عضوية أوكرانيا في الناتو، وهي خطوة من شأنها رفع المخاطر مع روسيا من خلال تزويد كييف بضمانات أمنية.
وقال ماكرون مؤخراً في مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية: "لقد كنا محظوظين بوجود إدارة أمريكية ساعدتنا.. هل يمكننا جعل أوكرانيا تخسر وروسيا تربح؟ الجواب هو كلا.. علينا الصمود مع مرور الوقت".
ويعمد مسؤولون من الأحزاب الألمانية الثلاثة الحاكمة بقيادة أولاف شولتس، إلى القيام بزيارات متكررة للولايات المتحدة منذ تسلم السلطة في 2021، تشمل اجتماعات مع مسؤولين في الحزب الجمهوري ومع مساعدين لترامب.
ويقوم ولفغانغ شميدث، المساعد الرئيسي لشولتس، بزيارات منتظمة لواشنطن وينسج علاقات مع جمهوريين رئيسيين، وفي سبتمبر (أيلول) ستقوم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بزيارة للولايات المتحدة تستمر عشرة أيام، بينها رحلة مطولة إلى تكساس، معقل الحزب الجمهوري، من أجل التواصل مع الحزب.
أوربانوهناك بعض الحكومات التي ترحب باحتمال عودة ترامب، وكرر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يحتفظ بعلاقات صداقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعارض إرسال أسلحة غربية إلى أوكرانيا، في أكثر من مناسبة أنه يتمنى فوز ترامب في الانتخابات المقبلة، حتى مع تزايد المشاكل القانونية في وجهه.. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي موجهاً كلامه لترامب: "واصل القتال.. أيها الرئيس نحن معك".
وفي الشرق الأوسط، يتمتع ترامب بشعبية واسعة لدى الرأي العام الإسرائيلي وهو حليف لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، التي تعتبر الأكثر يمينية وتديناً في تاريخ إسرائيل.. لكن ترامب انتقد نتانياهو لتهنئته بايدن على فوزه في 2020.
وفي مقابلة هذا الصيف، أشاد نتانياهو بترامب، من دون أن يفصح عما إذا كان على تواصل قريب معه.
وبالنسبة لإيران، فإن ترامب هو الذي انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015.. ولذلك، يرى مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا أن طهران تحاول عبر اتفاق تبادل السجناء مع واشنطن مؤخراً مقابل الإفراج عن ودائع إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية، "الحصول على ما تستطيع من تنازلات من فريق بايدن"، تحسباً لعودة ترامب إلى البيت الأبيض.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الولایات المتحدة عودة ترامب کما أن
إقرأ أيضاً:
بعد اغتيالها جنرالا روسيا.. أوكرانيا تستعد لرد فعل وهذه أبرز السيناريوهات
كييف، موسكو- بعد أن أعلن جهاز الأمن الروسي اغتيال قائد قوات الدفاع الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في الجيش الجنرال إيغور كيريلوف بدأت كييف تستعد لرد فعل روسي ما، إذ فرض جهاز الأمن الأوكراني إجراءات أمنية مكثفة في العاصمة كييف، ولا سيما في حي بيتشيرسك الحكومي وسط المدينة، والذي يضم مباني الرئاسة والبرلمان ورئاسة الوزراء.
وشملت الإجراءات -بحسب الجهاز- تفتيش الأحياء والمباني والبحث عن مواد محظورة وتفتيش المركبات والتحقق من وثائق المواطنين، إضافة إلى تقييد حركة المرور، ومنع أي حركة خلال فترة حظر التجول من الساعة الـ12 ليلا حتى الخامسة صباحا.
ومن اللافت أن هذه الإجراءات الواسعة والمشددة ستتم بمشاركة أجهزة أمنية أخرى، منها حرس الدولة والشرطة، ودائرة تنفيذ القانون العسكرية التابعة للجيش، بحسب إعلان الجهاز الأمني.
مسلسل الاغتيالاتورغم أهمية حدث اغتيال كيريلوف والإجراءات الاحترازية المفروضة على خلفيته فإن الأوكرانيين لا يخوضون كثيرا في توقع شكل الرد الروسي، ويوضح ذلك الخبير العسكري في المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية ميكولا بيليسكوف بقوله "لا أعتقد أن الرد الروسي سيحمل جديدا بالنسبة لأوكرانيا، فقد استخدمت خلال سنوات الحرب وقبلها خيار الاغتيالات، ولم يؤثر ذلك كثيرا على سير الأحداث".
إعلانوتابع بيليسكوف في حديثه للجزيرة نت "على سبيل المثال، أعلن مكتب الرئاسة في نهاية السنة الأولى للحرب 2022 أن أجهزة الأمن أجهضت 8 محاولات لاغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما كانت هناك محاولة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لاغتيال رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف انتهت بنجاته، في حين تعرضت زوجته للتسمم".
ومن وجهة نظر بيليسكوف، فإن "روسيا لن توفر وسيلة للرد، وخيار الاغتيالات غير مستبعد، لكنه محدود الأثر وصعب بحكم أن كل الحدود معها ومع بيلاروسيا الموالية لها مغلقة، ومقيدة بإجراءات أمنية مشددة مع الدول الأخرى، هذا بالإضافة إلى أن أجهزة الأمن تكشف بين الحين والآخر شبكات عمالة وتخريب تعمل لصالح موسكو".
ولأن السبب الأوكراني المعلن وراء اغتيال كيريلوف يكمن في ارتكابه "جرائم حرب" من خلال أوامر صدرت عنه لاستخدام مواد كيميائية وسامة 4800 مرة على الجبهات يرى خبراء أن في ذلك "رسائل للروس".
وفي هذا الصدد، يقول بيليسكوف "قادة الروس يخشون المساءلة وتحمّل المسؤولية اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولا سيما بعد ما رأوه في سوريا مؤخرا، فعملية الاغتيال -من خلال ما رأيناه- لم تكن معقدة، ورغم أهمية الجنرال فإنه لم يكن محاطا بحراسة تذكر".
وأضاف "هذا يحمل رسائل لباقي القادة والجنرالات، مفادها أن أمن شخص بوتين أهم من أمنكم، وأنكم لستم في مأمن، وأن من تورط سيحاسب".
روسيا هددت بإمكانية ضرب مباني صنع القرار في كييف بصاروخ "أوريشنيك" الباليستي (مواقع التواصل) رد غير مألوفويتفق خبراء آخرون مع الرأي القائل إن اغتيال كيريلوف لن يأتي بجديد، لكنهم يتخوفون من تصعيد نوعي قد تقدم عليه روسيا، خاصة أنها لمحت إليه فعلا.
من جهته، يقول إيفان ستوباك الخبير العسكري في المعهد الأوكراني للمستقبل والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني للجزيرة نت إن "هذه ليست المرة الأولى خلال الحرب التي تغتال فيها أوكرانيا مسؤولا روسيا أو مواليا لها في الأراضي الأوكرانية المحتلة"، ويستدرك قائلا "لكن الجنرال شخصية بارزة ومهمة، أعتقد أنه سيكون هناك رد روسي لا محالة".
إعلانوتابع قائلا إن روسيا هددت صراحة قبل أسابيع -ولأول مرة منذ بداية الحرب- بإمكانية ضرب مباني صنع القرار في كييف بصاروخ "أوريشنيك" الباليستي الذي جربته دون رؤوس حربية في مدينة دنيبرو "وربما تقدم فعلا على خطوة كهذه بإضافة رؤوس قادرة على التدمير، أنا لا أستبعد شيئا"، حسب قوله.
وأضاف "بقية الخيارات واردة أيضا، لكنها لن تختلف عن سابقاتها، وغالبا ستكون بموجات قصف صاروخية على مؤسسات الطاقة، الأمر الذي نتوقعه قبل رأس السنة، وقبل أن تتم عملية الاغتيال".
شبهات بالتورطفي المقابل، وبينما أعلنت الأجهزة الأمنية في روسيا إطلاق عملية موسعة لملاحقة المتورطين ومنعهم من مغادرة البلاد تمحور اهتمام المراقبين الروس حول الجهات الأخرى التي يمكن أن تكون مستفيدة من عملية الاغتيال، والتي قد تكون شاركت في بعض مراحل التحضير لها وتنفيذها على الرغم من اعتراف كييف رسميا بالوقوف وراء العملية.
واُشتهر الجنرال كيريلوف بإحاطاته الصحفية الدائمة بتفاصيل التحقيق في أنشطة المختبرات البيولوجية الأميركية بأوكرانيا، وكشفه عن معلومات متعلقة بمشروع كييف الرسمي "لإنشاء قنبلة نووية قذرة" كما كان يصفها، حتى أنه في يوم مقتله كان من المفترض أن يقدم إحاطة جديدة بهذا الخصوص.
وبحسب ما يقول الخبير في الشؤون الأمنية فلاديمير كوزنيتسوف للجزيرة نت، فإن أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية قد تكون وراء اغتيال كيريلوف، لأن "من مصلحة واشنطن ولندن القضاء على شخص يحقق في الأنشطة الإجرامية لهذه البلدان فيما يتعلق بصنع أسلحة بيولوجية"، حسب تعبيره.
ووفقا لكوزنيتسوف، فإن هذه الجهات أو إحداها هي من أعطت الأمر بتنفيذ عملية الاغتيال على أيدي المخابرات الأوكرانية.
وبموازة ذلك، يرى كوزنيتسوف أن مقتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في القوات الروسية سيؤدي إلى تعقيد محاولات الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب للمساعدة في حل الصراع بأوكرانيا، لأن العملية ستستلزم ردا من جانب روسيا، وهو ما سيؤدي إلى موجة جديدة من التصعيد.
كما أكد على ضرورة تحسين الإجراءات الأمنية حول المسؤولين وزيادة اليقظة، بما في ذلك ما يتعلق بكشف الأشخاص الذين تم تجنيدهم من قبل مديرية المخابرات العامة أو جهاز الأمن الأوكراني، مضيفا "الآن هناك العديد من اللاجئين من أوكرانيا، وهناك حاجة جادة لمراقبتهم، لكن لا يتم فعل ذلك، والمجتمع غير راضٍ عما يحدث".
الجنرال الروسي قُتل بعد 20 ساعة فقط من توجيه اتهامات رسمية إليه من قبل المدعي العام الأوكراني (الأناضول) تصفيات جسديةبدوره، اعتبر الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين أن اغتيال الجنرال كيريلوف جاء بمثابة انتقام من الاستخدام النشط لأنظمة قاذف اللهب "سولنتسيبيك" من قبل القوات الروسية، والتي كان تطويرها واستخدامها القتالي مرتبطا بشكل مباشر بكيريلوف.
إعلانوأشار ليتوفكين في حديثه إلى أن الجنرال الروسي قُتل بعد 20 ساعة فقط من توجيه اتهامات رسمية إليه من قبل المدعي العام الأوكراني.
ونفى أن تكون الحادثة قد كشفت عن اختراق أمني "لأن كيريلوف كان يتحرك بشكل شبه علني وبدون حراسة مشددة، وأن مراقبته على الأرجح تمت عبر اختراق سيبراني لكاميرات المراقبة المربوطة بمكان التفجير أو عبر كاميرات لاسلكية متنقلة يمكن أن تكون وضعت في مكان مقابل المبنى".
وأضاف ليتوفكين أن العملية تشير كذلك إلى "حرب تصفية للقادة العسكريين والخبراء في مجال التصنيع العسكري"، وتشكل دليلا على أنه "لا جدوى من التفاوض مع الزمرة الحاكمة التي تسيطر على السلطة في كييف، ويجب التعامل معها على هذا الأساس من دون ضوابط أو ضمانات أمنية".
وأكد أن روسيا وأوكرانيا باتتا على أعتاب مرحلة جديدة من معركة "كسر عظم" ستكون عمليات الاغتيالات المتبادلة واحدة من أبرز معالمها.