أكّد خبراء، أنَّ العلاقات بين مصر والسودان تعمقت وتطورت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، وحتى قبل اندلاع الأزمة الحالية، كانت مصر تتبنى القضايا السودانية، موضحين أنَّ مصر استجابت بسرعة وبجهود مكثفة للأزمة السودانية من خلال تقديم الدعم والمساعدات الطبية والغذائية للشعب السوداني، وفتح حدودها لاستقبال اللاجئين السودانيين، إذ يعيش السودانيون في مصر جنبًا إلى جنب مع المصريين ويعتبرون إخوة وأشقاء، كما يحرص السيسي على أن تتسم العلاقات بين البلدين بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الدولية، ودعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

بداية، قال حسام الدين محمود رئيس مركز إفريقيا للتخطيط الاستراتيجي، إن الأزمة السودانية في تفاقم مستمر وتوجد كثير من المشكلات ومعالجة هذا الأمر يستغرق وقت طويل وهذا قد يمدد المشكلات للدول المجاورة، مبينا أنَّ الأزمة مر عليها 3 أشهر ولم تفلح المساعي الدولية في حل الأزمة لأنّها لم تكن بالقدر الكافي لإيقاف الأزمة في ظل عدم وجود آليات فاعلة.

محمود: مصر على المستوى الإنساني والوطني وقفت بجوار السودان

وأضاف محمود لـ« الوطن»، أن المؤشرات في الداخل السوداني تشير إلى تزايد الخطورة في السودان وتطور الأزمة لتتحرك خارج السودان ولكن دول جوار السودان تعمل على الحل وعلى رأسهم مصر التي استقبلت النازحين ولكن كل دولة لها قدرة على الاستيعاب لذا تتحرك دول جوار السودان للحل.

وأشار إلى أن مصر على المستوى الإنساني والوطني وقفت بجوار السودان ودعت لمؤتمر جوار السودان من أجل إسراع حل الأزمة بمشاركة من الشركاء الفاعلين، مؤكدا أن مصر لديها رؤية تسعى لبلورتها لوقف معاناة الشعب السوداني، لافتًا إلى أن مخرجات المؤتمر ستعمل الدولة على الالتزام بها وسيكون بادرة لحل الأزمة السودانية التي أثرت على الإقليم العربي والقارة الإفريقية سلبيا.

فيما قال أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن القاهرة تحركت منذ فترة لحل الأزمة، وسعت بعض الدول للتقريب بين أطراف النزاع في السودان ولكن لم تنجح لذا فإن مصر الجميع ينتظر تحركها، خاصة أنَّها مقبولة دوليا خاصة من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، مبينًا أنَّ مصر ستعمل إحداث موائمات لحل الأزمة.

«العناني»: مصر قادرة على تقريب وجهات النظر

وأضاف «العناني» لـ«الوطن»، أنَّ مصر تدعم حكومات مؤسسات الدول وليس الأفراد وهذا يتوافق مع الرؤية الإقليمية من أجل سودان مستقر في المستقبل، مبينا أن مصر قادرة على تقريب وجهات النظر ولدى مصر رؤية مشتركة لتحقيق الحل السلمي في السودان وإعادة الأمر إلى طاولة المفاوضات، لافتًا إلى أنَّ أزمة السودان معقدة ولكن الدولة المصرية عازمة على حل الأزمة من أجل الشعب السوداني وقد ظهر ذلك في تسهيل تقديم الإمداد العربية المختلفة للشعب السودان وكذلك تقديم مساعدات مصرية مستمرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر السودان الأزمة السودانية العلاقات المصرية السودانية الرئيس السيسي الحكومة المصرية

إقرأ أيضاً:

فتح الحوار حول كيفية إعادة بناء الدولة السودانية

الدكتور الخضر هارون

إن أهم ما ينبغي أن يفكر فيه السودانيون، كل السودانيين، هو تصور صعوبة الحفاظ علي الدولة السودانية بعد الانتصار علي هذا العدوان الغاشم بذات التصورات التي سبقت العدوان وبذات الهياكل التي قامت عليها الدولة منذ الاستقلال وأن النظر في ذلك يلح علي دراسة الأسباب التي أدت لقيام هذه الحرب منذ أبريل ٢٠٢٣ وإلي الهشاشة التي وجدت عليها الدولة واستسهال زوالها بالكلية.
والنظر الفاحص لذلك يستدعي الوقوف عند محطة انفصال الجنوب في ٢٠١١ والذي كان نذيرا يستوجب تدابير ووسائل للحفاظ علي ما تبقي من البلد وأن مجرد وقوع ذلك الحدث الذي أودي بقاعدة صلبة وركناً ركينا قامت عليه منظمة الوحدة الإفريقية ثم الإتحاد الإفريقي وهو الحفاظ علي الحدود الموروثة عن الاستعمار وهو ركن كان بالإمكان التشبث به والخلوص إلي خيارات أخري تقيم العلاقات بين جزئي السودان علي تدابير مقبولة للطرفين دون الانفصال . وقوع الحدث ربما أغري بتكراره والسعي للقضاء علي الدولة بكاملها. والعبرة هنا أن الدولة التي حصلنا عليها ب الاستقلال غدت الآن ممزقة وأضعف وربما علي نحو ما آيلة للسقوط وذلك يستدعي وبإلحاح النظر في استعادتها علي أسس جديدة. ذلك لا يعني صحة مقولة أن السبب الذي يردده البعض بالهجوم علي دولة ١٩٥٦ وأن علتها كانت سيطرة عرق بعينه أو موقع جغرافي معين كما تدعي أبواق تحركها ضغائن عنصرية وجهوية لا غير ، لأن الجميع أسهموا في الكفاح ضد المستعمر منذ علي عبداللطيف المنحدر من قبيلة الدينكا في الجنوب وعبد الفضيل الماظ القادم من جبال النوبة في عشرينيات القرن العشرين حتي تحقق بالتراكم الاستقلال واتبع جيل الاستقلال مشكورا ومأجوراً ما كان معروفا في ذلك الوقت : معايير السودنة استنادا علي مستويات التعليم، وإقامة نظام مدني ديمقراطي بالانتخابات المباشرة محاكاة لنظام المستعمر في بلده وذلك قصاري ما كان ممكناً وحتي رفض الفيدرالية الذي كان نقضا للعهد مع الجنوب كان عذره عدم معرفة ما هي الفيدرالية ولم تكن القارة بأسرها تعرف نظاما فيدرالياً يمكن محاكاته فنيجيريا الاتحادية استقلت بعد السودان بأربعة أعوام ومع ذلك انفصلت بيافرا. فجمهورية السودان قامت كما قامت كل الدول التي كانت مستعمرة ، دولة مدنية ديمقراطية مركزية قابضة مركبة من حيث العرقيات والإثنيات المتعددة أغفلت لقلة خبرة إدارة التنوع كالمرتجى وقامت أحزابها علي استقطاب طائفي حاد فلم تعمر النظم المدنية فيها طويلا كما أنها لم تصادف نجاحاً في انطلاق التنمية أو تحقيق الأمن بل استعانت أحزابها جميعا بالجيش علي بعضها البعض.
ذلك التدبير وتلك الدولة القائمة منذ الاستقلال وضعتها حرب مليشيا الدعم السريع الآن علي المحك وثبت أن دولة صغيرة لا يبلغ عدد سكانها المليون الواحد هي إمارة أبو ظبي تحديدا إن تحرينا الدقة ،ونزعنا الاسم الأكبر الإمارات العربية المتحدة تستطيع بضخامة ما تملك من ( كاش) تقويض دولة عريقة ذات تاريخ تليد هي السودان.

لذا ينبغي التفكير في طريقة بديلة بالكامل لتأسيس السودان والذي أشك في أن يعود كما كان كما هي أمنياتنا جميعاً، لذلك اقترح أن تتولي حكومة الأمر الواقع في بورتسودان الدعوة لكل السودانيين للانخراط في حوار علني عن النظام الأمثل الذي يعالج الاختلالات التي مرت بها الدولة السودانية المستقلة منذ 1956.عبر دراسات علمية في المجالات كافة وعبر حوارات شفافة تنقلها الوسائط الإعلامية .
نتحاور جميعا بكل شفافيةً للإجابة علي أسئلة جوهرية مثل هل تقسم البلاد مثلا لست أقاليم تتمتع بحكم اتحادي حقيقي تكون فيه لكل إقليم حكومة منتخبة ومجلس تشريعي منتخب . وتكون في عاصمة البلاد حكومة اتحادية تتولي قيادة الجيش القومي والشرطة الاتحادية والاستخبارات والأشراف علي التعليم العالي. يمكن أن تكون الدولة برلمانية كالهند يتولى الرئاسة المراسمية والرمزية للدولة المسؤول الأول في كل إقليم لمدة عام وذلك يعني أن تكون دورة الحاكم ست سنوات في الإقليم كسلطة تنفيذية. وتنتدب مجالس الولايات بالتساوي عددا لبرلمان قومي في العاصمة يكون هو البرلمان الاتحادي يختار رئيسا للوزراء للدولة الاتحادية . أو تكون الدولة رئاسية كالولايات المتحدة الأمريكية.
مثل هذا الحوار يحتاج للجنة رسمية تشكل لتقسيم محاور الحوار القانونية والإدارية والاجتماعية والعلاقات الخارجية متدرجة من الجوار للأخذ في الاعتبار التداخل الإثني ثم الإقليمي فالدولي وهذه اللجنة تقترح مختصين في الجوانب المذكورة لوضع محاور كل جانب: قانوني، تقسيم إداري، مكونات قبلية ، وضع القوات المسلحة وضرورة تقوية الجيش ليتمكن من أداء دوره في الحفاظ علي وجود الدولة وأمنها وهل تشترط التقسيمات الإدارية أن يكون كل أقاليم قادر علي الاعتماد علي موارده مثلا وكيف تسهم الإدارة الفيدرالية في سد النقص إن كانت الإجابة بالنفي.
والعمل علي إعداد تعداد سكاني بكشوفات ضبط كل إقليم إن اجتمع الرأي علي التقسيم الإداري إلي أقاليم . لضبط عمليات التصويت خاصة وأن أعدادا كبيرة استوطنت خارج أماكنها الأصلية ويستهدي في ذلك بتجارب الدول الأخرى كالهند مثلا والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا.
يبتدر المختصون الحوار فيما بينهم في البداية ثم يخرجوا به إلي العلن ليشارك فيه الجميع.
وهذا العمل ليس سهلاً كما يبدو ولكنه ضروري لإنجاز المهمة ومشاركة الجميع فيه ربما قطعت دابر الحروب لأن الغاية أن تقوم الدولة المرغوبة بتراضي الجميع وتنتفي نغمة سيطرة عرق أو جهة علي الدولة ولو لا الجوار المتداخل قبليا لاقترحنا إلغاء أي إشارة للقبائل في التعريف الشخصي للأفراد.
القيام بهذا العمل ربما تنزاح به آفاق أخري أرحب فعندما عندما اضطر نظام الفريق عبود العسكري بعد فشل سياسة القبضة الحديدية علي الجنوب لفتح الباب للقوي السياسية لمناقشة السياسة المرجوة هناك وسع المتحاورون المجال لمناقشة أزمة الحكم في كل البلاد لا السياسات تجاه الجنوب وحده وانطلقت صيحة حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال وهي زوال الحكم العسكري وقد زال بالفعل لكن قبل أن يتطور الحوار للخلوص إلي رؤية تحظي برضا الجميع فيجئ المولود ناضجاً قابلا للحياة فجاءت الديمقراطية عرجاء لم تسلم من الصراعات بين القوي الحديثة والقوي التقليدية فانفتحت البلاد علي نظم شمولية ينحصر إنجازها أكثر الأحيان في كيفية البقاء علي سدة السلطة .
مؤتمر المائدة المستديرة في الستينيات كان تجربة فريدة لدولة استقلت قبل سنوات قلائل. قال أبل ألير لو طبقت قرارته في الحكم الإقليمي كانت حازت علي رضانا رغم أنها كانت دون مطلبنا في الحكم الفيدرالي طبقها نميري في اتفاقية أديس أبابا وحققت السلام لعشر سنوات إلي أن بدلها فقامت الحقبة الأخطر في حرب الجنوب عام ١٩٨٣.
يمكن ان تنهي الحوار بمؤتمر جامع مثله يخطط لوضع جديد لحكم السودان.
هذه خطوط عريضة قابلة للاستدراك بالإضافة والحذف رأيت أن أعرضها للتداول قبل نشرها.
أتمني بعد مرئياتكم أن تنتهي للسيد وزير الإعلام الجديد خالد عويس ليبتدر بها عهده لعلها تفضي إلي عمل يقود خطي السودان للاستقرار والنماء.
ويلزم عندما تتبرؤون الرؤى أن يتم تناول هذا الحوار الجاد بين الجميع في قنوات التلفزة والإذاعات ولتعقد له الندوات والمحاضرات في الجامعات وغير الجامعات لإنقاذ البلاد وحماية وحدتها واستقلالها.

abuasim.khidir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • كامل الوزير: دعم كامل للمشروعات بين مصر والسودان بتوجيهات الرئيس السيسي
  • المساعدات .. الحرب تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • فتح الحوار حول كيفية إعادة بناء الدولة السودانية
  • الرئيس السيسي يبحث هاتفيا مع رئيس وزراء إسبانيا تطورات القضايا الإقليمية والدولية
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء إسبانيا
  • وزير الخارجية ينقل رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره الكونغولي
  • العلاقات الروسية وخارطة الطريق السودانية
  • بنك السودان المركزى يستيقظ ولكن بعد …
  • وسط تطوير العلاقات|عبدالعاطي يصل كينشاسا حاملًا رسالة من الرئيس السيسي لنظيره «تشيسيكيدي»|صور
  • توم بيرييلو: تأهل المنتخب السوداني لأمم إفريقيا مثال آخر على الروح السودانية التي لا تقهر في مواجهة الشدائد