بوابة الوفد:
2025-04-19@08:42:06 GMT

بدون وداع.. الموت يغيب 15 مبدعا سودانيا

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

منع رصاص الحرب المستمرة في العاصمة الخرطوم منذ منتصف أبريل الماضى آلاف السودانيين من توديع محبيهم المبدعين كما درجت العادة قبل الحرب.

بصمت شديد وبأقل من 10 مشيعين – في معظم الحالات – دفن أكثر من 15 شاعرا ومبدعا ونجما كرويا ومجتمعيا سودانيا من الذين لقوا مصرعهم خلال الأشهر الخمس الماضية. 

وبسبب سقوط قذائف في منازلهم، أو أماكن تواجدهم، أو لعدم حصولهم على العلاج والرعاية الصحية بسبب الظروف الأمنية الخطيرة في مدن العاصمة الثلاث، توفي خلال فترة الحرب الحالية 7 من كبار الشعراء والموسيقيين والفنانين في البلاد، آخرهم ، الموسيقار والملحن عمر الشاعر الذي عرف بـ"عبقري اللحن والموسيقى"

وكان " الشاعر" قد  ألف ولحن، خلال مسيرته الفنية التي امتدت نحو 50 عاما، أجمل المقطوعات الخالدة في ذاكرة الفن السوداني، والتي تغنى بها أشهر الفنانين مثل عبدالكريم الكابلي وزيدان إبراهيم وحمد الريح والنور الجيلاني وغيرهم.

 وسبق وفاة "الشاعر"، رحيل الشاعر الصادق الياس في إحدى ضواحي شرق الخرطوم بعد معاناة مع المرض فاقمها انعدام الدواء والعلاج بسبب الحرب لتتوقف مسيرته التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن رفد الساحة الغنائية بأعمال رسخت في وجدان الشعب السوداني وأسهمت في تشكيله.

وضمت قائمة الراحلين الشاعر عبد العزيز جمال الدين الذي توفي بعد الدخول في نوبة صحية حزنا على وفاة شقيقته بسبب القتال الدائر في الخرطوم.

كما غيب الموت الفنانة آسيا عبدالواجد، أرملة الشاعر الكبير محمد الفيتوري بعد أن أصيبت بشظية؛ وبحسب تقارير صحفية فقد تم دفنها داخل مبنى مؤسسة تعليمية تمتلكها في منطقة الخرطوم بحري بعد تعذر دفنها في أي مقبرة عامة بسبب شدة القتال.

وفجعت الحرب السودانيين أيضا برحيل عازف "الفلوت" حافظ عبد الرحمن الذي ظل لأكثر من 5 عقود يشكل وجدان عشاق الموسيقى الرصينة داخل السودان وخارجه عبر مقطوعات موسيقية خالدة في العديد من الإذاعات والمحافل العالمية, والذي عرف بتخصصه البحت في آلة "الفلوت", مما أهله لاكتساب قاعدة جماهيرية عريضة على المستويين المحلي والعالمي؛ حيث أصدر عدد من ألبوماته في فرنسا؛ واعتبرته الصحافة الاوروبية كواحد من ابرز مواهب الموسيقى الأفريقية.

 وحصد رصاص الحرب أيضا الفنانة المجددة شادن محمد حسين بعد أن سقطت قذيفة بمنزلها في مدينة أم درمان، لتنهي مسيرة من العطاء الفني الإبداعي الذي تخطت به حدود السودان وأحدث ردود فعل واسعة في الأوساط الفنية في أوروبا بسبب لونيته التراثية المتميزة.

كما راح ضحية الحرب أيضا عركي مختار عضو فرقة "عقد الجلاد"الغنائية ذات الرواج الواسع وسط الشباب.

وكانت وفاة الموسيقي خالد سنهوري من الأحداث التي اهتزت لها ضمائر المجتمع المحلي والدولي؛ حيث وجد ميتا في بيته في حي الملازمين بأم درمان نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد أن عاش لأيام دون مأكل أو مشرب في ظل أوضاع صعبة وانقطاع للكهرباء بسبب القتال المحتدم في المنطقة؛ وتم دفنه أمام منزله.

وإضافة إلى الشعراء والفنانين، غيب الموت أثناء فترة الحرب 3 من نجوم الكرة السودانية وهم فوزي المرضي وحامد بريمة الذان يعتبرا من أبرز من مثلوا المنتخب الوطني السوداني خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي؛ إضافة إلى أحمد عبد السلام، لاعب فريق الفئات العمرية بنادي المريخ والمنتخب الأولمبي السوداني والذي توفي إثر اصابته بقذيفة.

وتوفي فوزي المرضي الذي عمل مدربا لنادي الهلال بعد أن اشتد عليه المرض حزنا على مقتل ابنته الطبيبة الشابة برصاصة سقطت بمنزلها أثناء اشتباك بين طرفي القتال.

وشهدت فترة الحرب رحيل ثلاثة صحفيين بينهم الصحفي والناقد الرياضي المخضرم ميرغني أبو شنب والصحفيتان عايدة قسيس والتي تميزت بنشاط كبير في نقابة الصحفيين الحالية، إضافة إلى الصحفية سماهر عبد الشافع التي توفيت إثر إصابتها بدانة سقطت على منزلها في مدينة زالنجي بإقليم دارفور في غرب السودان.

 ومن بين نحو 32 كادرا طبيا قتلوا خلال الحرب, برز بشرى ابن عوف استشاري الباطنية والجهاز الهضمي الذي اشتهر في أوساط المجتمع السوداني من خلال نشاطه الإعلامي الواسع في مجال التوعية الصحية والطبية عبر برامج تلفزيونية كان لها أثر كبير على المرضى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخرطوم السودانيين المبدعين بعد أن

إقرأ أيضاً:

الحياة في الخرطوم .. من رأى ليس كمن سمع

 

بخطوات متثاقلة تحاول العاصمة السودانية الخرطوم النهوض من تحت الركام. المدينة التي كانت تعج بالحياة تحوّلت معظم مناطقها إلى أطلال بفعل عامين من الحرب.

التغيير ـــ وكالات

من الوهلة الأولى لدخول الخرطوم تتضح لك آثار الحرب، الرصاص رسم لوحات دامية على جدران المنازل وبعض أبنيتها الشاهقة، فوارغ الذخيرة تبدو واضحة على الطرقات لا سيما بالقرب من المناطق العسكرية عند مداخل المدينة، مثل الجيلي شمالا حيث آثار معركة بائنة شهدت أعنف أنواع الأسلحة الجوية والبرية، وسالت دماء غزيرة على التراب والأسفلت.

تمكن الجيش السوداني من استعادة كامل مدينة بحري شمالي الخرطوم من قوات الدعم السريع المتحصنة بمصفاة الجيلي للبترول، التي كانت بمثابة خط دفاعها الأول.

المدينة الجريحة

مدينة بحري أحد الأضلاع الثلاثة المكونة لولاية الخرطوم (الخرطوم، وبحري، وأم درمان)، بها أعرق الأسواق والمدارس والجامعات والساحات العامة وكلها خضعت لسيطرة قوات الدعم السريع لمدة أكثر من عام ونصف، وتمكن الجيش مؤخرا من استعادة السيطرة عليها، بيد أنها تبدو جريحة تائهة.

وفي أحياء بحري الطرفية مثل الدروشاب والسامراب والكدرو، بدأت الحياة تعود جزئيا بعد عودة بعض الأسر إلى منازلها وبعض المتاجر والمحلات التجارية المختلفة للعمل، وعودة حركة المواصلات الداخلية.

بيد أن تلك الأحياء تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 10 أيام وسط معاناة في الحصول على المياه.
ويُظهر التوغل جزئيا صوب وسط بحري، حيث أحياء الحلفايا وشمبات والمزاد والأملاك، فصول الحرب والمعاناة.
وتبدو فصول تلك المعاناة في أن تلك الأحياء كانت خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع بشكل كلي منذ بداية الحرب، وغادرها معظم سكانها إلا قليلا ممن بقوا تحت إمرة تلك القوات التي كانت تقيّد حركتهم، حسب روايات منقولة من سكان أحياء بحري.

وتتجلى مظاهر الحرب في هذه المدينة بوضوح، حيث توقفت الأسواق تماما، وتعطلت جميع محطات الكهرباء والمياه، بل تدمرت كليا. ومصانع الدقيق التي كانت عنوانا بارزا فيها سُرقت ونُهبت بشكل كامل وتوقفت عن العمل، بحسب ما رصدته الجزيرة نت، وحركة مواصلاتها الداخلية توقفت كليا.

وعاد إليها قليل من السكان بعد استعادة الجيش السيطرة عليها في فبراير/شباط المنصرم، ومعظم العائدين من فئات الشباب. وعلمت الجزيرة نت أن عودتهم لبحري لحماية ما تبقى من منازلهم تمهيدا لعودة الأسر بعد استعادة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات.

حركة وحياة

ما بين بحري وأم درمان يوجد جسر واحد صالح للعمل وهو جسر الحلفايا رغم ما أصابه من ندوب وخدوش جراء المعارك، بينما توقف المعبر الآخر وهو جسر شمبات.

وفي جسر الحلفايا ثمة حركة سيارات تنقل المواطنين ما بين بحري وشرق النيل من جهة الشرق، وأم درمان من جهة الغرب.

وفي أم درمان، خاصة جنوبها، يرصد موفد الجزيرة نت مظاهر طبيعة الحياة خاصة عند مدخل جسر الحلفايا والاتجاه جنوبا وصولا إلى الجزيرة إسلانج وشمالا إلى أم درمان القديمة.
ولم تتأثر أحياء -مثل الحتانة والشاطئ وكرري- بالحرب كثيرا وشهدت اشتباكات استمرت 48 ساعة، بعدها سيطر الجيش عليها وطبع بها الحياة، بحسب شهادات الأهالي.

وفي شارع الوادي الأشهر بأم درمان تبدو الحياة كأنها لم تكن هنالك حرب، ازدحام مروري، ومتاجر تعمل، وباعة متجولون على الطرقات، وانتشار لرجال شرطة المرور، مقاهٍ ومطاعم تعمل وتعج بالناس.
وبالمضي إلى أحيائها القديمة المتاخمة للنيل مثل أبوروف، وود البنا والعباسية وود نوباوي، بدت الحياة أفضل، وعاد إليها شيء من البريق، رغم أن تقارير إعلامية تقول إن بعض أحياء أم درمان القديمة شهدت أشرس المعارك في مارس 2024، واستطاع الجيش استعادتها.
وفي أم درمان القديمة، الحياة تبدو عادية وحركة الناس تجاوزت مرحلة الحرب إلى مرحلة البناء، وعادت كثير من الأسر، بحسب ما رصدته الجزيرة نت من مشاهد في الأسواق والطرقات، كما عادت خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات إلى تلك الأحياء.

في المقابل، لا تزال بعض أحياء شمال أم درمان وغربها بدءا من أحياء المهندسين والنخيل وأمبدة والصالحة تحت زخات الحرب، والخدمات منعدمة وأصوات الرصاص تُسمع بوضوح، ولم تسجل عودة ملحوظة للعائلات رغم استعادة الجيش لأجزاء واسعة منها.

مدينة بلا ملامح

وتبدو الخرطوم الأكثر تأثرا بالحرب، فهذه المدينة التي كانت مركز الحكم والنشاط السياسي والأسواق النشطة والعامرة والجامعات المكتظة بالطلاب وأكبر المستشفيات، كل ذلك ذهب في مهب الريح، وتكاد تكون الحياة متوقفة كليا فيها.

دمرت الحرب جميع أبراجها التجارية والحكومية التي كانت تمثل ملمحا من ملامح العاصمة مثل برج النيل للبترول وبرج الفاتح وبرج الاتصالات وبرج الساحل والصحراء. وجامعاتها أغلقت أبوابها بشكل تام وانتقلت للعمل في مدن أخرى.

أسواقها نُهبت وسُرقت منذ رصاصة الحرب الأولى وبنوكها حُرقت كليا، وتوقفت صحفها عن الطبع، وأغلقت منتدياتها السياسية أبوابها، ومساجدها هُجرت، وحركة الجسور التي كانت تنبض بالحياة توقفت عن الخفقان.
وفي وسط الخرطوم تبدو آثار الحرب أعنف، دبابات معطلة وسيارات قتالية محترقة، وسواتر ترابية في وسط الطرقات، وفوارغ رصاص تبدو آثارها واضحة على كل شيء بما في ذلك المساجد والكنائس، جثث تحولت لهياكل عظمية تسعى حكومة الخرطوم لسترها، وجدران لا تخلو من آثار الرصاص.
وتوقفت الحياة كليا وسط الخرطوم، الذي يعتبر مركز الحكم والسياسة، رغم استعادته بواسطة الجيش، فلا حركة به غير حركة سيارات الدفع الرباعي التابعة للقوات المسلحة.

أما القصر الجمهوري مركز الحكم والسيادة فيقف حزينا بعد أن ارتوت أرضه بالدماء من طرفي القتال، وتحولت القيادة العامة للجيش إلى واجهة للمعارك وستكون شاهدة على عصر الحرب في السودان.

وفي جنوب الخرطوم بدأت الحياة تعود تدريجيا في بعض الأحياء مثل الكلاكلة وطيبة حيث شهدت أسواق الكلاكلة عودة جزئية مع انتشار للجيش لتأمين الناس وحركة الحياة.

المصدر : الجزيرة

الوسومالحرب الحياة العاصمة الخرطوم خراب

مقالات مشابهة

  • " صلاح السعدني.. سيد الدراما المصرية الذي غيّبه الموت وبقي فنه حيًا" بروفايل
  • عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
  • دمار هائل في مستشفى الخرطوم التعليمي جراء الحرب
  • الحياة في الخرطوم .. من رأى ليس كمن سمع
  • الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
  • ما الذي جرى خلال لقاء السوداني والشرع في قطر؟
  • قائد عسكري للجزيرة نت: معركة تحرير الخرطوم نقطة تحول مفصلية بالمشهد السوداني
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • بوابة الخرطوم الغربية في قبضة الجيش السوداني