دراسة: مدة تعرض الأطفال للشاشات مرتبط بتأخر النمو في مرحلة الطفولة
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو إعطاء الأطفال هاتفًا أو جهازًا لوحيًا ليلعبوا به حلاً غير ضار عندما يكون المرء مشغولاً، ولكن وجدت دراسة جديدة أنّ ذلك قد يؤثر على تطورّهم بسرعة.
ويرتبط قضاء ما بين ساعة إلى 4 ساعات من الوقت أمام الشاشات يوميًا في عمر عام واحد بزيادة مخاطر تأخّر النمو في التواصل، والمهارات الحركيّة الدقيقة، وحل المشاكل، والمهارات الشخصيّة، والاجتماعيّة بحلول عمر العامين، وفقًا لدراسة أُجريت على 7،097 طفلًا، ونُشرت الإثنين في مجلة "جاما" لطب الأطفال.
وقال الأستاذ المساعد بطب الأطفال في جامعة "كاليفورنيا" بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، الدّكتور جيسون ناجاتا، إنّها "دراسة مهمّة حقًا لأنّها تحتوي على عيّنة كبيرة جدًا من الأطفال الذين تمت متابعتهم لعدّة أعوام".
وأضاف ناجاتا، الذي لم يشارك في الدراسة، إلى عدم وجود العديد من الدراسات السابقة التي تناولت هذه المشكلة.
وكان الأطفال وأمهاتهم جزءًا من دراسة "Tohoku Medical Megabank Project Birth and Three-Generation Cohort Study" في اليابان. وتم اختيارهم من 50 عيادة ومستشفى متخصّصة في طب التوليد في مقاطعتي مياجي وإيواتي في الفترة ما بين يوليو/تموز من عام 2013 ومارس/آذار من عام 2017.
وقاست الدراسة عدد الساعات التي تعرّض لها الأطفال للشاشات يوميًا في عمر عام واحد، وكيفيّة أدائهم في العديد من المجالات التنموية، مثل مهارات الاتصال، والمهارات الحركيّة الدقيقة، والمهارات الشخصيّة، والاجتماعيّة، ومهارات حل المشاكل عندما بلغوا الثانية والرابعة من العمر.
وأبلغت الأمهات عن ذلك عبر التقارير الذاتيّة.
وبحلول بلوغ الأطفال عامهم الثاني، كان أولئك الذين قضوا ما يصل إلى 4 ساعات من الوقت أمام الشاشات يوميًا أكثر عرضة لتأخر نمو مهارات الاتصال، وحل المشاكل بـ3 مرّات.
وكان الأطفال الذين أمضوا 4 ساعات أو أكثر أمام الشاشات أكثر عرضة لامتلاك مهارات اتصال متأخّرة بـ4.78 مرة، وأكثر عرضة لامتلاك مهارات حركيّة دقيقة دون المستوى بـ1.74 مرة، وأكثر عرضة لامتلاك مهارات شخصيّة واجتماعيّة متأخرة بمرتين بحلول عمر العامين.
وبحلول سن الرابعة، ظلّت المخاطر موجودة فقط ضمن فئتي التواصل وحل المشاكل.
وقال الأستاذ المشارك في طب الأطفال العام والمجتمعي في المركز الطبي لمستشفى "سينسيناتي" للأطفال، الدّكتور جون هوتون، والذي لم يشارك في الدراسة: "من المجالات التي لم تُدرس نسبيًا في المؤلفات المتعلّقة بمدّة التعرّض للشاشات بأكملها هي النّظر في تأثيرات التعرّض للشاشات على الأطفال الصغار جدًا، خاصةً عند تقديم الأجهزة للأطفال الرضّع".
وأضاف هوتون أنّها "مصدر قلق عالمي بالتأكيد، وأعتقد أنّ النتائج (هنا) ستكون مماثلة في بلدانٍ أخرى أيضًا".
كيف يؤثّر التعرّض للشاشات على النمو؟وقال هوتون: "يتعلم الأطفال كيفيّة الحديث عند تشجيعهم على الكلام. وفي كثير من الأحيان، إذا كانوا ينظرون إلى شاشة فقط، فلن تُتاح لهم الفرصة لممارسة الحديث"، مضيفًا: "قد يسمعون الكثير من الكلمات، لكنهم لا يتدربون على قول الكثير من الكلمات، أو التفاعل بشكلٍ متبادل".
وأضاف هاتون أنّ استخدام التكنولوجيا قد يأخذ من الوقت المخصّص للعلاقات الشخصيّة المغذيّة للمهارات الاجتماعيّة، إذ أنّ الأشخاص الحقيقيين متعدّدي الأبعاد بشكلٍ أكبر مقارنةً بالشخصيات التي تظهر على الشاشة. وتنشط أدمغتنا عند النظر إلى وجوه الأشخاص لمعرفة كيفيّة التفاعل معهم.
وأوضح ناجاتا: "إلى جانب ذلك، لا تتمتّع المُشاهدة السلبيّة بعنصرٍ تفاعلي أو بدني. ويكون الأطفال أكثر عرضة للخمول، ومن ثم لا يستطيعون ممارسة المهارات الحركيّة".
وإذا لم يتوفّر للأطفال ما يكفي من الوقت للعب، أو في حال منحهم جهازًا لوحيًا لتهدئة مشاعرهم السلبيّة، فقد يمنع ذلك من تطوير قدراتهم على التعامل مع مشاعر الضّيق.
وهناك عوامل أخرى قد تؤثر على نمو الطفل، بحسب ما ذكره ناجاتا، مثل الوراثة، والتعرّض لتجارب سلبيّة مثل الإهمال، أو سوء المعاملة، والعوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
ولكن تسيطر قيود كثيرة على الدراسة، إذ قال الخبراء إنّه بسبب التحيّز لما هو مقبول اجتماعيًا، والرغبة في قول الشيء "الصحيح"، قد يُقلل الآباء من المدّة التي يبلغون عنها، عندما يأتي الأمر لتعرَض أطفالهم للشاشات، أو قد يبالغون في التعبير عن مستوى تطوّر أطفالهم.
طرق صحيّة لإشغال الأطفالالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث أطفال تقنية وتكنولوجيا دراسات أکثر عرضة من الوقت
إقرأ أيضاً:
دراسة: انتشار الطيور وحجم أدمغتها لا يحميها من تغير المناخ
عادة ما يطمئن علماء البيئة أنفسهم بقاعدة بسيطة: الأنواع التي تنتشر في مساحات شاسعة من الأراضي وتتمتع بأعداد كبيرة تعتبر أقل عرضة للانقراض مقارنة بالكائنات التي تعيش في بيئات صغيرة ومحدودة. لكن هذه القاعدة قد لا تكون صحيحة في ظل تغير المناخ.
فقد كشف تحليل جديد شمل نحو 1500 نوع من الطيور أن هذه القاعدة قد لا تنطبق على تأثيرات تغير المناخ، وفق موقع "إيرث".
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جامعة تكساس، ونشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشن" في 17 أبريل/نيسان الجاري، أن انتشار الأنواع في مساحات جغرافية واسعة قد يخفي اعتمادها على أنماط مناخية معينة، مما يجعلها عرضة للخطر إن تغيرت.
نقمة الانتشار الجغرافيمن جانبه، أوضح المؤلف الرئيسي للدراسة كارلوس بوتيرو أن الأنواع التي تنتشر في مناطق جغرافية واسعة غالبا ما تكون أعدادها كبيرة، ولكن المشكلة تكمن في أن العديد من هذه الأنواع تتكيف مع "نطاق مناخي ضيق للغاية". وذلك يجعلها أكثر عرضة للانهيار عندما تبدأ أنماط المناخ في التغير.
وأفادت الدراسة بأن الأنواع التي يُعتقد عادة أنها بمأمن بسبب نطاقها الجغرافي الواسع قد تكون حساسة جدا للتغيرات الطفيفة في درجات الحرارة أو هطول الأمطار، مما يجعلها عرضة للتأثر بتغيرات المناخ.
إعلانويُعد طائر شمعي الجناح البوهيمي أحد أبرز الأمثلة على ذلك. فعلى الرغم من انتشاره من الدول الإسكندنافية إلى ألاسكا، فإن بيئته الموحدة تجعله يعتمد بشكل كبير على درجات حرارة باردة وغطاء ثلجي ثابت. وأي تغير طفيف في درجات الحرارة أو هطول الأمطار قد يدفع هذا النوع للهجرة، مما يهدد استمراره.
وفي المقابل، تقدم الدراسة مثالا آخر يتمثل في الطائر الضاحك ذي التاج الكستنائي، الذي يقتصر وجوده على شريط ضيق من الغابات الجبلية في نيبال وبوتان. وعلى الرغم من صغر نطاقه، فإن بيئة الجبال التي يعيش فيها توفر له تنوعا في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار، مما يتيح له التكيف بشكل أفضل مع التغيرات المناخية.
كما كشفت الدراسة عن علاقة غير متوقعة بين حجم دماغ الطيور ومرونتها في مواجهة تغير المناخ. على الرغم من أن الطيور ذات الأدمغة الأكبر تتمتع عادة بقدرة أكبر على التكيف مع التغيرات، فإن الدراسة أظهرت أن هذه الطيور قد تكون أكثر ارتباطا بأنظمة مناخية محددة، مما يجعلها عرضة لتغيرات المناخ غير المتوقعة.
وأشارت الدراسة إلى أن تأثيرات تغير المناخ على الطيور قد تكون غير مرئية في بعض الأحيان، خاصة على الأنواع التي تتمتع بنطاق جغرافي واسع أو أدمغة كبيرة.
فبعض الطيور التي تعيش في مناطق مثل القطب الشمالي قد تواجه تهديدات كبيرة نتيجة التغيرات المناخية غير المتوقعة. وفي الوقت نفسه، قد تواجه الطيور التي تعيش في الغابات الاستوائية، والتي تتمتع بأدمغة كبيرة وتتطلب مستويات عالية من الرطوبة، مخاطر مشابهة في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة وجفاف المناطق الاستوائية.
وأكدت الدراسة ضرورة إعادة تقييم أولويات الحفاظ على البيئة. ففي حين تركز العديد من البرامج البيئية على الأنواع النادرة أو محدودة النطاق، قد تحتاج الأنواع التي تبدو آمنة بسبب حجمها أو قدرتها على التكيف إلى اهتمام مماثل، خاصة في ظل تحديات تغير المناخ المتزايدة.
إعلان