عقد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الجلسة الثانية عشر من جلسات المنتدى الفكري للمركز بعنوان «تأثير التغيرات المناخية على مستقبل الإنتاج الزراعي في مصر»، بحضور نخبة من الخبراء وعدد من المسئولين، بهدف استكشاف مسارات التحرك الممكنة التي يمكن أن تتبناها الحكومة لتلافي أثر التغير المناخي على قطاع الزراعة في مصر.

في مستهل الجلسة، رحب الدكتور أسعد الصادق، رئيس محور دعم القرار بمركز معلومات مجلس الوزراء، بالحضور، مؤكدًا أن «المنتدى الفكري» هو قناة التواصل الدائمة بين الحكومة والخبراء لمناقشة مختلف المستجدات المحلية والدولية، وأنه إيماناً من المركز بأهمية القضايا البيئية وخطورة تأثيرات التغيرات المناخية على كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية على الساحتين الدولية والمحلية، فقد أنشأ المركز - ضمن هيكله التنظيمي – وحدة متخصصة لدراسات مخاطر تغير المناخ لتتولى بحث ودراسة تأثيرات التغيرات المناخية على مختلف القطاعات، وإدماج بُعد الاستدامة في السياسات العامة وفقاً للمواثيق والاتفاقيات البيئية والمناخية الدولية، وبناء وتوسيع الشراكات مع الشركاء الوطنيين والدوليين المعنيين بالعمل البيئي والمناخي، بالإضافة إلى مهمة التوعية المجتمعية بالممارسات البيئية المثل.

وأوضح «الصادق» أن موضوع هذه الجلسة هو تأثيرات التغيرات المناخية على مستقبل الإنتاج الزراعي؛ باعتباره واحدًا من أهم الموضوعات المُلحَّة ذات التأثير المباشر على الأمن الغذائي المصري، وتستعرض الجلسة التحديات ذات الصلة، مع تحليل عوامل القوة والضعف، والفرص، وتتناول سياسات الحد من مخاطر التغيرات المناخية، وأدوات تطوير المنظومة الزراعية للتكيف مع هذه التغيرات، وأيضًا أهم الآليات المستخدمة في هذا التطوير؛ كالزراعات المحمية وتطبيقات الزراعة الذكية مناخيًّا.

ثم تابع الحضور عرضًا تقديمًا للأستاذ محمد حسان، مدير وحدة دراسات مخاطر تغير المناخ بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، تناول فيه التحديات المناخية التي تواجه قطاع الزراعة؛ من حيث ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الآفات الزراعية، وتملح التربة، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير معدلات هطول الأمطار، وتكرار السيول وغير ذلك، وأن المخاطر تنطوي على تهديدات متزايدة ولكنها تحمل أيضا فرص كامنة.

واستعرض أبرز تأثيرات التغيرات المناخية على إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية، كما أبرز «حسان» جهود الدولة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على قطاع الزراعة من استراتيجيات، واتفاقيات، ومشروعات، ومبادرات، من أجل تحسين فرص مستقبل الإنتاج الزراعي في ظل تلك المخاطر.

استعراض التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الزراعة

في بداية الجلسة، استعرض الأستاذ الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق والأستاذ بجامعة عين شمس، التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الزراعة في مصر، وأبرزها الزيادة السكانية بمعدلات كبيرة للغاية، ومظاهر التأثيرات المناخية:

أولًا: زيادة درجة الحرارة وارتفاع منسوب سطح البحر وما يترتب على ذلك من تملح الأراضي بالدلتا، وهذا يتطلب حماية المناطق المعرضة للخطر.

ثانيًا: عدم كفاية المياه للإنتاج الزراعي، وما يتطلبه ذلك من ضرورة تحديد الأولويات: ما نزرع وما نستورد.

 ثالثًا: زيادة الفاقد في الغذاء، والذي يتراوح بين نحو 20 – 50% عبر سلسلة خطوات حاصد ونقل وتخزين المحاصيل الزراعية، وقلة الصوامع، وهنا دعا إلى زيادة الصوامع لتصل سعتها الإجمالية إلى 9 مليون طن لتخزين المحاصيل المحلية بالأساس ثم المستوردة.

ولعلاج آثار التغيرات المناخية، دعا وزير الزراعة الأسبق إلى التوسع الزراعي؛ بزيادة المسطح المزروع أفقيًّا، بما يتناسب مع عدد السكان بالمحافظات، مع مراعاة اختيار محاصيل تناسب البيئة، كما في حالة النخيل مثلًا، وأيضًا المحاصيل ذات القيمة العالية لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وأخيرًا المحاصيل الأقل في استخدام المياه.

تطوير الري الحقلي وفق نظم الري المتطورة

كما أوصى بتطوير الري الحقلي وفق نظم الري المتطورة، واستخدام المياه الجوفية، والتوسع في الزراعات المحمية بالاعتماد على الطاقة الشمسية؛ واعتبر ذلك من أهم وسائل علاج آثار التغيرات المناخية.

توضيات بإنشاء أقسام فنية بكليات الزراعة بالجامعات المصرية

وفي نهاية كلمته، أوصى الدكتور «أبو حديد» بإنشاء أقسام فنية بكليات الزراعة بالجامعات المصرية لتوفير الكوادر البشرية اللازمة لمشروعات الزراعات المحمية، على أن تُتاح فرص مناسبة للتدريب بتطوير المادة العلمية لكتيبات التدريب والنشرات العلمية لتتماشى مع التكنولوجيات الحديثة، وذلك بمشاركة عدد من الخبراء كلٌ في تخصصه.

ثم تحدث اللواء جوي هشام طاحون، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية، موضحًا أن الهيئة لديها قاعدة بيانات جوية عريقة؛ تعود حتى مائتي عام مضت، وهي ذاكرة الطقس المصرية، وترصد التغيرات التي شهدتها مصر على مدى السنوات الماضية، وبالاعتماد على هذه القاعدة وبالعلم يمكننا التنبؤ بما نتوقع في المستقبل، ودور الهيئة هو تقديم المعلومة - بمعرفة المتخصصين - للجهات المختلفة، لتوظفها كل جهة وفق أهدافها.

وتابع الحضور عرضًا تقديميًّا من الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن «حالة المناخ ونوبات الطقس الجامحة في مصر»، ويتناول واقع ومستقبل مظاهر التغير المناخي بناءً على قاعدة البيانات المناخية لدى الهيئة، وتتمثل المظاهر في ارتفاع درجات الحرارة العظمى، وتكرار الأحداث المناخية المتطرفة، مثل السيول العنيفة، وأيضًا زيادة عدد الأيام شديدة الحرارة، ونقصان عدد الأيام الباردة، وانخفاض معدلات سقوط الأمطار في الشمال المُمطر، والعكس في الجنوب الجاف، وشمل العرض مجموعة من الأمثلة للأحداث المناخية الجامحة التي شهدتها مصر خلال العقد الأخير وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية.

سيناريوهات تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية محصول القمح في 5 محافظات

كما تناول العرض دراسة حالة لسيناريوهات تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية محصول القمح في 5 محافظات هي: الغربية والقليوبية وكفر الشيخ والشرقية والبحيرة.

وباعتبار الزراعات المحمية من أهم وسائل علاج آثار التغيرات المناخية، تحدث اللواء أحمد رسمي، مدير عام الشركة الوطنية للزراعات المحمية بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، موضحًا أولًا أهداف الصوب الزراعية، وأبرزها: توفير غذاء صحي آمن لاستخدام المواطن المصري بالأساس، وأيضًا لتصدير المنتجات الزراعية بهدف زيادة الدخل القومي من العملة الصعبة، ثم أكد أن الصوب الزراعية من أهم وسائل الحد من تأثير التغيرات المناخية على المنتجات الزراعية، ولقد تنبهت القيادة السياسية مبكرًا لهذه الأمر، فكان الاتجاه للصوب الزراعية، وكانت الشركة الوطنية للزراعات المحمية.وأخيرًا، أكد اللواء أحمد رسمي أن قطاع الصوب الزراعية ذا مستقبل واعد للإنتاج؛ من حيث الكم والجودة، إذ يضمن زيادة المحصول، وبالتبعية زيادة التصدير، مع إنتاج الخضر في غير موسمها، وأيضًا تعظيم الاستفادة من وحدة المساحة ووحدة المياه، والأهم هو حماية الزراعات من الظروف الجوبة غير المواتية التي تؤثر على الحقول المكشوفة.

اهتمام غير مسبوق بقطاع الزراعة من القيادة السياسية والحكومة،

وأكد  الدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ورئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن ثمة تحدي كبير في التعامل مع قضية تغير المناخ، ومصر تعاملت معها وفق رؤية خاصة بها، ومنبع هذه الرؤية هو اختلاف طبيعة التغير المناخي في مصر، فهو «تغير صامت» لا يظهر منه إلا تأثيره؛ على النواحي الاقتصادية وغيرها وعلى ملف الأمن الغذائي، ولكن ثمة اهتمام غير مسبوق بقطاع الزراعة من القيادة السياسية والحكومة، حتى بلغنا مستويات مطمئنة بالنسبة للأمن الغذائي؛ من حيث الإتاحة والسلامة والاستدامة.

وتناول الدكتور محمد علي فهيم أهمية الابتكار في التعامل مع المشكلات المناخية التي لا تكفي معها الخبرات السابقة؛ منها مشكلات تغير شدة الرياح وارتفاع درجة الحرارة.

وأكد أنه لا يمكن الاعتماد على الابتكار لتحقيق التكيف في مجال الزراعة من دون تمويل غير حكومي؛ ومن هنا جاء برنامج «نُوفي» للتمويل والاستثمار في مشروعات المناخ، وهو أحد أهم نتائج مؤتمر شرم الشيخ للمناخ.

ومن ضمن مشروعات هذا البرنامج التسعة: خمسة مشروعات لقطاع الزراعة تركز على تعزيز الإنتاج الزراعي للتكيف مع تغير المناخ في منطقتي الوادي والدلتا، وإعادة تأهيل المناطق الزراعية في شمال الدلتا المتضررة من تداعيات ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة قدرة المناطق الهشة مناخيًا على الصمود من خلال مكافحة التصحر وجمع المياه وإعادة تأهيل المراعي المتدهورة في المناطق الهامشية، وتطوير الري داخل المزرعة في الوادي القديم والدلتا، ودعم إنشاء أنظمة الإنذار المبكر وتحسين خدمات التنبؤ بالطقس الزراعي والإرشاد الزراعي الحديث وإنشاء نظام التأمين الزراعي ضد مخاطر المناخ.

اعتماد منظومة الزراعة التعاقدية

وأشار مستشار وزير الزراعة إلى الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الدولة لمواجهة آثار التغيرات المناخية، ومنها: مشروع المليون ونصف مليون فدان لزيادة الرقعة الزراعية، واعتماد منظومة الزراعة التعاقدية، وإطلاق المشروع القومي للزراعات المحمية (الصوب الزراعية) الذي ساعد في زيادة تنافسية المنتجات الزراعية وزيادة الإنتاجية وإتاحة السلع الغذائية بالأسواق؛ ولولا الصوب لوقعت مشكلة كبيرة بالأسواق المحلية؛ وهو ما يساهم في الحفاظ على السلم الاجتماعي في مصر.

توفير المياه من مصادر غير تقليدية

كما أشار إلى إجراء استباقي شديد الأهمية وهو توفير المياه من مصادر غير تقليدية؛ بإنشاء عدة محطات ضخمة لمعالجة مياه الصرف الزراعي.

وفي النهاية، أكد الدكتور محمد عبد المنعم، مستشار أول تغير المناخ والتنمية الريفية بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) للأمم المتحدة، أن الدولة تُقدِّم الدعم السياسي والمؤسسي لمتابعة تأثير تغير المناخ، وما نحتاجه هو سياسة على المدى الطويل تعمل عليها جهات الدولة المختلفة بتواصل مستمر، وتعمل معها أيضًا مراكز البحوث لضمان إيجاد آليات التكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة، وأيضًا المساعدة في الاستثمار في تغير المناخ، والاعتماد على أفكار مبتكرة، إلى جانب تطوير الوسائل القائمة.

أهمية تطوير تجربة «المدارس الحقلية» بربطها بأهداف المناخ

وانتهى الدكتور محمد عبد المنعم إلى بيان أهمية تطوير تجربة «المدارس الحقلية» بربطها بأهداف المناخ، وهي مدارس تعتمد على التعليم بالتجربة، وتبدأ من التخطيط للزراعة وحتى الحصاد، ويجري خلالها مناقشات وتبادل للخبرات حول زراعة محصول بعينه، والمأمول أن تشمل مستقبلًا «سلاسل القيمة» ليكون لها مردودًا أكبر.

والمراد لربطها بأهداف المناخ أن تعتمد على الزراعة الذكية المناخية، أي التي تتوافق مع متطلبات المناخ، إلى جانب استخدام طرق الري الحديثة لتوفير المياه، والاعتماد على مخلفات الحيوانات كمصدر للطاقة.

وفي نهاية الجلسة قدَّم  المتحدثون مجموعة من التوصيات لتعزيز مسارات التحرك المستقبلية للحد من تأثير مخاطر التغيرات المناخية على مستقبل الإنتاج الزراعي في مصر وتعزيز مرونة هذا القطاع الحيوي الذي يمثل أحد أهم القطاعات الاقتصادية للاقتصاد المصري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أهداف المناخ ارتفاع درجات الحرارة ارتفاع درجة الحرارة استصلاح الأراضي الآفات الزراعية الإرشاد الزراعي الصوب الزراعية تأثیرات التغیرات المناخیة على آثار التغیرات المناخیة الصوب الزراعیة قطاع الزراعة وزیر الزراعة الدکتور محمد تغیر المناخ الزراعة من فی مصر وأیض ا من أهم

إقرأ أيضاً:

رئيس البحوث الزراعية يعقد اجتماعًا موسعًا لاستعراض خطة التطوير وإعادة الهيكلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، اجتماعًا موسعًا في إطار جهود مركز البحوث الزراعية نحو التحديث والتطوير المستمر، وبما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية لتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، ضم وكلاء المركز لشؤون البحوث والإنتاج، ومديري المعاهد والمعامل المركزية، وبمشاركة عدد من الوزراء السابقين للزراعة، ورؤساء المركز السابقين، وكبار العلماء والخبراء في المجال الزراعي.

جاء هذا اللقاء في سياق التأكيد على أهمية مواكبة المتغيرات المحلية والدولية المتسارعة في قطاع الزراعة، وضرورة تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، بما يسهم في تحقيق تنمية زراعية مستدامة من خلال مشروعات علمية واضحة ومتكاملة تتكامل مع خطط الدولة.

استعراض الإنجازات 

استُهل الاجتماع بالتصديق على محضر الجلسة السابقة المنعقدة في 23 يناير 2025، وتم عرض ما تم تنفيذه خلال الفترة الماضية من مشروعات وأنشطة علمية وتنموية، إلى جانب مناقشة خطط العمل المستقبلية للمعاهد والمعامل المركزية، في إطار خطة المركز لإعادة الهيكلة وتحديث البنية المؤسسية والبحثية.

 محاور الإنجاز والتطوير 

ناقش الاجتماع إطلاق شراكات استراتيجية لإنتاج تقاوي البطاطس وهجن الخضر، وذلك بالتعاون مع معهد بحوث البساتين وعدد من شركات القطاع الخاص، بهدف تقليل الاعتماد على الاستيراد وتوفير أصناف عالية الجودة محليًا.
كما ناقش إنتاج البيتموس المصري ضمن شراكة فنية متعددة الأطراف بين معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة، وشركة أبو زعبل لإنتاج البيتموس من جريد النخيل ، وكذلك مع الكلية الفنية العسكرية، حيث تم التعاون لإنتاج الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية من مخلفات الذخيرة، بالإضافة إلى إعادة استخلاص عنصر البوتاسيوم من خام الفلسبارات، ما يُسهم في تقليل الفجوة الاستيرادية. كما تم التطرق إلى تطوير صناعة العطور والكمبوست بالتعاون مع جهاز "مستقبل مصر" والهيئة القومية للإنتاج الحربي.
والتوسع في صادرات الأمصال واللقاحات البيطرية، إلى جانب تطوير معامل متبقيات المبيدات من خلال افتتاح فروع جديدة في محافظات الإسماعيلية وسدس ببني سويف، وإنشاء نقاط تجميع للعينات لمعمل المبيدات في كل من أسيوط والنوبارية، تمهيدًا لتحويلها لاحقًا إلى فروع كاملة تُقدّم خدماتها للمزارعين والمستثمرين، وتُسهم في تسهيل الخدمات اللوجستية. رئيس المركز خلال الاجتماع.
بالإضافة الى إنشاء محطة بحوث جديدة للثروة السمكية بمحافظة كفر الشيخ، في إطار التوسع في الأبحاث المتعلقة بالموارد المائية وتنمية الثروة السمكية.
 وإنشاء محطة بحوث زراعية بالفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، لتعزيز الأنشطة البحثية في المناطق الجديدة ذات الإمكانات الزراعية الواعدة.
وتطوير محطة بحوث الدواجن بالفيوم، بهدف زيادة إنتاج البيض الخالي من المسببات المرضية من 3 ملايين إلى 6 ملايين بيضة سنويًا.
كما ناقش تأسيس مصنع لتجفيف النباتات الطبية والعطرية بالتعاون مع اتحاد منتجي ومصدري الحاصلات البستانية، لدعم سلاسل القيمة المضافة وتحسين جودة المنتجات التصديرية.
بالإضافة الى الاستفادة من المنحة المقدمة من جهات التمويل لإنشاء مركز خدمات الإبل في منطقة شرق القناة والاستفادة من الأصول وتعظيمها بعد استكمال الدراسات المطلوبة وكذلك في مطروح. 

مبادرات قومية وخطط تنموية واعدة

استعرض الدكتور سليم سلامة، مدير مشروع البيض الخالي من الأمراض، خطة تطوير المشروع لزيادة الإنتاج إلى 6 ملايين بيضة سنويًا بحلول عام 2026، من خلال تحديث البنية التحتية وتوسيع نطاق العمل بالمشروع.
وقدّم الدكتور مصطفى فاضل، مدير معهد بحوث التناسليات الحيوانية، خطة تنفيذ 400 قافلة بيطرية مجانية بدلًا من 200، ضمن إطار مبادرة "حياة كريمة"، بالتعاون مع صندوق التأمين على الثروة الحيوانية الذي قدم دعمًا قدره 8 ملايين جنيه، وبالتنسيق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية.

تعزيز البنية التكنولوجية والتحول الرقمي

عرضت الدكتورة نيفين حسن، مدير البنك القومي للجينات، جهود دعم البنية الرقمية للمركز من خلال استلام سيرفرات حديثة مقدمة من صندوق المحاصيل الدولي، وبمساهمة من إحدى الشركات المتخصصة، بما يعزز إدارة المعلومات الوراثية والتنوع الحيوي.
 وأشارت الدكتورة هند عبد اللاه، مدير المعمل المركزي لمتبقيات 8، إلى الاستمرار في التوسع الجغرافي للمعمل، فيما أعلنت الدكتورة هالة أبو يوسف، مدير المعمل المركزي للمبيدات، عن إنشاء نقاط تجميع العينات في أسيوط والنوبارية كنواة لفروع مستقبلية للمعمل.

تعاون علمي دولي ونشر أكاديمي محكم

 استعرض الدكتور كامل عبد السلام، وكيل معهد بحوث أمراض النباتات، أوجه التعاون الدولي مع دار النشر العالمية "سبرنجر" لإصدار سلسلة كتب علمية مشتركة حول الزراعة المستدامة دون تحميل المركز أي أعباء مالية. كما تم الإشارة إلى تطوير الموقع الإلكتروني الجديد للمركز ليواكب التطورات ويخدم عملية النشر العلمي والتوثيق الرقمي بالمكتبة القومية كمقر للموقع الإلكتروني. 

وفي ذات السياق صرح الدكتور عبد المنعم البنا  وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق بأهمية تدوير المخلفات الزراعية واستخدامها الاستخدام الأمثل لرفع القيمة الاقتصادية وتعظيم العائد منها، مشيرًا إلى أن حجم المخلفات الزراعية في مصر يبلغ نحو 45 مليون طن سنويًا، تمثل موردًا اقتصاديًا غير مستغل بالشكل الكافي. وأكد أن استثمار هذه الكمية من المخلفات في صناعة الكمبوست كسماد بمواصفات علمية وتكنولوجية يمكن أن يسهم في توفير العملة الصعبة و كذلك بدائل علفية وأسمدة عضوية ووقود حيوي، ما يخفف العبء على المزارعين ويحافظ على البيئة من التلوث الناتج عن الحرق المكشوف.
وأوضح أن التعاون الذي قام به معهد الاراضي والمركز  مع مختلف الجهات المعنية  تعمل على تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات لتشجيع صغار المزارعين على تجميع المخلفات وتدويرها في مشروعات صغيرة ومتوسطة، تساهم في تحسين دخولهم وتوفير فرص عمل جديدة، مع التركيز على رفع الوعي البيئي والتدريب الفني على تقنيات التدوير الحديثة.
كما أوضح الدكتور صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق ان الإنتاج السمكي ومعمل بحوث الأسماك وبالتعاون مع المركز الدولي للأسماك قاما بدور هام في تعظيم الإنتاجية ونشر الأصناف وتربية سلالات من البلطي عظيم الإنتاجية وان انشاء محطة بحوث للأسماك في شمال الدلتا خطوة هامة لخدمة الإنتاج وتوفير المعلومات والأبحاث التي ترفع الإنتاجية وتحسن الممارسات بما ينعكس على الأمن الغذائي وقيام المعاهد المرجعية مثل صحة الحيوان وغيرها بدور هام وحيوي في تنفيذ هذه التوصيات ومتابعة العمل بها . 
واشادت د. مني محرز نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق المجهود الحالي الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية برئاسة الاستاذ الدكتور عادل عبدالعظيم من تطوير وتحديث في الاداء والمشاركة مع القطاع الخاص بتوفير متطلبات القطاع الخاص والشركات من خلال توفير معلومات عن المركز الكوادر العلمية المتخصصة التي يتطلبها القطاع الخاص من خلال الموقع الإلكتروني الذي يمثل نافذة ورؤيا هامة لشراكة فاعلة ومفيدة للجانبين مع الاهتمام بموضوع الثروة السمكية وتطوير آليات العمل بها وان محطة بحوث الأسماك تمثل نقلة نوعية مع المعاهد المختصة لخدمة التنمية الزراعية وتطوير هذا القطاع الحيوي. 

قرارات تنظيمية وتوصيات تطويرية 

• نقل تبعية مخازن قطاع الإنتاج إلى مشروع البيض الخالي من الأمراض لتيسير عمليات التوزيع والإدارة.
• إعادة توزيع العمالة الزائدة بمحطات وجه بحري لدعم المراكز الإرشادية وتحقيق الاستفادة القصوى من الكوادر البشرية.
• الإسراع في صرف المخصصات الاستثمارية، ومراجعة الموقف المالي للمركز لضمان التنفيذ الفعال للمشروعات.
• قبول منح جديدة لتعزيز البنية التحتية التقنية، خاصة في معهد الهندسة الوراثية الزراعية.
• مناقشة إنشاء مركز للزراعة المستدامة لمعالجة قضايا البصمة الكربونية والمائية والذكاء الاصطناعي في الزراعة، إلى جانب مركز متخصص في تطوير سلالات الإبل والماعز بالتعاون مع الجهات المعنية.
• الموافقة على عرض جوائز مركز البحوث الزراعية على مجلس الإدارة، والتي تشمل 4 جوائز تقديرية، 2 جوائز تفوق، و4 جوائز تشجيعية، تشجيعًا للتميز في البحث العلمي الزراعي.

تعاون دولي ورؤية مستقبلية:

أكد الدكتور عادل عبد العظيم خلال الاجتماع أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إيكاردا، أكساد، وسيام، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، لتنفيذ مشروعات توأمة بحثية ممولة دوليًا.
كما شدد على ضرورة التكامل بين أجيال العلماء داخل المركز، والاستفادة من الخبرات العلمية المتراكمة، بما يسهم في صوغ مستقبل أكثر تطورًا وفاعلية لمنظومة البحث الزراعي في مصر.

وأوضح د. علي اسماعيل المشرف على المنظومة الإعلامية بأن اجتماع مديري المعاهد والمعامل المركزية بمركز البحوث الزراعية اختتم بالتأكيد على التزام مركز البحوث الزراعية بمواصلة مسيرة التحديث والانفتاح على الشراكات العلمية الدولية والمحلية بالتعاون مع القطاع الخاص ، مع الحفاظ على دوره الريادي في خدمة الزراعة المصرية، وتحقيق الأمن الغذائي من خلال مشروعات بحثية وتنموية مستدامة تواكب تحديات العصر وتطلعات المستقبل.

1000198458 1000198464 1000198467 1000198453 1000198461 1000198439

مقالات مشابهة

  • رئيس البحوث الزراعية يعقد اجتماعًا موسعًا لاستعراض خطة التطوير وإعادة الهيكلة
  • حزب البيئة العالمي: التغيرات المناخية المقبلة ستكون قاسية
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر في البحار ويهدد التوازن البيئي
  • نائبة التنسيقية عن منحة تخفيض انبعاثات الميثان: تسهم في مواجهة التغيرات المناخية
  • معلومات الوزراء يطلق واحدة من أكبر إصداراته في مجال المستقبليات
  • الحارس البيئي للإمارات.. مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير المناخ
  • التغيرات المناخية وراء ارتفاع الأسعار عالميًا.. 80 ألف طن استهلاك المصريين من البن سنويًا
  • فقدان 14 مليون وظيفة حتى 2030.. تغير المناخ يهدد 83% من الوظائف في أفريقيا
  • التغيرات المناخية وأثرها على السياحة ندوة توعوية بجامعة قناة السويس
  • مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ