أستاذ علاقات دولية: زيارة البرهان إلى مصر هدفها التشاور مع السيسي لحل أزمة السودان
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
قال الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، إنّ زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إلى مصر، تحمل الكثير من الدلالات، سواء إلى الداخل السوداني أو المجتمع الدولي.
وأضاف فارس، خلال مداخلة هاتفية بشاشة قناة القاهرة الإخبارية، أنّ دلالة هذه الزيارة للداخل السوداني هي استقرار الأوضاع نسبيا، خاصة أنّ هناك استقرار نوعي حدث بعد زيارات البرهان مؤخرا، إلى مدينة بورتسودان أو قاعدة فلامنجو البحرية العسكرية، كما تحمل الزيارة كثير من المعاني ودلالة واضحة على الأهمية الاستراتيجية للدولة المصرية.
وتابع أنّ الدولة المصرية تستغل دبلوماسيتها الناعمة لحل الأزمة في السودان، خاصة أنّ مصر هي الدولة الأولى المعنية بالأزمة السودانية بسبب عدة عوامل، على رأسها عوامل الدم والجغرافيا والتاريخ، وعلاقات قوية وراسخة تربط بين مصر والأشقاء في السودان، لافتا إلى أنّ مصر تسعى لاتخاذ كثير من الإجراءات فضلا عن التحركات الدولية، لإيجاد حل شامل للأزمة السودانية، ورفع المعاناة عن أشقائنا في السودان، وهو ما تفعله مصر منذ اليوم الأول للأزمة.
مصر حملت العبء الأكبروأكمل: «نجد أنّ مصر هي التي حملت العبء الأكبر عن الشعب السوداني وفتحت المعابر، واستضافت كثير من الأشقاء والضيوف على أراضيها، وقدّمت لهم كل أوجه المساعدات، ما يؤكد أنّ مصر والسودان نسيج واحد».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السودان البرهان السيسي الرئيس السيسي
إقرأ أيضاً:
الحرب السودانية ودور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
سودانايل: في الخامس عشر من أبريل 2023م اندلعت الحرب الكارثية في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة وراءها أسوأ الكوارث الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية على مستوي العالم في السنوات الأخيرة ، حيث قضت الحرب على الأخضر واليابس وقتل أكثر من مئة الف وأصيب مئات الالاف أغلبهم من المدنيين وأصبح أكثر من 10 مليون بين لاجئ في دول الجوار ونازح إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان، كما تم استهداف الأفراد على أساس قبلي وهوياتي خاصة في اقليم دارفور والعاصمة الخرطوم والجزيرة وتبادل الطرفان المتقاتلان والمليشيات التي تتبع لهما ممارسة هذه الانتهاكات الفظيعة. وقد وثقت وسائل التواصل الاجتماعي السودانية والمنظمات الحقوقية الدولية بعضا من هذه الانتهاكات حيث أشارت تقارير عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى أن معظم هذه الانتهاكات كان دافعها قبلي واثني دفع ثمنها في الغالب المدنين العزل، مما ينذر بخطر اندلاع حرب أهلية أكثر خطورة وفظاعة اذا استمرت هذه الحرب والانتهاكات. ووثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) حالات اغتصاب وعنف جنسي متزايدة، مع تسجيل أكثر من 200 حالة مؤكدة في المناطق المتأثرة بالنزاع منذ بداية الصراع.
دور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
بكل أسف لعب الاعلام السوداني من قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية تبع للطرفين المتقاتلين والمليشيات التي تقاتل بجانبهما إلى جانب الناشطين المؤثرين الذين يمتلكون أعدادًا كبيرة من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا وسالبا في تفاقم الأزمة السودانية وتوجيه الرأي العام نحو مزيد من الفرقة والشتات بتأجيج خطاب الكراهية وذلك إلى جانب تصوير جرائم القتل والتعذيب التي تقوم بها الاطراف المتقاتلة وتوثيقها وبثها بغرض بغرض اثارة الرأي العام ضد مكون أو قبيلة بعينها مما يقود إلى تقسيم المجتمع السوداني إلى قبائل واثنيات تؤدي إلى حرب كارثية.
نناشد الأخوة الاعلاميين والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن يرتقوا لمستوى المسئولية والقيام بدورهم الاخلاقي والمهني في وضع حد لهذه المأساة الانساية وأن يتواضعوا على خطاب يدعو إلى التهدئة وتجنب تأجيج الصراعات القبلية والاثنية والدعوة إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ونبذ العنف وحماية النسيج الاجتماعي للسودان، وضرورة عدم السماح بتحويل النزاع إلى صراع قائم على العرق أو الجنس أو القبيلة، وعلينا مواجهة محاولات بعض الأطراف التي تسعى لتأجيج الفتنة القبلية لتحقيق مكاسب قصيرة المدى على حساب وحدة السودان ومستقبله.
هذه الكارثة الانسانية من المفترض أن تجعل منا كصحفيين واعلاميين شركاء أساسيين في مجابهة هذه الحرب اللعينة بنقل الحقيقة بموضوعية وشجاعة، وأن نكون صوتًا للضحايا ومنبرًا للمصالحة الوطنية، وأن يكون خطابنا موحدا للسودانيين بدلًا من أن يكون مقسما لهم.