قررت المراهقة لوسي سركيسيان صاحبة الـ18 عامًا والتى تنحدر من أصول أرمينية  ، ارتداء الملابس المستعملة بقية حياتها، بالرغم من كونها فتاة في مقتبل العمر وتمتلك ثروة كبيرة، تمكنها من ارتداء البراندات والملابس الفاخرة، لكن لأنها أدركت مبكرًا أنّ صناعة الموضة وعادات شرؤها تسبب أزمات متتالية للمناخ، مما جعلها تتخلى عن الاهتمام بها، غير مهتمة بالانتقادات التي نالتها بسبب ما ترتديه من ملابس تبدو قديمة أحيانًا.

لم تبال " سركيسيان " لما ينالها من انتقاضات بسبب ارتداء الملابس المستعملة؛ وهو أمر غريب بسبب قدرتها المالية على شراء الملابس الفارهة، لكنها قررت بدلًا من ذلك الاستعانه بملابس مستعملة طيلة حياتها، وتقول في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية «bbc» عن اتجاهها لذلك النوع من الملابس رغم ثروتها: "لن تؤدي الأفعال الفردية الصغيرة إلى النتائج المرجوة، لكننا مجتمعين نستطيع إحداث فرق كبير إذا اعتمدنا جميعنا على نمط وأسلوب حياة أكثر استدامة، وأخذنا على عاتقنا مسؤولية إرشاد الجيل القادم لمعرفة حجم الضرر الذي تلحقه صناعة الألبسة بالبيئية.

وفي سبيل قضيتها واهتمامها بالمناخ، لم تغرِ الفتاة صيحات الموضة الموسمية المتغيرة بوتيرة متسارعة برغم من صغر سنها، ولم تضعف أمام مواقع التواصل الاجتماعي المليئة بالإعلانات بل اختارت التوجه نحو شراء الملابس المستعملة فقط، لأنها تدرك حجم الضرر الكبير الذي تلحقه صناعة الملابس بالبيئة: "المرة الأولى التي اشتريت فيها قميصا صديقا للبيئة، كان في عمر الـ14 عاما، ولفت انتباهي ملصق كان على القميص ذكر أن صناعته تمت بشكل مستدام.

كان للعبارة البسيطة التي كُتبت على القميص تأثيرًا كبيرًا عليها، ومن ذلك الوقت بدأت تتساءل: "هل هناك ملابس مستدامة وغير مستدامة؟ ماذا يعني ذلك؟ كيف يمكن الحد من أضرار صناعة الملابس على البيئة؟»، وتمثل صناعة الموضة خطرًا على البيئة بسبب الوتيرة المتسارعة التي تتغير بها الموضة من موسم لآخر وتغري المستهلك بشرائها لمواكبتها، كما تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنّ سروالا واحدا من الجينز يتطلب كيلوجراما من القطن، ويستهلك إنتاج كيلوجرام من القطن ما بين 7.500 إلى 10 آلاف لتر من المياه.

وعانت " سركيسيان " من انتقادات الأصدقاء في البداية لكنها استطاعت التأثير فيهم فيما بعد، إذ كان الاعتراض والسخرية أبرز ردود فعل أقاربها عندما تحولت ملابسها إلى الملابس المستعملة: "كانت ردود فعلهم محبطة للغاية عندما كنت أتحدث عن البيئة وما أقوم به للمساعدة في الحد من انبعاثات الكربون، كانوا يسخرون مني ويقولون أن أفعالي لن تجدي نفعا.

وتستمر في سرد معاناتها قائلة:"كنت أتألم لسماع تلك التعليقات السلبية، لكنني لم استسلم، بدأ البعض منهم يدرك ما أعنيه واقتنعوا بما اقوم به، إن أفضل طريقة لتعريف الناس بالحياة المستدامة هي أن تفعل ما تراه صحيحا، ولا تولي اهتماما لما قد يعتقده البعض، أحاول دائماً العمل بهذه المقولة.. كن مثال التغيير الذي تريد رؤيته في العالم".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لوسي سركيسيان هيئة الاذاعة البريطانية الملابس المستعملة

إقرأ أيضاً:

الاحتجاجات في السليمانية ترتدي الأكفان

3 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: شهدت مدينة السليمانية، تظاهرة حاشدة للمعلمين والموظفين دعماً لزملائهم المضربين عن الطعام، الذين اتخذوا خطوة تصعيدية غير مسبوقة بارتداء الأكفان، في إشارة رمزية إلى إصرارهم على تحقيق مطالبهم.

واحتشد المتظاهرون أمام خيمة الاعتصام، حيث ألقى ممثلون عنهم كلمات أكدوا فيها استمرارهم في الاحتجاج حتى تنفيذ مطالبهم.

ووجه المعتصمون أربعة مطالب إلى رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تضمنت الدعوة إلى احترام كرامة الفرد في إقليم كوردستان، وضمان سيادة القانون، وتوطين رواتب الموظفين في المصارف الاتحادية، إضافة إلى توفير الحياة الكريمة من خلال صرف الرواتب الشهرية وفق آلية واضحة تعالج مسألة الرواتب المدخرة، وأخيراً استئناف الترفيعات الوظيفية وفق أسس عادلة.

وتصاعدت حدة الاحتجاجات في الآونة الأخيرة، مع تفاقم الأزمة المالية في الإقليم وتأخر صرف الرواتب، ما دفع المعلمين والموظفين إلى اللجوء إلى أساليب احتجاجية أكثر تصعيداً.

يأتي ذلك في وقت يشهد فيه الإقليم أزمة مالية وسياسية متداخلة، حيث يواجه تحديات في تأمين الموارد المالية وسط تعثر المفاوضات مع الحكومة الاتحادية بشأن حصته من الموازنة.

و يحمل مشهد ارتداء الأكفان دلالات عميقة، تعكس حجم الإحباط الذي يشعر به الموظفون والمعلمون، الذين يرون في تكرار أزمة الرواتب تهديداً مباشراً لمعيشتهم وكرامتهم.

وليس جديداً أن يشهد إقليم كوردستان احتجاجات على تأخر الرواتب، لكنها هذه المرة تكتسب بعداً أكثر مأساوية، حيث لجأ المحتجون إلى الإضراب عن الطعام، وهو ما ينذر بتبعات صحية واجتماعية قد تزيد من تعقيد الأزمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • البروتين المُخمر.. ابتكار ياباني يحدث ثورة في قطاع صناعة الموضة المستدام
  • ضربت رأسها في الحائط.. استمرار حبس مراهقة قتلت رضيعة بسبب البكاء في أوسيم
  • البروتين المُخمر: كيف من المنتظر أن يحدث هذا الابتكار الياباني ثورة في قطاع صناعة الموضة المستدامة
  • باكستان..مقتل مراهقة وشابة بسب مقاطع على تيك توك
  • الاحتجاجات في السليمانية ترتدي الأكفان
  • فرانشيكا ألبانيز: الأوضاع في غزة كارثية بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل
  • ضربت رأسها في الحائط..حبس مراهقة قتلت رضيعة بسبب البكاء في أوسيم
  • ضربت رأسها في الحائط..تفاصيل التحقيق مع مراهقة قتلت رضيعة بسبب البكاء في أوسيم
  • مأساة في أوسيم| مراهقة تقتل رضيعة لكثرة البكاء.. والتفاصيل صادمة
  • ما هي شركات الطيران التي ألغت أكبر عدد من الرحلات الجوية في 2024؟