قبل عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من محطة الفضاء الدولية إلى الأرض، بعد أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، تواصلت 6 أشهر، وشملت أكثر من 200 تجربة علمية، يستعرض التقرير التالي أبرز إنجازاته في الفضاء الخارجي للأرض.

شارك سلطان النيادي ضمن البعثة الـ69، في العديد من المهمات، والتجارب، والدراسات التي كان لها دور في تعزيز مكانة  الإمارات في قطاع الفضاء، أبرزها أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب خارج المحطة ، استمرت 7 ساعات، للعمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية لتشغيل المحطة، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها، وتغيير وحدة RFG لترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band في محطة الفضاء الدولية، تمهيداً لإعادتها إلى الأرض.

ترقبوا عودة رائد الفضاء سلطان النيادي بعد إنجازه أطول مهمة فضائية بتاريخ العرب، والتي شملت أكثر من 200 تجربة علمية.#ترجع_بالسلامة_سلطان#طموح_زايد pic.twitter.com/DEsMu93nxZ

— MBR Space Centre (@MBRSpaceCentre) August 28, 2023

وشارك النيادي أيضاً خلال مهمته، في نقل الأجهزة والمعدات بين محطة الفضاء الدولية، ومركبة سبيس إكس CRS-27 غير المأهولة، فضلاً عن تجربة إنتاج بلورات بروتينات الأجسام المضادة PCG2، داخل مختبر وحدة "كيبو" اليابانية، التي تركز على جزيء البروتين GIRK2، الذي يؤثر في معدل ضربات القلب، والمرتبط بعدد من الحالات الصحية الخطيرة منها الصرع،

و اضطراب ضربات القلب، والإدمان.

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، عن بدء رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2 على متن محطة الفضاء الدولية داخل مختبر وحدة "كيبو" اليابانية، وهي التجربة التي قدمتها جامعة… pic.twitter.com/cegNnFGUic

— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) June 22, 2023

وشارك رائد الفضاء الإماراتي في تجربة Cardiobreath لتحليل تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على وظائف القلب، والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، حيث راقب معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستوى الأكسجين في الدم، وتخطيط القلب باستخدام قميص المراقبة الحيوية، الذي طُور لصالح وكالة الفضاء الكندية، وإضافة إلى هذه التجربة، شارك النيادي أيضاً في تجربة "HRF VEG" لتعزيز فهم الزراعة والتغذية في الفضاء، وفهم الفوائد الصحية والسلوكية العامة لوجود النباتات والأغذية الطازجة المزروعة في الفضاء.

#سلطان_النيادي يبث فيديو لتجربة CARDIOBREATH، قام بها على محطة الفضاء الدولية، والتي تدرس تأقلم القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي خلال مهمات الفضاء pic.twitter.com/BVQ7lOQ5Md

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) August 23, 2023

وساهم سلطان النيادي أيضاً في تطوير علاج لأمراض القلب على الأرض، بإجراء دراسة "Cardinal Heart 2.0" لجامعة ستانفورد، لمعرفة آثار الأدوية السريرية على خلايا القلب في الفضاء، والمساعدة في تفادي إصابة رواد الفضاء بأمراض القلب، كما أجرى أيضاً تجربة حول جودة النوم في الفضاء، بارتداء جهاز للتخطيط الكهربائي للدماغ لدراسة مراحل النوم، ونبضات القلب.


 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سلطان النيادي الإمارات محطة الفضاء الدولیة سلطان النیادی رائد الفضاء فی الفضاء

إقرأ أيضاً:

صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية

زهير عثمان

صوتٌ يرقص بين الروح والوطن

في فضاء الأغنية السودانية، حيث تتداخل الألحان الأفريقية مع الإيقاعات العربية، وتنحت الكلماتُ مشاعرَ الشعبِ بين ألمِ الحروبِ وبهجةِ الترابِ، يظلُّ اسم صلاح بن البادية علامةً فارقة. لم يكن مجردَ فنانٍ، بل كان ظاهرةً فنيةً جمعت بين العمقِ الروحيِّ والحداثةِ الفنيةِ، فخلقتْ لنفسها مسارًا خاصًا في ذاكرةِ السودانيين. رحلَ الجسدُ، لكن صوته ما زال يُردِّدُ في الأسماعِ: "سالَ من شعرِها الذهبُ... فتدلّى وما انسكبُ".
البدايات: من قرى الجزيرة إلى عرشِ الأغنيةِ
وُلد صلاح بن البادية في منطقة الدبيبة بولاية الجزيرة، حيثُ النيلُ ينسابُ بين الحقولِ الخضراءِ، وحيثُ تُورِقُ الأغاني الشعبيةُ كأشجارِ الطلحِ. نشأ في بيئةٍ تتنفسُ التصوفَ والمدائحَ النبويةَ، فتعلَّمَ من تراتيلِ الزوايا والصوفيةِ كيف تكون الموسيقى صلاةً. انتقلَ إلى أم درمان ليكملَ تعليمَه، وهناكَ بدأتْ موهبتهُ تتفجرُ بين جدرانِ المدارسِ والأحياءِ الشعبيةِ.
في ستينيات القرن الماضي، خطا أولى خطواته الفنية، حاملًا معه روحَ الريفِ السودانيِّ ونبضَ المدينةِ. لم يكن صوته مجردَ آلةٍ موسيقيةٍ، بل كان جسرًا بين التراثِ والحداثةِ، بين الفصحى والعاميةِ، بين الصوفيةِ والعاطفةِ الإنسانيةِ.
"سال من شعرها الذهب": حين يُولد اللحنُ من إيقاعِ القطارِ
لا يمكن ذكر صلاح بن البادية دون التوقف عند تحفته الخالدة "سال من شعرها الذهب"، التي كتبها الشاعرُ أبو آمنة حامد بلغةٍ فصيحةٍ نادرةٍ في الأغنية السودانية، ولحنها الموسيقارُ عبد اللطيف خضر الحاوي (ود الحاوي).
القصةُ التي حيكت حول اللحنِ تُجسِّدُ سحرَ الإبداعِ: في رحلةٍ بالقطارِ من بورتسودان إلى الخرطوم، استوحى ود الحاوي الإيقاعَ من دندنةِ عجلاتِ القطارِ، فسجلَّ اللحنَ على عجلٍ في منزل بن البادية فجرًا، خوفًا من أن يطيرَ الإلهامُ مع أولِ خيطِ شمسٍ.
الأغنيةُ، التي غناها بن البادية بصوتهِ الجهوريِّ الممزوجِ بالحنينِ، تحولت إلى أيقونةٍ. كلماتُها تصفُ جمالَ المرأةِ بلغةٍ شعريةٍ مدهشةٍ:
"سالَ من شعرِها الذهبُ... فتدلّى وما انسكبُ
كلما عبثتْ به نسمةٌ... ماجَ واضطربُ".
لكنها أيضًا كانت قصيدةً في حبِّ السودانِ، حيثُ الذهبُ رمزٌ لثراءِ الأرضِ، والنسيمُ إشارةٌ إلى شوقِ المغتربين.
الحداثة الروحية: حين يصيرُ الغناءُ ابتهالًا
تميز بن البادية بقدرتهِ على تحويلِ الأغنيةِ العاطفيةِ إلى تجربةٍ روحيةٍ. في أعمالٍ مثل "يا زهرة الروض الظليل" و"وا أسفاي"، مزجَ بين الغناءِ الصوفيِ والعاطفةِ الإنسانيةِ، فكان صوتهُ يُشبهُ الدعاءَ.
أسلوبُه اعتمد على:
الانتقاء الشعري الراقي: تعاون مع شعراء كبار مثل أبو آمنة حامد والتجاني حاج موسى، واختار قصائدَ تحملُ طبقاتٍ من المعنى.
التلحين الهادئ العميق: فضلَ الألحانَ التي تتنفسُ برويةٍ، كأنها تيارٌ نهرِيٌّ يلامسُ الشواطئَ.
الأداء المسرحيِّ الوقور: على المسرح، كان يرتدي الجلبابَ الأبيضَ، ويحركُ يديهِ كأنه يُناجي السماءَ.
أغنياتٌ صارت عيونًا: بصماتٌ لا تُنسى
من أبرز أعماله التي شكلت "عيون الأغنية السودانية":
"ليالي الخير": احتفاليةٌ بالأملِ، لحنٌ يرقصُ بين الفرحِ والطمأنينةِ.
"كسلا": قصيدةٌ في حبِّ المدينةِ، غناها وكأنها معشوقةٌ تستحقُ التمجيدَ.
"ردي النضارة": حوارٌ مع الذاتِ عن فقدانِ البراءةِ في زمنِ الحربِ.
في كلِّ أغنيةٍ، كان بن البادية يحفرُ في الذاكرةِ الجمعيةِ للسودانيينَ، ليتركَ نقشًا يقولُ: "هنا مرَّ فنانٌ رأى الجمالَ حتى في جراحِ الوطنِ".
الجدلُ الفنيُّ: عندما اختلفَ العمالقةُ
أثارتْ أغنيةُ "سال من شعرها الذهب" غضبَ الفنانِ الكبيرِ إبراهيم عوض، الذي اعتبر أن ود الحاوي كان يجب أن يمنحَ اللحنَ لهُ بعد تعاونهما الناجحِ في أغانٍ مثل "المصير". لكن التاريخَ أثبتَ أن اختيارَ ود الحاوي لبن البادية كانَ صائبًا، فقد حوّلَ الصوتُ القويُّ والروحُ التأمليةُ الأغنيةَ إلى تحفةٍ خالدةٍ.
الإرثُ: ما بعد الرحيلِ
رحل صلاح بن البادية تاركًا وراءه إرثًا غنائيًا يُدرسُ في كلياتِ الموسيقى، وصوتًا ما زالَ يُعيدُ للسودانيينَ ذكرياتِ زمنٍ كان الفنُّ فيهِ رسالةً وليسَ سلعةً. اليومَ، تُعيدُ الأجيالُ الجديدةُ اكتشافَ أغانيهِ، لا كتراثٍ فحسب، بل كدليلٍ على أن الفنَّ الحقيقيَّ لا يموتُ.
في زمنِ الانقساماتِ، يظلُّ بن البادية رمزًا لوحدةِ السودانِ الثقافيةِ، حيثُ لا فرقَ بين شمالٍ وجنوبٍ، إلا في تنوعِ الإيقاعاتِ التي تجتمعُ تحتَ سماءِ أغانيهِ.
النغمةُ التي صارتْ ترابًا
عندما يُذكر صلاح بن البادية، يُذكر السودانُ بكلِّ تناقضاتِه: جمالُ الأرضِ وقسوةُ الحروبِ، غنى الثقافةِ وفقرُ السياسةِ. كانَ صوتُه مرآةً لهذا التناقضِ، لكنه اختارَ أن يُغني للجمالِ رغمَ الجراحِ. اليومَ، وبعد رحيلِه، صارتْ أغانيهِ جزءًا من ترابِ السودانِ، تُنبِتُ كلما مرَّ عليها مطرُ الذاكرةِ.
رحم الله صلاح بن البادية، فقد كان نغمةً صادقةً في سماءِ الفنِّ السودانيِّ.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • النائب رائد المالكي: لا تشرفنا قمة عربية اذا كان الثمن هو التنازل عن خور عبد الله للكويت
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • رواد سفينة الفضاء شنتشو-20 يدخلون محطة الفضاء الصينية
  • الأميرة عادلة بنت عبدالله ترعى حفل جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة بدورتها الـ 19
  • روجينا توجه رسالة إلى ليلى زاهر: فرحتنا إمبارح من القلب
  • الصين تطلق رحلة إلى الفضاء تحمل 3 رواد
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية
  • الصين تكشف خططها لبناء محطة نووية على القمر
  • أبرز المشروعات المصرية الجارى تنفيذها في جيبوتي بقطاع الكهرباء والطاقة
  • إشارات أرضية تصل الفضاء.. هل من مجيب؟