ندوات ومحاضرات .. ثقافة القاهرة تحتفي باتفاقية صون التراث غير المادي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
شهد فرع ثقافة القاهرة عددًا من الفعاليات الثقافية ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني احتفالا بمرور ٢٠ عاما على اتفاقية صون التراث غير المادي باليونسكو.
التراث العربىعقدت المكتبة الثقافية العامة لحي المعادي محاضرة مركزية بعنوان "التراث العربى" قدمها محمد بكر والذي قال أن التراث أحد الجوانب الرئيسية لأي ثقافة حيث يمكننا من خلاله لفت النظر إلى الماضي والتعرف على ماضي الشعوب والتقاليد والعادات التي تشكلت عبر العصور، فالتراث الثقافي هو أمانة نحملها جميعا وهو يهمنا جميعا، فهو يعكس هوية الشعوب ويعبر عن عمق ثقافتها وروحها التاريخية، فالتراث ليس مجرد نقوش على الجدران بل هو الهوية الوطنية للشعوب ولا يسعنا سوى الفخر بهذا التراث ومحاولة نشر الوعي بأهميته .
كما أشار إلى أنواع التراث منها التراث الثقافي والذي يضم العديد من الشعوب باختلافها وتنوعها، ويضم الآداب والفنون والعادات والتقاليد والمعتقدات الفكرية والدينية، كما تقوم الدول التي لديها تراث ثقافي بالحفاظ على تراثها من خلال إقامة حفلات وفعاليات وطنية حتى تحفظ تراثها من الاندثار، ويعد التراث الثقافي ضمن قائمة التراث العالمي وهذا يرجع إلى أهميته بين شعوب العالم، ويضم المعالم الأثرية التي تعد سببًا في جذب السياح في الوقت الحالي والتي تتمثل في النحت والرسم والكهوف التي بها رسومات ونقوش، بالإضافة إلى الهياكل الأثرية، كما يحتوى على مواقع أثرية بناها الإنسان ومباني تحمل طابع ثقافي فريد وخاص بكل شعب.
أما التراث الديني فهذا النوع من التراث فريد من نوعه، وتعد الحضارة الإسلامية من أبرز أشكال هذا النوع من التراث، حيث كانت غزيرة المعالم الخلابة التي بقيت إلى يومنا هذا، ويمزج التراث الإسلامي بين العقل والروح، وقد اتضح أثر ذلك في المعالم التراثية الدينية، ومن أكثر الأمثلة شيوعًا هو تراث الدولة العثمانية التي استمرت إلى أعوام طويلة، مخلفةً معالم تراثية غاية في الإبداع والروعة، فقد تفنن المعماريون في ذلك الوقت في بناء المساجد والقصور بشكل فريد من نوعه، وتركز التراث الإسلامي بصورة كبيرة في الأندلس، والجدير بالذكر أن الخلافة الإسلامية استمرت حوالى ثمانية قرون وتركت ورائها مساجد وقصور جميلة في غرناطة وإشبيلية وقرطبة، ومن أمثلة هذا التراث: قصر الحمراء ونافورة الأسود.
وعن التراث الأدبي قال بكر أنه من أهم أنواع التراث فما زال الأدباء يتأثرون به إلى يومنا هذا، فالتراث العربي وكذلك الغربي نال اهتمام النقاد والمفكرين، لما له من تأثير كبير في الأدب، ومن أهم العصور في التراث الأدبي هو عصر النهضة الذي اهتم به العرب والمسلمون وكذلك المؤرخون، وهو متنوع وزاخر بخزائن قيمة من الأدب سواء كان شعرًا أو نثرًا.
التراث والتغير الاجتماعيوفي نفس السياق عقد قصر ثقافة حلوان ندوة عن" التراث والتغير الاجتماعي" ألقتها هدى مرسي تناولت معنى التراث بأنه الميراث وهو التقاليد والثقافة الموروثة من الأجداد، وتأتي أهميته فى أنه ينمي الإحساس لدى الأفراد بالهوية وبناء مجتمعات مرنة وسليمة، كما أشارت إلى أنواع التراث ومنه المادي ويتمثل في الآثار والمباني التراثية واللامادى ويتمثل في الفنون والحرف التقليدية، وأوضحت معنى التغير الاجتماعي وهو التبدل العميق والمستمر في البناء الاجتماعي وهناك عدة عوامل للتغير منها العامل البيئي والثورات والحروب والعامل التكنولوجي .
جاءت الفاعليات بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي بثقافة القاهرة برئاسة إلهام واصف.
ويُذكر أن اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى مبرمة فى منظمة اليونيسكو منذ ٢٠عاما وتحديدا فى عام ٢٠٠٣، وتعتبر مصر من أوائل الدول التى وقعت على الاتفاقية وسجلت سبع عناصر منها السيرة الهلالية، التحطيب، الاراجوز، النسيج اليدوى فى الصعيد، وفنون الخط العربى، والممارسات المرتبطة بالنخيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ثقافة القاهرة قصور الثقافة صون التراث التراث العربي ا التراث
إقرأ أيضاً:
نشر ثقافة السلام أساس إعمار السودان
قضت ھذھ الحرب اللعينة على كثير من العلاقات الاجتماعية حتى داخل الاسرة الواحدة، وأحيانا بين الاخوين الشقيقين. فقد كان صادما لأحدى الاسر أن وجدت فجأة ابن لھا يقاتل في صف مليشيا الدعم السريع بينما ابن ثاني لھا يقاتل في صفوف القوات المسلحة السودانية.
وبالطبع وقع اللوم على الوالدين من قبل الجيران والعائلة الكبيرة وتمت مقاطعة الأسرة بل شتمها من الكل، اي من الذين يعتبرونها مساندة للقوات المسلحة ومن الذين يعتبرونها مساندة لمليشيا الدعم السريع!!!
ھذا الوضع المزرى انتشر بصورة او بأخرى في الاحياء السكنية بل حتى في القرى والريف، مما أدى لخوف الجميع من وجود فرد او افراد بينھما او قربھم متحمس الى درجة التطرف "شايلاھ الھاشمية" لمناصرة أحد الطرفين حسب وجھة نظرھ الخاصة، ولوحظ أن الامر يبدأ ببلاغات كيدية وتصفية حسابات قديمة وقد ينتھي بحماقة كبرى داخل الاسرة او الحي.
في أخف الحالات اصبحت الاسر في حالة نقاشات حادة، تتطور لنزاعات داخل العائلة واتخاذ موقف مع او ضد القوات المسلحة، مما دفع بالبعض للنزوح قريبا من مناطق سيطرة القوات المسلحة او بعيدا عن مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع
نعم. ستقف الحرب عما قريب بشكل او بأخر؛ ولكن بعد ان يكون قد سقط الالاف من القتلى و الضحايا و المفقودين.
وبعد أن يكون قد أصاب الاسر والاحياء السكنية تمزق مجتمعي كبير، بل عند البعض أصبح الصراع قبلي وجھوي وعنصري وقد يصر البعض على نشر هذا التعصب حوله، و ھو أمر يلاحظ أنھ انتشر انتشار النار في الھشيم في وسائط التواصل الاجتماعي.
لذلك يجب بعد توقف الحرب، ان يكون لكل مواطن وقفة مع نفسه ويصل لقناعة بأن الإصلاح يبدأ من المستوى الفردي، ،فيتسأل ماذا عساي فاعل للمساهمة في الإصلاح و"تعزيز التسامح" على مستوى الاسرة والعائلة والحي السكني، مما يؤدي لإعادة بناء اللحمة و رتق النسيج الاجتماعي ، أي المساھمة في ايجاد نوع من المصالحة الوطنية على مستوى القاعدة "ضبط المصنع"، ثم يأتي دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات التطوعية لرفع شعار ان "السودان بلد واحد" والتكرار اليومي في اجھزة الاعلام وغيرھا لأغنية المرحوم الفنان أحمد المصطفى " أنا سوداني" ، و "تعزيز التفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات".
ثم على مستوى أعلى يأتي دور الحكومات المحلية لتقوم بالصلح بين المجتمعات المتعددة الثقافات واللهجات فتجمع رؤوس القبائل ووجهاء المجتمع وتركز عليهم في حلقات توعوية بضرورة نشر مفاهيم التعايش السلمي، وان القانون فوق الجميع، كذلك يمكن من خلال الندوات المحلية وخطب المساجد وحتى دروس الخلاوي التركيز على قيم المساواة التامة بين كل المواطنين بمختلف أعراقهم ودياناتهم، كما ينبغي للحكومات المحلية القيام بمحاربة كل ظواهر العنف واولها جمع السلاح الناري.
ثم على مستوى الحكومات الإقليمية والمركزية. يجب الالتفاف للتعليم فھو الركيزة الأساسية لبناء الاخاء والانصهار الاجتماعي بين اطفال اليوم الذين سيكونون اباء وأمهات الغد، لذلك يجب ان يكون ضمن مناھج التعليم حصص للتربية الوطنية موجھة لصقل الطفل بكل قيم الاخاء والمساواة والوطنية الصادقة..
أن بناء السودان الجديد لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نشر ثقافة السلام وتبني قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع أبناء الوطن. إن إصلاح ما أفسدته الحرب يتطلب جهداً جماعياً يبدأ من الفرد والأسرة ويمتد إلى المجتمع بأسره. علينا جميعاً أن ندرك أن السودان وطن يسع الجميع، وأن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لإعادة إعمار ما دمرته الصراعات. فلنجعل من التسامح قيمة عليا ومن الحوار وسيلة لحل النزاعات، ولنعمل معاً على غرس بذور المحبة والسلام في نفوس الأجيال القادمة، حتى ينهض وطننا قوياً موحداً ينعم بالأمن والاستقرار.
wadrawda@hotmail.fr