عربي21:
2025-03-18@11:34:08 GMT

الفن العدواني.. تحديات متجددة تواجه الكاريكاتير

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

الفن العدواني.. تحديات متجددة تواجه الكاريكاتير

"مهمة الكاريكاتير تعرية الحياة بكل معنى الكلمة.. الكاريكاتير ينشر الحياة دائمًا على الحبال وفي الهواء الطلق وفي الشوارع العامة، إنه يقبض على الحياة أينما وجدها لينقلها إلى أسطح الدنيا حيث لا مجال لترميم فجواتها ولا مجال لتستير عوراتها.. هذا الفن يجب أن يكون عدوانيًا على موضوعاته على وجه الخصوص، قد يكون صديقًا حميمًا على من يتعاملون معه لكنه صديق مشاكس.

. صديق لا يؤمن جانبه".

هكذا وصف الرسام الفلسطيني، ناجي العلي، طبيعة الكاريكاتير، وهو الفكر والفن الذي دفع حياته ثمنا له، بعدما تم إطلاق النار عليه في 22 تموز/ يوليو 1987 ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 آب/ أغسطس من نفس العام.

الكاريكاتير بالفرنسية "Caricature" هو فن ساخر من فنون الرسم، وصورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني وغيره، واسمه مشتق من الكلمة الإيطالية "Caricare"، التي تعني "يبالغ، أو يُحَّمل ما لا يطيق".

وقد تعد الفترة الذهبية لفن الكاريكاتير هي فترة الانتشار الواسع للصحف الورقية المطبوعة، إلا أن تطور وسائل النشر وتعدد وسائل الرقابة والقمع، وغياب الدعم، هي من أبرز التحديات والفرص التي تواجه وتدعم الفن والعاملين به.

وفي الذكرى 36 لاستشهاد ناجي العلي، سألنا في "عربي21" عددا من أبرز رسامي الكاريكاتير الملتزمين بالقضايا العربية ودعم القضية الفلسطينية، عن التحديات التي تواجه هذا الفن، وما الذي يمثله ناجي العلي كتجربة وأنموذج بالنسبة لهم.

"إعلان بموته"
من جانبه، يرى الفنان الفلسطيني، محمد سباعنة، أنه مع سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي تراجع التعلّق بالصحف اليومية المطبوعة التي تحتضر، ما انعكس برأيه على المواطن العربي، محذرًا من أن غياب القوانين الملكية الفكرية في العالم العربي، التي من الممكن أن تحافظ على حقوق فناني الكاريكاتير وتضمن استمراريتهم، ستزيد من تردي هذه الأوضاع.

ويؤكد سباعنة لـ"عربي21" على أهمية مجاراة الكاريكاتير العربي والفلسطيني لهذه التغييرات، وفي العالم أمثله كثيره على تطوير هذه اللغة البصرية من خلال تحريكها أو تطويرها من خلال الوسائط الحديثة كالعالم الافتراضي وغيره. 

ويضيف أن هناك آخرين أعادوا تقديم الكاريكاتير ليصبح جدارية أو "غرافيتي" في الشارع، لأن جمود الكاريكاتير وبقائه متمسكا بالطرق التقليدية يمكن أن يكون إعلانا لموته.

وعن إدراج النصوص والاعتماد عليها في صور الكاريكاتير، يكشف سباعنة أنه مع محاولة عولمة الكاريكاتير الفلسطيني ليستطيع الجمهور على اختلاف مشاربه ولغاته فهم ما يحصل على الأرض الفلسطينية، مشيرا إلى أن ذلك نموذج مستخدم في العالم، واستثماره فلسطينيا مهم جدًا.

View this post on Instagram A post shared by Mohammad Sabaaneh (@sabaaneh)

فريد بتجربته 
وعن سؤال ما يمثل ناجي العلي له ولفن الكاريكاتير بشكل عام، أكد سباعنة أن العلي هو أنموذج الجميع يحاول الاقتداء به والسير على مدرسته، مستدركا "للأسف كل من رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين أو حتى العرب، لم ينجوا بذلك بسبب التجاذبات الإقليمية الفلسطينية وحالة الانقسام".

وأضاف "أعتقد أن ناجي العلي فريد بتجربته، ولا يوجد تجارب يمكن أن نعتبرها استمرارا لتجربته النوعية التي لها مكانة عالمية، فضلا عن أعماله الموجودة في متاحف دولية للكاريكاتير، والعديد من والمدارس والمحاضرين يقدمون محاضرات عنه".




أشكال المضايقات 
ويقول سباعنة إن "المضايقات أصبحت جزء من عملنا، وهي جزء من المخاطر التي يتعرض لها كل رسامي الكاريكاتير"، مضيفا أنه أصبح لها عدة أشكال تتمثل، إلى جانب قمع السلطات المحلية أو الإسرائيلية، بجمهور مواقع التواصل والذباب الالكتروني وحالة القطيع الموجودة، إذ يتعرض الرسام للهجوم حتى من جمهوره.

ويكشف أنه تعرض للكثير من المضايقات، وسجن لدى الاحتلال وتعرض للتهديد منه، هذا إلى جانب التهديد من أحزاب فلسطينية أو من السلطة الفلسطينية نفسها، مشيرًا إلى أن كل من يعمل على مناصرة القضية الفلسطينية يتعرض لهذه المضايقات.

ويوضح أن كثيرًا من الصحف والجهات العالمية، التي تدعي احترام حرية التعبير، طردت العديد من الفنانين بسبب آرائهم ومواقفهم من الاحتلال، وأبرز مثال طرد رسام الكاريكاتير، أنطونيو موريرا أنتونيس، من صحيفة نيويورك تايمز على خلفية تصويره لعلاقة نتنياهو وترامب بشكل لاذع.




أمّا رسام الكاريكاتير البرازيلي، كارلوس لطوف، فيرى أن انتشار منصات التواصل الاجتماعي الجديدة ساهمت في نشر الرسوم الكاريكاتورية بشكل أكبر، وعملت على تمريرها إلى جمهور أكبر وأكثر تنوعًا، بينما في الماضي كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن للقراء الوصول إلى الرسوم من خلالها هي الصحف المطبوعة.

ويشير لطوف لـ"عربي21" إلى أن تأثير الرسوم الكاريكاتورية ازداد مؤخرا، ويظهر ذلك في محاولات فرض الرقابة، إذ أن أي نظام سياسي لا يريد أن يتمكن القراء من الوصول إلى رسوم كاريكاتورية تنتقده، فذلك يعود على وجه التحديد بسبب تأثيرها على الجمهور.

وعن مدى تأثر الجمهور بالمواضيع التي يتقدمها هو، لاسيما ما يتعلق بمواضيع العالم العربي، يؤكد لطوف أن تأثيرها والتفاعل معها جيد جدًا، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، قائلا: "تلقيت ردود فعل كبيرة من الفلسطينيين وهجمات من الصهاينة، وهذا في حد ذاته مؤشر جيد للغاية".

اللوبي المؤيد للاحتلال
ويذكر لطوف أن رسام الكاريكاتير يتعرض دائما لحالات فرض الرقابة، ويزيد ذلك من قبل الأنظمة الاستبدادية، إلا أن ذلك يشمل أيضا أوروبا والولايات المتحدة أيضا، مشيرا إلى وجود محاولات للرقابة من قبل اللوبي المؤيد للاحتلال، الذي يتهم دائمًا الرسوم الكاريكاتورية التي تنتقده بأنها معاداة للسامية. 

View this post on Instagram A post shared by Carlos Latuff (@carloslatuff)

الأم فلسطين 
ويُعرّف لطوف نفسه سواء شخصيا أو عبر أوصاف منصات التواصل بأنه صديق للفلسطينيين، ومن هذا المنطلق فهو يرى أن ناجي العلي كان وسيظل دائمًا مصدر إلهام لأي رسام كاريكاتير سياسي في أي جزء من العالم.

ويضيف أن العلي كفنان عبّر عن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار الصهيوني الجديد، بشكل فريد لم يسبقه إليه أحد إطلاقا، قائلا إنه حتى أبرز الشخصيات في رسوماته "الأم فلسطين" هي مستوحاة من النضال والمعانة الفلسطينية.




ويكشف أن هذه الشخصية هي أكثر شخصياته التي يفضلها، وجاءت فكرتها من سيدة اسمها ظريفة، وهي امرأة فلسطينية مسنة التقى بها في مخيم "ماركا" للاجئين الفلسطينيين في الأردن عام 2009.

View this post on Instagram A post shared by Carlos Latuff (@carloslatuff)

زمن السرعة 
من جهتها، تقول الفنانة ورسامة الكاريكاتير البحرينية، سارة قائد إن الأعمال اليدوية والرسوم تأثرت بداية مع دخول آلة التصوير أو الكاميرا، وامتد ذلك مع انتشار التطبيقات المختلفة، وما تقدمه من خصائص ومؤثرات. 

وتذكر أن هذا لا يعني بأن استخدام تطبيق معين يجعل العمل رقميا بالكامل، فخلف الشاشة يد وإنسان يوجه، مضيفة "لازلت أفضل الرسم يدويا، ولكن تتشارك مع يدي أجهزة، وفوتوشوب وشبكات مختلفة للنشر، قد تتحكم بمقاسات العمل، ودرجة اللون، والوضوح".

وبينت أن هناك تداخل كبير حاصل بين الوسائل والوسائط المستخدمة، وأيضا تزاوج بين الكاريكاتير والفنون أخرى، وهذا يؤثر على طريقة طرح الفكرة وصناعة الخبر نفسه، ومن أبرز نتائج هذه التداخلات المرتبطة بحداثة الوسائل وهو السرعة، إذ بات الأعمال تصنع وتنشر وتهضم سريعا، كما أن الخبر وعكسه يأتي سريعا.

وتشرح أنه بسبب هذه السرعة لا يمكن  أحيانا معرفة ما الذي تم وضعه في العمل، أو ما الذي تلقاه الجمهور تحديدا من العمل نفسه.

وعن تعدد منصات نشر الأعمال، التي كانت تقتصر سابقا على الجرائد والمجلات، تشير سارة قائد إلى أن تبدل مكان أو بيئة نشر العمل هو تبديل أيضا لما قد يحمله من تأثير، وإذا كانت الصحف المطبوعة رائحة وملمسا، وحبرا، وكربونا، فالشاشات الحديثة هي نقر وأصبع، وفضاء مفتوح ومعقد من التفاعلات والبرمجة، زهو ما قد يزيل تأثيرات معينة كانت موجودة في الكاريكاتير وتصنع تأثيرات أخرى، سواء بالمعنى الإيجابي أو السلبي.

View this post on Instagram A post shared by Sara Qaed | سارة قائد (@saraqaed)

مزاجية الأنظمة
وتنبه سارة قائد إلى نوع آخر من القمع ضد الكاريكاتير يعد من أكثر التحديات تعقيدا، وهو "مزاجية" الأنظمة، إذ لا يعلم الفنان متى وأين وكيف سيكون مصيره، قائلة "في دولنا العربية قد تعاقب أحيانا ليس لأنك فعلت، بل لأنك لم تفعل شيء، أو لم يكن صوت التأييد والطاعة عاليا بشكل كاف".

وكما أن الموقع الجغرافي، بحسب الفنانة البحرينية يصنع تحديات وصعوبات مختلفة، لافتة إلى اختلاف هامش الحريات من دولة عربية إلى أخرى، فإنه يختلف تماما من دولة عربية إلى أخرى أجنبية.      

وفي سياق حديثها عن الجوانب السياسية، تؤكد سارة قائد أن إعلان التطبيع لا يمثلها كبحرينية، ولا يمثل شريحة من البحرينيين، ولازالت المبادرات والمواقف من قبل العديد من الجمعيات البحرينية ترفض هذا الإعلان، وتعارض الموقف الرسمي بشكل واضح.

وتشير إلى خلو محتواها بشكل عام من تمثيل آراء رسمية أو حزبية أو مذهبية، وسواء توجهت أي جهة للتطبيع أو غيره، فإنها ستحاول الاستمرار برسم فلسطين وهي أقرب للحرية.   

مسرح مفتوح
تمثل أعمال ناجي العالي لسارة ما أسمته بـ "المسرح المفتوح"، قائلة إنها تعرفت عليها عندما كنت في المرحلة المتوسطة (الإعدادي)، ومن خلاله تعرفت على أشياء عديدة كفلسطين والاحتلال والأنظمة.

وتقول "كررت مشاهدة رسمة رشيدة مهران، وأفكر مرة أخرى في مجال الكاريكاتير والخطوط الحمراء، وأتمنى مع ذكرى كل اغتيال بأن تتحقق العدالة لناجي العلي وأكرم رسلان وغيرهم وأن تكون فلسطين وباقي الدول العربية أقرب للعدالة". 



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي فلسطين كاريكاتير ناجي العلي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

التصعيد العدواني الأمريكي على اليمن.. محاولة يائسة لترهيب الصامدين

هذا العدوان يأتي امتداداً لسلسلة الجرائم الأمريكية في المنطقة، التي تهدف إلى فرض الهيمنة وإخماد أي صوت مؤيد لفلسطين، إلا أن هذه المحاولات لن تؤثر في عزيمة اليمنيين الذين ظلوا على مواقفهم الثابتة والمبدئية. التصعيد الأمريكي يأتي في لحظة حساسة، حيث تزداد الضغوط على الكيان الصهيوني بسبب الحصار المستمر على غزة، مما دفع واشنطن إلى محاولة استخدام القوة ضد اليمن، الذي ثبت عملياً أنه حاضر في معادلة الصراع، ليس بالكلمات فقط، بل بأفعال وأعمال أثرت في الحسابات الإسرائيلية والأمريكية. وعلى الرغم من التهديدات المباشرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنها لم تزد الشعب اليمني إلا عزيمة وإصراراً على مواصلة الدعم الثابت لفلسطين. لقد كان اليمن دائما في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية، التي لم تعتبَر يوماً قضية سياسية فحسب، بل مبدأ إيمانياً وواجباً دينياً وأخلاقياً، لذلك كان هدفاً مباشراً للعدوان الأمريكي الذي يسعى لإسكات كل الأصوات الحرة التي ترفض الهيمنة الصهيونية على المنطقة. بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حمل تهديدات مباشرة لليمن، يعكس حجم المأزق الذي تعيشه واشنطن بعد فشلها في تحييد الموقف اليمني الداعم لغزة، وهذه التهديدات، التي حاولت تصوير الغارات كضربة قاصمة، لم تؤثر في عزيمة اليمنيين، بل زادتهم قناعة بأنهم يسيرون في الطريق الصحيح، وأن التصعيد الأمريكي ليس إلا دليل ضعف وعجز عن كسر إرادتهم. واشنطن تدرك أن استهداف اليمن لن يغير من المعادلة شيئا، بل سيعزز صلابة الموقف اليمني ويدفعه إلى مزيد من التحدي، فقد أثبتت التجربة أن العدوان، مهما اشتد، لا يزيد اليمنيين إلا إصراراً على مواصلة مسيرتهم في دعم المقاومة الفلسطينية، لأنهم يعتبرون أن المعركة في غزة هي معركتهم أيضاً، وأن كسر إرادة فلسطين يعني كسر إرادة الأمة بأكملها. الهجمات الأمريكية تعكس أيضاً حجم القلق الذي يعيشه الكيان الصهيوني، فاستهداف اليمن بهذا الشكل يؤكد أن هناك مخاوف حقيقية من استمرار تأثيره على مجريات الأحداث في غزة، خصوصاً أن اليمن أصبح رقماً صعباً في معادلة المواجهة مع الكيان المحتل، ما يفسر هذا الاستهداف المباشر الذي يأتي ضمن محاولات بائسة لتركيعه. محاولة تصوير اليمن كتهديد إقليمي، تعد جزءً من الحملة الأمريكية الممنهجة لتبرير عدوانها، لكن العالم يدرك جيداً أن اليمن لم يكن يوماً مُعتدياً، بل كان دائماً في موقف الدفاع عن قضاياه العادلة، وما يحدث اليوم هو استمرار لسلسلة من الجرائم الأمريكية التي تستهدف كل صوت يرفض الانصياع لمشاريع التطبيع والانبطاح للمخططات الصهيونية. الشعب اليمني، الذي واجه عدواناً استمر سنوات، يدرك أن الغارات الأمريكية لن تغير شيئاً من واقعه، بل ستعزز من وحدته وصموده، فقد عاش هذا الشعب كل أشكال الحصار والتدمير، لكنه لم يتراجع عن مواقفه، واليوم يثبت مجدداً أن تهديدات ترامب لن تزيده إلا ثباتاً، وأنه مستعد لكل التحديات من أجل قضيته الكبرى، فلسطين. الغارات التي استهدفت صنعاء وصعدة وحجة والبيضاء وذمار، تعد إعلاناً واضحاً بأن واشنطن باتت عاجزة عن مواجهة الموقف اليمني بالسياسة، فلجأت إلى القوة، لكنها لم تدرك بعد أن القوة لم تفلح سابقا، ولن تفلح اليوم، لأن اليمن لم يكن يوما ساحة رخوة، بل كان ولا يزال قلعة للصمود العربي في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية. الشعب اليمني يدرك أن هذا العدوان هو جزء من المعركة الكبرى التي يخوضها معسكر المقاومة ضد مشاريع الاستعمار الجديد، ولهذا فهو لا يرى في هذه الغارات سوى دليل إضافي على أن موقفه المؤيد لغزة قد أصاب العدو في مقتل، ومن هنا، فإن أي تصعيد جديد لن يكون إلا حافزاً للمزيد من التحدي والثبات على الموقف المبدئي الداعم لفلسطين. لقد فشلت واشنطن في تركيع اليمن خلال السنوات الماضية، ولن تنجح اليوم، لأن معادلة القوة الحقيقية لا تقاس بعدد الغارات، بل بإرادة الشعوب، واليمنيون الذين خرجوا للساحات بالملايين دعماً لفلسطين، يبعثون اليوم رسالة واضحة مفادها "لن نترك غزة وحدها، ولن يثنينا العدوان عن موقفنا". ستظل القضية الفلسطينية في قلب كل يمني، ولن يكون لهذا العدوان أي تأثير سوى تعزيز الصمود والمضي في طريق دعم المقاومة، لأن هذا الموقف ليس خياراً سياسياً عابراً، بل جزء من الهوية الإيمانية والوطنية للشعب اليمني، الذي يدرك أن معركته ليست فقط للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن كرامة الأمة بأكملها.

مقالات مشابهة

  • لقاء بين الجميّل وصدي ركّز على الاشكاليات التي تواجه قطاع الكهرباء
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • حكومة العهد الجديد في لبنان.. آمال عريضة تواجه تحديات اقتصادية وسياسية
  • وكيل مجلس الشيوخ: منظومة الحماية الاجتماعية تواجه تحديات متعددة
  • أبرزها نقص التمويل.. فيبي فوزي: منظومة الحماية الاجتماعية تواجه تحديات متعددة
  • إليسا تُكرَّم في نيويورك: صوتٌ مؤثر في الفن والمجتمع!
  • التصعيد العدواني الأمريكي على اليمن.. محاولة يائسة لترهيب الصامدين
  • المنفي: ليبيا تواجه تحديات متزايدة تتطلب إرادة حقيقية وتعاونا دوليا
  • محللون: سوريا تواجه تحديات داخلية وتدخلات خارجية
  • من الإنتاج إلى التمويل... 5 تحديات تواجه قانون الأدوية الحرجة في الاتحاد الأوروبي