التاكسي الروبوت يقلق سان فرانسيسكو
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ تتسارع نبضات قلبي قليلا عندما تقترب السيارة الأجرة. يا له من مشهد غريب، مشهد كنت أظن أني لن آراه في حياتي.
سيارة الأجرة تسير بلا سائق. تتوقف أمامي وتدعوني لكي أفتح بابها من خلال هاتفي قبل أن تنطلق بي في ذات ليلة.
لكن بينما كنت أستعد للركوب، يقترب مني أحد المارة.
"إنها غير آمنة"، هكذا يخبرني. يقول إنه رأى إحدى سيارات الأجرة الروبوتية وقد كادت أن تصدم شخصا، ونبهني أن أتوخى الحذر.
يمثل ذلك الرجل شريحة من سكان سان فرانيسيكو لا تعجبها سيارات الأجرة ذاتية القيادة – وترى أن المدينة وافقت على إجراء تجربة خطرة تجازف بأرواح الناس.
بل إن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث بدأت جماعة تشن حملة ضد تلك السيارات خلال الصيف الحالي في تعطيل سير تلك السيارات من خلال وضع أقماع فوق أغطية محركاتها.
الجماعة، التي تطلق على نفسها اسم Safe Street Rebel، تصف ما تفعله بـ "التقميع"، وقد حصدت بعض مقاطع الفيديو التي بثتها على وسائل التواصل الاجتماعي عددا كبيرا للغاية من المشاهدات. لكن مسؤولي المدينة ملتزمون بالسماح بتشغيل تلك السيارات في شوارعها – على الأقل في الوقت الراهن.
في 10 أغسطس/آب الحالي، صوتت لجنة المرافق العامة بكاليفورنيا على السماح لاثنتين من شركات سيارات الأجرة هما Waymo (وايمو) وCruise (كروز) بتقديم خدمة السيارات الروبوتية على مدى 24 ساعة يوميا. في السابق، كان مسموحا لهما بتشغيل تلك الخدمة أثناء الليل فقط.
لكن قبل التصويت، استمع المسؤولون لست ساعات من التعليقات التي أدلى بها بعض سكان المدينة، والتي أعربوا فيها عن آمالهم ومخاوفهم.
كان هناك سائقون من شركتي Uber (أوبر) وLyft (ليفت) أعربوا عن قلقهم من أن سيارات التاكسي الروبوت سوف تحرمهم من مصدر رزقهم. وقالت روزيني، وهي سائقة أوبر في المدينة: "إذا سمحتم بتوسيع خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة، فإنها سوف تحرم أسرنا من مصدر رزقها. أنا أم عزباء".
وقال ممثلون عن قطاع سائقي شاحنات التخلص من النفايات إن تلك السيارات كثيرا ما تتعطل وتعرقل سير شاحناتهم. وانتقدت هيئة الإطفاء بمدينة سان فرانسيسكو السيارات للسبب ذاته، حيث زعمت أنها عرقلت عرباتها 55 مرة خلال العام الحالي.
ويرى البعض أن تلك التقنية ببساطة لم تثبت بعد أنها آمنة. وقال ماثيو ساتَر، وهو سائق أجرة من سان فرانسيسكو: "أنا مؤيد للتكنولوجيا بشدة، ولكن [سيارات الأجرة الروبوتية] ليست مهيأة بعد..إنها تشكل خطرا على مواطني سان فرانسيسكو".
وكان هناك أشخاص آخرون يمثلون ذوي الإعاقات الجسدية، والذين تساءلوا كيف سيتأتى لهم ركوب سيارات أجرة بدون الحصول على المساعدة من سائق. وقالت مارا ماث عضوة مجلس تنسيق نقل المعاقين إن تبني سيارات الأجرة ذاتية القيادة سوف "يحرم ذوي الإعاقات في سان فرانسيسكو من حقوق ومزايا" يتمتع بها آخرون.
غير أنه كان هناك مؤيدون لتلك السيارات. فقد قال جورج جانكو، وهو جراح تقويم عظام وسائق دراجات هوائية متحمس من سكان سان فرانسيسكو: "أشاهد كيف تتصرف تلك السيارات، وثقتي بها أكبر بكثير من ثقتي بالسائقين الغاضبين أو السائقين المشتتين". وأضاف أنه عالج الكثير من الجروح الخطيرة التي تسبب فيها سائقون بشر – وأن سيارات الأجرة الروبوتية تبدو آمنة.
تقول جيسي ولينسكي، وهي سيدة كفيفة، إنها تعرضت للمضايقات من قبل سائقي أوبر وليفت، وإن سيارات وايمو ذاتية القيادة "وفرت لي مستوى من الأمان لم أعهده من قبل".
كانت هناك أم قالت إن سائقي أجرة رفضوا السماح لها بركوب سياراتهم عندما رأوا أن معها مقاعد سيارات للأطفال – وهو شيء لم تكن لتفعله السيارات ذاتية القيادة.
لقد استمعت إلى وجهتي النظر في الجدل المثار حول سيارات الأجرة الروبوتية. كما استخدمت سيارات تابعة لشركة كروز عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية بدون أن أتعرض إلى أي حوادث. ولكنني أيضا ركبت سيارة أجرة ذاتية القيادة تعطلت في منتصف الشارع.
لم تتمكن السيارة من التعامل مع منعطف ضيق كان يتطلب الاستدارة إلى اليمين بحذر، فتوقفت. بدأ سائقو السيارات من ورائنا في استخدام أبواقهم، واضطروا إلى السير على الرصيف كي يتمكنوا من تخطينا. أستطيع أن أتفهم شعورهم بالإحباط.
وبعد ثمانية أيام على التصويت بالسماح لشركتي سيارات الأجرة الروبوتية بتوسيع خدماتهما، وقع حادث تصادم بين سيارة أجرة تابعة لشركة كروز وسيارة إطفاء.
وطلب ديوان السيارات بالولاية من شركة كروز تخفيض عدد سياراتها على الطرق إلى النصف، وهو ما وفقت عليه الشركة.
وطالب ديفيد تشيو النائب العام لكاليفورنيا لجنة المرافق العامة بالمدينة بوقف قرارها، قائلا إن "سان فرانسيسكو سوف تعاني من أضرار خطرة من ذلك التوسع الذي لا تحكمه ضوابط".
ولكن وايمو تصر على أن سيارات الأجرة الروبوتية التي تشغلها آمنة.
وأخبرت الشركة بي بي سي بأن سياراتها قطعت مسافة مليوني ميل من القيادة الذاتية الكاملة. وأضافت أنه لم يقع حادث تصادم واحد مع فرد من المشاه أو قائد دراجة هوائية.
وتقول وايمو أيضا إن كافة حوادث التصادم التي وقعت بين سياراتها وسيارات أخرى كانت نتيجة لانتهاك السائقين الآخرين قواعد المرور أو قيادتهم بشكل خطر.
وأخبرت شركة كروز بي بي سي بأن سياراتها التي تعمل بدون سائقين قطعت مسافة ثلاثة أميال، وأن لديها سجل أمان قوي.
لكن يظل العديد من أهل مدينة سان فرانسيسكو غير مقتنعين. في متنزه هادئ بالمدينة التقيت بواحد من زعماء جماعة Safe Street Rebel والذي طلب عدم الكشف عن هويته.
أخبرني بأن "التقميع" قد يكون واحدا من بين أول مظاهر الاحتجاجات الملموسة على الذكاء الاصطناعي – وأن ذلك النوع من التصرفات البشرية سوف يصير أكثر شيوعا مع مرور الوقت.
يقول إنهم يشعرون بخيبة أمل لأنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف الناس بشأن سيارات الأجرة الروبوتية في سان فرانسيسكو: "إننا لا نسعى مطلقا إلى فرض القانون دون الرجوع إلى السلطات المعنية. نحن فقط نمثل مجتمعا يعكف على تنظيم نفسه من أجل إسماع أصواتنا".
سألته إذا ما كانت جماعته نسخة من القرن الحادي والعشرين لجماعة Luddite ("اللوديون") التي عارضت بقوة التغييرات التكنولوجية في بدايات القرن التاسع عشر.
"نعم، أعتقد أن هناك أوجه تشابه. وأظن أن اللوديين تعرضوا لمعاملة ظالمة عبر التاريخ".
وتجد سان فرانسيكو نفسها في وضع غريب. فهي ترغب في أن تكون في طليعة المدن التي تتبنى الابتكارات التكنولوجية الحديثة، لكن مسئوولي المدينة لم يتمكنوا من إقناع عدد كبير من سكانها.
تبدو المدينة وكأنها الآن في مفترق طرق. فشركات سيارات التاكسي الروبوت تصر على أن سياراتها آمنة، لكن إذا لم تتمكن من إقناع سكان سان فرانسيسكو بذلك، فسوف يتعين عليها خوض معركة من أجل البقاء في شوارع المدينة.
المصدر: BBC
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي سان فرانسيسكو التاكسي الروبوت أجرة ذاتیة القیادة سان فرانسیسکو تلک السیارات أن سیارات
إقرأ أيضاً:
بروتوكلون يذهل العالم.. أول إنسان اصطناعي ينافس روبوتات تسلا!
شمسان بوست / متابعات:
في فيديو مثير للجدل نشرته شركة “كلون روبوتيكس” (Clone Robotics)، يظهر روبوت على شكل هيكل إنسان، وهو ينبض بالحياة، ويعرف هذا الروبوت باسم “بروتوكلون” (Protoclone)، وهو مصنوع من عضلات وأوتار اصطناعية ليكون أشبه بإنسان اصطناعي.
ويُظهر الفيديو هذا الروبوت وهو يتحرك، ويحرك أطرافه بدقة ويثني أصابعه، وهو ينظر إليها، كما لو أن إنسانا حقيقيا يفعل ذلك، وقد كان الروبوت معلقا في الهواء وموصولا بسلسلة من الحبال تبدو كأعصاب تُغذي حركته.
ويختبر الروبوت مجموعة من الحركات المختلفة حول رقبته وصدره وساقيه، وقد أشادت شركة “كلون روبوتيكس” الناشئة بهذا الابتكار، ووصفته أنه أول روبوت عضلي هيكلي في العالم، وتأمل أن يجهز روبوت “بروتوكلون” قريبا ويصبح قادرا على التجول في المنازل وأداء مهماته اليومية.
وتصف الشركة التي تعمل في بولندا والولايات المتحدة الإصدار الأول من روبوت “بروتوكلون” بأنه من دون وجه بشري، ولكنه صحيح تشريحيا، إذ يتكون جسمه من شبكة تضم أكثر من ألف عضلة اصطناعية و500 مستشعر، ويتميز بقدرة مذهلة في الحركات، فهو قادر على القيام بما يقارب 200 حركة مستقلة، وفقا لموقع “ذا صن”.
ويبدو أن شركة “كلون روبوتيكس” تتقدم على منافسيها بسعيها لإنتاج بشر اصطناعيين، وإذا نجحت في ذلك، فسيكون من الصعب جدا تمييزهم عن البشر الحقيقيين.
وصرح دانوش راداكريشنا، المؤسس المشارك لشركة “كلون روبوتيكس” -عبر منصة إكس- أن إطلاق “بروتوكلون” يُعد نقطة انطلاق لعصر الروبوتات الجديد.
ورغم ادعاء الشركة، أن روبوت “بروتوكلون” هو أول روبوت عضلي هيكلي في العالم فإن هناك نماذج سبقته في هذا التصنيف، مثل “كينغورو” (Kengoro) الذي ظهر عام 2017 من مختبر “طوكيو جيه إس كي” (Tokyo JSK). ومع ذلك، كان روبوت “كينغورو” مشروعا بحثيا، بينما ركزت شركة “كلون روبوتيكس” على الروبوتات التجارية، التي تستهدف إنجاز المهمات المنزلية في العالم.
ويبدو أن هناك تحديا بين شركة “كلون روبوتيكس” وشركة تسلا التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، إذ ادّعت الأولى أن تقنية الروبوتات الخاصة بها تتفوق على تقنية روبوتات تسلا، وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح ماسك، أن يد روبوت “أوبتيموس” (Optimus) من تسلا متطورة للغاية لدرجة أنها تجعل “بيضة فابرجيه” (عمل فني معقد وشهير) تبدو بسيطة.
وردت الشركة على تصريح ماسك مدعية، أن يد الروبوت الخاص بها تمتلك نفس درجة حرية الحركة في روبوت “أوبتيموس” أو حتى أسرع، وهي أخف وزنا (بدون معادن) وأقوى (العضلات أقوى من المحركات) وأرخص بكثير، كما أنها ناعمة ومريحة، مناسبة للتدليك والعناق.
وكما وعدت الشركة “سنكشف عن كثير في عام 2025″، مما يدل على مفاجآت كبيرة قادمة في عالم الروبوتات، وقد تكون سباقة لروبوتات “أوبتيموس” من تسلا، التي أعلن ماسك أنها ستُطرح عام 2026.