بعد تردد كبير.. جزئيات بسيطة تفصل إبراهيم دياز عن الالتحاق بـالأسود
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
لا حديث في الأوساط الرياضية بالمغرب، إلا عن "إبراهيم دياز"، لاعب ريال مدريد الإسباني، الذي كانت له نهاية الأسبوع المنصرم، زيارة خاصة لمدينة طنجة، حيث طُرحت أكثر من علامة استفهام، حول أسباب هذه الزيارة، وعلاقتها بإمكانية التحاقه بالمنتخب المغربي.
مصادر موثوقة أوضحت أن "دياز" وقبل ظهوره في طنجة، كان له لقاء خاص جمعه برئيس الجامعة "فوزي لقجع" ومدرب الأسود "وليد الركراكي"، تم خلاله الاتفاق بشكل شبه رسمي على التحاق لاعب الريال بالمنتخب المغربي.
ذات المصادر استبعدت أن يكون "دياز" حاضرا خلال التربص المقبل للمنتخب الوطني، استعدادا لمواجهة ليبيريا يوم 9 شتنبر المقبل، برسم التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2024 بالكوت ديفوار، وودية بوركينافاسو المرتقبة في الـ12 من نفس الشهر، بملعب لانس بفرنسا، مشيرة إلى أن ظهوره الأول بقميص الأسود، قد يكون خلال فترة التوقف الدولي المقبلة (شهر نونبر)، في انتظار تسوية وضعيته الإدارية (تغيير جنسيته الرياضية).
وبالرجوع إلى كواليس قراره شبه الرسمي، القاضي بتمثيل المغرب بعد مسلسل تردد طال انتظاره، فقد أوضحت المصادر ذاتها أن "إبراهيم دياز" استنفد صبره وأيقن تماما أنه لن يكون بمقدوره حمل قميص المنتخب الإسباني، رغم تألقه اللافت في عديد من محطاته الكروية، سواء مع السيتي أو حتى الميلان، حيث ظل دائما خارج حسابات مدرب "لاروخا".
الوضع بالنسبة لـ"دياز" ازداد تعقيدا بداية هذه الموسم، عقب عودته إلى فريقه الأم "الريال"، حيث لازم دكة الاحتياط، ولم يتم الاعتماد عليه إلا في بعض الدقائق المعدودة، أضف إلى ذلك أن الناخب الاسباني الجديد "لويس دي لا فوينتي"، يعرف "دياز" حق المعرفة، حيث سبق له أن دربه خلال إشرافه على منتخب إسبانيا لأقل من 19، 21 و 23 سنة، ومع ذلك ظل دائما خارج مفكرته.
واليوم، وبعد كل هذه التطورات المثيرة، اقتنع "دياز" أن حلمه في حمل قميص منتخب "لاروخا" بات مستحيلا، سيما في ظل تواجد أسماء وازنة، يصعب عليه إزاحتها، ما اضطره إلى إعادة ترتيب أوراقه وأفكاره، حيث قرر بعد طول تفكير الالتحاق بصفوف المنتخب المغربي، الذي كان سببا في إقصاء منتخب أحلامه "إسبانيا" من ثمن نهائي كأس العالم الأخير.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
التأفيف حين يكون إيجابياً
صدر كتاب "التثقيف.. زمن التأفيف"، عن دار نشر ديوان 2024، وهو من تأليف الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، التي تهتم بالفن التشكيلي والفيلم السينمائي، وأبدعت فيهما، كما عينت أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية من قبل الألسكو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) عام 2021، ومن خلال دورها في السفارة الثقافية، أطلقت موقع بوابة النقوش العربية، كما قُدمت أكثر من 90 فعالية محلية عربية ودولية، وأطلقت فيها كثيراً من المبادرات، بالإضافة إلى كتابتها لمقالات نقدية متنوعة الموضوعات في الصحف والمجلات.
لفت نظري غلاف الكتاب، من إبداع الفنان كريم آدم، وهو كولاج لصور سينمائية وتمثال وفيلم وشاشات مفتوحة؛ القراءة البصرية للغلاف تشير إلى أن محتوى الكتاب يتناول الثقافة بكل فنونها، إضافة إلى استخدامه للألوان المبهجة.
أتوقف عند إهداء الكتاب لوالدها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح حيث كتبت عنه "ألهمتنا نعمة التحاور والتفكر، ولأنك أهديتني الكتب". فعلا إنها نعمة، حين تقوم التربية على الحوار والنقاش المثمر؛ لأن الصامت لا يُعرف ما بداخله، ولا يُسمع صوته. وهي نعمة حين تبنى العلاقات الإنسانية عليها. وأما إهداء الكتب فهو من أجلّ النعم؛ لأنها مصدر أساسي للثقافة ولفتح نافذة على الذات والآخر، يدرك الأبناء قيمتها أكثر حين يكبرون، ويرون كيف أثرت فيهم هذه الكتب.
عنوان الكتاب "التثقيف زمن التأفيف" يثير التساؤل منذ اللحظة الأولى، فما معنى التأفيف؟ إن التأفيف من كلمة أف، التي قد تكون من الضجر أو الملل أو الرفض، لكنها هنا تنحو منحى إيجابيا للتعبير عن الدهشة والسؤال، ولاقتراح الحلول.
تقول الشيخة اليازية بنت نهيان في التمهيد: "سنبدأ – مجبرين أو مخيرين – التأفف الآن، سنبدأ بالحيرة والتساؤل، سنبدأ بالتشخيص، والتحليل، والتعمق؛ لأجل الفهم والإدراك، إذن هي دعوة إلى التنقل بين محاور ثقافية، سارحين في ذواتنا لاستكشافها، ولنعرف أسرارها". يتضح هنا منهج الكتاب الذي يعتمد على التحليل، والاستكشاف، من خلال سرد الحوادث والأساطير والنقوش. كما تناولت في بعض المقالات أحدث الدراسات، من خلال تحليلها، ومن ثم الوصول إلى نتائج، ووصولا إلى الاستيكرات في الهاتف مثل استيكرات عبلة كامل، مما يدل على ذكاء وقدرة على التواصل مع المثقفين وعامة الناس.
وطرحت الكاتبة موضوع علم الأنساب والكنى، واستخدام ابن وبنت في الاسم، وضرورة تفعيل ذلك أكثر في حياتنا المعاصرة، بعد أن قلّ الاهتمام به. وترى أن حب معرفة أصول نسب أي إنسان هي محبة فطرية. ومن اللافت للنظر قدرة الكاتبة على التتبع الزمني لهذا الموضوع مثل حديثها عن قبيلة عذرة التي تنتمي إلى قضاعة، مع الاستشهاد على ذلك من المصادر العربية وغيرها.
يعكس الكتاب مدى حب الشيخة اليازية بنت نهيان للغة العربية، وتأكيدها الدائم على جمالياتها وقدرتها على مواكبة العصر والتطور الجاري، ومن ذلك إهداؤها الكتاب لمركز أبوظبي للغة العربية، وطرحها لموضوع الاختصارات في اللغة العربية، مثل "ص" لـ "صلى الله عليه وسلم" و "س" لـ"سورة"، وما إلى ذلك من اختصارات، وبذلك سبقت غيرها، ويمكن استخدام الاختصارات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
التراث العربي بكل مجالاته وفنونه بحاجة إلى أن يصل إلى الجميع؛ لهذا كما تساءلت الكاتبة "أين يمكننا أن نطلع على أسرار تاريخنا؟ من يزود المحرك البحثي بالبيانات والمعطيات والتفسيرات". إنه دور الجميع، خاصة المثقفين، والجامعات، والمؤسسات، كل واحد في مجاله.
طرحت الكاتبة موضوع الهوية الوطنية، وضرورة تعزيزها في نفوس الجيل الجديد، واستدامة هذه التقاليد، فتقول في كتابها: "تتخالف الأجيال، وتتصالح بمقدار تصالح المتغير والثابت أو تجاوز الأول على الآخر، المعركة دائرة...الصلح معقول صدقوني". يمكن تحقيق ذلك من خلال الأسرة، والمدرسة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز الثقافة والمحافظة على الهوية الوطنية.
وقد ركزت المؤلفة في التمهيد وبعض المقالات وحتى في الخاتمة على دور الأسرة، ورأت مدى افتقاد تجمع العائلة للفرجة والاستمتاع بالمشاهدة، أي افتقاد ذوق العائلة لانشغال الجميع بهاتفه وشاشته الخاصة، وهي تركز في ذلك على أهمية الوعي الفردي، الذي يصنع الفارق؛ لأن الإنسان الواعي المدرك يستطيع تحسين جودة حياته وعلاقاته.
نصل في النهاية إلى أن التأفيف هو أبو الإبداع وأمه أيضاً، وأنه من المهم الاستمتاع بالآداب والفنون.