صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-26@06:16:54 GMT

فرص السودان الضائعة: هل من مزيد؟

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

فرص السودان الضائعة: هل من مزيد؟

فرص السودان الضائعة: هل من مزيد؟

عثمان نواي

الاستفادة من فرص هذه الحرب وإمكانيات توقفها تظل مقيدة بقدرة السودانيين على التخلص من عادتهم في تضييع الفرص. قال إبراهيم منعم منصور إنه ظل يكتب لعام كامل حوالي 52 مقال بمعدل اسبوعى يحصي فيها فرص ضائعة لهذه البلاد. إن ما تنبئ به التجارب السابقة لا يبشر بغير إمكانيات تضييع الفرص الآن أيضاً.

ومما يزيد القلق هو أن “الطغمة السياسية” التي يصعب الآن وصفها “بنخبة” لما في العبارة من جوانب إيجابية لم يعد في الساحة السياسية الحالية السودانية الآن من يمتلكها، تتبنى الآن خطوات تاريخية ظلت تتكرر بلا توقف عبر التاريخ الحديث للسودان.

فقد لجأت قحت التي كان يفترض بها قيادة انتقال مدني ديمقراطي حديث بعد الثورة، انتقلت من الارتماء في حضن الشعب وشحن طاقاته لبناء دولة المواطنة الحديثة، انتقلت إلى حواضن مليشيا قبلية مجرمة تمثل منظومة دولة معسكرة، مقبلنة وفاسدة ومهيمن عليها خارجياً. وقد استنسخت قحت ذات تجربة مؤتمر الخريجين وأفندية الاستقلال الذين استعاضوا عن الاستعانة بشعب وجمهور السودانيين المتعلمين والعمال في الحضر والبوادي وبذل الجهد في تعليم وتأهيل بقية الشعب لصناعة الاستقلال وبناء الدولة الوليدة، استعاضوا عنهم بالارتماء في أحضان شيوخ الطائفية المتحالفين مع الاستعمار تاريخياً الذين يبحثون عن طموحهم في الملكية واستغلال جهل الشعب. وفي كلا الحالتين كانت الطغمة السياسية تبحث عن النزول إلى السلطة بالبرشوت من أعلى بدلاً عن الحفر من أسفل وبناء علاقات ثقة مع الشعب وبناء الوعي الوطني الذي يخلق دولة تكون السلطة فيها للشعب وليس حكراً وبلا مساءلة للطغمة النازلة من أعلى بالقوة الجبرية من خلال رعاية وحماية قوى استغلالية وذات مصالح خاصة بعيدة تماماً عن مصلحة الشعب والوطن.

إن مشاريع احتكار السلطة في السودان ظلت تهرب من سلطة الشعب الرقابية المحاسبية، ولذلك تريد الطغمة السياسية دوماً اجتراح سبل تجنبها المرور من نيران المساءلة وتريد العبور مباشرة إلى سلطة تعلو فوق صوت الشعب. فإن قرارات القوى السياسية المدنية في الذهاب إلى العسكر أيضاً ليست غريبة على الطغمة السياسية في تاريخ السودان الحديث من أجل استمرار السيطرة على السلطة. فقد قال إبراهيم عبود في شهادته على أيام تدبير انقلابه” “…. قبل انعقاد البرلمان بنحو عشرة أيام جاءني عبد الله خليل وقال لي الحالة السياسية سيئة جداً ومتطورة ويمكن تترتب عليها أخطار جسيمة ولا منقذ لهذا الوضع غير أن الجيش يستولي على زمام الأمر. فقلت هذا إلى ضباط الرئاسة أحمد عبد الوهاب وحسن بشير وآخرين. مرة ثانية جاءني عبد الله خليل فأخبرته بأن الضباط يدرسون الموقف، فقال لي ضروري من إنقاذ البلاد من هذا الوضع..” شهادة عبود بتاريخ 8 فبراير 1965. لكل من لا يعرفونه فعبد الله خليل كان “أول رئيس وزراء للسودان ما بعد الاستقلال”!

إن هرولة أهل الاتفاق الإطارى نحو حميدتي ليقف ضد ما سموه تعنت الكيزان في الجيش هو أحد أهم أسباب هذه الحرب. من الجانب الآخر فإن هرولة الكيزان إلى الجيش لصناعة تمترس في المواقف ضد الإطاري أيضاً ادت إلى ما نشهده الآن. وتجاهل كلاهما لصوت الشارع الرافض الإطاري ولكلٍ من الكيزان وقحت لهو السبب الأعظم في دمار البلاد. وفي تجاهل صوت الشعب تتساوى وتتشابه الطغمة السياسية السودانية بمختلف معسكراتها.

إن حالة الطغمة السياسية السودانية المستنسخة من ماضيها والتي لا تتعلم أبداً من تجاربها لهو المقياس الذي يجعل سيناريوهات تضييع الفرص تظل الأقرب في واقع السودان الراهن والمستقبلي. ولن تنكسر دائرة تضييع الفرص مالم يخرج ساسة وقادة يفضلون الصعود من أسفل إلى أعلى والاحتماء بثقة الشعب على النزول من أعلى إلى كراسي السلطة والاحتماء  بالبندقية.

إن أقوى ما يمنع قيام دولة مدنية في السودان هو لجوء القوى المدنية نفسها باستمرار للعسكر لحماية طريق وصولهم للسلطة. إن لم يتوقف مدنيو الطغمة السياسية عن عسكرة الفضاء المدني، ويبدأوا اختيار جانب سلطة الشعب على سلطة البندقية، فإن مصير هذه البلاد هو الضياع بعد تضييع كل الفرص.

osman.habila@gmail.com

الوسومإبراهيم عبود احتكار السلطة الاتفاق الإطاري الاستقلال السودان الطغمة السياسية العسكر الكيزان حميدتي عبد الله خليل عثمان نواي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاتفاق الإطاري الاستقلال السودان العسكر الكيزان حميدتي

إقرأ أيضاً:

«الأسبوع الإماراتي الكويتي» ينطلق في دبي الشهر المقبل


دبي (الاتحاد)
تنطلق خلال الفترة من 3 إلى 4 فبراير المقبل، فعاليات «الأسبوع الإماراتي الكويتي» في دبي، وذلك في إطار ترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وجهودهما لتحقيق التنمية الشاملة والمصالح المتبادلة في كافة القطاعات.
ويُعَد الملتقى الذي تنظمه وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات بالشراكة مع غرف دبي وبالتعاون مع القنصلية العامة لدولة الكويت وهيئة دبي للثقافة والفنون، منصة مهمة لاستكشاف الفرص الاستثمارية وتنمية التجارة في قطاعات حيوية، إلى جانب تبادل الرؤى والأفكار بشأن تطورات البيئة الاقتصادية، ما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، وسبل تطويرها.
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية: تشهد العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة تطورات إيجابية متلاحقة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بفضل الإرادة المشتركة لقيادتي الدولتين في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أرحب من الشراكة الاستراتيجية.
وأضاف معاليه، أن إطلاق الأسبوع الإماراتي الكويتي في دبي كمنصة لاستكشاف الفرص الاستثمارية في القطاعات المستهدفة، وتعزيز نمو التجارة البينية يأتي ترجمةً لالتزام الدولتين بتعزيز النمو والتعاون في مجالي التجارة والاستثمار، عبر توفير فرص جديدة للقطاع الخاص ومجتمعي الأعمال في البلدين الشقيقين.
وأكد معاليه، على أهمية هذا التعاون ودوره المحوري في دعم القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الجانبين، التي تُعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات في مجالات تطوير الخدمات الحكومية، ما يسهم في تعزيز تنافسية البلدين على الساحة الاقتصادية الدولية.
وأشار معالي الزيودي إلى أن الإمارات والكويت تعملان على تعزيز أطر التعاون الاقتصادي وتوسيع الشراكات الاستراتيجية بينهما. كما أكّد أهمية استثمار الفرص المتاحة في كلا البلدين، واستكشاف إمكانيات جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي المستدام، بما يتماشى مع رؤية «نحن الإمارات 2031» ورؤية «الكويت 2035»، الهادفتين إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الازدهار الاقتصادي في المنطقة. حيث بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين الإمارات والكويت خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024 حوالي 45.4 مليار درهم (12.4 مليار دولار) بنمو سنوي بـ 7.2% مقارنة مع الفترة المثيلة من 2023 بحسب الأرقام الأولية، وبينما بلغت الاستثمارات المتدفقة من دولة الكويت إلى الإمارات بداية 2023 اقتربت من 4 مليارات دولار.
وقال معالي عبد العزيز عبد الله الغرير، رئيس مجلس إدارة غرف دبي: يساهم الأسبوع الإماراتي الكويتي في تنمية التجارة البينية والاستثمار بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع، حيث يساهم هذا الحدث الاستراتيجي بتعزيز التعاون المشترك لتطوير المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في مجموعة من القطاعات الحيوية، وتحفيز النمو الاقتصادي ومشاركة أفضل الممارسات والخبرات.
وقال معالي خليفة العجيل وزير التجارة والصناعة في الكويت أن الأسبوع الإماراتي الكويتي يستهدف استكشاف المزيد من الفرص للارتقاء بعلاقات الدولتين الشقيقتين ويسهم بتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك لتطوير المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة في مجموعة من القطاعات الحيوية وتحفيز نمو حركة التجارة البينية.

أخبار ذات صلة الإمارات تستضيف فعاليات المنتدى العالمي للإنتاج المحلي 7 أبريل ثاني الزيودي: زيادة اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة للدولة خلال 2025

مقالات مشابهة

  • سيسمع الشعب السوداني الصابر بل وكل العالم منذ اليوم فصاعداً حكايات لا تصدق
  • هل أدرك الجنجويد الآن الفارق الشاسع بين الكلية الحربية والخلا ؟
  • «الأسبوع الإماراتي الكويتي» ينطلق في دبي الشهر المقبل
  • الأحزاب والقوى السياسية تدين التصنيف الأمريكي وتؤكد مواجهة كل أشكال الاستهداف
  • وزير السياحةيبحث دفع مزيد من الحركة الوافدةمع نظيره الاسباني خلال مشاركته بمعرضFITUR2025
  • وزير الخارجية العراقي: داعش تمدد في سوريا وحصل على مزيد من الأسلحة والرجال
  • لا مزيد من الشخير – حلول لمشاكل الأنف والأذن والحنجرة لليالي هادئة!
  • الشرع يطالب برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا
  • السودان ودولة الحرب العميقة
  • انتصاراتهم الظرفية وانتصارنا الاستراتيجي