البريكس وتعدد الأقطاب.. مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
سلط كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.
ففي صحيفة "الجمهورية"، قال الكاتب رضا العراقي إن انضمام مصر للبريكس هو توجه عام اتجهت له القيادة السياسية منذ البداية على مدار السنوات العشر الماضية، فكان هناك استهداف للوقوف على قدم المساواة من جميع دول العالم في إطار المصالح المشتركة وكل ما يخدم مصلحة البلاد، وهذه الفلسفة الناضجة كانت واضحة بشدة في علاقات مصر الخارجية التي تميزت بالتنسيق والتكامل بعيدا عن الاستحواذ أو التحزب ضد مصالح البعض، هذا النهج المدروس قائم على المرجعية الدولية والعدالة والمساواة، حيث تميزت به مصر على مدار السنوات الماضية، الأمر الذي ساهم في خلق علاقات متوازنة لها مع جميع دول العالم.
وأوضح العراقي - في مقاله بعنوان "البريكس.. وتعدد الأقطاب" - أن المقصود مما سبق من حديث أننا لا نستهدف فقط «البريكس» كاتحاد مفيد يضم تنوعا اقتصاديا هائلا، لكن في الواقع هي سياسة عامة تستهدف دائما كل التكتلات التي تخدم مصالحنا المشروعة، وهذا ما نراه في إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف العراقي أنه من هنا لابد أن ندرك جيدا أن مصر تؤيد وتشجع تعدد الأقطاب القائمة على العدالة والمساواة، وذلك واضح في علاقاتها مع تكتلات عديدة انضمت لها في الماضي، كان أبرزها الاتحاد الأوروبي والكوميسا وأمريكا وغيرها من أنواع التكتلات التي تخدم الاقتصاد القومي.
وتابع العراقي: "إذا تحدثنا مباشرة عن المزايا أو العائد من دخول مصر «البريكس» نجد العديد من المزايا والمصالح، وهي في الواقع ليست لمصر وحدها إنما لجميع دول التكتل، حيث تمتلك مصر أيضا العديد من مقومات النجاح التي تفيد دول البريكس، ومن هنا جاء اختيارها والموافقة على انضمامها، فالأمر يتوقف على المصالح المشتركة وأهمية الدور الذي تلعبه كل دولة في هذه المنظومة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، هذا ما نريد توضحيه ونشير له أن اختيارنا جاء نتيجة واقع ملموس يؤكد أن مصر دولة محورية ولاعب أساسي داخل المشهد العالمي ومؤثرة بشدة داخل المنطقة".
وأكد الكاتب رضا العراقي أن اختيار «البريكس» لمصر تحقق من واقع نجاحات وإنجازات لا مثيل لها على كافة الأصعدة من إصلاحات تضمنت كل المجالات المختلفة.
وأكمل العراقي: "إذا تطرقنا بشكل مباشر لعائد الانضمام، نجد أن هناك مكاسب عديدة، أهمها ضبط إيقاع سوق صرف النقد الأجنبي وفك ارتباط الجنيه المصري وباقي عملات البريكس بالدولار واعتماد العملة المحلية لدول التكتل في التجارة والاستثمار وكافة العلاقات الاقتصادية بينها والتبادل التجاري، مثل هذه المكاسب تمنع هيمنة دولة على أخرى أو تحكم عملة واحدة أو اثنتين في باقي العملات".
وشدد العراقي على أن الحدث مهم حقا ويحقق التوازن لجميع قارات العالم، والأهم هنا أنه على كل دولة أن تتوافق بسرعة شديدة مع المتغيرات المحلية والعالمية خاصة الدول المتكتلة للحفاظ على التكامل والعطاء ولا تكون دولة عبئا أو عالة داخل الكتلة الاقتصادية التي تنتمي لها.
لأول مرة في التاريخ الأمريكي وفي مقاله بصحيفة (الأهرام)، قال الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام، إنه ولأول مرة في التاريخ الأمريكي يدخل رئيس السجن، ويتم تصويره جنائيا باعتباره "مسجونا"، ثم يقوم بتسديد كفالة قدرها 200 ألف دولار ليتم الإفراج عنه بعد ذلك.
وأضاف الكاتب أن دونالد ترامب حرص على «وسامته»، وعلى أن تظهر صورته فى السجن كأنه يستعد لمشهد تمثيلي جديد، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يشيد «بوسامته» في صورته مسجونا، وعلى الفور علق ترامب على احتجازه بعد إطلاق سراحه قائلا «إنه لم يرتكب خطأ»، ووصف القضية بأنها «مهزلة للعدالة»، مشيرا إلى حقه في « الطعن في الانتخابات، واعتبارها غير نزيهة».
وأكد أن ترامب لم يكتفِ بذلك، بل إنه نشر صورته الجنائية معلقا عليها: «لن أستسلم».
وأشار الكاتب إلى أن الغريب في الأمر أن ترامب لا يزال في مقدمة سباق الترشح للحزب الجمهوري، ورغم عدم حضوره المناظرة الرئاسية للحزب، فقد أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدمه على كل من حضر تلك المناظرة، ليفوز بها رغم عدم حضوره لها، وحافظ على تقدمه حتى نهاية المناظرة.
وأكد الكاتب أن ترامب سوف يفوز في النهاية بترشيح الحزب الجمهوري رغم أن هناك شبابا أكثر منه، بمن فيهم حاكم فلوريدا القوي رون ديسانتيس البالغ من العمر 45 عاما.
وأضاف الكاتب أن ترامب إذا نجح في تخطى عقبة الترشح عن الحزب الجمهوري فإنه سوف يكون الرئيس القادم، وسوف يتغلب على الرئيس الحالي جو بايدن.
وقال إن حكام أوروبا لا يريدون ترامب، لكن شعوبها أعتقد أنها تفضله لأنه سوف ينهي الأزمة الروسية- الأوكرانية، وبعد نجاحه سوف يدخل في معارك ضخمة مع الحزب الديمقراطي داخليا، خاصة فيما يتعلق بقضايا الإجهاض، والتحول الجنسي التي يرفضها ترامب بكل قوة، ووضوح، ويتعهد بإصدار القوانين التي تنهي حالة العبث، والشذوذ السائدة بكل قوة في المجتمع الأمريكي، وهي الأوضاع التى يدعمها الرئيس بايدن، وحزبه الديمقراطي.
وأكد الكاتب أن الأيام المقبلة سوف تشهد الكثير من المفاجآت في سباق الرئاسة على مستوى الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ثم تبدأ المعركة النهائية بعد ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الکاتب أن أن ترامب
إقرأ أيضاً:
ما هي عقيدة القدر المتجلي الخطيرة التي يسعى ترامب إلى إحيائها؟
في مستهلّ ولايته الرئاسية الثانية، وأثناء خطاب تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "من هذا اليوم فصاعدًا، ستزدهر بلادنا وتُحترم مجددًا في جميع أنحاء العالم. سنكون محط غيرة كل أمة، ولن نسمح لأنفسنا أن يستغلّنا أحد بعد اليوم. خلال كل يوم من أيام إدارة ترامب، سأضع ببساطة، أميركا أولًا".
وأضاف: "ستستعاد سيادتنا، وسيُعاد الأمن إلى ربوعنا، وموازين العدالة إلى نصابها. وأولويتنا القصوى ستكون بناء أمة فخورة، مزدهرة، وحرة. ستصبح أميركا قريبًا أعظم، وأقوى، وأكثر تفوقًا من أي وقت مضى".
وأردف قائلًا: "من هذه اللحظة فصاعدًا، انتهى انحدار أميركا". مؤكدًا: "لقد أنقذني الله لأجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". كما عبّر عن رغبته في تغيير "اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا"، وأعلن عزمه على "إرسال رواد فضاء أميركيين لغرز العلم الأميركي على كوكب المريخ". وختم مؤكدًا: "نحن شعب واحد، وعائلة واحدة، وأمة مجيدة واحدة تحت قيادة الله".
لكن التصريح الأكثر إثارة للجدل جاء في نهاية يناير/ كانون الثاني 2025، حين كشف ترامب في مقابلة عزمه على استعادة قناة بنما، وقال صراحة: "لقد بنيناها، دفعنا ثمنها، ولن نتنازل عنها للأبد"(رويترز-2025).
كما ألمح إلى إمكانية ضم غرينلاند وكندا قائلًا: "غرينلاند أراضٍ بكر، غنية بالموارد، وهي أقرب إلينا من بعض ولاياتنا" (أسوشيتد برس 27 يناير/ كانون الثاني 2025).
إعلانمن خلال هذا الخطاب، أعاد ترامب إلى الواجهة مفهومًا أيديولوجيًا عميقًا من تاريخ أميركا السياسي، وهو مفهوم "القدر المتجلي" (Manifest Destiny)، الذي برز في أربعينيات القرن التاسع عشر، وتحوّل إلى عقيدة قومية تبرّر التوسع باسم "الإرادة الإلهية".
إعلان ترامب أن "الحقبة الذهبية لأميركا تبدأ الآن"، وغرز العلم الأميركي على المريخ، لم يكن مجرد دعاية انتخابية، بل إحياءً لواحدة من أخطر العقائد الأميركية: "القدر المتجلي"، التي تبرر التوسع الإمبراطوري باسم "الإرادة الإلهية".
جذور الفكرة: من الإبادة إلى الإمبراطوريةنشأت فكرة "القدر المتجلي" على يد الصحفي الأميركي جون أوسوليفان، في عام 1845، الذي دعا الأميركيين إلى اعتبار أنفسهم شعبًا مختارًا من قبل العناية الإلهية، ومكلَّفين بنشر الحضارة (وفق الرؤية الغربية البروتستانتية الأنجلوسكسونية) عبر القارة الأميركية، ومن ثم إلى العالم بأسره.
وفقًا لهذا التصور، فإن "القدر" قد حدد غايته واختار"البيض الأنجلوسكسون البروتستانت" كحاملي هذه الرسالة، ومكّنهم من الهيمنة على الأراضي الهندية أولًا، ثم التوسّع خارج الحدود الجغرافية الطبيعية. إن "القدر"، كما رآه أوسوليفان، يجب أن يُرسم بخط مستقيم يقود نحو مستقبل تتسيّده أميركا كقوة مُخلِّصة ومهيمِنة.
على الرغم من صياغتها بخطاب سياسي وعلماني، حملت هذه العقيدة جوهرًا استعلائيًا عرقيًا ودينيًا، إذ قدمت فكرة أن الرب فضَّل "البيض الأنجلوسكسون البروتستانت"، وجعلهم "شعبًا فوق كل الشعوب"، مما ساهم في تبرير الإبادة ضد السكان الأصليين، والتوسعات الأميركية مثل شراء لويزيانا (1803)، وضم تكساس (1845)، والحرب مع المكسيك (1846-1848)، وضم كاليفورنيا، وأريزونا، ونيو مكسيكو، وصولًا إلى غزو الفلبين، وهاواي، وبورتوريكو في أواخر القرن التاسع عشر.
هكذا أصبحت هذه الفكرة غطاءً أيديولوجيًا يخفي الطموحات التوسعية خلف ستار أخلاقي، يجمع بين التفوق العرقي والإرادة الإلهية.
إعلان على خطى أوسوليفانترامب، في إحيائه هذا المفهوم، لم يكتفِ بالرمزية، بل استخدم مفرداته بشكل مباشر: التوسع في الفضاء، إعادة تسمية جغرافيا الآخرين، وتجديد مفاهيم السيطرة القومية.
قد تبدو هذه التصريحات شعبوية، لكنها تُعيد إنتاج خطاب أميركي يرى في بلاده قوة استثنائية، لا تخضع للمعايير العالمية، بل تعيد تشكيلها.
ورغم أن تطبيق هذه الفكرة بدأ قبل تأسيس الدولة الأميركية نفسها، فإن إضفاء الطابع الفكري عليها عبر مبدأ "القدر المتجلي" منح السياسيين لاحقًا غطاءً لشرعنة سياسات الغزو والهيمنة، أو العزلة عند الحاجة.
اليوم، لا يُنظر إلى "القدر المتجلي" كذكرى تاريخية، بل كنهج حي يعود بصيغة جديدة في الإدارة الأميركية. ويتجلى هذا الحضور بوضوح في كتاب (American Crusade: Our Fight to Stay Free ) لوزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، حيث يظهر الامتداد الأيديولوجي الواضح للفكرة، وإن لم تُذكر بالاسم.
الهيمنة، السيطرة، واستعادة مؤسسات الدولة (كالتعليم، القضاء، الإعلام…) من "اليسار العدو"، كلها تتجسد في مضمون الكتاب، لتصبح العقيدة القديمة أداة حديثة لإعادة "أمركة أميركا"، وتطهيرها من كل ما لا ينسجم مع النموذج المحافظ والإنجيلي الذي يتبنّاه.
النسخة الترامبيةغير أن النسخة الترامبية من هذه الفكرة تبتعد عن الغطاء الأخلاقي التقليدي الذي استخدمته الإدارات السابقة كذرائع لتدخلاتها. فبدلًا من الشعارات حول "حقوق الإنسان" أو "نشر الديمقراطية"، يصرح ترامب بأن الغاية هي المصلحة القومية، والقوة، والهيمنة.
في هذا السياق، يرى بعض الباحثين أن هذا التحول يُعيد الولايات المتحدة إلى منطق الإمبراطوريات القديمة، حين كان التوسع غاية في حد ذاته، وليس وسيلة لتحقيق مبادئ عُليا.
ويقول المؤرخ الأميركي هاورد زين إن: "القدر المتجلي لم يكن أبدًا بريئًا، بل أداة إمبريالية مغطاة بأخلاق مصطنعة"، ويبدو أن ترامب قد قرر إزالة هذا الغطاء نهائيًا.
إعلانتبعًا لذلك، فإن "القدر المتجلي" في نسخته الترامبية لا يتوقف عند الحدود الجغرافية، بل يتعداها إلى الفضاء، والتكنولوجيا، وربما الاقتصاد العالمي.
فالدعوة إلى "استعادة" مناطق مثل كندا، وغرينلاند، تعكس تصورًا للقوة ليس قائمًا فقط على النفوذ، بل على الملكية المباشرة. كذلك، فإن تصريحه بأن على أميركا أن تكون "سيدة الفضاء"، يعكس توجهًا نحو عسكرة الفضاء، في تحدٍّ واضح للاتفاقات الدولية التي تمنع تحويل الفضاء إلى ساحة صراع عسكري.
إن هذا التوجه الأميركي الجديد قد يُنتج عواقب دولية خطيرة، من بينها تصاعد النزعة القومية في مناطق أخرى، وسباق تسلّح في الفضاء، وعودة خطاب الاستعمار والضم إلى واجهة العلاقات الدولية.
خلاصة القول: إحياء ترامب مفهوم "القدر المتجلي" ليس مجرد خطاب بلاغي، بل أداة سياسية تعكس فلسفة حُكم قائمة على السيطرة والتفوق، تُعيد صياغة الهيمنة الأميركية بأساليب معاصرة تتجاوز حدود الزمان والمكان.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline