لندن-سانا

أكدت دراسة جديدة أن الأمريكيين يدفعون ثمن سياسات المواجهة والأساليب العدائية التي تتبعها إدارة بلدهم ضد الصين، حيث تسبب تحول التجارة الأمريكية بعيداً عن بكين برفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين في الولايات المتحدة دون وجود أي وسيلة لتعويضهم.

وأوضحت الدراسة البحثية التي أجراها خبراء اقتصاديون في جامعتي هارفارد وتوك الأمريكيتين، ونشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية أن ابتعاد التجارة الأمريكية عن الصين بسبب السياسات التي انتهجتها الإدارتان الأمريكيتان الحالية والسابقة رفعت الأسعار في الأسواق الأمريكية، وزادت معاناة المستهلكين دون وجود وسائل تعوض هذا مثل تحسين كفاءة التصنيع في الولايات المتحدة.

وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من القرارات السياسية إلا أن اعتماد الولايات المتحدة على سلاسل التوريد ذات الصلة ببكين لم يتقلص بشكل كبير، ولو كان ذلك يتم بشكل غير مباشر في حين يواجه المستهلكون الأمريكيون ارتفاعاً في الأسعار.

ولفتت الدراسة إلى أن التعريفات الجمركية الأمريكية المفروضة على البضائع الصينية إلى جانب السياسات الصناعية التي صدرت في الآونة الأخيرة وجائحة كورونا كل ذلك أدى إلى إعادة تخصيص كبيرة في نشاط سلاسل التوريد، إذ انخفضت الواردات الأمريكية المباشرة من بكين من 21.6 بالمئة عام 2016 إلى 16.5 بالمئة خلال العام الماضي من إجمالي واردات واشنطن.

وصعدت الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس دونالد ترامب نهجها العدائي ضد الصين فبدأت برفع التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، واستمرت السياسات التصعيدية في ولاية جو بايدن الحالية، حيث فرضت واشنطن مؤخراً حظرا على الاستثمارات الخارجية للشركات الأمريكية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وخصوصا الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية في الصين.

وحاولت الولايات المتحدة حمل أوروبا على مساعدتها في احتواء الصين إلا أن الاتحاد الأوروبي قد آثر نهج (المنافسة والتعاون) مع بكين إذ وضعت ألمانيا العلاقات الاقتصادية مع الصين على رأس قائمة أولوياتها.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لا فارق بين سياسات ترامب وهاريس تجاه فلسطين: "مفاضلة بين سيئ وأسوأ"

 

التعاطف الجماهيري الأمريكي مع غزة فرض القضية الفلسطينية على المرشحين

قضية غزة لا تزال مهمة في دوائر ضمن الولايات المتأرجحة

الإسرائيليون يفضلون فوز ترامب.. والفلسطينيون يرون المرشحين وجهين لعملة واحدة

يتفق المرشحان في دعم إسرائيل ويختلفان في تفاصيل إنهاء الحرب

اتهامات متبادلة بين هاريس وترامب بعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية

مواصلة التودد لليهود الأمريكيين لكسب أصواتهم

هاريس تميل إلى التعاطف مع الطرفين لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء العدوان

ترامب يؤكد ضرورة انتصار إسرائيل وإنهاء الحرب بسرعة

المرشحان لم يتطرقا إلى "حل الدولتين" لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

 

الرؤية- غرفة الأخبار

على مدار أكثر من عام، كان الحراك الأمريكي الجماهيري الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة قويا، ووصل إلى ذروته في الكثير من الجامعات الأمريكية حين نظم الطلاب مظاهرات واعتصامات أجبرت إدارات بعض الجامعات على وقف التعاون مع العدوان الإسرائيلي على غزة.

ووفقاً لهذه المعطيات، كان ملف غزة حاضرا وبقوة في برامج مرشحي الرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب، والديموقرطية كاميلا هاريس، إذ إن الكثير من الناخبين الأمريكيين- خاصة المسلمين واليهود- سيمنحون أصواتهم وفقاً لرؤية كل مرشح تجاه حرب الإبادة المستمرة في القطاع المحاصر.

وتسببت حرب غزة في انقسام كبير بين أعضاء الحزب الديمقراطي، وكذلك على مستوى قواعده الشعبية. وبسببها كان للعرب والمسلمين الأميركيين، الذين يعول عليهم في الانتخابات لحسم ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، موقف غير داعم لترشح جو بايدن لولاية رئاسية ثانية قبل أن يعلن انسحابه في يوليو الماضي ويفسح المجال لنائبته هاريس.

وبينما يترقب العالم نتائج الانتخابات الأمريكية، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الإسرائيليين يفضلون فوز ترامب، في حين يعتبر الفلسطينيون هاريس وترامب وجهين لدعم أمريكي متواصل لحرب الإبادة في غزة.

وقال فلسطينيون في مدينة القدس الشرقية لـ"الأناضول"، إنهم لا يعلقون آمالا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معتبرين أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كالمفاضلة بين "سيئ وأسوأ".

والمشترك بين كلا المرشحين هو دعمهما الكامل لإسرائيل، إذ كرر ترامب على مدى العام الماضي مقولة إنه لو كان في الحكم لما وقعت هذه الهجمات، في حين تكرر هاريس بلا توقف مقولة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

كما يتهم كل منهما المرشح الآخر بعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية، حيث قال ترامب إن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين إذا هُزم، في حين تصف هاريس خطاب ترامب حول إسرائيل بأنه معاد للسامية.

ورغم الاتفاق بينهما على دعم إسرائيل وعدوانها على قطاع غزة، يريد كلاهما أن تنتهي الحرب في غزة قريبا، لكن ذلك لم يمنع من وجود خلافات بينهما في تفاصيل رؤيتهما للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكيفية التعامل معه وإنهائه.

وتشدد هاريس على أهمية وخصوصية التحالف طويل الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فخلال مراسم إحياء ذكرى السابع من أكتوبر، غرست هاريس وزوجها اليهودي دوغ إيمهوف شجرة رمان في حديقة مقر سكن نائب الرئيس، كرمز على ديمومة التحالف مع إسرائيل.

في حين يصف ترامب نفسه بانتظام بأنه "أفضل صديق" لإسرائيل، وقال خلال خطابه أمام المجلس الإسرائيلي الأميركي في واشنطن في 19 سبتمبر الماضي "سنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى"، مؤكدا أنه مع تصويت اليهود الأميركيين، وسيكون "المدافع عنهم" و"حاميهم" وأنه "أفضل صديق لليهود الأميركيين في البيت الأبيض".

أما عن وقف الحرب، فجاء موقف هاريس متماشيا مع موقف جو بايدن، إذ جعلت هاريس من وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين المحور الرئيسي لموقفها من العدوان، لكن دون الضغط على إسرائيل لتبني هذا النهج.

وتميل هاريس إلى صياغة رؤيتها لنهاية الحرب من حيث التعاطف مع ضحاياها الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، في محاولة لسد الفجوة في حزبها حول العدوان الإسرائيلي، وتكرر مقولة "أنا أعمل على ضمان أن تنتهي الحرب، بحيث تكون إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويمكن للشعب الفلسطيني تحقيق حقه في الكرامة والحرية وتقرير المصير".

في حين يدعو ترامب منذ عدة أشهر إلى إنهاء سريع للحرب، وقال مؤخرا لنتنياهو "عليك أن تنهيها وتفعل ذلك بسرعة"، وأضاف "احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل". ويؤكد ترامب دائما على ضرورة انتصار إسرائيل، ويعتبر ترامب نهاية الحرب قرارا إسرائيليا، على الرغم من مطالبته بوقف الحرب.

أما في ما يخص حل الدولتين، فمنذ 7 أكتوبر لم تتحدث واشنطن كثيرا أو بجدية عن إمكانية قيام دولة فلسطينية، وغابت جملة "حل الدولتين" عن خطابات كل من هاريس وترامب، وتذكر هاريس بدلا من "حل الدولتين" أو "دولة فلسطينية مستقلة" في خطاباتها عبارة غامضة هي "تقرير المصير للفلسطينيين"، في حين لم يتناول ترامب هذه النقطة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • الصين تعلق على فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية
  • ترامب: حريص على تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الولايات المتحدة ومصر
  • الصين تهنئ ترامب وتأمل في “تعايش سلمي” مع الولايات المتحدة
  • رغم فوز ترامب.. الصين تؤكد التزامها بسياسة ثابتة تجاه الولايات المتحدة
  • مهاجراني: السياسات العامة لإيران تجاه أمريكا ثابتة
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
  • انتخابات الرئاسة الأمريكية.. تعرف على أبرز الولايات التي يتفوق فيها ترامب على هاريس
  • لا فارق بين سياسات ترامب وهاريس تجاه فلسطين: "مفاضلة بين سيئ وأسوأ"
  • ما هي الولايات السبع المتأرجحة التي ستحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
  • الناخبون الأمريكيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع في عدد من الولايات