مودرن ديبلوماسي: السوريون ينتفضون ضد الأسد.. هل يختلف الوضع هذه المرة؟
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
ذكر موقع "مودرن ديبلوماسي" الأميركي أن التوترات تصاعدت بجنوب سوريا خلال هذا الأسبوع في أعقاب تظاهر السوريين بأعداد غير مسبوقة منذ عام 2011 بمدينة السويداء، احتجاجا على تدهور الظروف المعيشية وهتافاتهم ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، مشيرا إلى احتمال تهديد قبضته على السلطة.
وأورد الموقع في تقرير أعده الكاتب كريس فيتزجيرالد أن المحتجين رفعوا لافتات وهم يهتفون "سوريا لنا وليست لآل الأسد".
وأشار التقرير إلى أن الاحتجاجات انتشرت كالنار في الهشيم، وامتدت إلى أكثر من 52 منطقة في جنوب سوريا، والمحافظات المجاورة، درعا ودير الزور، وفي الشمال وصولا إلى حلب. ونسب إلى منظمة مراقبة حقوق الإنسان السورية "إيتانا" اندلاع 32 مظاهرة يوم السبت، بما في ذلك إدلب والرقة والحسكة ودير الزور.
وحسب الكاتب، فإن هذه الاضطرابات هي، إلى حد كبير، رد على قرار النظام خفض الدعم عن الوقود والظروف الاقتصادية السيئة بشكل عام التي تواجهها البلاد، بما في ذلك التضخم الجامح المستمر وارتفاع تكلفة المواد الغذائية وغيرها من السلع، وانهيار قيمة الليرة السورية إلى مستوى قياسي بلغ 15 ألفا و500 ليرة مقابل الدولار الواحد.
بالإضافة إلى ذلك، يقول التقرير، لا تزال سوريا تعاني أزمة إنسانية حادة، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 15.3 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، وذلك بسبب الصراع المحلي، وأزمات الصحة العامة، بما في ذلك أزمة المياه وتفشي الكوليرا، والنقص المستمر في الغذاء.
الأمور مختلفة هذه المرة
وقال التقرير إنه على عكس ما حدث في عام 2011، يبدو أن الأمور حاليا مختلفة، مما يسبب مشاكل للنظام. فقد اندلعت الاحتجاجات في مناطق ومدن تضم أعدادا كبيرة من العلويين والدروز، وهي المجموعات نفسها التي ظلت موالية للأسد إلى حد كبير. وقد استخدم العديد من العلويين البارزين منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن إحباطهم من النظام، ودعا البعض إلى سقوطه.
وأوضح أن ذلك كان هو الحال منذ بضعة أشهر، حيث تحدث العلويون في المناطق التي يسيطر عليها النظام في السابق عن عجزه عن حل المشاكل التي تواجهها سوريا. ويتضمن ذلك العديد من الأمثلة التي ذكرها كتاب وصحفيون بينهم علويون بالتعبير عن إحباطهم علنا على منصات التواصل الاجتماعي.
الفساد وانهيار الاقتصادوقال إن هذه المجتمعات دعمت الأسد في أسوأ ظروفه، لكنها كوفئت بالفساد وانهيار الاقتصاد والأزمة الإنسانية المستمرة، مضيفا أن الدعوات التي يطلقها أفراد هذه المجتمعات لإسقاط النظام تعد استثنائية ويمكن أن تشكل تغييرا حقيقيا في قواعد اللعبة بالنسبة للمعارضة، وهو ما افتقر إليه المعارضون عام 2011 وسمح للأسد بتقسيمهم وهزيمتهم وترجيح كفة الميزان لصالحه.
ورجح الكاتب أن يرد الأسد بوحشيته المعتادة، مستخدما عنف الدولة والتخويف لقمع المعارضة، قائلا: يبدو أن هذا السيناريو قد بدأ بالفعل، حيث أفادت وسائل الإعلام المحلية بتحليق عدة طائرات تابعة للنظام فوق دمشق بأحياء مضايا والمزة وكفر سوسة، وانتشار أمني كبير في العاصمة لمنع انتشار الاحتجاجات على نطاق أوسع.
الأسد هو المشكلةوعلق الكاتب بأن الأسد هو المشكلة، إذ لا يزال نظامه "الوحشي" غير قادر أو غير راغب في حل المشاكل التي تواجهها البلاد، ويطيل أمد الصعوبات من خلال ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد السوريين، مثل منع توزيع المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب.
وتوقع أن تنتهي الاضطرابات الحالية بطريقتين: إما أن تؤجج مظالم السوريين وتمتد إلى كافة أنحاء البلاد وتتحول إلى حراك شعبي يهز النظام، أو يتم سحق المطالب المشروعة للشعب كما حدث في عام 2011، قائلا إن السوريين العاديين من جميع الطوائف والأديان يأملون في تحقق الخيار الأول وليس الثاني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عام 2011
إقرأ أيضاً:
تأثير وقف المساعدات الأمريكية على تنظيم داعش ومخيم الهول في سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا إلى تأثيرات ملحوظة على الوضع الأمني والإنساني في سوريا، خاصة فيما يتعلق بتنظيم داعش ومخيم الهول.
خاصة أن الوضع في سوريا يشهد منذ سنوات صراعًا متعدد الجوانب، حيث تتشابك القضايا الأمنية والإنسانية بشكل معقد.
وسط هذه التحديات، لعبت المساعدات الدولية، خاصة الأمريكية، دورًا حيويًا في دعم جهود مكافحة الإرهاب وتوفير الإغاثة للسكان المتضررين. ومع قرار الولايات المتحدة بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، بدأت تظهر تأثيرات واسعة على الوضع في سوريا.
تأثيرات على مخيم الهوليُعتبر مخيم الهول في شمال شرق سوريا موطنًا لحوالي 40،000 شخص، معظمهم من عائلات عناصر داعش.
ويعتمد المخيم بشكل كبير على المساعدات الدولية لتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.
و مع تجميد المساعدات الأمريكية، توقفت بعض المنظمات غير الحكومية عن تقديم خدماتها، مما أدى إلى نقص في الإمدادات الأساسية وخلق حالة من الاضطراب داخل المخيم.
هذا الوضع يثير مخاوف من احتمال استغلال داعش لهذه الفجوات لإعادة تنظيم صفوفه أو تجنيد أعضاء جدد.
تأثيرات على تنظيم داعشبالإضافة إلى ذلك، تعتمد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الدعم الأمريكي لإدارة السجون التي تحتجز حوالي 9،000 من مقاتلي داعش.
و مع تعليق المساعدات، هناك مخاوف من تراجع قدرة قسد على تأمين هذه السجون، مما قد يؤدي إلى هروب محتمل للمقاتلين وزيادة نشاط التنظيم في المنطقة.
وكانت قد حذرت شخصيات أمنية غربية من أن تعليق المساعدات قد يؤدي إلى عودة ظهور داعش، مشيرين إلى أن غياب الدعم يضعف الجهود المبذولة لمنع التنظيم من إعادة بناء نفسه.
كما أشار مسؤولون إنسانيون إلى أن هذا التجميد يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في المخيمات، حيث يعتمد السكان بشكل كبير على المساعدات الدولية.
كيف يمكن للتنظيم أن يستغل الوضع؟تنظيم داعش يمتلك تاريخًا طويلًا في استغلال الأزمات والفراغات الأمنية لتعزيز وجوده وبناء شبكاته.
والأزمة الحالية الناتجة عن وقف المساعدات الأمريكية تخلق فرصة للتنظيم للعودة إلى الواجهة بطرق متعددة.
فمع نقص الموارد الأساسية في مخيم الهول، قد يجد داعش فرصة مثالية لتجنيد الأفراد، خصوصًا الأطفال والشباب، من خلال توفير الإمدادات الغذائية أو الأموال الصغيرة كوسيلة لجذبهم.
والتنظيم يمكن أن يستغل الشعور بالإحباط واليأس بين سكان المخيم لنشر أيديولوجيته، خاصة بين العائلات التي لها صلات سابقة بالتنظيم.
كما يمكن لداعش أن ينظم عمليات لتهريب النساء والأطفال من مخيم الهول، لإعادة توظيفهم ضمن شبكاته أو نقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا للتنظيم.
والتنظيم قد يستغل تراجع الضغط الأمني بسبب انشغال قوات سوريا الديمقراطية بالتعامل مع الأزمات الإنسانية لتنشيط خلاياه النائمة في سوريا والعراق.
و احتمالية هروب بعض القيادات من السجون، يمكن للتنظيم إعادة تنظيم صفوفه وتوزيع المهام بين القيادات الهاربة والخلايا العاملة.
كما أن داعش قد يبدأ بشن هجمات صغيرة ومفاجئة على القوات المحلية (مثل قسد) أو على المدنيين لخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
كذلك التنظيم يمكن أن يشن هجمات ضد المصالح الغربية في المنطقة لإرسال رسالة مفادها أن غياب الدعم الدولي يساعد في عودته.
والتنظيم قد يحاول التسلل عبر الحدود السورية-العراقية مستغلًا تراجع التنسيق الأمني بسبب قلة الدعم الدولي.