حوار التيار - حزب الله.. مدخل الى مؤتمر تأسيسي
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يعلم "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" أن حوارهما سيكون من دون أي جدوى إلا في حال إنضمام قوى سياسية أخرى إليه، بمعنى آخر، أن التسوية التي يسعى الطرفان الى عقدها من أجل الوصول الى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تبصر النور لأنه لن يكون هناك إمكانية لجعلها أمراً واقعا من دون إنضمام غالبية النواب والكتل النيابية إليها والمساهمة في إقرار بنودها.
لهذا السبب تحديداً أدخل "حزب الله" حليفه الشيعي، الرئيس نبيه بري على خط الحوار مع "التيار"، وإن كان بطريقة غير مباشر، فلا "الحزب" قادر على السير بإتفاق مع رئيس "التيار" جبران باسيل يتضمن بنوداً أساسية مثل اللامركزية من دون التشاور مع بري، ولا باسيل لديه أمل بإمكانية إقرار أي من البنود من دون التوافق الكامل مع رئيس المجلس النيابي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن بري منفتح على النقاش الذي يضعه "حزب الله" بأجوائه ما دام يسير تحت سقف إتفاق الطائف، وحتى اللامركزية الإدارية التي تتضمن في طياتها لامركزية مالية، منصوص عنها في الميثاق الوطني، لذلك فإن أصل بحث اللامركزية ليس هو المشكلة في عين التينة، بل إن المشكلة في التفاصيل التي ستكون جزءاً من القانون الذي سيتم إقراره في البرلمان.
لذلك فإن البحث بات يتركز اليوم حول التقسيم الإداري، وحجم التقسيمات وطبيعتها، وهل ستكون تقسيمات طائفية ومذهبية لتشبه بذلك الى حد كبير الفيدرالية، أم انها ستكون تقسيمات جغرافية مرتبطة بالمساحة وعدد السكان وغيرها من الأمور. الاكيد أن الشرط الأساسي لدى رئيس المجلس أن يبقى النقاش ضمن إطار إتفاق الطائف الذي لن يوافق بري أبداً على تجاوزه او تعديله.
في المقابل، لا يمكن الذهاب نحو تسوية بهذا الحجم من دون إشراك المكونات الأخرى، فكيف يمكن إقناع القوى الدرزية بالإتفاق، إذا لم يكن مجلس الشيوج جزءاً من التسوية، خصوصا أنه أيضاً احد بنود إتفاق الطائف التي لم تقر في السنوات الماضية. علماً ان الإشتراكي قد يكون مستفيدا من اللامركزية بشكل كبير، غير أنه في الوقت نفسه لن يسير بإتفاق مفصل على قياس "ثنائي مار مخايل" من دون ثمن حقيقي.
أما القوى السنيّة التي لم تحدد موقفها بعد من كل ما يحكى حول حوار "التيار" مع "حزب الله"، فقد لا تكون متحمسة للخوض بمثل هكذا تسوية، خصوصاً أن التوزيع الجغرافي للسنّة في لبنان يجعلهم غير مستفيدين بشكل موازي من اللامركزية المالية، ما سيضعف حضورهم السياسي المركزي وفق الحسابات اللبنانية، كما ان ضبابية الموقف السعودي في الملف اللبناني يساهم بدوره في تروي الكتل السنيّة في إتخاذ اي موقف. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إطلاق برنامج "تعزيز القدرات التخطيطية والاقتصادية بالمحافظات" لتحقيق اللامركزية
مسقط- الرؤية
أطلقت الأكاديمية السلطانية للإدارة برنامج "تعزيز القدرات التخطيطية والاقتصادية بالمحافظات"، وذلك بالتعاون مع وزارة الاقتصاد وذلك تحت رعاية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد.
ويأتي البرنامج انسجامًا مع الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- التي تهدف إلى تطوير قيادات وطنية ذات مهارات متجددة تتوافق مع مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، واستمرارًا في تقديم المبادرات الإستراتيجية. ويهدف البرنامج إلى تأهيل القيادات الوطنية في المحافظات لدعم التنمية الشاملة والمستدامة، وتعظيم الاستفادة من الموارد وفق المزايا النسبية لكل محافظة. كما يسعى إلى تعزيز التحول نحو اللامركزية الإدارية والاقتصادية من خلال بناء قدرات موظفي الدوائر التنفيذية.
وقال سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانيّة للإدارة إن إطلاق هذا البرنامج يأتي ضمن جهود الأكاديمية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد لتمكين القيادات بمختلف شرائحها، وتعزيز مبدأ التكاملية بين المحافظات، علاوة على أنه يهدف إلى دعم الدوائر التنفيذية في المحافظات لتحقيق أدوارها التنموية والاقتصادية والاجتماعية. وأضاف اللواتي أن البرنامج يُعد مُكمِّلًا لما تُقدِّمه الأكاديمية السلطانيّة للإدارة من برامج تسعى لتمكين المجتمعات القيادية بمختلف المستويات في المحافظات؛ حيث يُركِّز على تطوير قدرات الموظفين العاملين في المحافظات والبلديات، من خلال تمكينهم من وضع الخطط والموازنات، وصياغة المؤشرات، واستخدام الأدوات والنماذج المتبعة وفق المعايير الوطنية والعالمية، بما يعزز مشاركتهم الفاعلة في تحقيق الأولويات التنموية بالمحافظات.
ويتميز البرنامج بمتابعة استمرارية تطوير المشاركين بعد انتهائه، من خلال توفير استشارات مهنية مخصصة لدعم تنفيذ الخطط والمبادرات التي يعمل عليها المشاركون في محافظاتهم. وتهدف هذه الاستشارات إلى ضمان التطبيق الفعّال للمهارات المكتسبة وحل التحديات التي قد تواجههم أثناء العمل، مما يعزز الاستدامة العملية للمخرجات.
من جهته، قال سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي، وكيل وزارة الاقتصاد إن البرنامج يمثل خطوة محورية نحو تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة في المحافظات، من خلال بناء قدرات العاملين في التخطيط المالي والاستثماري، وتمكينهم من استخدام الأدوات الحديثة لإعداد الموازنات وإدارة المشروعات الإنمائية بفعالية. وأضاف المعولي أن البرنامج يُسهم في ترسيخ مبدأ اللامركزية الاقتصادية، عبر تعزيز قدرة المحافظات على وضع خطط تنموية مبنية على بيانات اقتصادية دقيقة؛ مما يُحقِّق استغلالًا أمثلَ للموارد ويعزز بيئة الاستثمار المحلي. وتحرص وزارة الاقتصاد على دعم هذه المبادرات لضمان تكامل الجهود التنموية بين مختلف القطاعات؛ بما يُسهِم في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040".
ويركز البرنامج على 5 محاور رئيسة تشمل: الإدارة المحلية، واللامركزية الاقتصادية، وإعداد الموازنات الإنمائية، وإدارة العقود، والتحليل الاقتصادي والتخطيط الإستراتيجي، وتشجيع الاستثمار. ويُقدَّم البرنامج من خلال وحدات تعلمية وزيارات ميدانية وفرق عمل ومشروعات وعروض إستراتيجية.