تفاصيل حفل جوائز الاتحاد الأوروبي 2023.. ميسي ينافس هالاند ودي بروين
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” بعد غد الخميس عن الفائزين بجوائزه للموسم الماضي، وذلك خلال حفل مراسم قرعة الدور الأول “دور المجموعات” للموسم الجديد لدوري أبطال أوروبا، في موناكو.
ومع الكشف رسميا عن تفاصيل الموسم الجديد لدوري الأبطال، سيخوض أبرز نجوم المسابقة في الموسم الماضي صراعا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي أيقونة بطولة كأس العالم 2022 على الجائزة الأبرز في هذا الحفل، وهي جائزة أفضل لاعب في أوروبا الموسم الماضي.
كما تخوض بطلات مونديال 2023 للسيدات سباقا محموما على جائزة أفضل لاعبة في الموسم الماضي.
ثلاثية تاريخية لهالاند ودي بروينوبعد فوزهما بالثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتي الإنجليزي في ختام الموسم الماضي، يخوض المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند وزميله صانع اللعب البلجيكي كيفن دي بروين تحديا جديدا، المنافسة على جائزة أفضل لاعب في أوروبا في مواجهة ميسي، الذي يتألق حاليا في صفوف إنتر ميامي الأمريكي.
وقدم كل من هالاند ودي بروين موسما تاريخيا مع مانشستر سيتي، توج بالثلاثية التاريخية "دوري وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا"، لتكون أرقام اللاعبين بهذا الموسم في مواجهة الإنجاز التاريخي لميسي، وفوزه مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2022 خلال السباق على جائزة اليويفا.
هالاندوكان الموسم الماضي هو الأول لهالاند مع مانشستر سيتي، بعد الانتقال إليه من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف 2022، ولكن اللاعب حقق خلاله العديد من الأرقام القياسية على مستوى الأهداف، وأبرزها تسجيل 36 هدفا في موسم واحد بالدوري الإنجليزي.
كما تصدر هالاند قائمة هدافي دوري الأبطال في الموسم الماضي برصيد 12 هدفا وبفارق 4 أهداف عن المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول، وصاحب المركز الثاني بالقائمة.
وأصبح هالاند "23 عاما" أصغر وأسرع لاعب يصل لحاجز الـ35 هدفا في تاريخ مشاركاته في دوري الأبطال.
كيفين دي بروينوتوج دي بروين موسمه الثامن في صفوف "سيتي" بالثلاثية التاريخية، كما أنهى مشاركته مع الفريق في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، متصدرا لقائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف برصيد 16 تمريرة حاسمة، وهي المرة الثالثة التي يتصدر بها هذه القائمة في المواسم الثمانية، كما تصدر القائمة نفسها على مستوى دوري الأبطال بصناعة 7 أهداف لزملائه.
ميسي يتسلح بلقب كأس العالموفي المقابل، توج ميسي مع منتخب بلاده بلقب المونديال، الذي طال انتظاره منذ 1986، ليكمل لوحة إنجازاته الكروية بعد مسيرة حافلة بالألقاب والأرقام القياسية مع برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي.
وأحرز ميسي في الموسم الماضي مع سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي للموسم الثاني على التوالي، ولكن منافسته على جائزة اليويفا ستعتمد بشكل كبير على إنجاز المونديال مع المنتخب الأرجنتيني.
ليونيل ميسي يحتفل بفوز الأرجنتين بلقب كأس العالموسجل ميسي خلال المونديال 7 أهداف، وحل في المركز الثاني في قائمة هدافي البطولة، كما فاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في هذه النسخة.
ووصل ميسي إلى حاجز الـ100 هدف دولي في مارس الماضي ليصبح ثالث لاعب في التاريخ يصل لهذا الحاجز على مستوى الأهداف الدولية.
جائزة أفضل لاعبةوعلى جائزة أفضل لاعبة، ستتنافس 3 لاعبات سطعن في مونديال 2023، الذي اختتم مؤخرا في أستراليا ونيوزيلندا، والذي توج المنتخب الإسباني بلقبه بعد الفوز على نظيره الإنجليزي في المباراة النهائية.
وتتنافس، على جائزة اليويفا، الإسبانية آيتانا بونماتي الفائزة بالكرة الذهبية لأفضل لاعبة في مونديال 2023 مع زميلتها أولجا كارمونا صاحبة هدف الفوز 1-0 في نهائي المونديال، والأسترالية سام كير إحدى أبرز اللاعبات في هذا المونديال.
وساهمت بونماتي في فوز برشلونة بلقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني في الموسم الماضي، وشاركت اللاعبة في 11 مباراة بدوري الأبطال، سجلت خلالها 5 أهداف وصنعت 8 أهداف لزميلاتها، كما شاركت بونماتي في جميع المباريات الـ7 للمنتخب الإسباني بالمونديال وسجلت 3 أهداف وصنعت هدفين.
منتخب إسبانيا للسيداتوتألقت كارمونا في دفاع ريال مدريد الإسباني الموسم الماضي، ولكن ترشيحها لجائزة اليويفا اعتمد بشكل كبير على سطوعها في مونديال السيدات، حيث خاضت 6 من مباريات الفريق في البطولة وسجلت هدفين كان أبرزهما هدف الفوز في النهائي.
وفي المقابل، لعبت كير "29 عاما" دورا بارزا في فوز تشيلسي بلقبي دوري وكأس إنجلترا وبلوغه الدور نصف النهائي لدوري الأبطال في الموسم الماضي، كما وصلت بالمنتخب الأسترالي لنصف نهائي المونديال وأحرزت معه المركز الرابع ليكون المركز الأفضل للفريق في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم.
جائزة أفضل مدربويتنافس الإسباني جوسيب جوارديولا، الذي قاد مانشستر سيتي للثلاثية التاريخية بالموسم الماضي، على جائزة أفضل مدرب مع الإيطاليين سيموني إنزاجي، الذي قاد انتر ميلان لنهائي دوري الأبطال، ولوتشيانو سباليتي، الذي فاز مع نابولي بلقب الدوري الإيطالي عن جدارة للمرة الأولى منذ 1990.
جوارديولاجائزة أفضل مدرب كرة نسائيةوعلى جائزة أفضل مدرب كرة نسائية، يتنافس خورخي فيلدا، الذي قاد المنتخب الإسباني للقبه العالمي الأول مع جوناثان جيرالدز المدير الفني لبرشلونة والهولندية سارينا فيجمان، التي قادت المنتخب الإنجليزي لنهائي المونديال بعد عام واحد فقط من فوزها مع الفريق بلقب يورو 2022.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إنتر ميامي الاتحاد الأوروبي باريس سان جيرمان برشلونة جوارديولا دوري أبطال أوروبا كأس العالم كأس العالم للسيدات ليونيل ميسي مانشستر سيتي منتخب الأرجنتين ميسي هالاند دي بروين فی الموسم الماضی جائزة أفضل لاعب على جائزة أفضل دوری الأبطال مانشستر سیتی لاعب فی
إقرأ أيضاً:
على الاتحاد الأوروبي البناء على نجاحاته السابقة
ترجمة ـ قاسم مكي -
يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات هائلة. تشمل هذه التحديات تسريع الابتكار وتعميق التكامل المالي وحماية أمنه والحفاظ على قيم الحرية والديمقراطية والرفاه الاجتماعي التي بُنِي عليها مجتمعه منذ الحرب العالمية الثانية.
لن يكون أي من هذه التحديات يسيرا بالنظر إلى التحولات غير المواتية التي تواجهها الكتلة الأوروبية الآن وليس أقلها الفوضى السياسية في فرنسا وألمانيا. مع ذلك يمكن للاتحاد الأوروبي وهو يواجه مستقبله البناء على نجاحات تاريخية عظيمة. فالاتحاد بعد كل شيء تمكَّن من التوسع والتمدد خلال ما يقرب من سبعة عقود (بل أطول من ذلك إذا عدنا به إلى فترة الجماعة الأوروبية للفحم والصلب والتي تأسست في عام 1951) .
هذا التوسع انتقل بالاتحاد من عضوية 6 دول فقط في البداية هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا إلى 27 دولة الآن (تراجعا من جملة 28 دولة للأسف بعد خروج بريطانيا منه).
توسع الاتحاد ليس هو اللافت فقط ولكن مدى التقارب الاقتصادي بين بلدانه الأعضاء. في عام 2013 ذكرت آنيت بونجاردت ومعها آخرون أن بالإمكان عموما «التمييز بين ثلاث مراحل للتقارب في الاتحاد الأوروبي على مستوى بلدانه. شهدت المرحلة الأولى من 1950 وحتى 1973 تقارب غرب أوروبا مع مستويات المعيشة في الولايات المتحدة، والمرحلة الثانية من 1974 إلى 1993 هي مرحلة تقارب شمال وجنوب أوروبا مع أوروبا القارية. أما الثالثة بين 1994 و2010 فهي مرحلة تقارب أوروبا الشرقية مع أوروبا الغربية.
عملية التقارب هذه كانت عريضة القاعدة ومتينة. إيطاليا فقط هي التي بدأت تتباعد في المرحلة الثالثة. ويعود ذلك إلى ناتجها المحلي الإجمالي الأقل نموا. ثم بعد عام 2013 حدثت صدمة الأزمة المالية في منطقة اليورو والتي أوجدت تباعدا كبيرا لفترة من الوقت، كما كان هنالك أيضا النمو الأسرع في إنتاجية الولايات المتحدة مؤخرا.
كل البلدان التسعة التي انضمت للاتحاد الأوروبي في الفترة بين 1973 و2000 باستثناء اليونان رفعت الناتج المحلي الإجمالي للفرد (على أساس تعادل القوة الشرائية) مقارنة بمتوسط البلدان الست المؤسسة للاتحاد بحلول عام 2023، وكانت إيرلندا هي الفائزة بهامش ضخم. لكن بالنظر إلى دور الاستثمار الأجنبي المباشر كان الناتج المحلي الإجمالي أعلى بنسبة 30% من الدخل القومي الإجمالي في عام 2023.
أيضا كل البلدان الـ 13 التي انضمت للاتحاد في الفترة بين 2004 و2013 ومعظمها من وسط وشرق أوروبا رفعت ناتجها المحلي الإجمالي للفرد مقارنة بالبلدان الأعضاء الستة المؤسسة وبعضها بنِسَبٍ ضخمة، فالناتج المحلي الإجمالي للفرد في بولندا على سبيل المثال ارتفع من 40% من مستواه في بلدان الاتحاد الأوروبي الست في عام 2004 إلى 73% في عام 2023.
عند المقارنة مع بلد بحجم شبيه لكن خارج الاتحاد الأوروبي سنجد أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في أوكرانيا ارتفع من 28% من متوسط هذا الناتج في البلدان الست المؤسسة للاتحاد في عام 2003 إلى 31% فقط في عام 2021. ثم تراجع إلى 28% في عام 2023 بعد الحرب مع روسي، وتركيا رغم أنها خارج الاتحاد إلا أن أداءها كان جيدا وثمة سبب لذلك. إنه الأمل (المتلاشي) في عضوية الاتحاد والذي كان محركا لسياساتها حتى منتصف العشرية الثانية.
ما حدث لجيران الولايات المتحدة لا يماثل ما حدث داخل الاتحاد الأوروبي الموسَّع؟ فالمكسيك وهي الأهم إلى حد بعيد تراجعت إلى الخلف. لقد هبط ناتجها المحلي الحقيقي للفرد من 35% الى29% من مستويات الولايات المتحدة في الفترة بين 2004 و2023 على الرغم من الفرص التي أتيحت لها بواسطة اتفاقيات التجارة الحرة.
الاختلاف الجذري بين توسيع الاتحاد الأوروبي واتفاقيات المكسيك مع الولايات المتحدة أن توسيع الاتحاد مؤسسي ومعياري أيضا (بمعنى إنه يقوم على مؤسسات مثل المفوضية والبرلمان الأوروبي ومحكمة العدل الأوروبية. كما يرتكز أيضا على قيم معيارية مثل تداول السلطة وحقوق الإنسان وسيادة القانون واقتصاد السوق - المترجم). فالاتحاد يتيح مسارا لأن تكون الدولة العضو أوروبية. أما الولايات المتحدة فلا يمكنها إتاحة شيء من هذا القبيل. بل بالعكس الأمراض الاجتماعية في الولايات المتحدة والتي تناولتها في مقال لي مؤخرا تتدفق عبر حدودها حيث تصدر الأسلحة وتستورد المخدرات، وهذا يغذي جرائم العصابات وينسف حكم القانون.
بالنظر إلى الانزعاج من قدوم المهاجرين عبر الحدود لماذا لا يحاول الأمريكيون بذل مزيد من الجهد لجعل البلدان الهشة في تلك المنطقة أكثر ازدهارا؟ وعلى نحو مماثل لذلك لم يفعل الأوروبيون شيئا يذكر للشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
نجاح الاتحاد الأوروبي كان في أغلبه محليا. حتى أزمة منطقة اليورو في سنوات العشرية الثانية تم التغلب عليها بنجاح على الرغم من الأخطاء التي ارتكبت في إيجاد اتحاد العملة وإدارته اللاحقة، ومنذ عام 2020 كان أداء كل البلدان التي تضررت من الأزمة أفضل من أداء ألمانيا بما في ذلك اليونان وإسبانيا.
لم يكن التكامل الاقتصادي لأوروبا أو التقارب بين الدول الأعضاء في الاتحاد حتميا. لقد كان نتاج مقاربة سياسية حصيفة. وللمفارقة، يعود ذلك في جزء منه إلى ترويج رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر لفكرة السوق الموحدة في ثمانينات القرن الماضي.
لكن الآن هنالك تحديات جديدة بل أكبر. فالأمن الذي تقدمه الولايات المتحدة يصبح في أفضل الأحوال باهظ التكلفة وفي أسوأ الأحوال يختفي كليا. وروسيا بدعمٍ من الصين تشكل تهديدا لأوروبا في الشرق. وأوكرانيا التي تتطلع بشدة إلى التمتع ببركات عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تتعرض لخطر التخلي عنها من جانب أولئك الذين ينبغي أن يكونوا أفضل إدراكا للتحدي الأمني.
إلى ذلك، مجتمعات بلدان الاتحاد الأوروبي التي تشيخ تزيد الأعباء المالية لحكوماتها. والعداء للهجرة يشتد فيما تتعاظم الحاجة إليها. إلى ذلك، ضرورة زيادة الإنتاجية ببناء اقتصاد رقمي وتحرير وتعميق التكامل ليست أقل أهمية، كما يوضح تقرير ماريو دراغي.
أيضا يجب إيجاد طريقة ما لتشكيل وتطبيق سياسة خارجية وأمنية مشتركة. وهنالك أيضا حاجة للاتفاق على زيادة كبيرة للموارد المالية الخاصة بالاتحاد الأوروبي عبر قدراته في التحصيل الضريبي والاقتراض. ذلك بدوره سيعيد الاتحاد الأوروبي إلى المجادلات التي دارت في أوائل التسعينات حول الاتحاد السياسي.
كما سيكون من الضروري أيضا إضعاف قدرة الدول الأعضاء المتعنتة مثل المجر تحت قيادة فيكتور أوربان في الحيلولة دون سريان السياسات المشتركة الضرورية. سيقول عديدون أن كل ذلك مستحيل. لكن لا بد أن تتحقق بعض الفوائد من إزالة التعنت البريطاني.
على أوروبا ألا تتبنى نموذجا اجتماعيا يخاطر بإنتاج الأمراض الأمريكية من موتٍ مبكر وحوادثِ قتل جماعي ومعدلات فلكية للحبس في السجون. لكن التحولات الجذرية ضرورية. وبقاء أوروبا الموحَّدة والحرة والهشة يعتمد على ما إذا كانت لدى الأوروبيين الشجاعة والحكمة لمواجهة تحديات حقبتنا الحالية.
مارتن وولف كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة الفاينانشال تايمز
الترجمة خاصة لـ عمان